Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
البعد السياسى في الرواية المعاصرة:
المؤلف
سليم، ياسمين خالد بن الوليد.
هيئة الاعداد
باحث / ياسمين خالد بن الوليد على حسن سليم
مشرف / محمد إبراهيم الطاووس
مشرف / رشا حسين زغلول
مناقش / رشا حسين زغلول
الموضوع
االلغة العربية. الرواية المعاصرة.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
243ص؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 243

from 243

المستخلص

إن للأدب علاقة وطيدة بالمعتقدات السياسية والقيم الأيديولوجية . فما من شك أن حياتنا صارت مسيسة
بشكل أوبآخر ، فقد أصبحت السياسة متداخلة مع الكثير من سلوكنا ، وعاداتنا اليومية ، وامتد ذراعها ،
فطوف كل ما كنا نعتقد في الماضى أنه بعيد عنها كل البعد . وما الأدب في حقيقته إلا تعبير عن هذه الحياة .
ومن هنا يجد الأدب نفسه ، بوصفه ظاهرة اجتماعية ، متماسًا مع العملية السياسية ، فهو أقرب
إليها من نشاطات إنسانية أخرى . ويصل الأدب أحيانًا لدرجة أنه يبدو نوعًا من الممارسة
السياسية ، ويصبح الأديب رجل سياسة ، لكن بطريقته وأدواته الخاصة .
وقد لخص ” نجيب محفوظ ” هذا الموقف في عبارة قال فيها : ” ليس هناك حدث فنى ، بل حدث
سياسى في ثوب فنى ” (1) وهنا يؤكد محفوظ حضور السياسة بوصفه سياقًا عامًا ، ويشير إلى
تاثير الواقع المعيش فى الأدب .
كما أن السياسة لم تعد بالمفهوم التقليدي الذى يجعلها مقصورة على الكفاح العسكرى ضد
العدوالخارجي ، وإنما أصبحت السياسة مسيطرة على حركة البشر في معظم قضاياهم
المصرية ، مثل : التعليم والسكن والزواج والسفر .
__________________________________
(1) نبيل سليمان ، أسئلة الواقعية والالتزام ، اللاذقية ، دار الحوار للنشر والتوزيع ، ط1 / 1985 ، ص 82.
ووظيفة الأديب أن يعبر عما يعانيه مجتمعه . فما الأدب في حقيقته إلا تعبير عن المجتمع . ولأن
الأدب والسياسة اختلطا اختلاطًا كبيرًا فقد تلقت الساحة الأدبية الكثير من الأعمال الروائية . فمنذ
ظهور زينب بوصفها نقدًا للمجتمع الريفى المصرى وكتابات توفيق الحكيم ومحمود تيمور ونجيب
محفوظ ويحيى حقى ارتبطوا جميعًا بالمجتمع المصرى يصورون الطبقة الكادحة ويصورون الفقر
والعوز والزيف والسلطة والفساد .
إن معظم الإبداع المطروح على الساحة الأدبية يحمل رؤية أيديولوجية أو معتقدات سياسية
واجتماعية . وكلما كان العمل خصبًا وثريًّا ، كلما كانت إمكانات قراءته وتأويل رموزه أكثر تعددًا
وغنى . ولكن من السيىء أن تطغى أيديولوجيا الكاتب ومعتقداته على العمل الأدبى ؛ فحينها يتحول
العمل إلى منشور سياسى أو عقائدى زاعق .
فالأدب قادر على الاختزال والتلخيص لوقائع سياسية واجتماعية واقتصادية متعددة ، والحرص على
التعبير عنها بشكل جمالى ، وعلينا اكتشاف الكيفية التي يوظف بها المبدع عناصر الشكل لخدمة
المضمون .
من هنا كان اختيارى لبعض الأعمال الروائية التي قمت بمناقشتها ودراستها وتحليلها تحليلًا نقديًا ،
ورصد البعد السياسى بها ، وإيضاح مدى قوة علاقة الأدب بالسياسة من خلال تلك النماذج
المختارة .
