Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعّاليّة برنامج تدريبي لِتنمية بعض الوظائف التَّنفيذيَّة في تحسين منطقة النّمو الأقرب وخفض صعوبات تعلّم الرّياضيَّات :
المؤلف
الخير، إيناس عبد الفتاح.
هيئة الاعداد
باحث / إيناس عبد الفتاح الخير
مشرف / محمود أحمد عم
مشرف / رشا عمر تدمري
مناقش / محمود أحمد عم
الموضوع
التعليم- علم النفس التربوى.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
329ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - 1/1/2021
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 329

from 329

المستخلص

كُل من يتعلّم يواجه صعوبة أو مشكلة أو توقّفًا في سيره وحركته في طريق التعلّم، عند اكتساب مهارةٍ حركيّةٍ جديدةٍ أو معلومةٍ جديدةٍ، فصعوباتُ التعلّم تشكل جزءًا لا يتجزّأ من عمليّة التعلّم منذ الأزل (سيّد أحمد عثمان،17،1979)، وما يشهده العالم في العصر الرّاهن من تطوّرات سريعة على صعيد التكنولوجيا، وما ترتّب عليها من تحوّلات اجتماعية ألقت بظلالها على حياة الإنسان ككل، وضعت أمّة ”اقرأ” أمام مشكلةٍ حقيقيّةٍ تهدّد سلامة العمليّة التعلميّة، وشاء القدر أن تأتي جائحة الكورونا؛ لتفتح بابًا لم يكن المتعلّم جاهزًا له بعد، وهو باب التعلّم عن بُعد الذي حتى الآن لم تُعرف آثاره السلبيّة على المدى الطويل على عمليّات التعلّم.
تُعد صعوبات التعلّم من المجالات الحديثة نسبيًا التي استقطبت اهتمام الباحثين في شتّى التخصّصات سواءً النفسيّة أو التربويّة أو حتى الطبيّة حتى أصبحت مجالًا مستقلًا من مجالات البحث في ميدان التّربية، وذكر BØttcher& Dammeyer ( (435,2012أنّ المتعلّمين الذين لديهم صعوبات تعلّم لا يندمجون مع نظام المدرسة العادي، وقد يواجهون صعوبة في الاندماج في الأنشطة المدرسيّة.
وفي السّنين الأخيرة شكّلت العلاقة بين التحصيل الأكاديمي للرياضيّات والنّمو المعرفي محورًا مهمًا (Rohde,&Thompson,2007,85)، وقد أوضح Shalev et al., (593,2001)أنّ متعلّمي الصفوف الابتدائيّة لديهم مظهرًا أو أكثر من مظاهر الاضطرابات المعرفيّة؛ والتي ترتبط بدورها تلقائيًا بالوظائف التَّنفيذيَّة (Scheres et al., 2004,570)؛ من ناحية أخرى إنّ معظم المتعلّمين ذوي صعوبات تعلّم الرّياضيَّات يواجهون اضطرابات في القدرات المعرفيّة؛ وبالتالي بالوظائف التَّنفيذيَّة والتي تشكّل النظام الذي يدير ويتحكّم في دماغ المتعلم ويساعده على إدارة وتنظيم مهام حياته اليوميّة، كما يعمل على تحريك الإستجابة للمهام الموكلة إليه فيؤدّيها بيُسر وفعّاليّة وذلك من خلال مجموعة من المُكّونات كالتخطيط، والذّاكرة العاملة، والانتباه، والكف، والتّنظيم الذاتي، والمراقبة الذاتيّة، والمبادأة(Geary & Disabil 2005, 305,).
ودائمًا كان السؤال من قِبَل المعلّمين عن كيفيّة وسبل مساعدة المتعلمين ذوي صعوبات التعلّم، الذين تعترضهم بعض المشكلات في الصّف أثناء عمليّة التعليم، لذا سعت الدّراسة إلى تبيان الوظائف التَّنفيذيَّة، وأثر تدريبها على المستوى التّحصيلي عند المتعلّم ولا سيّما في مادة الرّياضيَّات، كما شكّلت البرامج التدريبية لتنميتها شغفًا لدى مختلف الباحثين في البيئات المتعدّدة، أمثال: Ramsay,2015))،( (Karch et al.,2013.
