Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأبعاد الاجتماعية والنفسية المرتبطة بالإقبال على أعمال السحر وإنعكاس ذلك على الأسر:
المؤلف
حِموُده, ولاء إبراهيم السيد رضوان.
هيئة الاعداد
باحث / ولاء إبراهيم السيد رضوان حِموُده
مشرف / سهير عادل العطار
مشرف / مصطفى إبراهيم عوض
مشرف / محمد سمير عبد الفتاح
الموضوع
العلوم البيئية.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
623 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم البيئية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد البيئة - العلوم الإنسانية البيئية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 551

from 551

المستخلص

تعد ظاهرة السحر من الظواهر التاريخية، باعتبارها أقدم أثر خلفه الإنسان، فمنذُ فجر التاريخ كانت هناك محاولات من الإنسان القديم للنفاذ إلى مكنونات الغوامض التي واجهه بها ذلك العالم للابتعاد عن شر ما أيقن أنه تربص به وراء تلك الأحجبة من قوى فوق طبيعية، بل ومحاولة الإنتقال من مرحلة استرضائها ومنع أذاها إلى مرحلة ضمها لصفه لتكون له لا عليه.
ولا شك في أن استمرار بعض الممارسات السحرية مطلع هذا القرن الواحد والعشرين مما يثير الإستغراب، لأن إنسان هذا العصر يفترض أن يكون خلاصة لمسيرة إنسانية طويلة، وأن ذهنه قد نما بما يتناسب مع إنجازاته التكنولوجية الهائلة قياسًا بعصر الأدوات البدائية وتفكير الإنسان الأول الفطري الذي قد يُطلق عليه بعض علماء الأنثروبولوجيا تسمية الإنسان البدائي الذي يمثل مرحلة سابقة لظهور الإنسان الحضاري وأساليب تفكيره وتنوع إنجازاته في حقول المعارف الإنسانية وعلى كل صعيد مما يميز هذا العصر ويعطيه فراده لا مثيل لها في العصور الأولى، ويجعل له كيانًا لا يشبه أي كيان لأي عصر آخر.
وإن كان المنطق العلمي يعَد ثمة مهمة من سمات إنسان هذا العصر المزدهر، وكما يفترض أن يكون- فإن الإنسان الأول لم يكن بذلك القدر من الإدراك بحيثُ يربط بين الأسباب ومسبباتها ونتائجها لذلك فهو ينطلق من منطقه الخاص الذي نعده اليوم أساسًا لنشوء السحر.
ومن ثم يمكننا القول بأن المعتقد السحري هو أكثر عناصر التراث الشعبي مقاومةً للتغيير، ويميل إلى الاستمرار والثبات، وهذه ليست صفة سحرية غامضة، ولكنه أمر مفهوم يمكن تبريره، فهي أمور خبيئة في صدور الناس، وإذا خرجت للممارسة اليومية أو أفصحت عن نفسها في سلوك فإن ذلك يكون في إستحياء شديد بين الفرد ونفسه، أو في دائرة محدودة أشد التحديد وهي لا تكون في العادة محلاً لكثير من الحوار والجدل بين المرء ومن يعيش معهم ولا مجال للتقييم. ولكنها تتجمع في صدور من يؤمن بها حتى تتركز ثم تنطلق في صورة سلوك، وتؤدى بشكل خاص أو متعجل تحيطه في أكثر الأحيان علامات حرص زائدة( ).
والواقع أننا نجد أن الفرد الذي نشأ في الأسرة التي تعتقد في ظاهرة السحر وتأثيرها على حياتهم، وقد حصل على قدرٍ عالٍ من التعليم، يلجأ حينما يقع تحت وطأة الظروف القاسية، مثل المعاناة من مرضٍ عضال تعجز أساليب العلم عن علاجه، إلى الإستعانة بهذه الأساليب السحرية والخرافية، لأنه رغم تعلمه الراقي فإنه قد تعرض في تربيته الأولى للمؤثرات السحرية والخرافية، فالتنشئة الاجتماعية هنا دورها أخطر من دور التعليم( ).