وهذه الأعمال الروائية لكتاب مختلفين في طرق الأداء الفني والتشكيل الجمالى والمنهج ، ولكن ما
يجمع هذه الأعمال هو الالتفاف حول الواقع المصرى المعيش من فترة ما بعد ثورة 23 يوليو
1952 مرورًا بنكسة 1967 وحرب أكتوبر 1973 وما بعدها وحتى الآن ، بمشاكله وأزماته
المختلفة وخذلانه ، وهمومه الداخلية وانتكاساته الخارجية .
ولقد حرصتُ على ألا تقتصر الدراسة على مجرد الالتفاف حول المضامين السياسية والاجتماعية
للروايات محل الدراسة ، ولكن أيضًا المنهج المتبع فيها ودراسة الشكل الفني بعناصره البنيوية
والجمالية . ثم البحث عن علاقة هذا الشكل بالمضمون أو وجهة النظر التي تحملها الرواية بوصفها
خطابًا أو رسالة لها مرسل ولها متلق بالضرورة .
الرابط بين الأعمال الروائية المختارة هو هموم الواقع والوطن ، كل بطريقته ورؤيته .
وقد انتمت الأعمال الروائية محل الدراسة إلى مراحل متعاقبة تاريخيًا ، وتنتمى إلى رواة مختلفين
ومدارس فنية مختلفة .
غير أن الهم الأكبر للدراسة كان كيف نفذ الفن الروائى خاصة والأدبى عامة قلب المجتمع وواقعه؟
وكيف عالج مشكلاته ؟وما الذى طرحه من رؤى .؟
وتحاول هذه الدراسة رصد أبعاد توظيف الأيديولوجيا في الأدب متخذة من الروايات الخمس نماذج
وصورًا لإيضاح ذلك وإثباته .
واشتملت الدراسة على تمهيد ، تناول التمهيد العلاقة بين الأدب والأيديولوجيا . كما أثبتت فيه أن
ارتباط الأدب بالسياسة فرضته طبيعة الحياة في مجتمعات تناضل من أجل إثبات الوجود ونفى
الظلم عن الوطن والمواطن . كما تناول التمهيد علاقة السياسة والأيديولوجيا بالرواية خاصة دون
الأنواع الأدبية الأخرى . وكيف أصبحت النوع الأدبى الأكثر التصاقًا بالطبقة الكادحة وفئات الشعب
الدنيا وبالتالي الأكثر تعبيرًا عن هموم الوطن وشعبه .
وتناول الفصل الأول تصوير البناء الاقتصادى والاجتماعى بين عهدى عبد النصر والسادات من
خلال رواية ” يوم قُتل الزعيم ” لنجيب محفوظ . كما تناول كيفية تميز هذه الرواية بطابعها السياسى
ورصد سمات هذا الزمن السياسى الذى يقع قبيل مصرع الرئيس السادات من أنظمة اقتصادية مثل
الانفتاح وما نتج عنه ، وظروف اجتماعية عصيبة نتجت عما سبق .
وقد تم تحليل البناء السردى لهذه الرواية على هذا النحو : الفضاء الروائى ، الراوى ، الزمان ،
المكان ، الشخوص ، الدلالات الاجتماعية والسياسية لهذا البناء ، الأداء اللغوى وفاعليته الرامزة .
وتناول الفصل الثانى تحولات البرجوازية في المجتمع المصرى من خلال رواية ” ليس الآن ”
لهالة البدرى . كما تناول عرض الرواية للأحداث المرتبطة بالكفاح الوطنى منذ ثورة 23 يوليو
1952 وما بعدها من وقائع وأحداث وطنية وقومية ، وجهود شخصية مسخرة لخدمة الوطن باعتبارها بناءً عامًا .
وقد تم التحليل النقدى للبناء السردى للرواية من خلال : الفضاء الروائى ، الراوى ، الزمان ،
المكان ، الشخوص ، الدلالات الاجتماعية والسياسية للبناء السردى .
وتناول الفصل الثالث أسباب الفساد المالى والاقتصادي بعد حرب أكتوبر 1973 ، وأثر هذا الفساد
في الشعب وبخاصة الفقراء والمساكين ، الذين لم يجنوا ثمار نصر أكتوبر رغم أنهم هم من زرعوا
بذور هذه الثمار وناضلوا من أجل هذا النصر . من خلال رواية : الحرب في بر مصر ” ليوسف
القعيد . كما تناول كيفية تأثر البناء الفني للرواية بتلك الأفكار التي تضمنها مضمون الرواية .
