الفهرس 
الأطر النظرية للأداء المؤسسي في المؤسسات التعليميةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 256 |  |  |
| | | from | 256 | | |
المستخلص
مقدمة
مع إطلالة القرن الواحد والعشرين أصبح الاهتمام بالتعليم سبيل الأمم نحو التقدم والرقي وأصبح الاهتمام بالعنصر البشري في التعليم موضع اهتمام لأنه أرقي أنواع الاستثمار ومن هنا ظهر الاستثمار التعليمي ومع كل تلك التغيرات في الأنظمة التعليمية ظهر وبرز على الساحة مفهوم المحاسبية التعليمية الذي يعد ملازماً وملاصقاً لتطوير الأداء المؤسسي، ونتيجة لذلك وجدت العديد من المعايير التي من خلالها يسهل تطبيق المحاسبية في المؤسسات التعليمية وذلك من خلال محاسبة الطلاب وأعضاء المجتمع المدرسي من المعلمين والمديرين والإداريين. ولن يتأتى ذلك ما لم يضع القائمون على أمر التعليم في اعتبارهم تصميم وإدخال وسائل وأدوات لقياس تطوير المؤسسة التعليمية، وبذلك أصبح جزء لا يتجزأ من الإصلاح والتطوير لمواجهة غياب المسئولية.
وأن مستويات المحاسبية التعليمية لا تقف عند حد بل تبدأ من القاعدة إلى القمة. وبذلك أصبحت المحاسبية لم تكتف المدخلات والعمليات، بل بدأت بالاهتمام بالنتائج والمخرجات وتعويد الفرد علي التفكير الناقد والاستقلالية والشعور بالمسئولية.
فنظام المحاسبية يساعد المؤسسات التعليمية على تجاوز سلبياتها عن طريق إيجاد آليات وسبل تمكنها من التعرف على المشكلات وتشخيصها والعمل على حلها، وتغيير مسارات الأداء المؤسسي نحو التطوير والإصلاح.
مشكلة الدراسة وأسئلتها:
يمكن صياغة مشكلة الدراسة من خلال الأسئلة التالية:
1- ما الأسس النظرية لتطوير الأداء المؤسسي في المؤسسات التعليمية؟
2- ما الأطر النظرية للمحاسبية التعليمية في الفكر الإداري المعاصر؟
3- ما دور المحاسبية التعليمية في تطوير الأداء المؤسسي بمدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي بمصر؟
4- ما واقع تطبيق المحاسبية التعليمية لتطوير الأداء المؤسسي بمدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي من وجهة نظر المعلمين؟
5- ما التصور المقترح لتطوير الأداء المؤسسي بمدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي في ضوء أسلوب المحاسبية التعليمية؟
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة ما يلي:
1- تحليل الأسس النظرية لتطوير الأداء المؤسسي في المؤسسات التعليمية.
2- تحديد الأطر النظرية للمحاسبية التعليمية في الفكر الإداري المعاصر.
3- التعرف على دور المحاسبية التعليمية في تطوير الأداء بمدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي بمصر.
4- رصد واقع تطبيق أسلوب المحاسبية التعليمية لتطوير الأداء المؤسسي بمدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي بمصر.
5- وضع تصور مقترح لتطوير الأداء المؤسسي بمدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي بمصر في ضوء أسلوب المحاسبية التعليمية.
أهمية الدراسة
نبعت أهمية الدراسة من الآتي:
1- إلقاء الضوء على طبيعة الواقع الحالي للأداء المؤسسي بمدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي ومدى حاجته للتطوير.
2- قد تساعد الدراسة المؤسسات التعليمية في تحسين وتطوير أدائها ويحقق لها قدراً عالياً من الكفاءة عند تطبيقها للمحاسبية التعليمية.
3- قد تفيد الدراسة مديري المدارس والمعلمين والعاملين بالمدرسة في ضرورة المراجعة المستمرة لمختلف عناصر العملية التعليمية للوصول إلي سلامة الأداء المؤسسي ويساهم نظام المحاسبية التعليمية بدرجة كبيرة في ذلك.
4- من المأمول أن تساعد الدراسة وحدات الجودة بمؤسسات التعليم من خلال نتائجها في تطوير الأداء المؤسسي واستثمار أسلوب المحاسبية التعليمية وتطبيقها بالطريقة المثلي في مدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي بمصر.
