Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية استخدام استراتيجيات التفكير المتشعب فى تدريس مادة علم النفس فى تنمية التحصيل الدراسى والوعى بمفهوم الذات لدى طلاب المرحلة الثانوية /
المؤلف
خليفة، جهاد فريد إسماعيل فتح الله.
هيئة الاعداد
باحث / جهاد فريد إسماعيل فتح الله خليفة
مشرف / سعاد محمد فتحى محمود
مناقش / سعدية شكرى على عبد الفتاح
مشرف / سعدية شكرى على عبد الفتاح
الموضوع
التفكير المتشعب.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
228ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التعليم
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - مناهج وطرق تدريس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 438

from 438

المستخلص

تعيش المجتمعات اليوم عصر التقدم العلمى والتكنولوجى حيث تتسارع المعلومات وتنمو تطبيقات المعرفة لتساهم فى تقدم المجتمعات وتطورها .
وقد ذكرت سوزان واينبرنر 1999 أن الثروة الحقيقية لأى مجتمع لابد وأن تكمن فى طاقاته البشرية التى تتمثل فى الأطفال والشباب الحالى وبالتالى تبرز الضرورة القصوى لرعاية هذه الطاقات من خلال نظم تربوية تختلف كثيرا عن تلك النظم التقليدية فلم يعد من المهم مقدار ما يعرفه الفرد من معلومات بقدر ما يستطيع فعله بتلك المعلومات وهكذا فإن نظام التعليم القائم على التلقين والحفظ لم يعد مناسبا مطلقا لإعداد هذه الطاقات البشرية للمستقبل ( سوزان واينبرنر , 1999 , 254 ) .
يمكن القول أن الصراع بين الدول المتقدمة هو صراع بين عقول أبنائها من أجل الوصول إلى سبق علمى وتكنولوجى يضمن لها الريادة والقيادة , ومن ثم فإن الهدف الأعلى من التربية هو تنمية التفكير بجميع أشكاله لدى كل فرد , ومن هنا يتعاظم دور المؤسسة التربوية فى إعداد أفراد قادرين على حل المشكلات غير المتوقعة , ولديهم القدرة على التفكير فى بدائل متعددة ومتنوعة للمواقف المتجددة , فأمامهم الكثير من القرارات التى يجب اتخاذها وعليهم مسؤوليات ضخمة يجب تحملها ( انشراح إبراهيم المشرفى , 2005 , 7 ) .
ويتفق علماء التربية على أن من أهم أهداف التعليم المدرسى تنشئة أجيال قادرة على التفكير السليم , ويتفق كثير منهم على أن هناك قصورا فى الأساليب التعليمية والبرامج التربوية تؤدى إلى عرقلة التفكير لدى الطلاب , إذ تتجاهل المؤسسات التربوية الاهتمام بالعمليات العقلية وتطويرها مقتصرة فى تدريبهم على حفظ المعلومات وتسميعها عن ظهر قلب , واجتياز الامتحانات المدرسية التى لم تعد أسلوبا فعالا فى تحقيق الأهداف المعرفية ومدى استيعاب المادة العلمية والاستفادة منها وتطبيقها فى الحياة العملية , فضلا عن عمليات التحليل والتركيب والتقويم .....الخ . الأمر الذى يجعل طلبتنا يتخذون قالبا جامدا فى تفكيرهم ينتقل معهم إلى مراحل دراسية أخرى دون تغيير فى الأسلوب , ويجعلهم مستسلمين للأوامر والتعليمات دون مناقشة أو تمحيص , وهذا ما يجعلهم يلجأون إلى حلول تقليدية فى مواجهة المشكلات خالية من الإبداع والابتكار ( محمد جاسم ولى, باسم محمد العبيدى, آلاء محمد العبيدى, 2010 , 12 ) .
إن المدرسة تهمل تعليم مهارات التفكير عندما يقتصر عملها على مجرد توصيل المعلومات إلى الطالب جاهزة بدون أن يعمل فيها فكره الخاص , وبدون أن يفكر ويصل بنفسه إلى حلول ذاتيه لمشكلاته الخاصة , والنتيجة هى أن أغلبية طلابنا ينظرون إلى المادة العلمية التى بين أيديهم وإلى الأجهزة التى يرون صورها فى كتبهم وإلى النظريات التى يدرسونها على أنها نتيجة عمل عباقرة ونتيجة جهود فئة من الناس يصعب الوصول إلى مستواهم ( سناء محمد سليمان , 2011 , 442 ) .