وقد سار التحليل النقدى للرواية على غرار الفصول السابقة من دراسة نقدية للفضاء الروائى
والراوى والمكان والزمان والشخوص ثم الدلالات السياسية والاجتماعية لهذا البناء السردى .
وتناول الفصل الرابع أشكال وضروب الفساد في الواقع المصرى في الستينيات والسبعينيات عن
طريق إسقاطات الفساد السياسى والاجتماعى في عصر المماليك على الواقع المصرى المعاصر،
وذلك من خلال دراسة رواية ” الزينى بركات ” لجمال الغيطانى .
ويتوقف الدراسة النقدية هنا أمام اقتطاع بناء بالكامل زمنًا ومكانًا وشخوصًا من العصر المملوكى
ومحاولة تأمله تأملًا نقديًا مستقصيًا ، وهى حيلة يلجأ إليها الكتاب والمبدعون لإسقاط قضايا العصر
الاجتماعية والسياسية على هذا العصر القديم دون الدخول في مواجهات مع النظام السياسى السائد.
كما تناول أسلوب الغيطانى في جعل شخوص عصر المماليك الانتهازية معادلًا موضوعيًا
للشخصيات المعاصرة التي أودت بالشعب المصرى إلى نكسة 1967 وما تلاها من آثار سلبية للهزيمة .
وقد تم تحليل الرواية تحليلًا نقديًا بالأسلوب نفسه المتبع فيما سبقها من روايات أي عن طريق
الفضاء الروائى والراوى والزمان والمكان والشخوص والدلالات السياسية والاجتماعية للرواية ،
كما تناولت بالدراسة تقنية الإسقاط والرمز التي لجأ إليها الروائى جمال الغيطانى في هذه الرواية ،
وكذلك علاقة الدين بالسياسة وتأثير كل منهما فى الآخر من خلال الرواية .
ويتناول الفصل الخامس والأخير دراسة البناء الاجتماعى والسياسى لقاهرة الستينيات من خلال
رواية ” بيت النار ” للروائى محمود الوردانى ، وكيفية معالجة الرواية للأحوال السياسية
والاقتصادية والاجتماعية التي انتابت القاهرة في الستينيات من القرن الماضى ، قاهرة الفقراء
والكادحين في الأحياء الشعبية المعدمة والتي تمثل تناقضًا صارخًا وتضادًا مؤلمًا بالمقارنة بينها
وبين الأحياء المرموقة المجاورة لها .
وقد اتبعت في تحليلها ودراستها نفس أسلوب التحليل النقدى السردى السابق .
واشتملت الدراسة على خاتمة ، وفيها يتم عرض أهم النتائج التي توصلت إليها الرسالة بعد الدراسة
المستقصية والتحليل والنقد .
أسباب اختيار هذا الموضوع للدراسة :
1-إثبات أثر التطور الاجتماعى والسياسى في الرواية الواقعية .
2- كشف الرؤية السياسية في الرواية المصرية وأثرها في البناء الفني .
3- تأكيد أن الأدب أداة من أدوات التغيير السياسى والاجتماعى ، ويعبر عن روح الأمة
وأزماتها وطموحاتها .
4- إيضاح مفهوم الرواية السياسية من خلال النماذج المختارة للدراسة .
5- التحليل النقدى السردى للروايات السياسية الخمس.
6- كشف الملامح المشتركة والمختلفة بين الروايات .
7- دراسة وضع الرواية في الوطن العربى في ظل الظروف السياسية التي لحقت ببلاد الشرق
الأوسط كافة .
أهمية الدراسة :
يعد الأدب تراث الأمة وسجلها الحضارى والفكرى ، ويحدث الأدب في قائله وسامعه أثرًا بالغًا ،
وانفعالًا خاصًا يحرك فيه المشاعر والأحاسيس تجاه مختلف القضايا .
