Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
Realtà e finzione ne Il serpente e Salto mortale di Luigi Malerba \
المؤلف
Abdullah, Dalia Abdullah Ahmed.
هيئة الاعداد
باحث / داليا عبد الله أحمد عبد الله
مشرف / سهيمة سليم صالح
مشرف / نرمين عبد الحميد حمدي
مناقش / سوزان بديع اسكندر
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
222 p. ;
اللغة
الإيطالية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
9/1/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - اللغة الإيطالية
الفهرس
Only 14 pages are availabe for public view

from 222

from 222

Abstract

1. تمهيـــــــــــــد:
يُمثل الكاتب الإيطالي ”لويچي ماليربا” -الذي وُلد بمدينة بارما الإيطالية عام 1927، وتوفي بمدينة روما عام 2008 - حالة خاصة في تاريخ الأدب الإيطالي الحديث، فهو كاتب، وصحفي، ومؤلف، ومخرج سينمائي في آنٍ واحد، بالإضافة إلى عمله أيضًا بمجال الدعاية والإعلان.
بزغ نجم ماليربا في عام 1963، وهو العام الذي شهد تأسيس الحركة الأدبية التجريبية المعروفة باسم ”المجموعة 63” (التي تشكل بدورها العمود الفقري لتيار ”الطليعة الجديدة” التجريبي في إيطاليا)، على يد مجموعة من الكتاب الإيطاليين من بينهم لويچي ماليربا، والتي أخذت على عاتقها مهمة دفق دم جديد في الأدب على مستويي الشكل والمضمون؛ حيث كانت تلك الحركة قد ارتأت أن تيار الواقعية الجديدة السائد وقتها قد استنفذ غاياته، وأصبح غير قادرٍ على مجاراة التغيرات السياسية والاجتماعية والفكرية الطارئة.
ومن ناحية أخرى، شهد عام 1963 أيضًا نشر أول مجموعة قصصية لماليربا، تحت عنوان ”اكتشاف الأبجدية”، والتي تبعها بروايتي ”الثعبان” عام 1966، و”قفزة الموت” عام 1968، ويمثل ثلاثتهما قمة النزعة التجريبية في أدب ماليربا، والأعمال الأبرز والأشهر في مشواره الأدبي الذي سلك فيه فيما بعد طرائق مغايرة كالكتابة للأطفال، وكتابة الروايات التاريخية التي شملت قراءة جديدة للأدب الكلاسيكي.
2. ملخص الرسالـــــــــــة:
تنقسم الرسالة إلى مقدمة، وثلاثة أبواب، وخاتمة بالإضافة إلى ثبتٍ للمصادر والمراجع.
المقدمـــــــــــــــــــــــــــة:
اعتمدت المقدمة على إلقاء الضوء على أبرز السمات التاريخية، والاجتماعية، والفنية للحقبة التي برز فيها ماليربا ككاتب تجريبي، والتي أسهمت بشكل واضح في بناء فكرِه وفلسفته الأدبية، وبصفة خاصة: ظهور تيار ”الطليعة الجديدة”، والجدل الذي نشأ بينه وبين سابقه، تيار ”الواقعية الجديدة”، بالإضافة إلى بزوغ اتجاه
”الأثر المفتوح” الذي وضع الكاتب الإيطالي أومبرتو إيكو أُسسه في كتابه الذي يحمل العنوان ذاته، والصادر في عام 1962، والذي أفاد منه ماليربا في العملين محل الدراسة. وأخيرًا، استعرضت المقدمة أسباب اختصاص روايتي ”الثعبان” و”قفزة الموت” بالدراسة والتحليل لما يمثلانه من ركيزة أساسية ونقطة انطلاق قامت عليهما باقي أعمال الكاتب.

