الفهرس 
الإصلاح الزراعي وتأميم الموارد الطبيعيةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 245 |  |  |
| | | from | 245 | | |
المستخلص
أعلن الشاه محمد رضا بهلوي في يناير 1963 م ، عن برنامج إصلاحي أطلق عليه اسم ” ثورة الشاه والشعب ” وعُرف تاريخيًا بالثورة البيضاء ، يتكون من عدة مبادئ ، تصل إلى اثنى عشر مبدأ في الأغلب صُدرت تباعًا ، بغرض استغلال كافة الإمكانيات المتوفرة للقضاء على كافة أشكال الظلم والاستغلال والتقاليد الرجعية.
فجاءت أولى مبادئ الثورة تنص على ضرورة تطبيق قوانين الإصلاح الزراعي ، بهدف القضاء نهائيًا على النظام الإقطاعي ومواجهة الإقطاعيين وقوى الرجعية، والعمل على تنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر وتشجيع إدخال التقنيات الحديثة في الإنتاج الزراعي.
كما أكد الشاه على حتمية تأميم الموارد الطبيعية ، بإعتبارها ملكًا لجموع الشعب الإيراني ، وخصص لذلك المبدأ الثاني من الثورة الذى نص على تأميم الغابات والمراعي الطبيعية ، وأيضًا المبدأ العاشر الخاص بتأميم مصادر المياه.
ولكون الصناعة هي الركيزة الأساسية في الحركة التنموية ، تضمنت الثورة البيضاء ثلاث مبادئ تختص بالقطاع الصناعي ، سواء المؤسسات الصناعية أو العمال ، وهي مبدأ بيع أسهم المصانع والشركات الحكومية حيث تعطى الأولوية في الشراء لكبار ملاك الأراضي الزراعية الحائزين على سندات دفع مقابل الأراضي التي أخذت منهم ضمن مراحل الإصلاح الزراعي.
وأيضا المبدأ الخاص بـ منح العمال حق المشاركة في صافي أرباح الشركات ، فأصبح للعامل الحق في الحصول على 20% من صافي الربح السنوي للمؤسسة الصناعية التي يعمل بها ، ومبدأ آخر خاص بـ طرح أسهم المعامل والمصانع للبيع .
كما أقر الشاه من خلال مبادئ الثورة تكوين ثلاثة جيوش إصلاحية (التعليم –الصحة –التعمير ) وتقوم فكرة تلك الجيوش على أساس استغلال الشباب حديثي التخرج من المدارس الثانوية وأيضا المعاهد العليا والجامعات ، والمقرر عليهم استكمال واجب الخدمة العسكرية ، فيتم إرسالهم في كتائب منظمة إلى الريف الإيراني لتقديم كافة أشكال الخدمات التعليمية والصحية والتعميرية .
كما نالت المرأة حظًا من برنامج الشاه الإصلاحي ، فأصدر المبدأ الخامس للثورة لينص على حق المرأة في الانتخاب ، لتحقيق مبدأ المساواة الكاملة في الحقوق السياسية والاجتماعية بين الرجل والمرأة.
وأصدر الشاه في أكتوبر 1965 مبدأ ضرورة تشكيل دور الإنصاف في الريف ومجالس التحكيم في المدن ، لتحقيق العدالة وسرعة تنفيذها بين الجميع ، بالإضافة إلى الإعلان عن ضرورة تطبيق الثورة الإدارية في أكتوبر 1967 للتخلص من المركزية المتغلغلة في الجهاز الإداري.
ويجب الإشارة إلى أهمية مبادئ الثورة البيضاء بشكل عام ، ولكن على مستوى التطبيق الفعلي أصابها الإخفاق والتخبط ، وقد يرجع إلى أن رغبة الشاه في امتصاص غضب الشعب الإيراني ، كانت أهم من تحقيق الإصلاح والتغيير الفعلي.