Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التصوف والمتصوفة في المغرب الأقصى في عهد المرابطين( 428- 546ه).
المؤلف
أحمد، أحمد مصطفى حامد.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد مصطفى حامد أحمد
مشرف / محمود إسماعيل عبد الرازق
مشرف / غادة كمال السيد
مناقش / غادة كمال السيد
الموضوع
التصوف والمتصوفة.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
221ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 241

from 241

المستخلص

ينصب اهتمام كثير من المؤرخين المحدثين بالجوانب المادية، بيد أن دراسة تاريخ الفكر الإسلامي لاتزال تحتاج إلى اهتمام الباحثين.
اتجه الباحث في أطروحته صوب الفكر التاريخي، حيث اتجه إلى دراسة التصوف الذي يعد بمنزلة قاسم مشترك بين جميع الفرق الإسلامية دراسة ”ميكروسكوبية”، يتقدم بها لنيل درجة الماجستير في التاريخ الإسلامي، وعنوان هذه الأطروحة ”التصوف والمتصوفة في المغرب الأقصى في عهد المرابطين”.
تأتي أهمية هذه الأطروحة بحكم التخصص، إذ كان من العسير قراءة البنية الحضارية والتاريخية في الغرب الإسلامي أو فهم مكوناتها بمعزل عن ظاهرة التصوف التي شكلت عمودها الفقري، وجسدت إحدى مقوماتها الروحية والفكرية، وانطلاقًا أيضًا من إدراك فهم الواقع الإسلامي في تلك الحقبة فى ظل التناقضات الكثيرة التي وقع فيها المؤرخون لاسيما مؤرخي الفرق الإسلامية ، وهو ما استوجب من الباحث سبر أغوار والتعمق في هذه المرحلة من تاريخنا الإسلامي.
بالرغم من أهمية الأطروحة، بيد أنه فيما يبدو لي لم أجد أحدًا من الباحثين قد بحثه بشكل متكامل من خلال إبراز جميع جوانبه، فقد عرج عليه الباحثون على عجل، الأمر الذي طبع هذه الدراسات بطابع التعميم والتجريد والخلط.
أما الباحث فقد فطن أن هناك تيارين صوفيين مختلفين هما التصوف الباطني العرفاني المعارض، والتصوف السني السلطوي، ولكل منهما منطلقاته وبنيته ومقاصده، وهو الأمر الذي سنوليه المزيد من الاهتمام في جميع فصول الرسالة. فقد وضعت نصب عيني هدفًا أساسيًا وهو إبراز وجود نوعين من التصوف، كما بيَّنت دور كل منهما على جميع الأصعدة؛ السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والثقافية والفكرية. كما يقر الباحث بأن تلك الأطروحة لم تقدم منهجًا متكاملًا إذ أن المنهجية المتكاملة تقتضي سبرًا عميقًا للمناهج الجزئية في دراستها.
غير أن مايؤسف له هو أن دراسة التصوف في الغرب الإسلامي يكتنفها كثير من الصعوبات خصوصًا التعامل مع كتب التصوف، وتبرز هذه المشكلة في أن معظم كتب المتصوفة لاسيما الباطنيون العرفانيون قد فُقدت، وذلك لموقف السلطة وفقهاء المالكية الذين تتبعوا تلك المؤلفات وأحرقوا معظمها، مما جعل تداول هذه الكتب محددًا ومقتصرًا على المؤلف وبعض إخوانه ومريديه.
وقد اتبع الباحث في هذه الدراسة مناهج شتى؛ منها المنهج الإستقرائي الذي يعتمد شمولية النظرة، وعمق التحليل عن طريق إستيعاب النصوص، ووضع التساؤلات عبر تحليل الروايات وفق منهجية تفكيكية قائمة على استنطاق النصوص المصدرية، بالإضافة إلى المنهج الموضوعي لعرض الأفكار في شكل موضوعات مترابطة، كما استخدم المنهج الوصفي، كذا المنهج الإحصائي لما له من دلالات مهمة في تفسير الظواهر المدروسة إيجابًا أو سلبًا، ولقدرتها على إعطاء الباحث مايُعينه على التحليل.