1. البـاب الأول، وعنوانه ”فكر الكاتب واتجاهاته”:
يقوم هذا الباب على دراسة عناصر فكر ماليربا الأساسية، وتحليلها، حيث تُمثل هذه العناصر بدورها المدخل الرئيس لقراءة أعماله. وينقسم الباب إلى فصلين:
يتناول الفصل الأول، وعنوانه ”الواقع الجديد”، الفكرة الأساس، والمدخل الأهم لعالم ماليربا الأدبي، ألا وهو رؤيته للواقع كمتاهة كبيرة مترامية الأطراف، غير قابلة للتفسير أو للتحليل وفقًا لقوانين المنطق والفلسفة القديمة. هذه الرؤية هي في الواقع انعكاس للاكتشافات الفيزيائية الحديثة التي أحبطت الكثير من المسلمات العلمية القديمة بشأن مساحة الكون، والقوانين المسيِّرة له كقوانين حساب الزمان وغيرها.
ومن ثمَّ فقد سيطرت هذه الرؤية على أعمال ماليربا، وطغت على كتاباته، مشكلةً بدورها المدخل الموضوعي لعالمه. كما أشارت الدراسة في هذا الفصل إلى ما يسمى بمفهوم ”رؤية الواقع الذاتية” الناتجة بدورها عن الدراسات الفيزيائية الحديثة. وأخيرًا، أوضحت الدراسة أثر كل ما سبق على تبني ماليربا لرؤية مزدوجة في تصويره للواقع، حيث تغلب على تصويره النزعة ”الهائلة” تارة، والنزعة ”الخيالية” تارة أخرى.
من ناحية أخرى، تعرّض الفصل الثاني، وعنوانه ”نزعة التجديد”، إلى الركن الثاني لفكر الكاتب ولاختياراته الأدبية، والذي يتمثل بدوره في الميل القوي إلى التجريب، والخروج عن الأٌطر الروائية التقليدية، واختبار موضوعات وأفكار جديدة، غريبة عن المألوف.
وقد أوضح هذا الفصل أن الكاتب - لكونه أحد الأعضاء المؤسسين لـ”المجموعة 63” التجريبية - قد تبنى شكلًا جديدًا من الكتابة يسمح للعلوم النفسية، والفلسفية، والتطبيقية بأن تلعب دورًا مؤثرًا في العملية الإبداعية الأدبية، بل وبأن تشغل مساحة واسعة أيضًا داخل النص الأدبي، كما فسرت فحوى رؤيته المجددة، وتأثيرها على كلِ من علاقة القارئ بالنص، وعلاقته بكاتب النص أيضًا.
2. الباب الثاني، وعنوانه ”الواقع والخيال”:
يرتكز الفصل الأول من هذا الباب، وعنوانه ”تداخل الواقع والخيال”، على دراسة ثنائية الواقع والخيال في العملين محل الدراسة.
كما أشرنا، تنطلق النزعة التجريبية في أعمال الكاتب من دافعين متلازمين: الأول هو رؤيته للواقع كمتاهة كبيرة غير قابلة للتفسير، والثاني هو رغبته في التجديد، وتجاوز أُطُر السرد الروائي التقليدية سواء على مستوى البناء أو على مستوى الموضوعات.
على مستوى الموضوعات، تمثلت النزعة التجريبية في ميل الكاتب إلى مد حدود الواقع ودمجه بالخيال الأدبي في محاولة منه لمحاكاة امتداد العالم واتساعه، اللذي أثبتته الدراسات العلمية. ومن هنا ظهرت ثنائية ”الواقع”، والمقصود به الحقيقة الفعلية والنقل الأمين للأحداث، و”الخيال الأدبي” الذي اعتمده الكاتب كأداة لكشف غموض الواقع وفك شفراته.
وقد تحققت هذه الثنائية، وهذا التشابك، عن طريق لجوء الكاتب إلى عددٍ من الموضوعات والتي تكفل بدورها رؤية مختلفة، للواقع، ومن أبرزها:
- الجنون: وقد اعتمده الكاتب كفكرة رئيسة في العملين محل الدراسة.
