الفهرس 
مدخل الدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 172 |  |  |
| | | from | 172 | | |
المستخلص
مقدمة:
يوضح (Snyder and Lopez 2009, 8) أن علم النفس الإيجابي يُركز على دراسة المتغيرات الإيجابية التي تُنمي مواطن القوة لدى الفرد، وتُمكنه من مواجهة الأزمات والضغوط، وتجنب الإحباطات وتوفر الوقاية من الأمراض النفسية، وينعكس هذا على الشعور بالسعادة والهناء الذاتي والرضا والقناعة على مستوى الأفراد والمجتمعات.
وفي نطاق علم النفس الإيجابي وإطار العلاقة بين الصمود النفسي وبعض المتغيرات النفسية الأخرى يُشير Shi, Liu, Wang and Wang (2015, 2); Wilks and Spivey (2010, 276) إلى وجود علاقة بين الصمود النفسي وكل من: سمات الشخصية الكبرى والضغوط الأكاديمية والهناء الذاتي، وأن هذه المتغيرات ذات أهمية كبيرة في ارتباطها بالصمود النفسي، ولكن هذه العلاقات الارتباطية لم يتم دراستها في نطاق كلى يجمع بينها جميعًا وإنما كان محور الاهتمام التركيز على بحث العلاقة بين الصمود النفسي وأحد هذه المتغيرات أو بعضها؛ حيث إن سمات الشخصية الكبرى والصمود النفسي والهناء الذاتي متغيرات نفسية قد تُعبر عن قوة البنية النفسية.
وتسعى الدراسة الحالية إلى نمذجة العلاقات بين سمات الشخصية الكبرى والضغوط الأكاديمية والصمود النفسي والهناء الذاتي لدى بعض طلاب الجامعة، بما تمثله هذه المرحلة العمرية والتعليمية من أهمية، تبدو في كونها تموج بعديد من المشكلات والصعوبات التى يواجهها الشباب الجامعي.
مشكلة الدراسة:
تبلور الإحساس بمشكلة البحث الراهن من دعوات بعض الباحثين إلى أهمية دراسة العلاقات بين متغيرات: سمات الشخصية الكبرى والضغوط الأكاديمية والصمود النفسي والهناء الذاتي، فضلاً عن أن الدراسات السابقة المتاحة قد اهتمت بدراسة العلاقات بين هذه المتغيرات بطريقة جزئية بين متغيرين أو بعض منها ومن هذه الدراسات: Rogers 2005; Wilks and Spivey 2010; Lee, Sudom and McCreary 2011; Shiner and Masten 2012; Doney 2013; Wang, Yao, Liu, Yang, Wu, Wang and Wang 2014; Shi, Liu, Wang and Wang 2015; Grevenstein, Bluemke and Kroeninger-Jungaberle 2016
وتسعي الدراسة الراهنة إلى تحديد النموذج أو النماذج البنائية للعلاقات والتأثيرات المباشرة وغير المباشرة والكلية للمتغيرات المستقلة والتابعة الكامنة مجتمعه وليس بصفة جزئية. ويمكن أن تُحدد أسئلة المشكلة في السؤالين التاليين:
1. ما النموذج أو النماذج البنائية للعلاقات والتأثيرات المباشرة وغير المباشرة بين سمات الشخصية الكبرى والضغوط الأكاديمية والصمود النفسي والهناء الذاتي؟
2. ما النموذج أو النماذج البنائية للعلاقات والتأثيرات الكلية بين سمات الشخصية الكبرى والضغوط الأكاديمية والصمود النفسي والهناء الذاتي؟
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الراهنة إلى مايلي:
1. السعي نحو فهم وتفسير العلاقات والتأثيرات البنائية المباشرة وغير المباشرة والكلية بين متغيرات الدراسة والتي تتمثل في سمات الشخصية الكبرى والضغوط الأكاديمية والصمود النفسي والهناء الذاتي.
2. تحديد النموذج أو النماذج البنائية للعلاقات والتأثيرات المباشرة وغير المباشرة والكلية بين سمات الشخصية الكبرى كمتغيرات مشاهدة مستقلة والضغوط الأكاديمية كمتغير كامن مستقل والهناء الذاتي كمتغير كامن تابع ويتوسط هذه العلاقات الصمود النفسي.