أولاً: مشكلة الدراسة:
تتمحور إشكالية الدراسة الراهنة حول تساؤل هام مؤداه: ”ماالأبعاد الاجتماعية والنفسية المرتبطة بالإقبال على أعمال السحر؟ و مدى إنعكاس ذلك على الأسرة؟. خاصة بعد ملاحظة انتشار هذه الظاهرة والاعتقاد بها في الآونة الأخيرة بين الكثير من طبقات المجتمع على مختلف ثقافتهم، فنحن لا نستغرب استمرار الإيمان بأثر السحر وبقاء بعض مراسيمه لدى الشعوب المتحضرة وفي ذهن الفرد المعاصر – على الرغم من ازدهار حضارتنا المبنية على نزعة تجريبية تعقليه دقيقة. فلهذا البقاء عدة أسباب مهمة تستمد غذاؤها من جذور متغلغلة في صميم قلوبنا في نواحٍ منها، منعزلة تماماً عن تلك التي يتحكم فيها العقل والمنطق وهذا العزل هو سبب التناقض الواضح في وجود طريقتين في التفكير يسيران جنباً إلى جنب في العصر نفسه، بل في الذهن نفسه، ولعل المعرفة بهذه الظاهرة وأبعادها الاجتماعية والنفسية ستساهم في خروج الدراسة بعدد من النتائج والتوصيات التي قد تكون لها أهمية في فهم الموضوع، وقد تساهم في إعداد بحوث أخرى تُجرى في هذا المضمار.
ثانياُ: أهمية الدراسة:
تتضح أهمية الدراسة الراهنة والتي تتمثل في:
(1) الأهمية النظرية: تستمد الدراسة الراهنة أهميتها النظرية من:
(أ‌) كونها تتناول موضوعًا شديد الأهمية يستحوذ على اهتمام المتخصصين في العلوم الإنسانية، وذلك لارتباط ظاهرة السحر بدورة حياة الإنسان داخل المجتمع المحلي، كما يمثل هذا البحث إضافة نظرية لمجموع الدراسات التي تطرح الموضوعات المتعلقة بظاهرة السحر في المجتمع المصري.
(ب‌) تعد هذه الظاهرة نوعاً من المعتقدات الغيبية السائدة التي تتم داخل المجتمع المحلي، ومن موروثات الماضي البعيد، والتي تُسخر لخدمة الإنسان إما لدفع الضرر عنه أو لتوجيه الضرر إليه، فالسحر إن وجد لخدمة الإنسان فإن هذه الخدمة قد تحمل بداخلها الخير والشر، إضافةً إلى ذلك فإن السحر بكونه ظاهرة تاريخية فهو يعد من نتائج خبرات الإنسان في عصور كانت خبراته فيها محدودة وإمكانياته في البحث عن المعرفة قاصرة، وقد يلجأ الإنسان إلى تطبيق هذه الخبرات على ما يصادفه من مشكلات معاصرة إذا أعوزته الطرق الملائمة، وكأن السحر قد وجد لكي يحقق للإنسان رغباته التي قد يولد إلحاحها توتراً إنفعالياً لا يزول إلا بزوال السبب.
(ج‌) الاهتمام الإعلامي الفج بهذه الظاهرة، حيثُ لاحظت الباحثة اهتمام الكثير من فئات المجتمع على إختلاف تنوعها بظاهرة السحر، غير أن كبرى الصحف والمجلات، والفضائيات، والإنترنت تتحدث عن ظاهرة السحر، وله في الحق ألف حق من قال أن إفلاس بعض الفضائيات في الفكر والثقافة والسياسة لا ينبغي أن يحملها إلى أبواب العفاريت لتكون حلاً أو طريقاً للنجومية الكاذبة، كما يحق وصف هذه الظاهرة بأنها جريمة في حق البسطاء من الناس، وجريمة في حق مجتمع يريد أن يلحق بالعصر ويعيش زمانه.
(2) الأهمية التطبيقية: تستمد الدراسة الراهنة أهميتها التطبيقية مما يلي:
(أ‌) يعد مجتمعنا المصري مجتمعًا نامياً، بمعنى أن مجتمعنا يحاول بكل إمكانياته أن يصل إلى مرحلة من التقدم والنمو اللذين سبقته فيهما الدول الأخرى، ومن ثم فعليه أن يتخلص أثناء مراحل تطوره وتغيره الجذري من كثير من المظاهر السلبية، التي يعد الاعتقاد في تأثير السحر وفاعلية العمل واحداً منها. وعلى ذلك فلابد من دراسة هذه الظاهرة دراسة علمية للوقوف على الكثير من الحقائق المتصلة بها، وبالتالي نستطيع أن نستعين بالأجهزة التربوية والتثقيفية في المجتمع لتنوير الشعب تجاه مشكلاته، مع إبراز الأخطار التي تنجم عن إتباع الأساليب غير العلمية في معالجة مشكلات الحياة الواقعية.
