Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تطور وضعية الأرض فى العراق فى العصر العباسي حتى
نهاية العصر البويهي (132-447هـ/850-1055م) /
المؤلف
علي، جهاد جمال محمود.
هيئة الاعداد
باحث / جهاد جمال محمود علي
مشرف / آمال محمد حسن خليل
مشرف / صفي علي محمد
مناقش / زبيده محمد عطا
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
238ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 238

from 238

المستخلص

ملخص الرسالة:
يندرج موضوع هذه الدراسة- تطور وضعية الأرض فى العراق فى العصر العباسى حتى نهاية العصر البويهى 132-447هـ/850-1055م- فى إطار التاريخ الاقتصادى، باعتباره حجر الأساس فى معرفة أنماط الإنتاج السائدة والأنماط الهامشية، وذلك للوصول إلى كافة البنيات السياسية والاجتماعية فى العراق فى تلك الحقبة الزمنية، ويرجع ذلك إلى أن العراق تعتبر الوجهة الأولى التى اتجهت إليها الفتوحات الإسلامية منذ بداية تكوين الدولة الإسلامية، وتعد قطرًا من الأقطار التى بدأت القبائل العربية تفد إليها من شبه الجزيرة العربية بغرض الاستيطان فيها.
توصلت الدراسة إلى معرفة الأساس الذى وضع عليه ضريبة الخراج منذ الفتح الإسلامى للعراق، والجهود المبذولة من الخليفة عمر بن الخطاب بعدم تقسيم الأرض بين الفاتحين، وجعل الأراضى المفتوحة فىء لجميع المسلمين، وتركها فى أيدى أصحابها، وذلك لتحقيق الهدف الآسمى وهو اهتمام الجنود بالدفاع عن الدولة، لكن سرعان ما ظهرت طبقة الملاك الكبار نتيجة لتوسع رقعة الدولة العربية الإسلامية فى عصر الدولة الأموية، لحاجتهم الملحة لزيادة أعداد الجند، وفى ظل عجز الدولة عن سد نفقاتهم، لجأت الدولة إلى الإقطاع لسد هذا العجز.
انتقلت الدولة العربية الإسلامية إلى مرحلة جديدة من تاريخها تحمل في طياتها تغيرا في السياسة تجاه أوضاع الأراضي في العراق، ففى العصر العباسى الأول اتجه العباسيون -منذ تسلمهم للخلافة- نحو تنظيم مسألة الأرض وخراجها، فاستولوا على ممتلكات أنصارهم ورجال دولتهم، فلحقت بأصناف الأرض تعديلات كثيرة، ونشأت أشكال من الملكية تختلف فى شروطها وحيازتها، وطرق استغلالها عن سابقيها.
كرس الخلفاء العباسيين الأوائل جل اهتمامهم لتنظيم طرق الجباية ورفع الظلم عن كاهل الفلاحين، بعد إدراكهم للعلاقة بين الدخل الحكومي وحالة الزراعة، فإذا كانت ضريبة الأرض تشكل أهم مورد لبيت المال، فإن النشاط الزراعي يعني زيادة الموارد، ولذلك فإن مساعدة الفلاحين تُعدُّ سياسة مالية رابحة.
ترسخت فكرة ملكية الدولة للضياع وتطورت أصناف الأراضي وملكيتها فى عصر نفوذ الأتراك، إذ عمت الفوضى والاضطرابات والفتن، وأصبحت سياسة الدولة العليا رهنًا بمشيئة المتحكمين فى شئون الخلفاء من كبار القادة الأتراك والوزراء، وانحصرت واجبات الخلافة فى جباية الضرائب، مما زاد من حدة الصراعات، فتدهورت الأحوال الاقتصادية وشهدت العراق تدميرًا وتخريبًا للمنشآت.
فضلاً عن الظلم والتعسف الذي تعرض له الفلاحون جراء طرق الجباية، وثقل المغارم، مما اضطرهم فى كثير من الأحيان إلى ترك أراضيهم والهجرة الى المدن لإحتراف المهن الأخرى فأدى ذلك كله إلى تدهور أحوال البلاد وسوء أحوال الرعية.
حاول سلاطين البويهيين الأوائل استعادة هيبة السلطة المركزية بضعضعة النظام الإقطاعي الذي كان سائدًا خلال العهود السابقة، وأقروا نظامًا إداريًّا وماليًّا على درجة من الكفاءة والصرامة عالية وابتدعوا دواوين جديدة تواكب النشاط الاقتصادي المتنامي، فضلاً عن تبني الأمراء البويهيين سياسة إصلاحية للأراضي من أجل تحقيق الرخاء في البلاد ورفع مستوى المعيشة وازدهار الإنتاج الزراعى.
لكن سرعان ما انتكست السياسة الإصلاحية التى أنتهجها أمراء البويهيين الأوائل بسبب ما تعرضت له الدولة من أزمات مالية واقتصادية نتج عنها صراع بين الجند والدولة من أجل الحصول على أعطياتهم، إلى جانب الصراع القائم بين الجندين التركى والديلمى، واندلاع الصراع بين أفراد الأسرة البويهية الحاكمة، وانتعاش الخلافة العباسية نسبيًا، وفى ظل هذه الظروف لم يستطع الأمراء البويهيون الحفاظ على سياسة الدولة التى اتبعتها من أجل القضاء على الإقطاع فانتكست تلك الإصلاحات، وتعاظم الإقطاع العسكرى فى عهد أمراء البويهيين المتأخرين.
تنوعت الآثار التى نجمت عن تطور وضعية الأرض فى العصر العباسى حتى نهاية العصر البويهى ما بين آثار سياسية واجتماعية، أما عن الآثار السياسية فكان أبرزها أزمات الغلاء وانتشار المجاعات، فقد بذل معظم رجال الدولة جهوداً مضنية من أجل التصدى لأزمات الغلاء التى كانت تظهر بين آن وأخر، فى حين وقف بعضهم موقفاً سلبياً، لعدم توافر الخبرة والكفاءة الإدارية والمناخ المناسب بسبب انصرافهم إلى حياة اللهو والترف.
كانت أزمات الغلاء أكثر تأثيرًا سلبيًاعلى الحياة اليومية للعامة، بسبب ما خلفته من عمليات النهب والتخريب والسرقة والهدم فضلاً عن المجاعات، فعبرت عن استيائها على وضعها السىء بالثورات التى كثيرًا ما انهكت الخلافة العباسية.
أما الآثار الاجتماعية فإن البناء الاجتماعى كان هشًا متداخلاً بسبب عدم التجانس بين طبقاته المختلفة المتمثلة فى طبقة الخاصة والطبقة المتوسطة وطبقة العامة، مما أدى إلى سرعة تصدعه وانهياره.