الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الملخص المثاقفة من المصطلحات التي أصبحت تظهر كثيرًا في الدراسات اللغوية والأدبية الحديثة، وهو مصطلح غربي الأصل لم تعرفه الدراسات العربية إلا في وقت قريب عن طريق الترجمة، وقد تسبب في إثارة الجدل في الغرب في بداية الأمر؛ فهو مصطلح غامض ويثير الالتباس، وبالتالي فإن هناك حالة من التباين بين الباحثين والمترجمين العرب عند التعرض لذلك المصطلح. ومسألة ايجاد تعريف واضح ومحدد لهذا المصطلح المراوغ تعد مسألة صعبة جدًا نظرًا لصعوبته وتاريخه الطويل المتشعب وانتمائه إلى سياق ثقافي مختلف في بداية ظهوره. وقد كانت تلك الصعوبة في تحديد ماهية مصطلح المثاقفة على المستويين العربي والإسرائيلي، هي ما دفعت الباحثة للخوض في هذا البحث حتى تتسني لها الفرصة في اكتشاف الاختلاف والتباين بين الباحثين والنقاد في تعريف المثاقفة ومحاولة التوفيق بين هذه الأراء المختلفة من خلال عرض لنشأة المصطلح بداية من التراث الغربي، وصولًا إلى مفهومها ودلالتها وكيفية توظيفها في الأدب العربي، ومنه إلى الأدب العبري. وقد تم اختيار هاتين الروايتين تحديدًا وعقد المقارنة التي توضح المفارقة في الروايتين نتيجة للتشابه الواقع بين حالتي الأديبين المختارين للدراسة، وهما مردخاي زئيف ويحيى حقي فكلاهما كتب روايته في فترة زمنية متقاربة حافلة بالتغيرات الكثيرة والكبيرة التي حدثت في القرن التاسع عشر على اختلاف استجابة كل مجتمع لتلك المتغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية . يقوم البحث على المنهج النقدي المقارن؛ وتحديدًا على منهج النقد الثقافي إذ إن هذا المنهج يقوم على أساس تحديد الظاهرة ووصف طبيعتها من خلال دراسة المضامين النصية الخفية، والوصول إلى مظاره المثاقفة في كل من الروايتين محل الدراسة. كذلك الوقوف على أوجه التشابه والاختلاف بين الروايتين وكيفية تعبير كل من الأديبين عن إشكاليات مجتمعه والمتغيرات التي طرأت على المجتمع وكيفية تعامله مع تلك الظواهر وغيرها. |