(ب‌) يمر الإنسان بمراحل عمرية متعددة أثناء دورة حياته، يبدأ فيها بالميلاد وينتهي بالموت، وفي كل مرحلة يحمل الإنسان رغبة أو أمنية يسعى إلى تحقيقها كي يرفع عن عاتقه قسوة التوتر الإنفعالي الناتج عن إلحاح الرغبة، وعجزه في ذات الوقت عن تحقيقها، رغم لجوئه إلى العديد من الوسائل لتحقيقها، ويمكننا القول بأن الممارسات السحرية تتنوع وفقــًا لتطور الإنسان ونموه في دورة حياته، حيثُ يظل الإنسان أثناء حياته يتطور وتنمو معه رغباته وطموحاته، فهو يولد طفلاً لا حول له ولا قوة، ثم يصير فتي فيكتسب بعضاً من الخبرة، ثم يُصبح رجلاً فتتفتح أفاق عقله مع إزدياد تجاربه وخبراته ثم يصبح شيخاً إزدادت معرفته بالكون من حوله، فيفهم أشياء كانت له من قبل غامضة، ويعجز عن فهم أشياء أخرى قد تسبب له شعوراً بالعجز في تحقيقها رغم إحتياجه الشديد لها، فمن ثم يعمل السحر على تحقيق رغبة الإنسان التي يتمناها، ولا يستطيع الوصول إليها مباشرةً بإتباع ما تجمع لديه من معرفة أو ما تعلمه في سياق خبرات حياته من مهارات. حيثُ يستهدف العمل السحري غايات معينة تدور حول موضوعات ومشكلات مختلفة منها: ”الخلافات الأسرية – تعطيل الزواج – وقف الحال عن العمل – حالات مرضية – حالات عدم إنجاب – حالات كراهية من الزوج أو الزوجة لبعضهما – حالات ربط لأحد الزوجين – حالات بكارة ”.
وهكذا فإنه إذا فهمت – ظاهرة السحر– في ضوء الدراسة العلمية أمكن الحد منها ومن ضررها، على هذا فإن الأبعاد الاجتماعية والنفسية المرتبطة بالإقبال على أعمال السحر وإنعكاس ذلك على الأسرة تضيف بعداً جديداً من أبعاد أهمية هذه الدراسة.
ثالثاً: تساؤلات الدراسة:
التساؤل الرئيس لهذه الدراسة هو: ما الأبعاد الاجتماعية والنفسية المرتبطة بالإقبال على أعمال السحر؟ وما أثر إنعكاس ذلك على الأسرة؟ ومن هذا التساؤل الرئيس تفرع عدد من التساؤلات الفرعية وهي كما يلي:
(1) ما المتغيرات الديموجرافية لدى الأفراد المعتقدين في السحر داخل نطاق الأسرة في كلاً من المجتمعين الحضري والريفي؟
(2) ما الواقع المادي والاقتصادي والاجتماعي لدى الأفراد المقبلين على أعمال السحر في كلاً من المجتمعين الحضري والريفي؟
(3) ما المصادر الهامة التي تدعم بقاء وإستمرار ظاهرة السحر لدى الأفراد في المجتمع المصري؟
(4) ما أسباب ودوافع الإعتقاد في السحر في كلاً من المجتمعين الحضري والريفي؟
(5) ما مدى رسوخ الإعتقاد في السحر وإرتباطه بمتغير محل الإقامة في كلاً من المجتمعين الحضري والريفي ؟
(6) ما المشكلات المرتبطة بالإقبال على الأعمال السحرية؟ وأثر إنعكاس ذلك على الأسرة في المجتمعين الحضري والريفي؟
(7) ما المظاهر السحرية والعادات والتقاليد المرتبطة بالمعتقدات السحرية والتي يتبعها الأفراد داخل نطاق الأسرة؟ وفي نطاق المجتمع المحلي؟
