Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تربية العقل عند ابن رشد /
المؤلف
عمران، شاذلي محمد حسين علي.
هيئة الاعداد
باحث / شاذلي محمد حسين علي عمران
مشرف / عادل محمد عبد الحليم السكرى
مشرف / إيهاب السيد إمام
مناقش / سعيد إسماعيل علي
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
259ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الصحة النفسية
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - قسم أصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 295

from 295

المستخلص

إن النهضة الثقافية والفعالية الحضارية والتقدم العلمي والرقى الاجتماعي، لا تتم إلا باستخدام العقل، وبمجراه السليم الذي يحفز الفرد والمجتمع على الجد والاجتهاد؛ لتحقيق قيم العدل والعلم، وهذه لا تتم إلا من خلال القدرات العقلية، وكليات الوحي ضمن رؤية تكاملية، وهذا هو كان بالفعل حال الحضارة الإسلامية عندما تعانق طرفاها: العقل، والشرع، فكانت مركز إشعاع للثقافة في العالم كله حينما كفلت للممارسة العقلية طريقها المستقيم، وأعطت للعقل ما يستحقه من تربية، ورعاية، وعناية، وتقدير.
وهذا الفكر التنويري تجده عند ابن رشد، فيقول: ”كل شريعة كانت بالوحي، فالعقل يخالطها”، فابن رشد هنا يشكل في فكره وحدة متناسقة متكاملة لا تناقض فيها بين الفقيه، والعالم، والفيلسوف، والطبيب، ومجتمعاتنا العربية الإسلامية في العصر الحاضر أحوج ما تكون إلى هذا اللون من التنوير العقلي والديني معًا؛ حتى يمكن القضاء على فكر أصحاب الأهواء الفاسدة، والاعتقادات المحرفة، ومنذ وجود ابن رشد لم يعد الفكر الإسلامي بحاجة إلى ثورة علمانية، كالتي شهدتها أوروبا في عصر الأنوار؛ لكي يصبح فكرًا علميًا وعالميًا، وإنما أصبح التطور والإبداع جزءين مكونين للفكر الإسلامي، وهدفين رئيسين من أهداف التربية.
فإننا نعيش في عالم جديد، عالم به العديد من المتغيرات، عالم أصبح بفضل التطورات العلمية الحديثة قرية صغيرة، إلا أن المجتمعات الحديثة تشهد درجات متفاوتة من التراجع عن طريق العقل، وتضيِّقًا لمساحته، وهو ما يشير إلى حالة من الركود، والجمود، والتبعية الفكرية.
ومن هنا تبرز أهمية طرح ذلك الموضوع وإخضاعه للبحث، فنحن في أشد الحاجة الآن إلى عقلانية ابن رشد، وأمثاله من فلاسفة المسلمين الذين احتفوا بالعقل والعقلانية، من أجل أن تقاوم تلك التيارات الدينية المتصلبة التي بدأت تستشرى في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فالتخفيف من التطرف الديني إلى الحد الأقصى، والتطور، والإبداع، والتقدم العلمي، لا يمكن أن يتم إلا بأن تسود الروح الرشدية بجناحيها الديني والعقلي معًا في جميع أوساطنا الثقافية، ومؤسساتنا التربوية والتعلمية.