Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الانتاج الحرفي السياحي والتغيرات الاقتصادية والسياسية في المجتمع المصري :
المؤلف
بركات، ساره حسن محمد.
هيئة الاعداد
باحث / ساره حسن محمد بركات
مشرف / علياء علي شكري
مشرف / فاتن أحمد علي الحناوى
مناقش / سعاد عثمان أحمد
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
326ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم علم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 326

from 326

المستخلص

الملخص باللغة العربية
أولا مشكلة الدراسة وأهدافها:
تشكل السياحة أحد مصادر الدخل والتنمية الاقتصادية للعديد من المجتمعات، فهي تؤثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على أكثر من 72 صناعة وخدمة تنتعش بانتعاشها وتركد بركودها. ومن بين هذه الصناعات الإنتاج الحرفي السياحي، أو ما يعرف بإنتاج” العاديات والسلع السياحية”؛ حيث يدخل هذا النوع من النشاط ضمن الأنشطة المرتبطة بالسياحة؛ لما له من تأثير في حجم ومعدلات الإنفاق السياحي؛ نتيجةً لإقبال السائحين على شراء هذا النوع من المنتجات أو التذكارات. بالإضافة إلى أن معظم الإنتاج الحرفي الذى يسوق سياحيًّا يعتمد بدرجة كبيرة على مواد خام متوفرة بالبيئات المحلية، وهي خامات غالبًا ما يكون حجم استهلاكها المحلي محدودًا، كما أن مشتري هذه المنتجات من السائحين حين يأتي إلى المجتمعات المحلية فإنه يسهم في تنشيط مصادر اقتصادية أخرى. ويروَّج للسياحة عالميًّا بأنها من أكبر الصناعات في العالم وأكثرها تحقيقًا لفرص العمل. وتتمثل الأهمية الاقتصادية للقطاع السياحي في مصر لمساهمته بنحو 11% من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد المصري، بالإضافة إلى أنه يُشكِّل موردًا مهمًّا للنقد الأجنبي، كما يعمل به حوالي 12% من إجمالي قوة العمل في مصر. وحسب إحصاءات عام 1999 /2000؛ فإن عدد العاملين في قطاع السياحة المصري يقدر بحوالي2.7 مليون عامل، وهو ما يمثل 15% من إجمالي قوة العمل في مصر
ونتيجة التغيرات والاضطرابات السياسية التى شهدتها مصر بعد ثورة يناير 2011، شهد الاقتصاد المصري تراجعا ملحوظا، فقد أظهرت البيانات تراجعا في معدل النمو الاقتصادى إلي أدني درجاته واستمرار تفاقم عجز الموازنة نتيجة لانخفاض الإيرادات ، وارتفاع النفقات، والانخفاض الملحوظ في الاحتياطات النقدية. وفي ظل هذه التغيرات انخفض الدخل العام لقطاع السياحة من 12 مليار دولار سنويا ليصبح حوالي 2.8 مليار دولار في نهاية 2011 ، كما انخفضت قيمه العملة المصرية في مواجهه الدولار خلال تلك الفترة في حدود12%.
وبعد أن سجلت السياحة الوافدة إلى مصر أعلى معدلاتها فى (2010) وهو (14.5) مليون سائح ، انخفض هذا العدد بنسبة 40% فى عام (2011 ) واستمر الانخفاض بنفس المعدل تقريبا فى السنوات التالية للثورة ،ثم حدث انخفاضا حادا بنسبة 73% فى عام 2016بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فى أكتوبر 2015.
ونتيجة لهذا الانخفاض تأثرت مختلف القطاعات التى لها علاقة بالسياحة ومن بينها الإنتاج الحرفى السياحى الذى يعتمد عليه الحرفيون والعاملون بالبازارات كمصدر أساسى للدخل .