(8) ما الوظيفة النفسية للسحر والتي تولد معها نوعاً من الإعتماد عليها كأحد الحلول الموجودة للمشكلات الخاصة بالأفراد؟
(9) ما الدور الوظيفي الذي تلعبه ظاهرة الإعتقاد في السحر في كلاً من المجتمعين الحضري والريفي؟
(10) ما أثر ظاهرة الإعتقاد في السحر على العلاقات الاجتماعية بين الأفراد داخل نطاق المجتمع المحلي؟
(11) ماهي الحالة النفسية والمزاجية للأفراد المعتقدين في السحر في كلاً من المجتمعين الحضري والريفي؟
(12) ما أثر الإعتقاد في السحر على عقول الأفراد في كلاً من المجتمعين الحضري والريفي؟
(13) ما رأي الدين في الظاهرة موضوع الدراسة وموقفه منها من وجهة نظر أفراد عينة الدراسة؟
رابعًا: الإجراءات المنهجية المتبعة في الدراسة:
(1) نوع الدراسة:
تنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية التحليلية لكونها من أنسب أنواع الدراسات ملائمةً لطبيعة موضوع الدراسة، نظرًا لما لها من خصائص تتفق مع أهداف وتساؤلات الدراسة.
(2) المنهج المستخدم:
(أ‌) المنهج الأنثروبولوجي:
اعتمدت الدراسة الراهنة على المنهج الأنثروبولوجي لأنه يحاول كشف وتوصيف المعايير الفيزيقية التي تميز الجنس البشري عن سائر الكائنات الحية الأخرى، وكذلك تلك المعايير التي تصلح للتمييز بين الأنواع العديدة داخل الأسرة البشرية نفسها. ولأن المنهج الأنثروبولوجي هو الأقدر في البحث عن مجموعة من المبادئ التي تحكم تطور الإنسان فيزيقياً ومادياً. وبدلاً من الإتجاه التجريبي – الذي يبدو من الواضح إستحالة الإستعانة به عند دراسة الإنسان – يتحتم على الأنثروبولوجي أن يستعين بالمنهج المقارن عوضاً عنه – فالعالم اليوم بما يحتويه من بقايا نادرة متفرقه للماضي البعيد – هو المعمل الوحيد للبحث الأنثروبولوجي.
(ب‌) المنهج المقارن التقليدي:
يرى ”فان جنب” أن المنهج المقارن ”يهتم بالوظائف والميكانزمات” وأنه يتميز أساســـًا بأنه يتوصل إلى مفاهيم مجردة عن الظروف الزمانية والمكانية”، كما أنه يهدف علاوةً على ذلك إلى المقارنة بين ظواهر من نفس الفئة وذلك بغض النظر عن جوهرها وموقعها”.
(ج) بيلوجرافيات الفولكلور:
اعتمدت الدراسة الراهنة على البيلوجرافيات المتاحة في المكتبات، وتعرف البيلوجرافيا بأنها: ”فن إعداد قوائم بالإنتاج الفكري في موضوع بعينه تحقيقــًا لأغراض معينة”.
(3) المنهج في علم الفولكلور:
إذا كان الهدف الذي تسعى دراسة الفولكلور إلى تحقيقه واحدًا شاملاً. فقد تتابعت اتجاهات البحث – على طول تاريخ هذا العلم – الواحد بعد الآخر، وهي الآن قائمة الواحد منها إلى جانب الاتجاهات الأخرى. ويرجع ذلك دون شك إلى الظروف التاريخية التي مر بها العلم، وإلى تعدد وتنوع موضوعات دراسته.
