Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
معالجة الصحافة العربية والدولية للأزمات والكوارث البيئية :
المؤلف
عبد الكريم، محمود أحمد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمود أحمد محمد عبد الكريم
مشرف / محب محمود كامل الرافعي
مشرف / أمل السيد دراز
مشرف / مني صلاح الدين شريف
الموضوع
الأعلام التربوي.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
344ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
إدارة النفايات والتخلص منها
تاريخ الإجازة
21/2/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد البيئة - قسم العلوم التربوية والإعلام البيئي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 344

from 344

المستخلص

إن قضية الكوارث الطبيعية والبيئية التي أصابت ولا تزال تصيب مناطق كثيرة في العالم، وتؤثر بالسلب علي الإنجازات المدنية والعمرانية، هي من أهم القضايا التي شغلت وما زالت تشغل العقل البشري، منذ وعاها وتعرض لتأثيراتها منذ القدم، وقدم في سبيل تفاديها، الكثير من القراءات والتحليلات، في محاولة منه لتفسيرها، والتنبؤ بها واستشعار خطرها قبل وقوعها، وذلك لتجنيب التجمعات البشرية ويلاتها ودمارها.
وتتزايد الأزمات والكوارث الطبيعية، والكوارث التي يصنعها الإنسان باستمرار في العالم، مسببة الموت لملايين البشر سنويًا، ومؤدية إلي دمار الممتلكات، وتأخير الجهود التنموية في أكثر البلاد فقرًا.
وفي مواجهة أي كارثة بيئية في إحدى المناطق، تصبح وسائل الإعلام المختلفة، المحلية والإقليمية والعالمية، هي أهم السبل لمعرفة تطورات وتداعيات هذه الكارثة، وأهم منبر لإيصال الرسائل التي يود القائمون علي إدارة الكارثة، إبلاغها إلي المنكوبين وإلي بقية الأشخاص. وتبرز أهمية وسائل الإعلام عند مواجهة الأزمات والكوارث، من خلال زيادة اعتماد الجمهور عليها في معرفة تفاصيل تلك الأزمات والكوارث، فهي تمثل المصدر الرئيس للمعلومات عن الأزمة لدي الجمهور، وأيضا في تشكيل اتجاهاته، نحو الأزمة وكيفية إدارتها.
والواقع أن الكيفية التي تتصرف بها وسائل الإعلام، تجاه الكارثة البيئية، وطرق معالجتها، أو الحد من تداعياتها، تؤدي دورًا مهما، في تخفيف حدة الأضرار، وهي أيضًا قد تؤدي- إذا استخدمت بصورة سلبية- إلي زيادة حدتها وآثارها السلبية.
وتبرز أهمية البعد الإعلامي في معالجة الأزمات والكوارث، من خلال الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام، في إمداد الجمهور بالمعلومات والبيانات في أثناء الأزمة، كما يمتد هذا الدور لما بعد انتهاء الأزمة، أو انحسارها، بهدف احتواء آثارها، مع وضع تصورات بديلة في المستقبل، وهو أمر يستدعي وجود إطار نظري وإستراتيجي محدد المعالم، للتعامل مع الأزمات، مع وضع تصورات بديلة للتعامل معها، ومع ما يطرأ عليها من تطورات، وذلك باختلاف طبيعة الأزمة وحدودها.
وتعتبر الصحف من أقدم وسائل الإعلام، والتي تمتاز بأنها الوحيدة بين وسائل الإعلام، التي تسمح للقارئ بالسيطرة على ظروف التعرض، كما تتيح له الفرصة لكي يقرأ الرسالة أكثر من مرة، كذلك تسمح الصحيفة – أكثر من أي وسيلة أخرى – بتطوير الموضوع في أي طول، وبأي تعقيد تظهر الحاجة إليه.
وقد ساعد التطور التكنولوجي الهائل في تعاظم قدرات الصحافة من حيث الحالية والتنوع والتأثير، ما جعلها تتجاوز دورها كمجرد وسائل لنقل المعلومات من الجماهير وإليها خاصة في المراحل المبكرة للأزمة أو الكارثة، إلى كونها أصبحت مصدرا يمكن الاستعانة به في الاستعداد الفعال لمواجهة الأزمات أو الكوارث البيئية المقبلة.