حدود الدراسة
تحددت الدراسة بالحدود التالية:
1- الحدود الموضوعية: اقتصرت الدراسة على المحاسبية التعليمية دون غيرها من أنواع المحاسبات مثل المحاسبية القانونية والمحاسبية السياسية والمحاسبية الاجتماعية والمحاسبية البيئية والمحاسبية المهنية والمحاسبية الإدارية في تطوير الأداء المؤسسي سواء أكان أداء المديرين أم المعلمين.
2- الحدود البشرية: اقتصرت الدراسة على معلمي مدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي بمصر.
3- الحدود المكانية: اقتصرت الدراسة على مدارس التعليم الحلقة الثانية من التعليم الأساسي بمناطق مصر الجديدة وشبرا ومدينة نظر التعليمية في محافظة القاهرة.
4- الحدود الزمنية: تم تطبيق أداة الدراسة الميدانية خلال الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2018/2019م.
منهج الدراسة وأداتها
اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي حيث أنه يهتم بوصف الظاهرة المراد دراستها كما أنه يهتم بجمع ووصف وتحليل وتفسير الحقائق بطبيعة القضية محل الدراسة ليستخرج الباحث منها الاستنتاجات ذات الدلالة والمغزى، وأداة الدراسة هي الاستبانة التي يتم توجيهها إلى معلمي مدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي بمحافظة القاهرة للتعرف على دور المحاسبية التعليمية في تطوير الأداء المؤسسي بهذه المدارس.
مصطلحات الدراسة
وتوضح الدراسة المصطلحات إجرائياً على النحو التالي:
1- التطوير Development
هو العملية التي تحدث تغييراً وتقدماً في نظام العمل، ومدى ترابط الإمكانات والموارد لتحقيق أفضل شكل أو مستوى من الجودة في بيئة هذا العمل وتحقيق الهدف المنشود أو أنه أسلوب علمي منظم قائم على مجموعة من الأسس والركائز التي تهدف إلى تغيير وتحسين أداء كل فرد من أعضاء المجتمع المدرسي.
2- الأداء Performance
هي العملية التي يقوم بها الفرد من أجل تحقيق الأهداف المخصصة له بنجاح.
3- الأداء المؤسسي Instructional Performance
هي العمليات التي يقوم بها الأفراد في المدرسة الثانوية العامة من أجل تحويل المدخلات إلى مخرجات أكثر نجاح وتميز بأقل الإمكانيات.
4- المحاسبية Accountability
هي عملية تتم في المؤسسات بوجه عام والمؤسسات التعليمية بوجه خاص يقوم فيها القادة بمحاسبة العاملين ضمن معايير موضوعة من قبل القادة لتطوير الأداء المؤسسي وتحديد مواطن القوة والضعف، وتدعم المسار الإيجابي وتشخيص السلبي منه.
نتائج الدراسة بشقيها النظري والميداني
توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج النظرية في الإطار النظري للدراسة ومجموعة من النتائج من الدراسة الميدانية وسيتم عرضها فيما يلي:
أولاً - نتائج الدراسة النظرية:
توصلت الدراسة النظرية لمجموعة من النتائج وتعرضها الدراسة من خلال متغيري الدراسة (الأداء المؤسسي والمحاسبية التعليمية والعلاقة بينهما) وذلك على النحو التالي:
1- توصلت الدراسة النظرية إلى مجموعة من النتائج الخاصة بالأداء المؤسسي كما يلي:
أ- الأداء المؤسسي هو المنظومة المتكاملة لنتائج أعمال المنظمة في ضوء تفاعلها مع بيئتها الداخلية والخارجية.
ب- يشمل الأداء المؤسسي أبعاداً ثلاثة هي: أداء الأفراد في إطار وحدتهم التنظيمية، وأداء الوحدات التنظيمية في إطار السياسة العامة للمؤسسة وأداء المؤسسة في إطار البيئة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ج- إن أهداف تقييم الأداء المؤسسي يكمن في العدالة والدقة في المكافأت والدقة في الترقيات وتوفير نظام محكم في المؤسسة.
د- ضرورة الاستفادة من خبرات القيادات التربوية والإدارية في تطوير الأداء المؤسسي.
ه- من مقومات الأداء المؤسسي تتبني التغير كسياسة ثابتة علي كافة المستويات التنظيمية، وكذلك استثمار الموارد البشرية لإعادة تشكيل القدرات التنافسية واستثمارها.