ثمة مقولة رائجة ” لكارل ماركس ” مؤداها أن الوعى يسبق الثورة ؛ ومن هنا تأتى أهمية الأدب
باعتباره أداة لزيادة الوعى السياسى ، فلا يمكن أن نتصور اندلاع ثورة ما يسبقها جهل في حقيقة
الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية لأى بلد .
لذلك فإن دراسة علاقة الأدب بالسياسة ، وأثر كل منهما فى الآخر ، وكشف البعد السياسى في
الروايات المعاصرة ودراستها دراسة نقدية تحليلية سوف تسير في جوانب متعددة ، نظريًا وتطبيقيًا
على حد سواء ، وترجع أهمية هذه الدراسة في نظر الباحث إلى ما يأتي :
1-الوقوف على الأفكار السياسية في الروايات الخمس المختارة والتي تؤدى الدور الغالب أو
التحكمى في هذه الروايات والتي عملت على صبغها بالطابع السياسى .
2- إثبات ارتباط السياسة بالأدب ، والذى فرضته طبيعة الحياة في مجتمعات تناضل من أجل إثبات
الوجود ونفى الظلم عن الوطن والمواطن .
3- الإقرار بتأثر بنية العمل الأدبى وتشكيله الجمالى بمدى استجابة المبدع بالتحولات السياسية
والاجتماعية والتاريخية والحضارية في مجتمعه ، وبمدى وعيه بتلك التحولات .
4- إبراز الدلالات السياسية والاجتماعية لكل رواية من الروايات والتي جعلت من هذه الروايات
روايات سياسية منها ينادى بالعدل الاجتماعى ومنها ما ينادى برد الحقوق إلى أصحابها والحرية
وتكافؤ الفرص وإيقاف الظلم والقهر وغير ذلك .
5- تحديد السمات الأسلوبية لكل روائى من الروائيين الخمسة ، وهم : نجيب محفوظ ، وهالة البدرى
ويوسف القعيد ، وجمال الغيطانى ، ومحمود الوردانى . من خلال رواياتهم المختارة للدراسة ، تلك
السمات التي أسهمت في كشف عناصر البنية الجمالية الفنية لأعمالهم الأدبية المختارة .
6- الدراسة الاجتماعية للظواهر الأدبية من خلال الروايات .
7- التحليل السردى المستقصى لكل رواية على حدة ؛ للتعرف على مكوناتها السردية من زمان
ومكان وشخوص ورواة ودلالات سياسية واجتماعية وفضاءات روائية ... إلخ .
8- دراسة فنية للظواهر الأدبية من الناحية السردية في هذه الروايات .
9- دراسة الجانب اللغوى لكل رواية من الروايات ، وكيفية تطويع كل روائى للغة وتسخيرها له
لكى تكون عونًا له في تحقيق غرضه البلاغى حينًا أو غرضه السياسى والاجتماعى حينًا آخر ،
وكيفية صنع المفارقات اللغوية ذات الدلالة السياسية بالغة الأثر عن طريق اللغة والتراكيب
والصور المختلفة .
10- إيضاح الطرق التي اتبعها كل روائى لتحديد رؤيته السياسية وإبرازها في الحياة وموقفه تجاه
العديد من القضايا الشائكة التي شغلت هؤلاء الروائيين الخمسة .
11- تحديد صورة البطل السياسى في الرواية العربية من خلال الروايات محل الدراسة .
12- تحليل القضايا السياسية وتفسيرها التي تناولتها الروايات في إطار السياق العام للمجتمع
المصرى .
أهداف الدراسة :
تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية :
1-تحليل الخطاب الروائى في تشابكه مع معتقدات سياسية ، وآراء متعددة في إطار المدى المسموح
به لظهور السياسة على صفحة الإبداع .
2- تعميق الدرس حول توظيف السياسة في الأدب ودور الأيديولوجيا فيه .
3- تعميق الدرس النقدى للفضاءات والزمان والمكان والشخوص وهو ما سوف تسير عليه الرسالة
في فصولها الخمسة ، مع استخراج دلالات البناء السردى .
4- الكشف عن طرائق كل روائى في التعبير عن رؤيته السياسية وأبعادها .
5- الوقوف على محاولات الروائيين الاقتراب من الهم السياسى ، وكسر حاجز الخوف من ارتياد
تلك المنطقة الوعرة .