ويمكن للدراسة الراهنة أن تميز على وجه الإجمال – من قبيل التبسيط – أربعة اتجاهات في الدراسة، هي الاتجاه الجغرافي، والاتجاه السوسيولوجي (الاجتماعي)، والاتجاه التاريخي، والاتجاه السيكولوجي(النفسي). ويساعد كل من هذه الاتجاهات - من ناحية معينة - على خدمة الهدف المشترك بينهما جميعًا، ألا وهو تفسير العلاقات القائمة بين الشعب والثقافة الشعبية. ولا يمكننا أن نكتفي على واحد فقط من هذه السُبل المنهجية الأربعة. ومن ثم يمكننا القول في الواقع إنها تكون مجتمعة في ”المنهج الفولكلوري”، أو ”منهج الدراسة الفولكلورية” بمفهومه المعاصر. ولكننا نلاحظ هنا أن المنهجين التاريخي والجغرافي يركزان – في المقام الأول – على الثقافة الشعبية نفسها. بينما تتجه أنظار المنهجين الأخرين – وأعني السوسيولوجي والسيكولوجي – مباشرة إلى حاملي هذه الثقافة الشعبية. هناك إذن أربعة اعتبارات أو أربع نظرات يجب أن تتعاون جميعها في إطار منهج الدراسة الفولكلورية، وإن اختلفت درجة الامتزاج من حالة لأخرى. بحيثُ إننا نصف إحدى الدراسات بأنها تاريخية أو أخرى بأنها جغرافية وهكذا.
(د) منهج المسح الاجتماعي:
يعد هذا المنهج من أكثر المناهج العلمية شيوعاً واستخداماً في البحوث الاجتماعية وقد تم استخدام هذا المنهج لأنه يسمح بأخذ أعداد كبيرة من العينة وذلك باستخدام أداة الإستبيان في جمع المعلومات الميدانية، وقد اعتمدت الباحثة على منهج المسح الاجتماعي بالعينة العمدية.
(3) الأدوات المستخدمة في الدراسة :
(أ‌) صحيفة الإستبيان: Questionnaire:
(من إعداد الباحثة).
هي عبارة عن نموذج ينطوي على مجموعة من الأسئلة التي يقوم الباحث بتوجيهها للمبحوث، وكذلك يُمكن أن تُرسل إلى المبحوث عن طريق البريد، ومن ثم يقوم المبحوث بتسجيل إجاباته بنفسه.
وتكونت صحيفة الإستبيان من (39) سؤال مقسمة على خمسة محاور. وقد طُبقت على عينة قوامها (300) مفردة، ولكن تم استبعاد (70) صحيفة لعدم إكتمال الإجابات بها، وتمثل العينة في المجتمعين الريفي والحضري بعد استبعاد الإجابات غير المكتملة بهذه النسب: (65) مفردة من الذكور في الريف، (75) مفردة من الإناث في الريف، (25) مفردة من الذكور في الحضر، (65) مفردة من الإناث في الحضر.
(ب) مقياس الأبعاد النفسية المرتبطة بالإقبال على أعمال السحر: (من إعداد الباحثة)

ويتألف المقياس من (45) فقرة، وتم تصميمه بالطريقة التالية: أمامك عدد من العبارات التي تكشف عن الأبعاد النفسية المرتبطة بالإقبال على أعمال السحر وأمام كل عبارة ثلاث اختيارات (دائمـًا – أحيانـًا - أبدًا) ضع علامة صح تحت الكلمة التي تنطبق عليك، مع العلم أنه لا توجد إجابات خاطئة. تم تطبيق اختبار المقياس على عدد (300) مفردة، (75) ذكور ريف، و(75) إناث ريف، (75) ذكور حضر، (75) إناث حضر من (مجتمعي الدراسة) بمحافظة الغربية.
(ج) المقابلة: (من إعداد الباحثة). يمكن تعريف المقابلة على أنها معلومات شفوية يقدمها المبحوث أو المختص من خلال لقاء يتم بينه وبين الباحث أو من ينوب عنه، والذي يقوم بطرح مجموعة من الأسئلة على المبحوثين وتشمل الإجابات على الصحف المخصصة لذلك.
أعدت الباحثة صيغة أولية لدليل العمل الميداني وبعد اختبار الدليلين (بعد الزيارة الأولى لمجتمعي الدراسة، وللممارسين للسحر) قامت الباحثة ببلورة الدليلين إلى بنود وترتيبها من أجل الحصول على معلومات هادفة تفي بغرض الدراسة وتجيب عن تساؤلاتها.
وقد قامت الباحثة بعمل دليلين للمقابلة مع السحرة في مجتمعي الدراسة وهما كالتالي:
(1) دليل مقابلة مع الممارس بمدينة كفر الزيات. (يتكون من 34 سؤال).
(2) دليل مقابلة مع الممارس بقرية الدلجمون. (يتكون من 36 سؤال).
