الفهرس 
الإطـــــــــار النظــــــــري للدراســـــــــــيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 150 |  |  |
| | | from | 150 | | |
المستخلص
تحتل اللغة أهمية كبيرة بين أفراد الجنس البشري؛ حيث تستخدم في مختلف مواقف حياتهم لأغراض التحدث مع الأخرين، والتفكير، والتواصل الاجتماعي الناجح، والتعبير عن المشاعر والانفعالات في المواقف الاجتماعية والتأثير على الأخرين، كما تستخدم في تبادل الرسائل بين الأفراد وتبادل المعلومات والمعارف، ومعرفة الأخبار والوقوف على طبيعة حياة الإنسان بصورة عامة أو تطورها قديما أو حاضرا، وانطلاقا إلى المستقبل
ويشير تقييم اللغة خاصة لشكاوى التواصل لدى العديد من الأطفال أنها لا تتعلق بالنطق، أو حصيلة الكلمات فقط ولكنها تتعلق أيضا بالمحادثة، حيث يصف أباء هؤلاء الأطفال بأنهم يتكلمون ولكنهم لا يلتفتون إلى حديث الآخرين وفى كثير من الأحيان تكون إجابتهم غير مترابطة أو متعلقة بموضوع أخر حيث لا يعبروا بوضوح عن الانتباه للتواصل أو يظهروا اهتمام قليل جدا في المحادثة، وبهذا يكون اضطراب القدرات البراجماتيه لدى الأطفال الصغار في هذه الحالة هي قصور في الاستخدام الوظيفي للغة والمحادثة للأطفال ما قبل المدرسة فيعتبر دليل على وجود اضطراب لغوى (Hage, et al., 2007).
وتعد السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل ذات أهمية خاصة؛ فهي اللبنات الأساسية لنمو الطفل وتعلُّمه وتطوره في المستقبل، حيث يتطور الدماغ بمعدل سريع خلال السنوات الأولى حيث تنمو أكثر من مليون شبكة عصبية كل ثانية، وفي سن الخامسة يتطوّر حوالي ٨٥٪ من أفكار ومهارات وشخصية الطفل، حيث وتزداد حساسية الطفل بالمؤثرات الخارجية مع نموه، حيث تشير الأبحاث إلى أن التجارب المبكرة بما فيها التفاعلات التحفيزية المتبادلة بين الأهل وأطفالهم لها أثر مباشر على كيفية تطوير الطفل لمهاراته في التعلّم فضلاً عن قدراته المعرفية والاجتماعية والعاطفية في محيطه الاجتماعي، وفي الحقيقة، فإن مثل هذه التجارب قد يدوم أثرها مدى الحياة (بندر الزهراني، 2019: 1).
ويعد التواصل الاجتماعي جانبا مهما في حياة الإنسان، فهو أداة فعالة من أدوات التغيير والتطوير والتفاعل بين الأفراد والجماعات، ويهدف الأفراد من خلال عملية التواصل إلى التأثير في أفكار الفرد المستقبل لتعديلها أو التأثير في سلوكياته واتجاهاته، وتظهر انماط التواصل الأسرة بين الآباء والأبناء، وبين الأزواج أنفسهم، ويعد التواصل الإيجابي بين أفراد الأسرة مؤشرا هاما ودالا على رفاهية الأسرة وصحتها، إذ إن التواصل الفعال بين أعضاء الأسرة يقود إلى الرضا بين أعضاء الأسرة، ويعمل على تقليل النزاعات داخل الأسرة (2013 ,Kastrati) كما تظهر أنماط التواصل في السلوك اللفظي - أي في الكلمات والعبارات التي يستخدمها أفراد الأسرة في الحديث مع بعضهم بعضا، كما أنها تظهر في السلوك غير اللفظي.
ومن هنا تأتي الدراسة الحالية لدراسة مدي العلاقة بين اضطراب اللغة البراجماتية والتواصل الاجتماعي لدي الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، وذلك للكشف عن نمو مهارات اللغة البراجماتية لدى الأطفال ودوره في تحسين لديهم التواصل الاجتماعي.
مشكلة الدراسة:
تحدد مشكلة الدراسة الحالية في السؤال الرئيسي التالي:
هل توجد علاقة بين اضطرابات اللغة البراجماتية والتواصل الاجتماعي لدى مرحلة ما قبل المدرسة؟
ويتفرع من هذا السؤال الرئيسي الأسئلة الفرعية التالية.