3. تحديد النموذج أو النماذج البنائية للعلاقات والتأثيرات المباشرة وغير المباشرة والكلية بين سمات الشخصية الكبرى كمتغيرات مشاهدة مستقلة والضغوط الأكاديمية كمتغير كامن مستقل والصمود النفسي كمتغير كامن تابع ويتوسط هذه العلاقات الهناء الذاتي.
أهمية الدراسة:
تتضح أهمية الدراسة على النحو التالى:
1. قد تسهم الدراسة في إعداد برامج تدريبية وإرشادية لزيادة القدرة على الصمود النفسي عند التعرض للضغوط الأكاديمية لدى الشباب وزيادة هنائهم الذاتي، وتنمية سمات الشخصية لديهم. وتحقيق مستوى مرتفع من الهناء الذاتي والصحة النفسية والوقاية من الأمراض والتمتع بجمال الحياة.
2. يُمكن الاستفادة من بعض مقاييس الدراسة لمتغيرات الصمود النفسي والهناء الذاتي في بحوث ودراسات لاحقة.
3. تنبُع أهمية هذه الدراسة من تقديم إطار نظرى يشمل مفاهيم الدراسة في هيئة ارتباطية بين متغيرات الصمود النفسي والضغوط الأكاديمية والهناء الذاتي، والتي لها تأثير قوي على حياة الفرد، وهو ما تحتاج إليه الأدبيات النفسية العربية.
4. قد تسهم في توجيه اتنباه الباحثين إلى إجراء الدراسات والبحوث المستقبلية في نطاق علم النفس الإيجابى .
حدود الدراسة: تتمثل في:
- الحدود البشرية: تتمثل في عينة الدراسة الحالية من طلاب الفرقة الثالثة بكلية التربية- جامعة عين شمس.
- الحدود الزمنية: تم تطبيق أدوات الدراسة علي العينة لعام 2017 (2016-2017).
- الحدود المكانية: طُبقت أدوات الدراسة في كلية التربية- جامعة عين شمس.
- الحدود الموضوعية (النظرية): وتشمل المتغيرات موضوع اهتمام الباحثة في الدراسة الحالية، والتي تتمثل في(سمات الشخصية الكبرى، والضغوط الأكاديمية، والصمود النفسي، والهناء الذاتي).
فرضا الدراسة:
من استقراء التصورات النظرية ونتائج الدراسات السابقة ذات صلة بالدراسة الحالية يمكن صياغة الفروض على النحو التالي:
1. توجد تأثيرات بنائية مباشرة وغير مباشرة وكلية للعلاقات بين سمات الشخصية الكبرى كمتغيرات مشاهدة مستقلة والضغوط الأكاديمية كمتغير كامن مستقل والهناء الذاتي كمتغير كامن تابع ويتوسط هذه العلاقات الصمود النفسي.
2. توجد تأثيرات بنائية مباشرة وغير مباشرة وكلية للعلاقات بين سمات الشخصية الكبرى كمتغيرات مشاهدة مستقلة والضغوط الأكاديمية كمتغير كامن مستقل والصمود النفسي كمتغير كامن تابع ويتوسط هذه العلاقات الهناء الذاتي.
طريقة وإجراءات الدراسة:
1. منهج الدراسة:
استخدام المنهج الوصفي الارتباطي؛ لأنه أنسب المناهج لأهداف وطبيعة الدراسة الحالية.
2. العينة:
تضمنت الدراسة الحالية عينتين هما:
أ- عينة أدوات الدراسة: (ن= 200 طالب وطالبة من طلاب الفرقة الثالثة كلية التربية- جامعة عين شمس في العام الدراسي 2017).
ب- العينة الأساسية: (ن= 304 طالباً وطالبة من طلاب الفرقة الثالثة كلية التربية- جامعة عين شمس، في العام الدراسي 2017).
3. أدوات الدراسة:
تتحدد على النحو التالي:
أ- قائمة العوامل الخمسة الكبري للشخصية: إعداد (1992)Costa & McCrae وتعريب بدر محمد الأنصاري (1997).
ب- مقياس الضغوط الأكاديمية على الدارسين: إعداد زينب عبد العليم بدوي (2002).