وترتبط العوامل المعرفيّة الدّاخلية ونموّها ارتباطا كبيرًا بالأحداث المحيطة، وقد كان Vygotsky رائدًا في هذا المجال والقارئ في أعماله عن الأطفال ذوي صعوبات التعلّم يلاحظ أنّها لم تلقَ الاهتمام اللاّزم as cited in BØttcher&Dammeyer,2012,434-435))؛ حيث إن المشكلة في نمو الطفل ذي صعوبات التعلّم تتشكّل من خلال التّناقض الذي يحدث بين النّمو الفيسيولوجي من ناحية والبيئة التي يعيش فيها الطفل من ناحية أخرى، وبالتالي يشرح Birjandi & Daftarifard(42, 2010) النّمو المعرفي، للطفل بأنّه: ينحصر بين مرحلتي الأداء الفعلي والحالة المتوقّع الوصول إليها والفرق بينهما يشكّل منطقة النّمو الأقربZone of Proximal Development ZPD .
هذا من ناحية ومن الناحية الأخرى شكّل التقييم الدينامي Dynamic Assessment الوحدة الأساسيّة عند Vygotsky لقياس قدرة المتعلّم على التعلّم من خلال التّفاعل مع المعلّم، أو وسيط أكثر قدرة منه؛ أي قياس حيّز النّمو الأقرب للمتعلّمين، فلقد شكّل أهميّة في دراسة الاضطرابات المعرفيّة عند الأطفال (Rutland & Campbell ,1996,125 ) كأحد أساليب القياس الحديثة والتي ما زال استخدامها في المدارس قليل نسبيًا في المدارس الرّسمية لا سيّما في البيئة اللّبنانيّة.
وبناءً على ما سبق، تستنتج يمكن استنتاج تأصّل مشكلة صعوبات تعلّم الرّياضيَّات في المدارس ممّا يشكّل عبئًا يواجه المعلّمون عند تعاملهم مع هذه الفئة، وهو: الأمر الذي تطلّب البحث في هذا المجال، ولكن من زاوية جديدة، زاوية التقييم الدينامي ومنطقة النّمو الأقرب والتسقيل، وبناء مقاييس محدّثة؛ للكشف عن هذه الفئة في البيئة اللبنانيّة التي ندر فيها استخدام مقاييس مقنّنة لتشخيص صعوبات تعلّم الرّياضيَّات، كما سعت الدّراسة للبحث في مجال بعض الوظائف التَّنفيذيَّة: كالمرونة، والكف، والذّاكرة العاملة السمعيّة، والانتباه البصري عبر استخدام أحد أساليب القياس الجديدة، وهي: التقييم الدينامي، ومدى تأثيرها على منطقة النّمو الأقرب لدى المتعلّمين ذوي صعوبات تعلّم الرّياضيَّات من خلال برنامج أعدّ خصيصًا. لهذه الغاية.
مشكلة الدّراسة:
يمكن صياغة مشكلة الدّراسة في الأسئلة الآتية:
ما مدى فعّاليًة برنامج تدريبي لِتنمية بعض الوظائف التَّنفيذيَّة في تحسين منطقة النّمو الأقرب على عيّنة من المتعلّمين ذوي صعوبات تعلّم الرّياضيَّات؟
وينبثق من السؤال الرئيس عددٌ من الأسئلة الفرعيّة، متمثّل في نتائج الدّراسات السّابقة تتمثّل في الآتي:
1- هل توجد فروق بين متوسّطات درجات الِقياس البعدي لمُكّونات الوظائف التَّنفيذيَّة (المرونة، الكف، الانتباه البصري، والذّاكرة العاملة) بين المجموعتين التّجريبية والضابطة؟
2-هل توجد فروق بين متوسّطات درجات مُكّونات الوظائف التَّنفيذيَّة (المرونة، الكف، الانتباه البصري والذّاكرة العاملة) في الِقياس القبلي والبعدي للمجموعة التّجريبية؟
3-هل توجد فروق بين متوسّطات درجات مُكّونات الوظائف التَّنفيذيَّة (المرونة، الكف، الانتباه البصري والذّاكرة العاملة) في الِقياس البعدي والتتبعي للمجموعة التّجريبية؟
4-هل توجد فروق بين متوسّطات درجات الِقياس البعدي لاختبار تحليل النّص -كمؤشر لمنطقة النّمو الأقرب- بين المجموعتين التّجريبية والضابطة؟
5-هل توجد فروق بين متوسّطات درجات اختبار تحليل النّص -كمؤشر لمنطقة النّمو الأقرب- في الِقياس القبلي والبعدي للمجموعة التّجريبية؟
6-هل توجد فروق ين متوسّطات درجات اختبار تحليل النّص -كمؤشر لمنطقة النّمو الأقرب -في الِقياس البعدي والتتبعي للمجموعة التّجريبية؟
7-هل توجد فروق بين متوسّطات درجات الِقياس البعدي لاختبار الرّياضيَّات بين المجموعتين التّجريبية والضابطة؟
8-هل توجد فروق بين متوسّطات درجات اختبار الرّياضيَّات في الِقياس القبلي والبعدي للمجموعة التجريبيّة؟
9-هل توجد فروق بين متوسّطات درجات اختبار الرّياضيَّات في الِقياس البعدي والتتبعي للمجموعة التّجريبية؟
أهدف الدّراسة:
هدفت الدّراسة تصميم برنامج تدريبي؛ لتطوير بعض الوظائف التَّنفيذيَّة، وإنعكاس ذلك على تحسين منطقة النّمو الأقرب ZPD مع مجموعة من المتعلّمين ذوي صعوبات في تعلّم الرّياضيَّات في المرحلة الابتدائيّة بلبنان، بهدف مساعدتهم على التغلّب على هذه الصعوبات.