1. ما هي مهارات اللغة البراجماتية المتوفرة لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة عينة الدراسة؟
2. هل تختلف مهارات اللغة البراجماتية لدى أطفال ما قبل المدرسة باختلاف نوع الطفل من أطفال ما قبل المدرسة عينة الدراسة؟
3. هل تختلف مهارات اللغة البراجماتية باختلاف المستوى الاجتماعي والاقتصادي لدى أطفال ما قبل المدرسة عينة الدراسة؟
4. هل توجد علاقة بين اضطراب اللغة البراجماتية والتواصل الاجتماعي لدى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة؟
5. هل توجد علاقة بين مهارات التواصل الاجتماعي ودور الأمهات في تحقيق ذلك التواصل لدى أطفال ما قبل المدرسة عينة الدراسة؟
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة الحالية إلى:
1. الكشف عن مهارات اللغة البراجماتية لدي الأطفال بمرحلة ما قبل المدرسة.
2. التعرف على أعراض اضطراب اللغة البراجماتية لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة.
3. الكشف عن العلاقة بين اضطراب اللغة البراجماتية والتواصل الاجتماعي لدي الأطفال بمرحلة ما قبل المدرسة.
4. الكشف عن دور الأمهات في تحقيق التواصل الاجتماعي لدى الأطفال بمرحلة ما قبل المدرسة.
أهمية الدراسة:
تستمد هذه الدراسة أهميتها من عدة مقومات تتمثل في:
أ) الأهمية النظرية:
- الحداثة النسبية لمجال الدراسات التي تجمع بين التواصل الاجتماعي في علاقته باضطراب اللغة البراجماتية لدى الأطفال ما قبل المدرسة.
- قلة الدراسات العربية -في حدود إطلاع الباحثة-التي تناولت اضطراب اللغة البراجماتية والتواصل الاجتماعي.
- أهمية المرحلة العمرية للأطفال في الدراسة الحالية وهي مرحلة ما قبل المدرسة وأهمية استخدام اللغة فيها، والتي تؤثر بشكل كبير على استقرارهم وتفوقهم الدراسي في المراحل التعليمية التالية
ب) الأهمية التطبيقية:
- توفير سيكومترية للغة البراجماتية والتواصل الاجتماعي لدى الأطفال بمرحلة ما قبل المدرسة.
- تقديم العديد من التوصيات في ضوء ما ستصل إليه الدراسة من نتائج للمؤسسات المعنية بتنشئة الطفل كالأسرة والمدرسة.
- توجيه نظر الباحثين إلى دور الذي تلعبه اللغة البراجماتية في تطور التواصل الاجتماعي حتى يمكنهم تحديد توجهاتهم البحثية فيما يتعلق بالموضوع.
مصطلحات الدراسة:
تتضمن الدراسة الحالية مصطلحين رئيسين وهما:
أولا: اضطراب اللغة البراجماتية
تعرف الباحثة في الدراسة الحالية اضطراب اللغة البراجماتية لدي الأطفال على أنه، أسلوب الكلام واستخداماته، وأنساق قواعد وظائف الكلام، والمعارف اللغوية بجوانب المحادثة، الأنساق المعرفية واستخدام اللغة، والسلوكيات اللغوية غير اللفظية، واستخدام اللغة للتواصل، ويقاس بالدرجة التي يحصل عليها طفل ما قبل المدرسة على مقياس الاستخدام الاجتماعي للغة الأطفال في الدراسة الحالية.
ثانيا: التواصل الاجتماعي social communication
تعرفه الباحثة إجرائيا بأنه علاقة تنشأ بين طفل ما قبل المدرسة والمحيطين به من الأهل والأقران والإخوة والأخوات بحيث يؤثر فيهم ويتأثر بهم مستخدما لغة التواصل بأشكالها المختلفة، من حيث المهارات اللفظية، والمهارات غير اللفظية، والمهارات الاجتماعية، ويقاس بالدرجة التي يحصل عليها الطفل على مقياس التواصل الاجتماعي للأطفال في الدراسة الحالية.