وفى إطار تنفيذ الإستراتيجية العامة لإدارة الأزمة أو الكارثة البيئية، تتعدد مهام الصحافة في هذه المرحلة، ويتمثل أهمها في المتابعة الدقيقة للمتغيرات فى مواقف الأطراف المختلفة المعنية بالأزمة أو الكارثة البيئية، وتطوير الخطط والمعالجات الصحفية وفق تطورات الأزمة وتفاعلات الأحداث وظهور مواقف جديدة، والمتابعة المستمرة للصحف ووكالات الأنباء المختلفة، وتحليل مضمونها وأساليبها، وطرق الرد عليها بهدف تخفيف أو إلغاء تأثيرها، وتحصين الرأي العام من مخاطرها.
ومع هذا كله، لاحظ الباحث قصور معالجة القضايا التي تتناول التأثيرات البيئية، المترتبة علي الأزمات والكوارث البيئية، الأمر الذي قد يشير إلي خلل يتعين إصلاحه. كما لاحظ الباحث اعتماد هذه الصحف، في إبراز القضايا البيئية المرتبطة بالكوارث، على تلك الموضوعات، منفصلة دون أن يكون بينها رابط، وقد خلت الموضوعات المشار إليها في معظمها، من تناول أسباب ونتائج الكوارث البيئية، والتحذير من عواقبها علي المدى القريب والبعيد، والتنبؤ بطبيعة مخاطرها مستقبلا. وتبين للباحث أن هذه الموضوعات، التي تتناول الأزمات والكوارث البيئية، لا تحظى بالإبراز الكافي؛ ومن هنا جاءت أهمية إجراء هذه الدراسة.
مشكلة الدراسة:
نظرا للدور المهم الذي يمكن أن تقوم به الصحافة- ممثلة في الجرائد والمجلات العربية والعالمية- في مجال معالجة الأزمات والكوارث البيئية وحماية البيئة من آثارها السلبية والتوعية البيئية للمواطنين، إلا أن الدراسات تشير إلى أن هذا الأمر يشغل جانبا قليلا من اهتمامات الصحف.. وبناء على ذلك، أجرى الباحث دراسة استطلاعية للتعرف علي واقع معالجة الصحافة العربية والدولية للأزمات والكوارث البيئية، بعد اطلاعه على البحوث والدراسات السابقة في الاتجاه ذاته، حيث كشفت الدراسة- خلال الفترات الكاشفة- عن وجود نقص وقصور في هذه المعالجة؛ إذ اتسمت التغطية الصحفية بالتقلب وعدم الاستمرارية، وغياب المنهجية في التناول؛ وبالتالي ظهرت الحاجة لإجراء دراسة تقويمية للحكم علي مدى اهتمام هذه الصحف بمعالجة الأزمات والكوارث البيئية ونوعية هذا التناول، ومن هنا تتضح مشكلة الدراسة التي تحددت أسئلتها علي النحو التالي:
أسئلة الدراسة:
1- ما مدى اهتمام الصحافة العربية والدولية، بمعالجة الأزمات والكوارث البيئية؟
2- ما الموضوعات (أجندة الاهتمامات) التي ركزت عليها الصحف العربية والدولية، في معالجة الأزمات والكوارث البيئية؟
3- ما الفنون أو القوالب الصحفية، التي استخدمتها الصحافة العربية والدولية، في تناول الأزمات والكوارث البيئية؟ ولماذا؟
4- ما كيفية معالجة الصحافة العربية والدولية، لقضايا الأزمات والكوارث البيئية؟
5- ما آراء القائمين بالاتصال في الصحف المصرية، بشأن تغطية الأزمات والكوارث البيئية؟
6- ما مدى اهتمام القراء بمعالجة الصحافة العربية للأزمات والكوارث البيئية؟
أهداف الدراسة:
وهدفت الدراسة إلى الوقوف على مدى اهتمام الصحافة العربية والدولية (موضوع الدراسة) بمعالجة الأزمات والكوارث البيئية، والتعرف على نوعية وأنماط المعالجات الصحفية، المرتبطة بها، ودرجة اهتمامها بها، وأسلوب تناولها خلال فترة الدراسة.
أهمية الدراسة:
وترجع أهمية الدراسة إلى أنها يمكن أن تفيد المؤسسات الصحفية والمحررين والمخرجين الصحفيين بما ينبغي أن يقوموا به، عند تناولهم للقضايا البيئية المرتبطة بالأزمات والكوارث البيئية. كما يمكن أن توجه نظر المؤسسات الصحفية والكتاب الصحفيين والمحررين للوضع الحالي لقضايا البيئة، الناتجة عن الأزمات والكوارث البيئية التي تعالجها الصحف العربية، من حيث الاهتمام ببعض الجوانب وإغفال جوانب أخرى. وأيضا قد تفيد في وضع إستراتيجية صحفية جديدة لمعالجة الأزمات والكوارث البيئية، بشكل يكفل وضع هذه القضايا علي قائمة أولويات المواطنين، وتحولها من قضايا نخبوية إلي قضايا رأي عام.