أهميّة الدّراسة:
تجلت أهميّة الدّراسة في الآتي:
الأهمية النظرية:
استمدت هذه الدّراسة أهميتها النظرية من أهميّة الدّور الذي تقوم به الوظائف التَّنفيذيَّة عندما يواجه المتعلم صعوبة في مراحل الطّفولة الأولى خلال حياته، وقد شكّلت هذه الأهمّية جدلًا في مدى تأثير الوظائف التَّنفيذيَّة على نجاح المتعلّم الأكاديمي ولاسيّما في مادة الرّياضيَّات، كما في إلقاء الضوء على الوظائف التَّنفيذيَّة؛ لما لها من أهمية علميّة كأحد متطلبات تحسين المهارات الرياضيّة ومنطقة النّمو الأقرب، إذ تؤدّي الوظائف التَّنفيذيَّة دورًا حيويًا في تحقيق النجاح الدراسي، وتحفيز الهمم لبذل مزيد من الجهد والمثابرة؛ لتحقيق الأهداف الدراسيّة والتعليميّة، ويزداد هذا الدور قوةً وتأثيرًا في حالة المتعلّمين ذوي صعوبات التعلّم الذين يعانون مشكلات جمّة؛ يُضاف إلى ما سبق أهميّة العيّنة التي تتصدى لها هذه الدّراسة بالبحث، فلا يخفى على أحد ارتفاع أعداد المتعلّمين ذوي صعوبات التعلّم؛ حيث تصل نسبتهم 10% من المتعلّمين الذين هم على مقاعد الدّراسة في المدارس العاديّة وممّا يزيد الأمر خطورة أنّهم موجودن في الصّف العادي مع أقرانهم العاديّين، الأمر الذي يجعل الاهتمام بهم أمرًا صعبًا، فضلًا عن أنّهم يمثلون عائقًا كبيرًا لسير العمليّة التعليميّة داخل الصّف بشكلٍ مُيسّر، وبذلك فإنّهم يمثلّون عبئًا إضافيًا على كاهل المعلّم الذي يعاني ضغوطًا كثيرة تحول دون أداءه لواجبه على أكمل وجه.
الأهميّة التطبيقيّة:
قد تسهم نتائج الدّراسة في دعم الجوانب الآتية:
توجيه اهتمام المختصين النفسيّين؛ لبذل مزيد من الجهد في تنمية الجوانب المعرفيّة لدى هؤلاء المتعلّمين، وعلاج كثير من المشكلات والصعوبات التي يعانون منها وتمثّل عائقًا لمحاولاتهم تحقيق النجاح في المجال الدراسي والحياتي، كما قد تساعد العاملين في مجال تطبيقات الاختبارات إلى قياس حيّز النّمو الأقرب، بالإضافة إلى قياس أداء المتعلّمين والذي يتناسب مع الهدف العام للتّعليم، وطبيعة العمليّات المعرفيّة وعلى جانب الصّف الدراسي، كذلك يمكّن أن يستخدم معلم مادّة الرّياضيَّات البرنامج المقترح داخل الصّف الدراسي؛ لتحسين حلّ المشكلات الرياضيّة لدى متعلّميه الذين لديهم صعوبات تعلّمية رياضيّة.