وبالنظر إلى واقع تدريس مادة علم النفس نجد أن الطرق التقليدية التى تعتمد على مجرد توصيل المعلومات وتلقينها للطلاب مازالت تشغل حيزا كبيرا بين الطرق والأساليب التى يستخدمها المعلم داخل الفصل , وبذلك يصبح التعلم نظريا تلقينيا مما جعل الطلاب أكثر سلبية واعتمادا فى تحصيلهم على مساعدة الآخرين وتزعزعت ثقتهم بأنفسهم وقلت دافعيتهم للانجاز , كما يعانون ضعف القدرة على مواجهة المشكلات والتفكير فى حلول لها وعدم تحقيق الأهداف المرجوة من تدريس مادة علم النفس .
إن افتراض بعض المواد دون غيرها يمكن أن يسهم فى التدريب على التفكير يقصر مسئولية التدريب على هذه المواد , فافتراض بعض التربويين أن مادة العلوم والرياضيات هى المواد التى تسهم فى التدريب على التفكير هو فهم قاصر ويحول دون تحقيق هذا الهدف . إن التدريب على مهارات التفكير يمكن أن يكون فى مواد دراسية مختلفة مثل : الرياضيات واللغة ومواد الاجتماعيات ودروس الفن , ففى مواد الاجتماعيات لاحظ ( كيرفمان , وكاسيدى ) أن الصف تسوده محاولات كثيرة لنقل المعرفة , والمعرفة المحددة بالذات عن الناس , وكلما زادت المعرفة لدينا زاد استمتاعنا بالخبرة وازدادت قدرتنا على اتخاذ قرارات سليمة , ويقترح ( كيرفمان , وكاسيدى ) فى مجال تعلم المواد الاجتماعية أن التعلم يتضمن مهارة إيجاد الحقائق والتى أثبت عدم ملاءمتها للحياة الحديثة , وأنه ينبغى أن يكون أكثر من مهارة إيجاد الحقائق والتى هى عمليات تفكير ذات مستوى عالى ومعرفة مفيدة وقيم واضحة والتى تعتبر ضرورية للطلاب لكى يكون تعلمهم فعالا ( سناء محمد سليمان, 2011 , 498 - 505) .
إن امتلاك الطلاب مهارات التفكير بأشكالها المختلفة يكسبهم قدرات تفكيرية عامة تمكنهم من التعامل مع المواد الدراسية واستيعابها بشكل عام , كما ينمى قدرتهم على النقاش الصفى مما يزيد من إثارة غرفة الصف وجاذبيتها ويقلل الملل فيها , وبذلك يتحسن تحصيلهم ويشعرون بقدرتهم على الضبط الواعى لتفكيرهم ولا تصبح المدرسة عبئا عليهم فيقبلون عليها ويستمتعون بوجودهم فيها ( ثائر حسين , 2009 , 12 ) .
إن الأمر لم يعد مجرد تلقين المعارف أو المعلومات , بل إن التحدى الحقيقى للمعلم سواء فى الآونة الراهنة أو مستقبلا يكمن فى قدرته على توجيه التعليم ورعايته , الأمر الذى يجعل من الطالب المتعلم والمتأخر فى دراسته وتحصيله مشاركا فعالا لتحقيق ذاته ومتوافقا انفعاليا واجتماعيا وعقليا وجسميا واقتصاديا مع أقرانه فى المدرسة والمجتمع ( عبد الناصر عبد الفتاح محمد, 2013 , 7 ) .
فالمتعلمون يطورون استراتيجياتهم المعرفية ويحسنونها ويكونون عاداتهم العقلية المرتبطة بمهارات التفكير العليا عندما يجبرون أو يوضعون فى مواقف تجبرهم على طرح التساؤلات , والاستجابة للتحديات , والبحث عن حلول للمشكلات التى تواجههم , وتفسير الأفكار . فعندما يكلفون بذلك ويتحملون مسؤولية انجازهم فإنهم يعتبرون هذا اعتراف لهم بالذكاء والقدرات العقلية الكافية لانجاز ما كلفوا بإنجازه عندها تتحسن نظرتهم لذواتهم ( وضحى بنت حباب بن عبدالله , 2013 , 190 ) .
فلابد من استراتيجيات تعمل على إعمال الفكر , وإرهاف الذكاء وإنتاج الأفكار الجديدة التى تؤدى إلى الإبداع , وهذا ما تهدف إليه استراتيجيات الأسئلة حيث تسعى إلى تفعيل دور الطلاب وحثهم على التفكير بكل أنواعه للوصول إلى إجابات مختلفة عن طريق استثارتهم بالأسئلة وإتاحة الفرص لهم لإبداء الرأى فى جو من الحرية والعمل على استرسال الأفكار دون توقف . وتنبثق من هذه الاستراتيجيات استراتيجية التفكير المتشعب , والتى تعتمد على الأسئلة بطرق وأساليب مختلفة وتعتبرها أقوى وسيلة لتشجيع التفكير المتشعب عن طريق تشكيل هيكل من سلسلة من الأسئلة يمكن استخدامها مع بيانات جديدة أو مع المعلومات القديمة بشكل جديد , فهذه الاستراتيجيات تتيح الفرصة للنظر إلى الأشياء المألوفة نظرة جديدة ومن ثم التفاعل معها بطريقة إبداعية فى مسارات مختلفة غير تقليدية فتعمل على توليد أفكار جديدة ( نورا محسن أبو النجا , 2013 , 6 ) .