ج- مقياس الصمود النفسي: إعداد الباحثة (2018).
د- مقياس الهناء الذاتي: إعداد الباحثة (2018).
وقد حسب صدق وثبات كل منها.
4. الأساليب الإحصائية المستخدمة في البحث:
إستخدمت الباحثة التحليل العاملي الاستكشافي، التحليل العاملي التوكيدي، والمعادلة البنائية للتحقق من النموذج المقترح باستخدام برنامج (IBM SPSS AMOS 24) الإحصائي.
5. نتائج الدراسة وتفسيرها:
توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:
أولاً: نتائج التحقق من الفرض الأول:
أسفرت النتائج عن ما يلي:
1. التأثيرات المباشرة: لمتغيرات الشخصية الكبرى والضغوط الأكاديمية كمتغيرات مستقلة على متغير الصمود النفسي كمتغير وسيط والهناء الذاتي كمتغير تابع، ومتغير الصمود النفسي كمتغير مستقل على متغير الهناء الذاتي كمتغير تابع:
أ- وجد تأثير مباشر لمتغيرات الشخصية الكبرى (الانبساطية، والعصابية، ويقظة الضمير) كمتغيرات مشاهدة مستقلة، ومتغير الضغوط الأكاديمية كمتغير كامن مستقل على متغير الصمود النفسي كمتغير كامن وسيط، ولا يوجد تأثير مباشر لمتغيري الشخصية (التفتح على الخبرات، والمقبولية) كمتغيرين مشاهدين مستقلين على متغير الصمود النفسي كمتغير كامن وسيط.
ب- يوجد تأثير مباشر لمتغير الشخصية (الانبساطية) كمتغير مشاهد مستقل، ومتغير الضغوط الأكاديمية كمتغير كامن مستقل ومتغير الصمود النفسي كمتغير كامن مستقل (مستقل بالنسبة للهناء الذاتي) على متغير الهناء الذاتي كمتغير كامن تابع، ولا يوجد تأثير مباشر لمتغيرات الشخصية (العصابية، والتفتح على الخبرات، والمقبولية، ويقظة الضمير) كمتغيرات مشاهدة مستقلة على متغير الهناء الذاتي كمتغير كامن تابع.
2. التأثيرات غير المباشرة: لمتغيرات الشخصية الكبرى والضغوط الأكاديمية كمتغيرات مستقلة على الهناء الذاتي كمتغير تابع:
يوجد تأثير غير مباشر لمتغيري الشخصية الكبرى (الانبساطية، والعصابية) كمتغيرات مشاهدة مستقلة، ومتغير الضغوط الأكاديمية كمتغير كامن مستقل على متغير الهناء الذاتي كمتغير كامن تابع، ولا يوجد تأثير غير مباشر لمتغيرات الشخصية الكبرى (التفتح على الخبرات، والمقبولية، ويقظة الضمير) كمتغيرات مشاهدة مستقلة على متغير الهناء الذاتي كمتغير كامن تابع.
3. التأثيرات الكلية: لمتغيرات الشخصية الكبرى والضغوط الأكاديمية كمتغيرات مستقلة على متغير الصمود النفسي كمتغير وسيط والهناء الذاتي كمتغير تابع، ومتغير الصمود النفسي كمتغير مستقل على متغير الهناء الذاتي كمتغير تابع:
أ- يوجد تأثير كلي لمتغيرات الشخصية الكبرى (الانبساطية، والعصابية، ويقظة الضمير) كمتغيرات مشاهدة مستقلة، ومتغير الضغوط الأكاديمية كمتغير كامن مستقل على متغير الصمود النفسي كمتغير كامن وسيط، ولا يوجد تأثير كلي لمتغيري (التفتح على الخبرات، والمقبولية) كمتغيرات مشاهدة مستقلة على متغير الصمود النفسي كمتغير كامن وسيط.
ب- يوجد تأثير كلي لمتغيرات الشخصية الكبرى (الانبساطية، والعصابية، والمقبولية) كمتغيرات مشاهدة مستقلة، ومتغير الضغوط الأكاديمية كمتغير كامن مستقل، ومتغير الصمود النفسي كمتغير كامن مستقل (مستقل بالنسبة لمتغير الهناء الذاتي) على متغير الهناء الذاتي كمتغير كامن تابع، ولا يوجد تأثير كلي لمتغيري (التفتح على الخبرات، ويقظة الضمير) كمتغيرات مشاهدة مستقلة على متغير الهناء الذاتي كمتغير كامن تابع.