- قدرة ”الخيال” على تجاوز حدود الواقع وتغيير أبعاده. وقد أوضحت الدراسة من خلال هذه النقطة رؤية الكاتب التي جعلت من ”الخيال الإنساني” محركًا سحريًا لأعماله، لقدرته على ربط الواقع الملموس بالا ملموس وتغيير أبعاد كلِ منهما.
- الرغبة في محاكاة القصص الأسطورية: وتتمثل في ميل الكاتب إلى إضفاء بعدٍ أسطوري على الأعمال عن طريق هدم الحدود الزمانية والمكانية، وإزالة الحواجز التي يفرضها كلٌ من المجتمع والبيئة على الشخصيات.
وقد أُفرِد الفصل الثاني من هذا الباب، وعنوانه ”علاقة الشخصية بالواقع”، إلى دراسة تصور ماليربا للشخصيات الرئيسة في العملين محل الدراسة، والعلاقة القائمة بين هذه الشخصيات وبين الواقع المفكك المترامي الأطراف الذي يعيشون فيه.
تماشيًا مع فكرة التمرد على البناء التقليدي للرواية، يثور ماليربا في أعماله على مفهوم الشخصية أيضًا، فالشخصيات في العملين محل الدراسة كلها إذًا ”استثنائية”، متفردة في تركيبها وفي طريقة تقديمها.
بطل الرواية الأولى ”الثعبان” هو بطل دفعه الملل والإحباط وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين إلى الكذب، وإلى اختراع شخصيات لا وجود لها، يحاورها ويجادلها بل ويقتل إحداها أيضًا، وكذلك البطل في الرواية الثانية، فهو أسير هلاوسه، يتخيل أحداثًا ويقابل شخصيات يعجز القارئ عن تحديد ما إذا كانت حقيقية أم وهمية، وليزيد الكاتب من تعقيد الموقف الدرامي، يجعل الشخصيات كلها، ومنها البطل، تحمل اسمًا واحدًا.
ومن هنا يتضح أن الشخصيات في أعمال ماليربا ما هي إلا أشباح أفرزتها مخيلة الأبطال، وتنويعات مختلفة على الشخصية الرئيسة، قصد الكاتب بها، من ناحية، تقديم صورة عاكسة للواقع المشتت، وطرح زوايا مختلفة لرؤيته وتحليله، ومن ناحية أخرى، تبرز هذه الشخصيات كرموز صارخة لجنون الواقع ولزيفه وكذبه.
3. الباب الثالث، وعنوانه ”الحِيَل السردية”:
يُعنى الباب الثالث بدراسة مظاهر التجديد الذي أدخله الكاتب على الهيكل البنائي للأُطُر الروائية التقليدية، حيث حاول الكاتب تحطيم الأطر المعروفة للبناء التقليدي عن طريق تفكيك العناصر المكونة له، ثم إعادة بنائها مرة أخرى في شكل جديد، مما يضفي على النصوص بعدًا جديدًا، ويجعل منها أعمالًا مفتوحة، قابلة للتفسير، والتأويل، والقراءة من زوايا متعددة؛ فالرغبة في التجريب، ومغازلة خيال القارئ، والتحايل على اُطُر البناء السردي التقليدية، كانت أحد المحركات الأساسية للعملية الإبداعية عند ماليربا. وأول تلك الأُطُر التي أعاد الكاتب بناءها هو إطار ”القصة البوليسية”؛ ولذا خُصِّصَ الفصل الأول من هذا الباب لدراسة ”آليات الثورة على القصة البوليسية” في العملين محل الدراسة.