وتعد استراتيجيات التفكير المتشعب من الاستراتيجيات وطرق التدريس الحديثة والتي يمكن استخدامها لتدريس مادة علم النفس والاجتماع وذلك لتحقيق أهداف المادة ، والتركيز علي الدور الايجابي للطالب في عملية التعلم ، والعمل علي رفع مستوى تحصيل الطلاب وتحسين أدائهم واتجاهاتهم نحو المادة ، وتكوين عادات عقلية مرتبطة بمهارات التفكير العليا والتي تساعدهم علي الانجاز وتنمية مفهوم الذات لديهم .
إن استراتيجيات التفكير المتشعب من الاستراتيجيات التي تلقي اهتماما في تنمية إمكانات العقل البشري للمتعلم, نظرا لدورها في تنمية التفكير المتشعب باعتباره تدريبا يساعد في بناء خلايا الأعصاب, ذلك أن التشعب في التفكير يساعد علي حدوث اتصالات جديدة بين الخلايا العصبية تسمح للتفكير بأن يسير عبر مسارات جديدة لم يكن يسلكها من قبل وعلي نحو يساعد في إتاحة إمكانية جديدة لعقل المتعلم تسهم في إحداث مزيد من إعمال الذهن, وبما يقود العقل للعمل بإمكانية أفضل وعلي نحو أسرع وبكفاءة أعلي من ذي قبل .
إن العمليات العقلية التي تتطلبها المؤسسات التعليمية والتي تعكس التفكير المتشعب أو التي تساعد التشعب في التفكير علي حدوثها تتمثل في إدراك العلاقات الجديدة وإعادة التصنيف في ضوء ما تم إدراكه وإجراء عمليات تأليف وتركيب وتقديم رؤى جديدة وإدخال تحسينات وتلك هي العمليات التي تكشف عن الإبداع (حسن شحاتة,2012, 187).
وهناك العديد من الدراسات السابقة التي أكدت على فاعلية استراتيجيات التفكير المتشعب في التعليم والتعلم في مجالات مختلفة ومن هذه الدراسات دراسة كل من سامية عبد العزيز السيد , 2014 و التي أثبتت فاعليتها في تنمية القوة الرياضياتية وبعض عادات العقل لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية ؛ودراسة عادل حسين أبو زيد 2014 والتي أثبتت فاعلية استراتيجيات التفكير المتشعب في تنمية التحصيل الدراسي وبعض عادات العقل وتنمية اتجاهات الطلاب نحو المادة لدى طلاب المدارس الثانوية الصناعية المعمارية ,ودراسة نورا محسن محمد أبو النجا 2013 والتي أثبتت فاعلية استخدام استراتيجيات التفكير المتشعب في تنمية الذكاء البصري والتحصيل في الهندسة لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي , ودراسة ريم احمد عبد العظيم 2009 والتي أثبتت فاعلية استراتيجيات التفكير المتشعب في تنمية بعض عادات العقل وتنمية مهارات الكتابة الإبداعية لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي.
لقد أصبح هناك اهتماما متزايدا بتوجيه الجهود نحو تحسين عمليات التعلم والتعليم , مع وجود نزعة قوية نحو الاهتمام بتنمية الشخصية المتكاملة للطفل ( مجدى عزيز إبراهيم , 2007 , 40 ) .
ويشير تقرير اليونسكو المقدم إلى اللجنة الدولية للتعليم فى القرن الواحد والعشرين إلى أن التعليم ينبغى أن يتركز على شخصية الإنسان وعلى التنمية الشاملة لبنى البشر ( حسن شحاتة , 2012 , 189 ) .
تعتبر الزيادة الكبيرة فى عدد الدراسات حول مفهوم الذات فى الخمسين عاما الماضية إحدى انعكاسات التركيز على النواتج غير المعرفية للعملية التربوية , وإن كان هناك مظهر ثان لهذا التركيز وهو زيادة الاهتمام بتعزيز مفهوم الذات للطلاب بحيث أصبح تحسين مفهوم الطالب عن ذاته ينظر إليه كأحد النواتج التربوية ( غريب عبد الفتاح غريب , 1995 , 3 )