قسَّم الباحث الأطروحة إلى مقدمة وفصل تمهيدي وأربعة فصول وخاتمة وملاحق وببليوغرافيا الرسالة.
يتضمن الفصل التمهيدي ”المتصوفة في المغرب الأقصى قبيل قيام دولة المرابطين ” منوهًا فيه عن معنى التصوف من الناحية اللغوية، ومن الناحية الإصطلاحية، وتعريف التصوف، ثم تطرق الباحث إلى أصول ظاهرة التصوف، والرد على بعض المستشرقين ومن تبعهم من المؤرخين المحدثين الذين أخرجوا الظاهرة الصوفية من دائرة الشريعة الإسلامية برمتها وإلصاقها بجذور وثنية يونانية وهندية، أو حتى مسيحية، ثم تناول بإيجاز مراحل التصوف منذ النشأة مرورًا بتطوره حتى إكتماله، وأخيرًا تناول البحث انتشار التصوف في المغرب الأقصى قبيل قيام دولة المرابطين حيث كانت هناك أسباب داخلية وأخرى خارجية أدت إلى انتشار التصوف، وبيان مراحل تطوره حتى قيام دولة المرابطين، كذا كيفية تسرب التصوف الباطني العرفاني إلى المغرب .
تناول الفصل الأول ”أسباب وكيفية انتشار التصوف في عصر المرابطين” يشمل مايلي :المبحث الأول: رصد الأسباب الداخلية لانتشار التصوف. وتمثلت في العنصر الأول: الرباطات والزوايا في جميع أنحاء المغرب سواء في الداخل أو على الساحل، والعنصر الثاني: الطبيعة والنزعة الدينية لدولة المرابطين حيث نشأت تلك الدولة على أساس الربط فسميت دولة المرابطين، والعنصر الثالث ظهور مؤلفات المتصوفة ورسائلهم، أما العنصر الرابع فهو أسفار المتصوفة المغاربة داخليًا لنشر التصوف، والعنصر الخامس تمثل في حركة الفكر ومجالس الذكر وانتشارها.
أما المبحث الثاني: فقد تناول الأسباب غير المباشرة لانتشار التصوف؛ سواء من الناحية السياسية، أو على الصعيد الاقتصادي، والاجتماعي، والوضع الفكري والأخلاقي، ومدى تأثير تلك العوامل فى انتشار التصوف خلال عصر المرابطين. ثم انتقل إلى المبحث الثالث وهي العوامل الخارجية لانتشار التصوف وتمثلت فى التأثير الشرقي حيث لعب متصوفة الشرق دورًا بارزًا في نشر التصوف في المغرب الأقصى، ثم يأتي تأثير متصوفة الأندلس لاسيما العرفانيون الباطنيون. كذا التأثير الإفريقي وإن كان دور هذا الأخير محدودًا.
أبرز الباحث دور المتصوفة الباطنيون العرفانيون، كإبن العريف، وابن برجان، باعتبارهم أعلام التصوف الباطني في عصر المرابطين، كما تناول التصوف السني وتطوره فى المغرب الأقصى حيث بدأ تصوفًا سنيًا(ساذجًا) بسيطًا اتسم بالبعد الأخلاقي والزهد فقط، ثم تطور بعد دخول مؤلفات أبي حامد الغزالي إلى المغرب حيث سمحت دولة المرابطين بانتشار ”إحياء علوم الدين ” في محاولة للقضاء على التصوف الباطني العرفاني الذي تسرب إلى المغرب الأقصى.
خصص الباحث الفصل الثاني للحديث عن ”الدور السياسي للمتصوفة خلال عصر المرابطين، وقد تناول الباحث سياسة التقارب والمودة بين المتصوفة والسلطة، ثم تطرق إلى سياسة المعارضة والتنافر التي كانت في أغلبها من المتصوفة الباطنيين العرفانيين، كما ذكر ثوراتهم، ورصد تأثير ثورات المتصوفة العرفانيون في الأندلس على متصوفة المغرب الأقصى، ثم أبرز الباحث الدور الجهادي لهم، حيث شاركوا في الجهاد ولو بدور محدود عكس متصوفة السنة الذين آثروا السكون والراحة