وفى ضوء ما سبق تحددت مشكلة الدراسة وأهدافها كالتالى : الكشف عن أثر التحولات السياسية والاقتصادية بعد ثورة يناير 2011 على السياحة الوافدة لمصر، وتأثير ذلك على العاملين بالإنتاج الحرفى السياحى من الحرفيين وأصحاب البازرات، وذلك من خلال دراسة أنثروبولوجية بسوق خان الخليلى الذى يمثل واحدا من أشهر وأكبر أسواق العاديات والسلع السياحية؛ حيث يتركز بالخان عدد كبير من الورش والبازارات التى تعتمد فى الإنتاج والتسويق على السائح الأجنبى فى المحل الأول.
ثانيا تساؤلات الدراسة:
فى ضوء مشكلة الدراسة وأهدافها تم تحديد التساؤل الرئيسى التالى :
ما أثر التغيرات السياسية والاقتصادية على حركة السياحة الوافدة لمصر بعد ثورة يناير 2011 وما أنعكاس ذلك على نسق الإنتاج الحرفى السياحى؟
وتفرعت من هذا التساؤل مجموعة التساؤلات الفرعية التالية :
1. كيف تأثرت حركة السياحة الوافدة لمصر بعد ثورة يناير 2011؟
2. ما تأثير التغير فى حركة السياحة الوافدة لمصر على العاملين بالإنتاج الحرفى السياحى فى مجتمع البحث ( خان الخليلى)؟
3. ما أنواع المنتجات السياحية التى تنتج وتسوق داخل ورش وبازارات خان الخليلى ؟
4. ما أثر التغير على العمل الحرفى والحرفيين ؟
5. هل يختلف تأثير التغير على الحرفيين حسب الحرفة ؟ وما أكثر الحرف تأثرا بالتغير؟
6. كيف يتم تسويق الإنتاج الحرفى السياحى؟ وماهى خصائص المنتج الحرفى السياحى التى تؤثر فى عملية التسويق؟
7. ما المشكلات التى تواجه العاملين فى الإنتاج الحرفى السياحى من الحرفيين وأصحاب البازارات؟
8. ما آليات وأنماط تكيف الحرفيين وأصحاب البازارات مع هذه المشكلات؟
9. ما دور الدولة تجاه المشكلات الى تواجه الحرفيين ونسق الحرف التقليدية ؟
10. ما مقومات الجذب السياحى فى خان الخليلى؟
ثالثاً: مفاهيم الدراسة:
استعانت الدراسة بعدد من المفاهيم الأساسية منها الإنتاج الحرفي السياحي- السياحة- السائح – التغير.
ويشير التعريف الإجرائي لمفهوم الإنتاج الحرفي السياحي إلى المنتجات الحرفية من السلع والعاديات التي تُنتج بغرض التسويق السياحي، والتي يحرص السائح على اقتنائها خلال جولته السياحية كنوع من الهدايا التذكارية، ويتم الإنتاج الحرفي السياحي في ورش تقليدية ومن خامات طبيعية وبتقنيات بسيطة اعتمادًا على الخبرة والمهارة المتوارثة المنقولة للحرفي من خلال عملية التنشئة، وهي تعكس ثقافة الحرفيين وتُعبِّر عن الهوية الثقافية للمجتمع المصري.
رابعاً:منهج الدراسة وأدوات جمع البيانات:
اعتمدت الدراسة علي المنهج الأنثروبولوجي وأدواته(الملاحظة،المقابلة المتعمقة،دليل العمل الميداني،التصوير الفوتوغرافي،الإخباريون) ،وتم الإستعانه بطريقة دراسة المجتمع المحلي، وطريقة دراسة الحالة.
وإستعانت الدراسة بالمنهج التاريخي في دراسة التطور التاريخي لحركة السياحة الوافدة لمصر في ضوء التحولات السياسية والاقتصادية التي مر بها المجتمع المصري منذ يوليو 1952.
وقع الاختيار على منطقة ” خان الخليلي” إحدى شياخات قسم الجمالية لتكون مجتمعًا للبحث
خامسا:الإطار النظري :
وفي ضوء موضوع الدراسة تحدد الإطار النظري في قضايا التغير الاجتماعي من منظور الوظيفية:التوازن الدينامي عند بارسونز،وأنماط التكيف الاجتماعي عند روبرت ميرتون،والنموذج المثالي للحرفية عند رايت ميلز ،ونظرية رأس المال الثقافي.