قامت الدراسة في هذا الفصل على شرح آليات توظيف عناصر القصة البوليسية الكلاسيكية في الروايتين محل الدراسة، مستهلة ذلك بشرح الأسس النظرية التي استندت عليها، وتتمثل في توضيح الفارق من حيث الشكل والبناء بين كل من القصة البوليسية الكلاسيكية والقصة البوليسية المفتوحة، ثم انتقلت الدراسة إلى تطبيق هذه الأسس على الروايتين، وخلصت إلى النتيجة التالية: يمكن تصنيف العملين كـ”قصص بوليسية مفتوحة”، وذلك نظرًا لحرص الكاتب الدائم على الاحتفاظ بعناصر البناء الأساسية في القصة البوليسية الكلاسيكية؛ مع إصراره دائما على توظيفها بشكل مغاير، بل وإلى نسف بعضها أحيانًا بهدف خلق ”عمل أدبي مفتوح” يتيح للقارئ دائمًا فرصة المشاركة في إتمامه.
ويأتي الفصل الثاني من هذا الباب تحت عنوان ”البناء السردي”، وقد تناولت الرسالة من خلاله الآليات التي اعتمدها الكاتب لتفكيك ”الحبكة” في العملين محل الدراسة.
وقد أظهرت الدراسة في هذا الفصل أن آلية تفكيك البناء السردي عند ماليربا تقوم على سير السرد في اتجاهين متوازيين: يتمثل الاتجاه الأول في التواء الحبكة عن طريق نفي الأحداث بعد سردها أو التشكيك في حدوثها، وللوصول إلى هذه الغاية، اعتمد الكاتب على كل من البعد الزمني غير المحدد، والراوي غير الموثوق كركائز لهذه الآلية. من ناحية أخرى، يعتمد الاتجاه السردي الثاني عند ماليربا
على الاستطراد المفرط، وكثرة الخروج عن سياق الخط الدرامي للأحداث، مما يجعل الحبكة تبدو أكثر تفككًا وتشتيتًا.
ومن هنا برز العملين كـ”أحجية” يتعين على القارئ فك شفراتها، وإعادة قراءتها مراتٍ عديدة، بغية الوصول للحقيقة التي يقصدها الكاتب، ولرؤية التجديد الذي أدخله على مستوى البناء.
وقد خُصص الفصل الثالث من هذا الباب لدراسة ”السمات الأسلوبية المميزة” للكاتب، وأبرزها تعدد الأصوات والاعتماد بصورة كبيرة على المناجاة الفردية الممزوجة بالحوار، علاوة على ميله إلى الإفراط في استخدام الاستفهام. وتطرقت الدراسة في هذا الفصل أيضًا إلى بعض العتبات النصية كالعناوين، والاختيارات التي اعتمدها الكاتب على المستوى ”الإملائي”، ومنها:
- كتابة صفحة كاملة بالخط المائل في نهاية كل فصل من رواية ”الثعبان”.
- كتابة جمل كاملة بالأحرف الكبيرة في رواية ”قفزة الموت”.
ويحمل الفصل الرابع والأخير من هذا الباب عنوان ”السمات اللغوية المميزة”:
وقد كشفت الدراسة فيه عن اعتماد الكاتب في الروايتين لمستوًى لغوي ”متوسط”، أميل إلى اللغة الشفهية منه إلى الأدبية، وتلك في الحقيقة هي إحدى السمات المميزة للكتابات الأدبية في حقبة الستينيات، كما عمد الكاتب من ناحية أخرى إلى تحرير العلاقة بين الدال والمدلول، مما يمكّنه من في كثير من الأحيان من الوصول إلى نتائج جديدة وغير مألوفة على مستوى علم الدلالة.
الخاتمــــــــــــــــــــــــــــة:
وأخيرًا تستعرض الخاتمة أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة من خلال تحليل أعمال الكاتب ودراستها، ومنها حرص الكاتب على بناء أعماله – وخاصة الروايتين محل الدراسة - بما يتوافق مع رؤية الواقع الجديد التي تمتاز بالغموض والاتساع، فأتت تلك الأعمال كانعكاس لهذا الواقع المبهم على مستويي البناء والموضوعات، مع بُعد هذه الأعمال، في الوقت ذاته، عن التطرف التشديد في النزعة التفكيكية الذي ميز باقي أعمال تيار الطليعة الجديدة التجريبي، واحتفاظها بالقدرة على الوصول إلى الجمهور