الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص مقدمة يشهد مجتمعنا العربى مجموعة من التطورات الاجتماعية ، والاقتصادية ، والثقافية ، والعلمية ، والتى تتواكب مع التطورات العالمية ، مما جعل هناك فجوة بين عالم الأمس ، وعالم اليوم . فهناك العديد من التحديات التى أفرزتها عوامل عديدة تتضمن التقدم ، والتطور التقنى الهائل من أساليب تكنولوجية ، ووسائط الكترونية ، وأقمار صناعية ، وإنترنت ، وكذلك الإنفجار المعرفى ، والتضخم المعلوماتى الهائل عبر وسائل الاتصال الحديثة التى لا تعرف حدوداً زمانية ، ولا مكانية ، وكذلك انتشار المفاهيم ، وتجليات العولمة بما فيها من فرض الهيمنة ، والوصاية السياسية ، والاقتصادية على الدول ، وتذويب الفوارق الثقافية ، والحضارية بين الشعوب هذا وإلى جانب الأحداث السياسية التى يشهدها المجتمع المصري فى الآونة الأخيرة خاصة بعد ثورة 25 يناير ، فقد تعرض المجتمع المصرى للعديد من الصراعات ، والمنازعات ، والتعصب الشديد لفصائل دون أخرى ، إلى جانب الفقر وسوء توزيع الاستثمارات ، وانخفاض الدخل ، كل هذا أدى بدوره إلى ارتفاع القلق ، والتوتر ، ورفض الحوار مع الآخر ، كما انتشرت جرائم التعصب ، والقتل ، والسرقة ، والاعتداء على الآخرين ، والإرهاب ، وازدادت بدرجة كبيرة . مشكلة الدراسة وأهدافها بناءاً على ما سبق يمكن تحديد مشكلة الدراسة فى التساؤل التالى : كيف يمكن تفعيل دور المؤسسات التربوية لتنمية قيم التسامح بين طلاب المرحلة الثانوية ؟ ويتفرع من ذلك التساؤل الأسئلة الفرعية التالية : 6- ما المقصود بمفهوم التسامح ، والمفاهيم المرتبطة به فى الفكر الإنسانى ؟ 7- ما دور المؤسسات التربوية فى تنمية قيم التسامح لدى طلاب المرحلة الثانوية ؟ 8- ما الاطار التربوى للتسامح فى المجتمع المصري المعاصر ؟ 9- ما البدائل المقترحة لتفعيل دور المؤسسات التربوية فى تنمية قيم التسامح ؟ 10- ما آليات ومتطلبات تفعيل واستمرارية البديل المقترح لتفعيل دور المؤسسات التربوية فى تنمية قيم التسامح ؟ وتتحدد أهداف الدراسة فى ضوء الإجابة على تساؤلات الدراسة . أهمية ومبررات الدراسة تكمن أهمية الدراسة الحالية فى النقاط التالية 1- أهمية موضوع التسامح حيث يعد مطلباً ضرورياً فى إطار مجتمع يتسم بالتعددية الثقافية ، والاجتماعية ولا يخلو من الصراعات السياسية والفكرية – لما له من دور فى تنمية وتقدم المجتمع . 2- ثقافة التسامح نهج عالمى لمواجهة العنف فى العالم للحفاظ على التعايش السلمى دون المساس بثوابت العقيدة على اختلافها . 3- تأكيد الأديان السماوية على ضرورة التأخى والتعايش السلمى والتسامح مما يتطلب قيام المؤسسات التربوية بدورها فى نشر ثقافة التسامح . 4- أهمية المرحلة العمرية التى سوف تتناولها الدراسة ، وهى مرحلة المراهقة ، والتى يتشكل فيها وعى وفكر الشباب ، وتؤثر فى بناء شخصيتهم من مختلف الجوانب . 5- أهمية دور المؤسسات التربوية فى نشر ثقافة التسامح ، وتخفيف حدة العنف فى المجتمع المصرى . 6- تقديم بديلاً مقترحاً لتفعيل دور المؤسسات التربوية ، حيث أنه يتضمن منطلقات فكرية ، وآليات محددة ، وقابلة للتنفيذ ، والتى يمكن أن تكون نقطة انطلاق لمجالات بحثية متعددة للباحثين الجدد فى المجال التربوى . 7- توجيه نظر المسئولين إلى واقع دور المؤسسات التربوية ، ومشكلاتها ، وتحدياتها المحلية ، والعالمية . 8- مساعدة القائمين بوزارة التربية والتعليم ، خاصة المسئولين على وضع السياسات التعليمية للمرحلة الثانوية على تطوير المناهج ، والأنشطة التربوية لتعزيز قيم التسامح بين الطلاب . حدود الدراسة سوف تقتصر الدراسة الحالية على ما يلى : - مرحلة التعليم الثانوى العام نظراً لأهمية ، وخطورة هذه المرحلة فى تشكيل فكر ، ووعى الطلاب . - عينة عشوائية من طلاب ، وطالبات بعض المدارس الثانوية بمحافظتى القاهرة ، والقليوبية. - اختيار عينة عشوائية من المعلمين ، والموجهين ، والأخصائيين النفسيين ، والاجتماعيين . - جمع البيانات من الطلاب ، والطالبات فى البيئتين الحضرية ، والريفية . منهج الدراسة استخدمت الدراسة المنهج الوصفى باعتباره أكثر المناهج ملائمة لأهداف ، وطبيعة الدراسة الحالية ، حيث يهتم بوصف ماهو كائن ، وتفسيره ، وتحديد الظروف ، والعلاقات التى توجد بين الوقائع . ولا يهدف المنهج الوصفى إلى وصف الواقع كما هو فقط ، بل الوصول إلى استنتاجات تسهم فى فهم هذا الواقع ، وتطويره . كما استخدمت الدراسة أداة المقياس بهدف التعرف على مستوى التسامح بين طلاب المرحلة الثانوية ، بالإضافة إلى استمارة المقابلة تم تطبيقها على مجموعة من المعلمين ، والموجهين ، والأخصائيين بهدف التعرف على كيفية معالجة أفراد العينة لمواقف الطلاب ، والاستفادة منها فى وضع البدائل المقترحة. مصطلحات الدراسة • المؤسسات التربوية Educational Institutions : هى تلك الأوساط التى تساعد الفرد على النمو الشامل لمختلف جوانب شخصيته ، والتفاعل مع الآخرين بصورة سوية بعيداً عن أى عنف أو تعصب أو عنصرية ، ومن أبرز هذه المؤسسات التربوية فى المجتمع الأسرة ، والمدرسة ، إلى جانب وسائل الإعلام ، ودور العبادة . • قيم التسامح Tolerance Values :هى سمة من سمات الشخصية تتضمن تحمل ، وقبول ، وتقدير آراء الآخرين المختلفين ، والمتفقين مع إظهار الاحترام ، والسماحة الحقيقية لما يؤمنون به من معتقدات ، وما يظهرونه من سلوكيات . |