ثالثا: أطفال ما قبل المدرسة:
يمكن تعريف طفل ما قبل المدرسة من حيث العمر الزمني بأنه الطفل ما بين الثالثة والسادسة من العمر، وهو ذلك الطفل القادر على إقامة علاقات خارج دائرة الأسرة الضيقة والقادر على اكتساب ميول سلوكية مستقلة، ويتحدد في الدراسة الحالية بين عمر 4 إلى 5 سنوات.
محددات الدراسة:
تتحدد الدراسة الحالية بالمحددات التالية:
أ. المحدد البشري: تمثلت عينة الدراسة في (60) من الأطفال من الذكور والإناث تتراوح أعمارهم بين (4-6) سنوات بمدرسة الشرفا الجديدة، إدارة المرج التعليمية بمحافظة القاهرة، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين (مجموعة الخصائص السيكومترية، مجموعة الدراسة الوصفية).
ب. المحدد المكاني: مدرسة الشرفا الجديدة، إدارة المرج التعليمية بمحافظة القليوبية.
ج. المحدد الزماني: تم تطبيق الدراسة في شهري يناير وفبراير من العام 2021م.
أدوات الدراسة:
تمثلت أدوات الدراسة في الآتي:
1. اختبار المصفوفات المتتابعة الملونة ل ”Raven”: (إعداد وتقنين/ عماد أحمد حسن، ۲۰۱۹).
2. مقياس الاستخدام الاجتماعي للغة للأطفال: (إعداد عادل عبد الله، 2010).
3. مقياس مهارات التواصل الاجتماعي المصور لأطفال الروضة (إعداد: لميس حمدي، 2014).
4. مقياس المستوى الاقتصادي الاجتماعي الثقافي للأسرة إعداد (معمر نواف الهوارنة، 2009).
5. استمارة دور الأم في التواصل الاجتماعي (إعداد الباحثة).
منهج الدراسة:
من أجل تحقيق أهداف الدراسة، قامت الباحثة باستخدام المنهج الوصفي الارتباطي المقارن باعتباره المنهج المناسب لأهداف وفروض الدراسة، والذي تحاول الباحثة من خلاله دراسة العلاقة بين اضطراب اللغة البراجماتية والتواصل الاجتماعي لدى أطفال ما قبل المدرسة، ومدى انتشار اضطراب اللغة البراجماتية لدى هؤلاء الأطفال وهل تختلف مهارات اللغة البراجماتية لديهم باختلاف المستوى الاجتماعي والاقتصادي لأسر هؤلاء الأطفال.
مجتمع وعينة الدراسة:
تمثل مجتمع الدراسة في الأطفال ذوي اضطراب اللغة البراجماتية من اطفال ما قبل المدرسة (4 – 6) سنوات بمدرسة الشرفا الجديدة إدارة المرج التعليمية، محافظة القاهرة، وتوزعت عينة الدراسة إلى مجموعتين كالتالي:
1. مجموعة الخصائص السيكومترية: وعددهم (30) طفلا وطفلة وأمهاتهم ممن تنطبق عليهم خصائص المجتمع الكلي للدراسة، وقد تم تطبيق أدوات الدراسة عليهم بهدف الضبط الإحصائي لها والتحقق من الخصائص السيكومترية للأدوات قبل تطبيقها على العينة الوصفية.
2. مجموعة الدراسة الوصفية: وعددهم (30) طفلا وطفلة وأمهاتهم ممن تنطبق عليهم خصائص المجتمع الكلي للدراسة، وقد تم تطبيق أدوات الدراسة عليهم بهدف اختبار صحة فروض الدراسة والخروج بنتائج.
نتائج الدراسة:
توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج وهي:
لا تختلف مهارات اللغة البراجماتية لدى أطفال ما قبل المدرسة باختلاف نوع الطفل من أطفال ما قبل المدرسة عينة الدراسة.
هناك اختلافات في مهارات استخدام اللغة لدى الأطفال في محور (الأنساق المعرفية واستخدام اللغة) لصالح الأطفال من مستوى اجتماعي متوسط.
توجد علاقة ارتباطية موجبة بين اضطراب اللغة البرجماتية والتواصل الاجتماعي لدى أطفال ما قبل المدرسة عينة الدراسة.
توجد علاقة بين مهارات التواصل الاجتماعي ودور الأمهات في تحقيق ذلك التواصل لدى أطفال ما قبل المدرسة عينة الدراسة