عينة الدّراسة:
تكوّنت العّينة الأساسيّة من (60) متعلّمًا ومتعلّمةً ( 15 ذكور ، 45 إناث) من مدرستين رسميتين في قضاء المنية الضنية (طرابلس -لبنان)(مدرسة النّبي كزيبر الرسميّة ومدرسة بحنين الرسمية)؛ وذلك بهدف تطبيق البرنامج والتّحقق من فعّاليته.
فروض الدّراسة:
تمثّل الفرض العام في الآتي:
أن البرنامج التدريبي القائم على تنمية بعض الوظائف التَّنفيذيَّة فعّالًا في تطوير منطقة النّمو الأقرب وفي خفض صعوبات تعلّم الرّياضيَّات لدى متعلّمي الحلقة الأولى.
وتتمثّل الفرضيّات الفرعيّة في الآتي:
1- توجد فروق دالّة إِحصائيًا بين متوسّطات درجات القياس البعدي لمُكّونات الوظائف التَّنفيذيَّة (المرونة، الكف، الانتباه البصري والذّاكرة العاملة) بين المجموعتين التّجريبية والضابطة لِصالح المجموعة التّجريبية.
2- توجد فروق دالّة إِحصائيًا بين متوسّطات درجات مُكّونات الوظائف التَّنفيذيَّة (المرونة، الكف، الانتباه البصري والذّاكرة العاملة) في القياس القبلي والبعدي للمجموعة التّجريبية لِصالح قياس البعدي.
3- لا توجد فروق دالّة إِحصائيًا بين متوسّطات درجات مُكّونات الوظائف التَّنفيذيَّة (المرونة، الكف، الانتباه البصري والذّاكرة العاملة) في القياس البعدي والتتبعي للمجموعة التّجريبية.
4- توجد فروق دالّة إِحصائيًا بين متوسّطات درجات القياس البعدي لاختبار تحليل النّص -كمؤشر لمنطقة النّمو الأقرب- بين المجموعتين التّجريبية والضابطة لِصالح المجموعة التّجريبية.
5- توجد فروق دالّة إِحصائيًا بين متوسّطات درجات اختبار تحليل النّص -كمؤشر لمنطقة النّمو الأقرب- بين القياس القبلي والبعدي للمجموعة التّجريبية لِصالح القياس البعدي.
6- لا توجد فروق دالّة إِحصائيًا بين متوسّطات درجات اختبار تحليل النّص- كمؤشر لمنطقة النّمو الأقرب -في القياس البعدي والتتبعي للمجموعة التّجريبية.
7- توجد فروق دالّة إِحصائيًا بين متوسّطات درجات القياس البعدي لاختبار الرّياضيَّات بين المجموعتين التّجريبية والضابطة لِصالح المجموعة التّجريبية.
8- توجد فروق دالّة إِحصائيًا بين متوسّطات درجات اختبار الرّياضيَّات في القياس القبلي والبعدي لِصالح القياس البعدي.
9- لا توجد فروق دالّة إِحصائيًا بين متوسّطات درجات اختبار الرّياضيَّات في القياس البعدي والتتبعي للمجموعة التّجريبية.
خلاصة نتائج الدّراسة:
توصلت نتائج الدّراسة إلى فعّاليّة البرنامج التدريبي في تنمية الوظائف التَّنفيذيَّة الأربع
( المرونة، الكف، الانتباه البصري والذّاكرة العاملة السمعيّة) لدى عينة من المتعلّمين ذوي صعوبات تعلّم الرّياضيَّات، فكان أثر البرنامج واضحًا لِصالح المجموعة التّجريبية مقارنة بالضابطة، وقد أسفرت نتائج الدّراسة عن فاعلية البرنامج المستخدم في تحقيق أهداف الدّراسة الأخرى؛ فلقد أدّى البرنامج إلى تحسّن درجات العينة التّجريبية مقارنة بالضابطة على اختبار تحليل النّص كمؤشر لمنطقة النّمو الأقرب، واختبار تحصيل الرّياضيَّات كمؤشر لِخفض صعوبات تعلّم الرّياضيَّات; كذلك برز تقدّم العينة في القياس البعدي على كل من الأربع وظائف والاختبارين، كما توصلت أيضًا النتائج إلى عدم وجود فروق بين القياس البعدي والتتبعي لكل من مُكّونات الوظائف التَّنفيذيَّة الأربع، واختبار تحليل النّص كمؤشّر لمنطقة النّمو الأقرب واختبار تحصيل الرّياضيَّات.