ثانياً: نتائج التحقق من الفرض الثاني:
وكانت النتائج كالتالي:
1. التأثيرات المباشرة: لمتغيرات الشخصية الكبرى والضغوط الأكاديمية كمتغيرات مستقلة على متغير الهناء الذاتي كمتغير وسيط والصمود النفسي كمتغير تابع، ومتغير الهناء الذاتي كمتغير مستقل على متغير الصمود النفسي كمتغير تابع:
أ- يوجد تأثير مباشر لمتغير الشخصية (يقظة الضمير) كمتغير مشاهدة مستقلة، ومتغير الهناء الذاتي كمتغير كامن مستقل (مستقل بالنسبة لمتغير الصمود النفسي) على متغير الصمود النفسي كمتغير كامن تابع، ولا يوجد تأثير مباشر لمتغيرات الشخصية الكبرى (الانبساطية، والعصابية، والتفتح على الخبرات، والمقبولية) كمتغيرات مشاهدة مستقلة على متغير الصمود النفسي كمتغير كامن تابع.
ب- يوجد تأثير مباشر لمتغيرات الشخصية الكبرى (الانبساطية، والعصابية، والمقبولية) كمتغيرات مشاهدة مستقلة، ومتغير الضغوط الأكاديمية كمتغير كامن مستقل على متغير الهناء الذاتي كمتغير كامن وسيط، ولا يوجد تأثير مباشر لمتغيري الشخصية (التفتح على الخبرات، ويقظة الضمير) كمتغيرات مشاهدة مستقلة على متغير الهناء الذاتي كمتغير كامن وسيط.
2. التأثيرات غير المباشرة: لمتغيرات الشخصية الكبرى والضغوط الأكاديمية كمتغيرات مستقلة على الصمود النفسي كمتغير تابع:
يوجد تأثير غير مباشر لمتغيرات الشخصية الكبرى (الانبساطية، والعصابية، والمقبولية) كمتغيرات مشاهدة مستقلة والضغوط الأكاديمية كمتغير كامن مستقل على متغير الصمود النفسي كمتغير كامن تابع، ولا يوجد تأثير غير مباشر لمتغيري الشخصية الكبرى (التفتح على الخبرات، ويقظة الضمير) كمتغيرات مشاهدة مستقلة على متغير الصمود النفسي كمتغير كامن تابع.
3. التأثيرات الكلية: لمتغيرات الشخصية الكبرى والضغوط الأكاديمية كمتغيرات مستقلة على الهناء الذاتي كمتغير وسيط والصمود النفسي كمتغير تابع:
أ- يوجد تأثير كلي لمتغيرات الشخصية الكبرى (الانبساطية، والعصابية، والمقبولية) كمتغيرات مشاهدة مستقلة، ومتغير الضغوط الأكاديمية كمتغير كامن مستقل، ومتغير الهناء الذاتي كمتغير كامن مستقل (مستقل بالنسبة لمتغير الصمود النفسي) على متغير الصمود النفسي كمتغير كامن تابع، ولا يوجد تأثير كلي لمتغيري الشخصية (التفتح على الخبرات، ويقظة الضمير) كمتغيرات مشاهدة مستقلة على متغير الصمود النفسي كمتغير كامن تابع.
ب- يوجد تأثير كلي لمتغيرات الشخصية الكبرى (الانبساطية، والعصابية، والمقبولية) كمتغيرات مشاهدة مستقلة، ومتغير الضغوط الأكاديمية كمتغير كامن مستقل على متغير الهناء الذاتي كمتغير كامن وسيط، ولا يوجد تأثير كلي لمتغيري (التفتح على الخبرات، ويقظة الضمير) كمتغيرات مشاهدة مستقلة على متغير الهناء الذاتي كمتغير كامن وسيط.
وقد فسرت نتائج الدراسة في ضوء الإطار النظري والدراسات السابقة ذات الصلة بمتغيراتها.