و- يساعد العمل المؤسسي على تشجيع الأفراد علي التفكير وقبول الأفكار المتنوعة.
ز- ضرورة تقييم الأداء المؤسسي حيث إنه العملية التي يتم فيها أداء المؤسسة التعليمية لمعرفة ما تم إنجازه في فترة زمنية معينة ومدى استعداد المؤسسة للتحسين والتطوير.
2- توصلت الدراسة النظرية إلي مجموعة من النتائج الخاصة بالمحاسبية التعليمية كما يلي:
أ- شهدت المحاسبية التعليمية رواجاً كبيراً مع بداية النصف الثاني من القرن العشرين بين كثيرين من المهتمين بالتعليم في بعض الدول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
ب- تأتي أهمية المحاسبية (المساءلة) كونها أحد الآليات والأساليب في تصحيح مشكلات المؤسسات ومظاهر الفساد وسوء استخدام السلطة وهدر الوقت التي يؤدي إلى عرقلة التنمية والإصلاح.
ج- المحاسبية التعليمية عدد من المبادئ منها الالتزام والمتابعة والشمولية والتكامل والتوازن والمرونة والحافز الذاتي.
د- تتطلب المحاسبية وجود قيادات إدارة واعية وناضجة تستطيع أن تسير العملية الإدارية بالشكل الصحيح لكي تتحقق النتائج المرجوة.
ه- المحاسبية التعليمية ذات طبيعة خلقية ودينية وعلمية وفنية وعلاجية ووقائية.
و- من أنواع المحاسبية السياسية والإدارية والقانونية والمالية والبرنامجية والأخلاقية والمهنية.
ز- كثير من المدارس والمعلمين لا يؤدون عملهم بشكل مناسب إلا إذا اخضعوا المراقبة وتوجيه شديدين وهذا من المبررات التي أدت إلي الأخذ بنظام المحاسبية التعليمية.
ح- تعمل المحاسبية التعليمية علي تحقيق هدفين رئيسيين أحداهما يتعلق بالعمل علي الحفاظ علي الأداء العام للمؤسسة التعليمية وتحسينه والارتفاع بجودته، وثانيها: يتعلق بالكشف عن نقاط الضعف في أداء المؤسسة التعليمية والقيود والمعوقات التي تحول دون تحقيق الهدف وعلاج السلبيات وتلافيها من جهة أخرى ولذا فالمحاسبية عمل مهم وحاسم في تقويم الأداء المؤسسي وتجويده.
ثانياً - نتائج الدراسة الميدانية
وتعرضها الدراسة كما يلي:
1- نتائج المحول الأول الذي يدور حول واقع تطبيق المحاسبية التعليمية بمدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي:
أ- يوجد نظام رقابي علي العمليات المالية بمدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي في المؤسسات التعليمية.
ب- تحرص المدرسة علي تحري أسباب الانحرافات من قبل أعضاء المجتمع المدرسي وتعمل علي محاسبتهم.
ج- ليس لمدرسة الحلقة الثانية من التعليم الأساسي خطة تعمل علي تلافي الأخطاء المتوقعة في أداء أعضاء المجتمع المدرسي.
2- نتائج المحور الثاني الذي يدور حول دور المحاسبية بمدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي:
أ- يشجع مدير المدرسة العمل بروح الفريق الواحد لتحسين الأداء المؤسسي في المؤسسات التعليمية.
ب- يقوم مدير المدرسة بمحاسبة أعضاء المجتمع المدرسي علي ما تم تنفيذه من مسئوليات كلفوا بها من قبل الإدارة.
ج- نادراً ما تعمل إدارة التعليم الأساسي باستخدام أساليب تحفيز متنوعة للمعلمين لتطوير أدائهم ومهاراتهم.
ثالثاً - نتائج المحور الثالث الذي يدور حول المعوقات التي تحول دون تطوير الأداء المؤسسي:
1- نقص الحوافز المادية والمعنوية الداعمة لتطوير الأداء المؤسسي في المؤسسات التعليمية.
2- مازالت مدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي تتبع أساليب تقليدية في تقويم الأداء المؤسسي في المؤسسات التعليمية.
3- ندرة تقويض بعض مديري المدارس للسلطة والاحتفاظ بها فهو لا يقوض أحد من أعضاء المجتمع المدرسي في الأعمال المدرسية.
4- بعض مديري مدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي يميلون إلي تطبيق المركزية في الإدارة وضعف الاتجاه نحو تطبيق نظام اللامركزية.