حدود الدراسة:
وتتمثل حدود الدراسة فيما يلي:
- إعداد الصحف موضوع التحليل.
- جريدة الأهرام (الطبعة العربية)، الصادرة عن مؤسسة الأهرام الصحفية.
- جريدة الشرق الأوسط، التي تصدر في لندن عن شركة نشر تملكها المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق.
- مجلة نيوزويك الأمريكية (الطبعة العربية).
- الفترة من (2000- وحتى 2014م)، واعتمد الباحث في اختياره لهذه الصحف على دورية الصدور (يومية للجريدتين- أسبوعية للمجلة)، كما أن الفترة المحددة شهدت الكثير من الأزمات والكوارث البيئية.
- مجموعة الدراسة: الصحفيون موضوع الدراسة (75 صحفيًا من المهتمين بقضايا البيئة في صحيفة الأهرام ومكتب صحيفة الشرق الأوسط بالقاهرة)، والقراء (150 من القراء المصريين والعرب).
منهج الدراسة:
استخدم الباحث منهج المسح الإعلامي، وذلك للتوصل إلى بيانات ومعلومات عن الظاهرة موضع الدراسة، وجري استخدام هذا المنهج بشقيه الوصفى والتحليلي، لتقويم معالجة الصحف العربية والدولية للأزمات والكوارث البيئية، كما استخدم الباحث المنهج المقارن أو أسلوب المقارنة المنهجية، لتحديد أوجه الشبه والاختلاف في معالجة قضايا البيئة الناشئة عن الأزمات والكوارث البيئية فى صحف الدراسة، والكشف عن نوعية المعالجات الصحفية التي سادت هذه القضايا، وكذا أسلوب المسح لعينة من الصحفيين (القائمون بالاتصال) في بعض الصحف المصرية.
أدوات الدراسة:
قدم الباحث أكثر من أداة بحثية شملت؛ استمارة تحليل مضمون، واستمارة مقابلة للقائمين بالاتصال ببعض الصحف المصرية والعربية، واستبانة لمعرفة اهتمامات القراء بما تتناوله الصحف العربية بشأن الأزمات والكوارث البيئية.
إجراءات الدراسة:
- تم إعداد قائمة بأهم الأزمات والكوارث البيئية وعرضها على السادة الخبراء والمحكمين، كما تم إعداد استمارة تحليل المحتوى (شكل- مضمون) للصحف موضوع الدراسة، ووضع إجراءات الصدق والثبات لها. وقام الباحث بتحليل محتوى الصحف موضوع الدراسة، من حيث الشكل والمضمون، في ضوء ما تعرضه من أزمات وكوارث بيئية وأساليب المعالجة، وأخيرا عرض الباحث نتائج التحليل.
- تم تصميم استمارة استبانة مع مصريين وعرب، للوقوف على آرائهم فيما يتعلق بمعالجة الصحافة العربية للأزمات والكوارث البيئية وأولوية اهتمامهم بها، وتم عرضها على الخبراء والمحكمين، ووضع إجراءات الصدق والثبات لها، وأخيرا عرض الباحث نتائج التطبيق.
- تصميم استمارة مقابلة مع المحررين في جريدة الأهرام المصرية ومكتب جريدة الشرق الأوسط بالقاهرة، للوقوف على أدائهم فيما يتعلق بمعالجتهم للأزمات والكوارث البيئية وأولوية اهتمامهم بها، وتم عرضها على الخبراء والمحكمين، وفي النهاية، عرض الباحث نتائج التطبيق.
- أعد الباحث تصورا مقترحا لنموذج مجلة تحت عنوان (أوراق خضراء)، قام الباحث باختيار موضوعاتها وتصميمها بمعاونة مجموعة من الخبراء والمتخصصين، يتم من خلالها معالجة الأزمات والكوارث البيئية، على جميع الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.
نتائج الدراسة:
- لم تهتم صحف الدراسة بقدر كاف بمعالجة الأزمات والكوارث البيئية على صفحاتها، يدل على ذلك النقص الواضح في عدد المواد التحريرية التي تناولت الأزمات والكوارث البيئية، قياسا بطول مدة الدراسة.