سادساً: نتائج الدراسة
 يتوافر فى مجتمع البحث( خان الخليلى ) معظم العناصر الثقافية التي تجذب السائح، وهي كما حددها ريتش : الحرف اليدوية، تاريخ المنطقة بما فيها المشاهد الباقية، أنواع الأعمال التي يقوم بها السكان والتكنولوجيا المستخدمة، فنّ العمارة الذي يعطي للمنطقة مظهرًا مميزًا، التقاليد والعادات، الموسيقى والفن بما فيها النقش والنحت، والمظاهر المرئية كالزي ، وأنشطة وقت الفراغ.
 أوضحت الدراسة الميدانية أن منتجات الأرابيسك، ومشغولات الفضة، والجلودالطبيعية والنحاس، والعاديات من التمائم والتماثيل الفرعونية ،وورق البردى هى أكثر المنتجات الحرفية التي تجد إقبالاً من السائح فى خان الخليلى، وأن أربعة منها تنتج فى ورش خان الخليلى وهى: الأرابيسك، ومشغولات الفضة، ومشغولات النحاس،والعاديات والتمائيم من النحاس والفضة أما العاديات التى تصنع من الحجر كالألبستر والجرانيت فيحصل عليها أصحاب البازارات من ورش فى الهرم وسقارة وشق التعبان ، كما يحصلون على ورق البردى من ورش بقرية قراموص بمحافظة الشرقية بالقرب من مزارع البردى ويقوم عامل متخصص بالكتابة عليها أمام السائح في البازرات.كما يحصلون على منتجات الجلود الطبيعية من ورش بمنطقة المدابغ والعباسية ومنشية ناصر.
 بينت الدراسة أن منتجات ورق البردي والعاديات من التماثيل والتمائم الفرعونية مثل (مفتاح النيل و الجعران وعين حورس و رأس الملكة نفرتيتي، والأهرامات،والمسلات) لا يقبل عليها إلا السائح الأجنبى،وذلك لأنها رمز ثقافي أصيل. كما أنها منتجات يعتمد عليها أكثر من حرفة،لإنها تنتج من مواد خام متنوعة من الفضة،والنحاس ,الأحجار.
 أكدت الدراسة الميدانية أن أصحاب الورش والعاملين فيها قد توارثوا هذه الحرف، ولكن يوجد عزوف عن تعليم أبنائهم هذه الحرفة، وهذا يرجع إلى وعيهم بأهمية التعليم، وأيضًا بسبب وضع الحرف الذي يعتمد على الظروف العامة للمجتمع، والتي تتأثر بعوامل كثيرة تجعلها عملاً غير مستقر. وأثبتت الدراسة أن الشباب يفضل العمل في البازارات بسبب سهولة المكسب، وأيضًا قدرة الشباب على التفاعل مع السائحين؛واستخدام اللغات الأجنبية التي تساعدهم في عملية البيع .
 أكدت الدراسة أنه برغم عزوف الشباب عن العمل الحرفي وعدم تفضيل معظم الحرفيين توريث الحرفة للأبناء، ورغم حالات عدم الرضا بسبب ركود حركة السياحة، إلا أن معظم الحرفيين لديهم فخر واعتزاز بحرفتهم، ولديهم الإحساس بأن لديهم من المهارة والخبرة ما يختلف عن باقي المهن، كما أن كبار السن وأصحاب الورش يتمسكون بالعمل الحرفي رغم ما يمرون به من مشكلات وصعوبات لإدراكهم قيمة العمل اليدوي، وتمسكهم بالقديم وعدم الرغبة في التغيير ورفض دخول التكنولوجيا في الإنتاج مثل أستخدام الليزر النقش على النحاس أوالمنتجات المصنَّعة آليًّا والمنتجات الصينية المقلدة .
