Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المتغيرات والآليات الاجتماعية المحددة لتكيف الأبناء مع واقع طلاق الوالدين :
المؤلف
الغزيري، فاطمة الزهراء محمد طه.
هيئة الاعداد
مشرف / فاطمة الزهراء محمد طه الغزيري
مشرف / علي محمود أبوليله
مشرف / سالى محمود سامى
الموضوع
علم الاإجتماع.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
410 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - علم الإجتماع.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 425

from 425

المستخلص

الأسرة هى الوحدة المحورية فى بناء المجتمع، فهى التى تحول الإنسان من كائن بيولوجى إلى كائن اجتماعى من خلال ما تقوم به الأسرة من عملية التنشئة الاجتماعية، ونقل قيم وعادات وتقاليد وثقافة المجتمع، وتقوم بتشكيل ضميره الداخلى والذات الإنسانية ومن ثم تكسبه الخصائص الشخصية التى تؤهله للقيام بدوره الأساسي فى المجتمع ومن ثم المساهمة فى عملية التنمية.
ولعل ما يوضح أهمية الأسرة ودورها فى عملية التنشئة الاجتماعية للأبناء ما تؤكد عليه نتائج الدراسات العلمية التى تناولت الآثار المترتبة على حرمان الطفل من الأسرة، وما يترتب على هذا الحرمان من اضطراب فى شخصيته وسلوكه، وعدم القدرة على تكوين علاقات مع الآخرين، والسلوك المضاد للمجتمع، والأنانية والشعور بعدم الاستقرار والقلق والاكتئاب بالإضافة إلى التأخر الدراسي، وفقدان التركيز وغيرها من مظاهر سوء التكيف أو التوافق التى تهدد الأمن النفسي والاجتماعى للأبناء.
ويشيرالواقع الراهن إلى حدوث تغيرات أساسية فى شكل الأسرة وتهديدها بالانهيار وهو ما يؤكده ارتفاع نسبة معدلات الطلاق فى المجتمعات العربية والعالمية ومن ثم المجتمع المصرى، وهو ما يؤدى إلى حدوث اضطراب فى أحد الدعائم الأساسية فى المجتمع بل نواته الأساسية التى تضمن له الاستقرار والتقدم وتحقيق التنمية المنشودة، فقد بدأت الأسرة فى العقود الأخيرة وخاصة مع بداية الألفية الثانية، تواجه بعض الصعوبات بسبب ما طرأ على الواقع المحلى والعالمى من تحولات عالمية وقومية، مما أدى لانخفاض قيمة الأسرة لدى كثيرين، وارتفاع معدلات الأسر التى تعانى من التفكك الأسرى بالطلاق، والذى يكون له أسباب متعددة ومتغيرات فاعلة تساهم فى وقوع الطلاق بتلك المعدلات المتسارعة.
وقد ساهمت متغيرات كثيرة فى ارتفاع نسبة الطلاق فى المجتمع المصرى منها الاختراق الإعلامى وتكنولوجيا المعلومات التى أدت إلى ظهور أنماط جديدة من العلاقات التى هددت كثير من الأسر بسبب انتشار شبكة المعلومات الدولية وظهور أنماط جديدة من التفاعلات الاجتماعية الافتراضية التى ينجرف إليها كثيرون وتكون سبباً فى انهيار الأسرة، يضاف إلى ذلك اختلاف معايير الاختيار الزواجى وظهور معايير جديدة قد تكون هى السبب فى فشل الزواج والحياة الأسرية، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة عمل المرأة والتى أدت فى كثير من الحالات إلى عدم تحمل المرأة ما كانت تتحمله فى السابق من سوء معاملة الزوج وتعديه عليها بالسب والضرب والأهانات المتكررة ونظرا” لأن الغالبية العظمى من النساء كن ربات منزل ولم يكن لهن مورد رزق ينفقن منه على أنفسهن والأبناء بعد الطلاق، فكانت تستمر فى الحياة الزوجية التعيسة لعدم قدرتها على العمل، بالاضافة لنظرة المجتمع السلبية للمرأة المطلقة والتى كانت تؤدى بها إلى عدم الاقدام على قرار الطلاق، وطرحه كأخر الحلول المطروحة للخلافات الزوجية المتكررة والمعاملة السيئة من قبل الزوج، والتى قد تنتهك أدمية المرأة وانسانيتها ولكن فى ظل الثقافة المجتمعية السائدة كان قرار الطلاق من أصعب القرارات على كلا” من الرجل والمرأة، بالأضافة إلى تحمل المرأة اتهامها من قبل المحيطين من الاقارب والاصدقاء والمجتمع بأكمله مسؤلية فشل الحياة الزوجية وتفكك الأسرة ومن ثم انهيار الأبناء، إلا أن تلك النظرة تغيرت إلى حدما خاصة فى المجتمعات المتحضرة والراقية، ويؤكد ذلك واقع كثير من الأسر المصرية التى تشير أن قرار الطلاق بات أول الحلول المطروحة لحل الخلافات الزوجية والمشكلات المعتادة ويؤكد ذلك ارتفاع نسبة الطلاق مقارنة بمعدلاتها فى العقود الماضية، وهو ما ينذر بتعدد المشكلات المترتبة عن ذلك التفكك الاسرى الذى أصبح مشكلة تهدد كثير من الاسر المصرية.