- لم تختلف نسبة معالجة صحف الدراسة للأزمات البيئية عن معالجتها للكوارث البيئية، ولم تكشف النتائج عن فرق واضح في المعالجة، وهو ما يشير إلى عدم اهتمام صحف العينة بمعالجة وافية لتلك الأزمات والكوارث.
- لم تهتم الصحافة العربية والدولية، بمعالجة الأزمة البيئية قبل حدوثها، أو حتى التمهيد لها، أو تقديمها بشكل توعوي للقراء بشكل كافٍ؛ وهو ما يشير إلى وجود خلل يتعين إصلاحه، وإعطاء الأهمية اللازمة للأزمات والكوارث البيئية في جميع مراحلها.
- اعتماد الصحافة العربية والدولية في إبراز القضايا البيئية المرتبطة بالكوارث، على تلك الموضوعات، منفصلة دون أن يكون بينها رابط، وقد خلت الموضوعات المشار إليها في معظمها، من تناول أسباب ونتائج الكوارث البيئية، والتحذير من عواقبها علي المدى القريب والبعيد، والتنبؤ بطبيعة مخاطرها مستقبلا.
- واتضح من النتائج أن هذه الموضوعات، التي تتناول الأزمات والكوارث البيئية، لا تحظى بالإبراز الكافي.
- يرى أغلبية القراء أن صحف الدراسة تكتفي بإثارة الأزمات والكوارث البيئية دون أن تقدم حلولا مقترحة.
- يتضح من نتائج الدراسة أن معظم الصحفيين الذين شملتهم الدراسة، لم يحصلوا على دورات تدريبية في مجال الإعلام البيئي، رغم أن نسبة كبيرة منهم (53.4%)، لديهم سنوات خبرة تتراوح بين 10 إلى 20 سنة.
- توصلت نتائج الدراسة إلى أن أغلب الصحفيين (46.7%) يستجيبون لقضايا البيئة، ومن بينها الأزمات والكوارث البيئية بصورة محدودة، وهو ما يعكس قلة الأنماط الصحفية التي تتناول الأزمات والكوارث البيئية في صحف الدراسة.
- كما أوضحت نتائج الدراسة أن اهتمام المحررين بالأزمات والكوارث البيئية في أعمالهم، يأتي في ترتيب متأخر قياسا على ما يتناولونه من قضايا أخرى في مجالات غير البيئة.
- يرى معظم الصحفيين أن الأزمات الصحية والكوارث الطبيعية هي أكثر قضايا البيئة، التي أثارت ردود فعل لدى القراء.
- أغلب الصحفيين، يرون أن تخصيص جوائز لأفضل أعمال في مجال الإعلام البيئي، من أحسن السبل اللازمة لتحفيزهم على تطوير مهاراتهم ومهارات زملائهم، في مجال تناول القضايا والمشكلات البيئية، أو الإعلام البيئي بصفة عامة، إضافة إلى إقامة ورش عمل متخصصة وتشجيعهم على الالتحاق بدراسات وبرامج متخصصة، هو أنسب السبل لتطوير العمل في مجال الإعلام البيئي.
- معظم الصحفيين يرون أن ربط القضايا البيئية بدوافع ومخاوف ومصالح (القراء)، هو الرأي الأفضل لزيادة تفاعلهم مع معالجة الصحافة العربية للأزمات والكوارث البيئية، فضلا عن الاهتمام بتفسيرها وتحليلها.
- أغلب الصحفيين يرون أنه لا يوجد تفاعل من جانب المسئولين والجهات الرسمية مع المحتوى البيئي الذي تنشره الصحافة في إطار سياسات هذه الجهات.
التوصيات:
1. رفع مستوى الوعي بقضايا البيئة لدى الصحفيين بالصحف المختلفة (جرائد- مجلات) وذلك من خلال دورات تدريبية مكثفة، ودراسات متخصصة في هذا المجال.
2. الاهتمام بتناول الأزمات والكوارث البيئية في الصحف العربية والدولية، وعرضها بالشكل المناسب مع التركيز على كيفية التعامل معها، حال وقوعها مستقبلا.
3. زيادة المساحة المخصصة للأزمات والكوارث البيئية في الصحف العربية والدولية.
4. إجراء مزيد من الدراسات المقارنة بين الصحف العربية والدولية، فيما يتعلق بأزمات أو كوارث بيئية بعينها، وأيضا بخصوص الأزمات والكوارث البيئية عموما، من حيث الشكل والمضمون.