6- كشف الممكنات الفكرية والجمالية والفنية للروائيين ، واختبار منسوب جرأتهم فى الخوض في
المحرمات .
7- رسم صورة لواقع الرؤية النضالية وتحولاتها ، كما رصدتها الرواية في مصر ، من حيث تعدد
منظوراتها القومية واليسارية والأصولية .
8- إثبات تسيد الماضى في هذا النمط من الكتابة الروائية ، وارتهان النص لنزعة رثائية حزينة ،
يستجلب بموجبها نموذج الشعب والوطن المنهزم المكسور من ذلك الزمن .
9- الكشف عن شيوع مفردات الحرية والسجن والوطن والظلم والثورة والاعتقال والتنكيل في
الروايات المعنية بالحدث والخطاب الروائى .
10- بيان دور المناضل السياسى في الرواية السياسية ، فهو ليس مجرد شخصية عابرة في النص
الروائى ، بل هو جوهر العمل الذى يتموضع في صميمه ، بما يشكله من امتداد طبيعى لجاذبية
الشخصية وسلطتها المعنوية التي تفرضها على الشخصيات . وأتت مقاربته للشخصيات الروائية
من قناعة بكون الرواية السياسية لا تكتسب هذا المعنى بدون أن يكون عصبها مشدودًا إلى جاذبية
شخصية المناضل السياسى ، الذى يشكل قيمة مهيمنة بالمعنى النقدى ، إذ يفترض أن تختزن
شخصيته دلالات كبرى تتقاطع عندها كل العناصر الشكلية ، وتنتظم الأحداث بموجب فاعليتها ،
كما تعطى النص الروائى بعده الحكائى .
منهج الدراسة :
كان المنهج المختار للدراسة هو المنهج الاجتماعى ، الذى يستهدف ربط الظواهر الأدبية والفنية في
مدارسها المختلفة بالمجتمع الإنسانى الذى نشأت فيه هذه الظواهر الأدبية والفنية .
هذا المنهج الذى ينطلق في دراسته للأدب من قناعات راسخة بأن الأدب تعبير عن المجتمع ، وأنه
لا يوجد أدب دون وجود مجتمع ينبثق منه ، وأن الأديب ابن مجتمعه يتأثر به ويؤثر فيه ، وهو
المنهج الذى يهتم بدراسة الظواهر الاجتماعية في البيئة التي ينتمى إليها الأديب ، ويدرس النصوص
من منظور مدى تعبيرها عن المجتمع .
وقد حرصت الدراسة على بلورة هذه العلاقة الجدلية بين الأدب والمجتمع ، باعتبار أن الأدب هو
ثمرة إعادة بناء عناصر الواقع بلغة جديدة هي لغة التعبير الأدبى ، وأن المجتمع هو المنتج الفعلى
لهذه الأعمال الإبداعية والفنية .
وقد لجأت في بعض المواضع إلى المنهج النفسى في دراسة الروايات ، الذى يقوم على دراسة
الأعمال الأدبية لمعرفة الأنماط والنماذج النفسية الموجودة فيها ، والربط بين الشخصيات الموجودة
في الأعمال الأدبية وبين شخصية الأديب ، فقد يقوم الأديب بإسقاط شخصيته على شخصية من
شخصيات قصته أو روايته . وهو ما حدث بالفعل في بعض روايات الدراسة .
وهو المنهج الذى يقوم بتفسير الظواهر الجمالية الفنية إسنادًا لعوامل نفسية مر بها الأديب أو الروائى.
وفى هذه الدراسة تم تحليل بعض الأعمال الروائية من خلال الأسباب النفسية التي أدت بالكاتب لكتابة
أوإنتاج هذا العمل الأدبى الذى أنتجه ، تلك الأسباب النفسية التي كانت نتيجة للفساد السياسى
والاجتماعى والاقتصادي والحضارى في عصر معين . فمن مقومات الأديب أن يكون قوى الإحساس
دقيق الملاحظة واسع الخيال صادق التصور متزن الانفعال ، فإن لم يكن كذلك ما استطاع أن يخاطب
ويثيره وما كان في وسعه أن يبعث في الشعب العواطف النبيلة التي تنهض بالأمة .