 تبين من خلال الدراسة الميدانية أنه لا يوجد تمايز اجتماعي بين الحرفيين حسب نوع الحرفة أونوع المنتج الحرفى ونوع الخامة التي يستخدمها الحرفى في الإنتاج. لكن أصحاب الحرف الأقل من حيث رأس المال الاقتصادى كانوا أكثر تأثرًا بالأزمات، وهذا ما يتَّضح في لجوء بعضهم إلى إغلاق الورشة أو وقف النشاط في حالة الأزمات. فالتمايز الاقتصادي الناتج عن حجم رأس المال أو ثراء الحرفة لا ينعكس على العلاقات الاجتماعية بين الحرفيين داخل خان الخليلي.وهذا يعكس نظرتهم وتقديرهم لقيمة العمل الحرفي على اختلاف الحرفة وإعتبار العمل الحرفي رأس مال للحرفيين.
 كشفت الدراسة الميدانية عن وجود أشكال متنوِّعة من التعاون والتكافل، والذي يتمثل في مساندة الحرفيين لبعضهم البعض وقت الأزمات، سواء في حالة حدوث ضائقة مالية أو مرضية، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية، ولكن مع تغير الظروف الاقتصادية للحرفيين بسبب التغيرات التي يشهدها المجتمع المصري ،عمل ذلك على تقليل المشاركة في هذه المواقف وفي الأزمات، واقتصر تقديم المساعدة على أضيق الحدود؛ لأن الأزمة شملت جميع الحرفيين. حتى أنه عندما تم إغلاق بعض الورش لم تستطع الورش الأخرى تقديم المساعدة لها؛ لأن الأزمة كانت عامة عليهم جميعًا.
 كشفت الدراسة تنوع طرق تسويق المنتجات الحرفية السياحية في خان الخليلي كالتالي :
1. التسويق المباشر من الورشة إلى السائح
2. التسويق من الحرفي المُنتِج لتجار البازارات
3. التسويق عن طريق المندوب
4. التسويق عن طريق سماسرة ووسطاء السياحة (المرشدين السياحيين وشركات السياحة)
5. التسويق عن طريق المعارض المحلية والدولية
6. التسويق الإلكتروني
 وفي التسويق المباشر يستطيع السائح الحصول على المنتج الحرفى من الورشة مباشرة وأن يشاهد عمليات الإنتاج داخل الورش، ويساهم في تغيير أو أضافة بعض التفاصيل حسب رغبته. وهي أقدم طرق تسويق المنتجات الحرفية في الخان ، وعادةً ما يفضل السائح أن يرى الأماكن التي يتم فيها إنتاج المنتجات الحرفية مباشرة ،والإحتكاك بالحرفيين، فلا يكون هدف السائح الوحيد هو الشراء في حد ذاته، وإنما التمتع برؤية وزيارة هذا المكان، وملاحظة فنيّات الإنتاج الحرفي.
 كشفت الدارسة أنه على الرغم من تفضيل أصحاب الورش لنظام التسويق المباشر الذي يكون فيه نوعٌ من الجدية في الشراء؛ فالسائح الذي يذهب إلى مكان الورش يكون لديه رغبة حقيقية في الشراء بمواصفات محددة، لكن قلَّ الاعتماد على هذا النوع من التسويق بعد ثورة يناير؛ حيث اختلفت جنسية السائح، فالسائح الأوروبي والأمريكي هو الذي كان يبحث عن الحرف التقليدية الأصيلة، أما سائح ما بعد الثورة فهو السائح الكوري والإندونيسي والروسي يبحث عن المنتجات رخيصة الثمن،وقد أدى ذلك إلى إتاحة الفرصة للمنتجات المستوردة المقلدة وغير اليدوية لمنافسة المنتج الحرفي الأصيل.
