Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الفعل الأخلاقي
عند أوغسطين والغزالي /
المؤلف
شويه، عفاف خليفة علي.
هيئة الاعداد
باحث / عفاف خليفة علي شويه
مشرف / منى عبد الرحمن المولد
مشرف / ماجدة طه سليم
مناقش / هشام صالح سليمان
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
294ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 294

from 294

المستخلص

الملخص باللغة العربية
تعد الأخلاق في حياة الإنسان هي القانون الذي يحفظ وجوده الداخلي والخارجي، فهي ضرورية لتستمر حياة الفرد في صورة مثلى على المستوى الفردي والجماعي، فإذا تخلق الفرد بالأخلاق الحسنة استطاع أن يصل إلى السعادة المرجوة في الدنيا والآخرة.
إن أهمية الفعل الأخلاقي هي السبب الرئيسي في اختيار الباحثة لهذا الموضوع ولما له من مكانة كبيرة في بناء الأخلاق في الإنسان، وقد كان اهتمامي الأكبر منصباً على الفعل الأخلاقي في الفلسفة المسيحية والإسلامية حيث اخترت أن يكون هناك نموذجان للفعل الأخلاقي في العصور الوسطى، فكان القديس أوغسطين هو النموذج في الفكر المسيحي والغزالي في الفكر الإسلامي، ووفق التسلسل التاريخي ستكون البداية مع الفلسفة المسيحية، أي مع القديس أوغسطين.
كما أن ما دفعني إلى اختيار هذا الموضوع هو مدى شعوري بقيمته وأهميته في التأكيد على حرية الإنسان في أفعاله وتصرفاته التي تخضع لإرادته واختياره، هذا بالإضافة إلى توضيح مفاهيم دينية أخلاقية مهمة مثل المفهوم الصحيح لعقيدة القضاء والقدر، ومدى أثر هذه العقيدة في حياة الإنسان وسلوكه ودفعه للعمل، وبذلك يتنبه الإنسان إلى أهمية شعوره بالمسئولية التي تدفعه للاستقامة والالتزام بواجباته تجاه خالقه وتجاه نفسه ومجتمعه. كل هذا يساعد على حماية مجتمعنا من آثار اللامبالاة التي سادت بين كثير من أبنائه عند المسلمين والمسيحيين على حد سواء.
وقد انتهجت في هذا البحث المنهج التاريخي التحليلي المقارن، فالمنهج التاريخي وهو المنهج المناسب لهذه الدراسة، وسوف يتضح من اعتماد البحث بشكل أساسي على المصادر الأصلية لأوغسطين والغزالي ونصوصهما، والمنهج التحليلي يتضح من خلال اعتماد البحث على تحليل هذه النصوص، والمنهج المقارن يتضح من خلال عقد المقارنات بين آراء أوغسطين والغزالي وآراء الآخرين في مجال الأخلاق، سواء كانوا من مفكري اليونان والمسيحية والإسلام بالقدر الذي يسمح به موضوع الدراسة.
وسوف يكون تفصيل البحث على النحو التالي:
مقدمة وخمسة فصول وخاتمة.
المقدمة: نعرض فيها لأهمية الأخلاق بشكل عام في حياة الإنسان، وأهمية الأخلاق في الأديان المختلفة – سواء كانت وضعية أم سماوية.
الفصل الأول: وموضوعه لمحة تاريخية عن الفعل الأخلاقي، نعرض فيه أولاً لكلمة أخلاق في اللغة والاصطلاح، ثم الفعل الأخلاقي في الفكر الشرقي القديم، ثم نبين نماذج للفعل الأخلاقي في الفكر اليوناني نعتمد فيها على أفلاطون وأفلوطين باعتبارهما من أكثر الشخصيات تأثيراً على أوغسطين.
الفصل الثاني: وموضوعه ”البعد الإنساني للأخلاق عند أوغسطين والغزالي”. تحدثت فيه عن النفس الإنسانية بما أنها محور للسلوك الأخلاقي عند كل من أوغسطين والغزالي، فعرضت فيه حقيقة النفس عند كل منهما وكان عرضنا لها من منظور أخلاقي بمعنى الناحية التي تربط دراستها ودراسة الأخلاق عند كل من أوغسطين والغزالي، ثم نعرض لعلاقتها بالبدن من جهة الأخلاق بغير أن نفصل القول في إثبات وجودها وبيان حدوثها وخلودها.