ومن الجدير بالذكر أن الباحثة قامت بأسئلة متنوعة في كل دليل لكي تخدم الهدف الرئيس من الدراسة وتساؤلاتها، ولمحاولة سد الثغرات في هذا الموضوع والكشف عن مايخبئه الستار في تلك العمليات السحرية. (وقد تم تقسيم الدليلين) إلى عدة محاور.
خامساً: مجالات الدراسة:
- المجال الجغرافي: طُبقت صحيفة الإستبيان على قرية الدلجمون التابعة لمركز ومدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية - ومدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية.
- المجال البشري: وقد تم تحديد حجم عينة الدراسة من المجتمعين الحضري والريفي، والتي بلغ قوامها (140) عينة مفردة في الريف و(90) عينة مفردة في الحضر من المتلقين والمترددين على الممارسين للسحر والتي طُبقت عليهم صحيفة الإستبيان وهم كالتالي: (65) من الذكور في الريف، و(75) من الإناث في الريف، و(25) من الذكور في الحضر و(65) من الإناث في الحضر، وتم اختيار عينة المقياس من أفراد العينة التي طُبق عليها الإستبيان، وكان قوامها(150) عينة مفردة في الريف و(150) عينة مفردة في الحضر لقياس الأبعاد النفسية المرتبطة بالإقبال على أعمال السحر بين مجتمعي الدراسة.
- المجال الزمني: تم إنجاز الدراسة منذُ بداية التأصيل النظري وحتى الإنتهاء من العمل الميداني.
واحتوت الدراسة على الفصول الآتية:
الباب الأول: المعالجة النظرية لموضوع الدراسة:
ويتضمن (5) فصول جاءت كالتالي:
- الفصل الأول: مدخل نظري ومنهجي للدراسة.
- الفصل الثاني: الدراسات السابقة.
- الفصل الثالث: النظريات المفسرة للسحر.
- الفصل الرابع: تصنيفات السحر وأنواعه.
- الفصل الخامس: السحر كظاهرة اجتماعية تاريخية وإنعكاس ذلك على الأسرة.
الباب الثاني: الدراسة الميدانية:
ويتضمن (5) فصول وجاءت كالتالي:
- الفصل السادس: مجتمع الدراسة
- الفصل السابع: الإجراءات المنهجية للدراسة
- الفصل الثامن: يتضمن تحليل جداول الإستبيان والمقياس وتفسيرهما، واستخراج النتائج.
- الفصل التاسع: يتضمن تحليل دليلي المقابلة مع الممارسين وإستخراج النتائج.
- الفصل العاشر: نتائج الدراسة وتوصياتها في ضوء الأهداف والإطار النظري.
وكانت أهم النتائج كالتالي:
(1) كشفت الدراسة أن الإناث أكثر ترددًا من الذكور على السحرة، والسبب وراء ذلك أن الإناث أكثر إستعداداً للإستهواء، كما أنهن أكثر إعتقاداً في هؤلاء السحرة لما يتميز به بعضهم من إتصالات بالقوى الخارقة.
(2) أن نسبة الذين يعتقدون في تأثير السحر والعمل في بعض مجالات الحياة الاجتماعية بعامةً تزيد في الحضر والريف.
(3) إتضح أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين من يقطن في مكان قريب من مجتمعي الدراسة الحضري والريفي وبين من يقطن في مكان بعيد فيما يتعلق بالإعتقاد في تأثير السحر والعمل.
(4) كشفت الدراسة أن الأفراد يستخدمون السحر في علاج المرض ويحاولون إيجاد تبريرات واهية لضمان صحة الفرد بل تعدى ذلك إلى الناحية الوقائية لحفظ الجنين من الشر وحفظ الأطفال من الأمراض المستعصية.
(5) كشفت الدراسة عن ارتفاع عدد الأفراد الذين يلجأن إلى الأولياء والقديسين، ليس فقط للصلاة أو للدعاء أو الوفاء بالنذر ولكن أيضـًا للشكوى إليهم أو الطلب منهم شفاهةً، أو عن طريق إرسال الرسائل، لإعتقادهم في قوة وقدرة بعض الأولياء على رفع الظلم وأخذ الحق.