 كشفت الدراسة الميدانية أن نظام التسويق عن طريق تاجر البازار يُعَدُّ من أكثر نظم التسويق السياحي انتشارًا حيث يعتمد عليه معظم أصحاب الورش تقريبًا في تسويق منتجاتهم. ويوجد تنوع في البازارات، فهناك بازارات تخصَّصت في عرض منتج واحد وذلك مثل بازارات (الفضة- الأرابيسك- النحاس– ورق بردي البردي –الجلود الطبيعية) وهناك بازارات تقوم بعرض منتجات حرفية متنوعة ، وزادت البازارات المتنوعة بشكل خاص بعد ثورة يناير، وذلك حتى يتماشى مع معظم الأذواق السياحية الوافدة إلى مصر؛ حيث تغيرت وتنوعت جنسيات السياح، ومع هذا التغير تم تحويل بعض البازارات من التخصُّص في عرض منتج واحد إلى تحويل نشاطهم إلى بازار يعرض منتجات حرفية سياحية متنوعة حتى تلقى قبولاً لدى عدد أكبر من السياح.
 كما أوضحت الدراسة زيادة نسبة التسويق عن طريق الوسطاء(المندوبين) خصوصاً بعد زيادة نسبة السياحة في الغردقة وشرم الشيخ ،حيث يقوم المندوب بنقل المنتجات إلى أماكن تواجد السياح لتوفير احتياجات السائح أي إن كان مقصده السياحي بدلاً من كسادها في السوق. وإلى جانب الأساليب التقليدية للتسويق من خلال البازارات والورش توجد أساليب حديثة، مثل التسويق من خلال المعارض الدولية، والتسويق الإلكتروني .
 تمثل المهارة الحرفية المستخدمة فى إنتاج وأبداع المنتجات الحرفية السياحية رأس مال ثقافي قوى للحرفيين؛ لأنها تُمثِّل ما يملكون من المهارات والقدرات الفنية الموروثة والتي تُمثِّل الثقافة السائدة لدى الحرفيين ، وهذه المنتجات مستمرة لأنها جديرة بإعادة إنتاجها واستمرارها ونقلها من جيل لجيل؛ حيث أن الحرفة وكل المنتجات الحرفية السياحية متوارثة.
 كشفت الدراسة عن وجود نوعين من التحديات والمشكلات التى تواجه النسق الحرفى وهى:
1. تحديات ومشكلات من داخل النسق الحرفى وهى مشكلات ترتبط ببيئة العمل الحرفى وبالحرفيين أنفسهم سواء من أصحاب الورش والبازارات أو العاملين فيها:
أ. نقص فرص العمل وتسريح العمالة الحرفية
ب.توقُّف أصحاب العمل عن التأمين على العمال
ج.عدم الرضا عن العمل الحرفي د. تغيير روتين العمل اليومي
ه. المشكلات الاجتماعية والأسرية
2. تحديات ومشكلات من خارج النسق الحرفى : ترتبط بالسياسات الاقتصادية والاستقرار السياسى والأمنى ،ومعظمها تحديات موجودة من قبل ثورة يناير 2011 ،ولكن زاد تأثيرها مع استمرار حالة الكساد بعد الثورة لعدة سنوات. وهى تحديات تتطلب تدخل الدولة لمعالجتها حتى يمكن تحقيق التوازن والاستمرار للنسق الحرفى وهي:
أ.غزو المنتجات الصينية المقلدة للمنتج السياحى المصرى ب. نقص المواد الخام وارتفاع أسعارها ج.الضرائب والرسوم المفروضة على أصحاب الورش والبازارات د.كثرة وتعقد إجراءات الحصول على تراخيص الورش والبازارات
ه. تغير برامج شركات السياحة
و.الاستقرار السياسى والأمنى
كشفت الدراسة الميدانية عن تنوع أساليب وأنماط التكيف وفقاً لإنماط التكيف الاجتماعي عند روبرت ميرتون كالآتى:
1- نمط الامتثال :ظهر عند أصحاب الحرف التى لها رأس مال قوى حيث إن لديهم مخزون من المدخرات المالية المتراكمة من فترات الرواج الاقتصادي ساعدتهم على الاستمرار في النشاط رغم حالة الكساد التي شهدها الإنتاج الحرفي السياحي لفترة طويلة.