الفصل الثالث: وموضوعه مصادر الإلزام الخلقي عند كل من أوغسطين والغزالي وتوضيح ما للعقل من أهمية في الفعل الأخلاقي وكيف يكون الضمير مصدراً من مصادر الإلزام، وأن العقل مكمل للشرع أو الشريعة الأزلية.
الفصل الرابع: موضوعه ”المسئولية الأخلاقية عند أوغسطين والغزالي”، وكنت قد تعرضت فيه لحرية الإرادة عند كل منهما وما العلاقة بين الإرادة الإلهية بالإنسانية، موضحة القدر وحرية الإرادة ومدى تأثيرها على الفعل الإنساني.
الفصل الخامس: وموضوعه ”جزاء الفعل الأخلاقي عند أوغسطين والغالي” نتحدث في هذا الفصل عن الجزاء عند كل من أوغسطين والغزالي بمختلف أنواعه سواء كان بالثواب أم العقاب وهذا الجزاء ينقسم إلى أخلاقي وهو نتيجة محاسبة الإنسان لنفسه، وجزاء إلهي شامل لحياة الإنسان ومماته وبعثه وقدر وضعت كل واحد منها على حده.
وأخيراً تأتي الخاتمة لنعرض فيها لأهم نتائج البحث التي انتهينا إليها وأهمها ما يلي:
أولاً: إنه عند دراسة كل من أوغسطين والغزالي لقضية النفس الإنسانية نجدهما يتفقان على أن النفس يجب أن تكون لها علاقة بالله لأنه هو الذي أوجدها، فإذا لم يعرف الإنسان نفسه لن يعرف ربه فوجدناهما يتمسكان بقضية خلق الله للنفس، وقد درسا مسألة العلاقة بين النفس والبدن ويريان أن النفس لا توجد إلا إذا وجد الجسد.
ثانياً: تبين لنا عند تناولنا لمصادر الإلزام الخلقي أن أوغسطين وكذلك الغزالي لم يقولا بمصدر واحد للإلزام الخلقي بل قالا بعدة مصادر جمعا فيها بين المصادر الفلسفية والدينية، بل في أغلب الأحيان كان كل منهما يرد المصادر الفلسفية إلى أصولها الدينية، فنجد أن أوغسطين يقول إن العقل ما هو إلا قبس من العقل الإلهي ولذلك أصبح خير الإنسان قائم بموافقة العقل – الذي هو صورة الله فينا – وأن طاعته هي طاعة لله الذي وضعه فينا، وكذلك الغزالي يوافقه الرأي حين يقول إن العقل مكمل للشرع والشرع مكمل للعقل فبنور الحكمة الإلهية يكون العقل مستنيراً، وكذلك الأمر بالنسبة لقضية الضمير فهو قوة فطرية وانعكاس للنور الإلهي فينا ليرشدنا إلى الخير ونأتيه ويبعدنا عن الشر ونتجنبه، وبذلك أصبح اتباع هذا القانون الفطري بداخلنا هو أيضاً طاعة الله.
ثالثاً: لقد حاول كل من القديس أوغسطين والإمام الغزالي أن يتخذا موقفاً وسطاً بين القول بحرية الإرادة الإنسانية تحقيقاً للمسئولية والتكليف، وبين الدفاع عن فاعلية الله وقدرته المطلقة، فنراهما يؤكدان أنه حتى إذا كان الله هو العلة الأولى لتحرك إرادتنا واختيارنا، فإن هذا لا ينفي قدرتنا على الاختيار فإن حريتنا حلقة في سلسلة الأسباب والمسببات التي وضعها الله في الكون.
رابعاً: عند معالجة أوغسطين والغزالي لقضية الجزاء فقد ارتفع أوغسطين عن مستوى المعالجة الأخلاقية وتجاوزها إلى المستوى الميتافيزيقي الروحي، فالجزاء عند كل منهما هو ثمرة أفعال الإنسان التي تعبر عن التزامه ومسئوليته عن أفعاله ومن ثم يكون الجزاء تجسيداً للعدالة الإلهية إما بالثواب أو بالعقاب. وإن التخويف من العقاب واجب وذلك لأنه يجعل الإنسان يسلك السلوك الحسن ويبتعد عن السلوك السيء، فالترغيب والترهيب بالثواب والعقاب يصلح من حال البشر.