(6) يوجد وظيفة نفسية للسحر تتمثل في إزالة القلق وبث الأمان وزرع الأمل في إمكانية تحقيق بعض الأمنيات التي يصعب تحقيقها بالطرق العادية مثل: الزواج والإنجاب أو علاج بعض الأمراض خاصة تلك التي يُعتقد أنها ترجع إلى التلبس (مس الشيطان).
(7) بينت الدراسة الدور الوظيفي لظاهرة الإعتقاد في السحر، فهو يحدث نوعــاً من التكيف والتوازن بين الإنسان وظروفه الطبيعية والاجتماعية.
(8) بينت الدراسة أن لظاهرة الإعتقاد في السحر أثر على العلاقات الاجتماعية بين الأفراد داخل نطاق المجتمع المحلي فهي تؤدي إلى فساد وسوء العلاقات الاجتماعية بين الأفراد داخل نطاق العائلة، وأيضـًا في نطاق المجتمع المحلي.
(9) كشفت الدراسة أن الفرد الذي يعتقد في تأثير السحر يكون في حالة إضطراب وقلق دائمين، كما أن هذا الإعتقاد يفرض على الفرد المعتقد حياة معينة ويجعله ينفصل عن العالم من حوله، ويعيش في عالم خاص به فقط.
(10) كشفت النتائج أن أثر الإعتقاد في السحر على عقول الأفراد يؤدي إلى سعيهم الدائم عن أقصر الطرق وأسرعها لتحقيق أهدافهم وغاياتهم، كما أنه يجعلهم يتجنبون استخدام الوسائل العلمية والطبيعية والمنطقية المعروفة لتحقيق هذه الأهداف والغايات.
(11) أن الموقف الإيجابي الذي إتخذه أفراد عينة الدراسة من ظاهرة السحر والموقف المعارض ”في ذات الوقت” للتعاليم الدينية لم يكن صادر عن عداء أو عناد بقدر ماهو صادر عن الجهل بتعاليم الشريعة الإسلامية وماجاء بالكتب السماوية والتفسير الخاطئ لهما.
التوصيات:
وجاءت أهم التوصيات كالتالي:
(1) تدعيم دور الأسرة في مواجهة ظاهرة السحر، وتقبل الثقافة العقلانية، وذلك من خلال وضع برامج توعية للأسر داخل نطاق المجتمع المحلي من شأنها أن توضح مخاطر ظاهرة الإعتقاد في السحر، واللجوء للسحرة على الفرد وعلى الأسرة وعلى المجتمع ككل.
(2) محاولة تفتيت البنية الثقافية المدعمة لظاهرة السحر داخل المجتمعات، وإعادة هيكلتها بأسلوب عقلاني، وذلك من خلال فتح قنوات ثقافية جديدة داخل المجتمعات، والعمل على تغيير البنية المادية لها، وإدخال أساليب جديدة لسُبل الحياة، وأعتقد أن الفن والثقافة قادران على مواجهة هذا الفكر، ومن ثم فإن ذلك يعد بمثابة فك الإرتباط الثقافي بين الفرد وبيئته الثقافية، وذلك من خلال:
• يمكن مخاطبة العقل عن طريق الكوميديا للتمييز بين الحقيقي والمزيف، وأيضــًا ضرورة الإعتماد على الكُتاب والمؤلفين لدحض تلك الخرافات، عبر المواجهة الثقافية على الشاشات وعبر الإذاعات.
• حذر المواد التي تحتوي على معتقدات خاطئة أو تعرض ممارسات منحرفة ويدخل في نطاق ذلك كتب السحر والشعوذة وكتب الكهانة، وكذلك ما يُعرض في بعض ألعاب الحظ والتسلية التي قد تجلب الدمار.
• منع بث القنوات الفضائية التي تدعم فكرة الإعتقاد في السحر، والتي تشجع على ترسيخ الأفكار والمعتقدات التي ليس لها أساس عقلاني، والتي تدخل الشك والخوف والريبة في عقول الأفراد وتجعلهم ينساقون وراء هذه الأفكار ويتخذونها أملاً في تحقيق أمانيهم.
• تقديم برامج التوعية التي توضح للأفراد هذه الممارسات وأضرارها ومخالفتها للأديان السماوية، وتحذرهم من الوقوع فيها من خلال خطة إعلامية ممنهجة.