2- نمط التجديد : يعتمد هذا النمط على التجديد وعدم التقيد بالوسائل التقليدية التى أستقر عليها المجتمع، فنتيجة لرغبة الحرفي في الاستمرار بدأ يبتدع بدائل لتحقيق التكيف الاجتماعي حتى يمكن تحقيق ما لم يتمكن من تحقيقه بالوسائل التقليدية و هذا النمط أكثر أنماط التكيف التي لجأ الحرفيون، واتخذ التجديد عدة أشكال :
• تنويع فئات المستهلكين
• استخدام مواد خام بديلة
• تنويع منتجات البازار
• استخدام أساليب التسويق الحديثة
3- نمط الانسحاب: يظهر هذا عند مقاومة الأفراد ورفضهم للأمر الواقع، ويحدث عندما يقع الفرد فى صراع ينتهي بالانسحاب تجنبا للصراع ،ولجأ بعض الحرفيون إلى الانسحاب نتيجة لحالة الكساد التى امتدت سنوات،وأتخذ الأنسحاب عدة أشكال:
• إغلاق الورش والبازارات
• تسريح العمالة
4- نمط التمرد: حدث عندما لجأ بعض الدخلاء على البازرات إلى التمرد على كل الوسائل المتفق عليها بين العاملين بالخان لكي يحافظ على استقراره وطبيعته؛ كمعرضً مفتوح للمنتجات اليدوية ؛ وقاموا بتغيير نوعية أنشطة البازارات، وتحويلها إلى التجارة في مختلف أنواع المنتجات الشعبية، وبيع المنتجات الصينية ، وأستخدموا أساليب لا تتفق مع الأعراف المتفق عليها فى خان الخليلى لتحقيق مكاسب سريعه.
5- نمط التكيف الطقوسي: يحدث عندما تكون الأهداف والوسائل المحددة ثقافياً غير قادرة علي تحقيق طموحات الفرد، وهنا يبدأ الفرد فى التخلى عن طموحاته وأهدافه فى سبيل التمسك بالطقوس والعادات والتقاليد، ويظهر هذا النمط فى تمسك أصحاب الورش والبازارات أنتماءا للحرفة وأعترافا بفضلها .
 كشفت الدراسة اختلاف نسبة تأثير هذه المشكلات على الحرفيين حسب نوع الحرفة فهناك حرف قوية مازالت مستمرة ولديها القدرة على الإنتاج والتسويق فى الداخل والخارج، وحرف لديها قدرة على الاستمرار عن طريق التجديد فى المنتج لجذب المستهلك المحلى، وحرف تضررت بشكل كبير لأنها تنتج للسائح الأجنبى فقط.
بالنسبة للحرف المستقرة نجد ورش الأرابيسك؛ ويشعر أصحابها بالتميز والاستقرار في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية رغم التغير. ويرجع هذا الاستقرار إلى حجم رأس المال ،كما أن لديهم العديد من العلاقات الاجتماعية ونوعية خاصة من المستهلكين تساعدهم على تسويق وتوزيع منتجاتهم بالداخل والخارج ، كما أن لدى بعضهم أنشطة اقتصادية وأستثمارات أخرى تُدِرُّ عليهم أموالاً كثيرة، مثل الأرابيسوهناك حرف أخرى تأثرت، ولكنها مازالت مستمرة حيث تم أدخال بعض التجديدات عليها لتناسب الذوق المصرى مثل مشغولات الفضة ومنتجات الجلود الطبيعية، التى تستهوي الطبقات العليا من المجتمع، وخاصة الشباب، وأصبح الاعتماد على السوق المحلي يعوِّضها عن كساد السياحة.
ومن أكثر الحرف التى تأثرت سلبا بالتغير العاديات والتماثيل الفرعونية ومنتجات ورق البردى وبعدها المنتجات النحاسية؛لأنها لا تلقى أقبالا كبيراً من المصريين.
 أكدت الدراسة الميدانية بداية تحسن الأوضاع فى خان الخليلى في الفترة الأخيرة ،وأكدت الملاحظة ،وجود أفواج سياحية في الخان مما يعني بداية إنتعاش حركة السياحة، وهذه هى طبيعة النشاط السياحي الذي يتصف بالتذبذب وعدم الأستقرار