وتشير ارتفاع معدلات الطلاق فى المجتمعات العالمية بشكل عام والمجتمع المصرى بشكل خاص إلى مواجهة الكثير من الأبناء لتجربة طلاق الوالدين ومن ثم مواجهة الكثير من المشكلات التى يؤدى إليها تفكك الشكل الأسرى الذى كان يمثل لهم صمام الأمن والأمان، وتتضح أهمية هذه الدراسة نظراً لازدياد عدد الأبناء الذين يواجهون طلاق والديهم أثناء سنوات الطفولة والمراهقة وندرة الأبحاث التى اهتمت بهذه المراحل المختلفة، والآليات الفعالة والتى تختلف من مجتمع لاخر ومن ثقافة اجتماعية لأخرى، بالإضافة إلى الحاجة الماسة لدراسة هذا الموضوع فى المجتمع المصرى بصفة خاصة، والذى يفترض تباين خصاله عن المجتمعات الغربية، فخصوصية الإطار الثقافى المصري والإسلامى يحتم علينا تصميم أدوات وآليات تلائمه وليست مترجمة عن ثقافات غربية تختلف فى الخصوصية الاجتماعية والثقافية والمرجعية الدينية التى قد تتعارض مع خصوصية المجتمع العربى والإسلامى.
وقد تعددت الدراسات النفسية والاجتماعية التى تناولت دراسة الطلاق وعوامله وأسبابه، إلا أنها فى الغالب كانت تركز على الأسباب المختلفة للطلاق والآثار السلبية الناتجة عن طلاق الوالدين التى أكدت على أن أهم الأثار الناتجة عن طلاق الوالدين هى جناح الأحداث، إدمان الأبناء للمخدرات والكحوليات، ظاهرة أطفال الشوارع، فقد أكدت أن العامل المشترك بين جميع الأبناء هو معاناتهم من التفكك الأسرى نتيجة طلاق الوالدين وإهمال الأبناء بعد الطلاق، فى حين ركزت الدراسات النفسية على الاضطرابات النفسية والآثار السلبية الناتجة عن طلاق الوالدين من ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب والسلوك العدوانى وضعف واضطراب الشخصية وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين، وظهور الأعراض النفسجسمية أو ما يعرف بالأعراض العضوية الناتجة عن حالة نفسية، ودراسة مدى التوافق النفسى والاجتماعى والشخصى لأبناء الطلاق.
بالإضافة إلى أن التأمل فى تلك الدراسات يشير إلى عدم تناول أى من الدراسات وخاصة الدراسات العربية للآليات وأساليب المعاملة الوالدية التى تعمل على تكيف الأبناء مع واقع طلاق الوالدين، فإذا كنا بصدد مواجهة أعداد ضخمة من الأبناء الذين يواجهون طلاق والديهم قد تصل للملايين، فإذا لم توجد آليات فاعلة تساعد هؤلاء الأبناء على التكيف مع طلاق الوالدين، فلنا أن نتوقع مواجهة أعداد ضخمة من الانحرافات السلوكية وجنوح الأحداث ومدمنى المخدرات بالإضافة للأضطرابات النفسية التى سوف يخلفها طلاق الوالدين وعدم وجود آليات فاعلة تتوافق مع الخصوصية العربية والإسلامية التى تساعد الأبناء على التكيف مع طلاق والديهم والحد من ظهور المشكلات المترتبة عن طلاق الوالدين، والتى قد تهدد العنصر البشرى المنتظر منه القيام بعملية التنمية والإنتاج والعمران البشرى.
وانطلاقا” من ذلك حددت الباحثة الهدف الرئيسى للدراسة فى محاولة الإجابة على التساول التالى: ماهى المتغيرات الاجتماعية والآليات المحددة لتكيف الأبناء مع واقع طلاق الوالدين ؟
وينبثق من ذلك الهدف الرئيسى مجموعة من الأهداف الفرعية التى يمكن تحديدها فى الأهداف التالية:
1- التعرف على المتغيرات الاجتماعية والأسباب المساهمة فى وقوع الطلاق بين الوالدين.
2- التعرف على إجراءات الطلاق (كيفية إتمام الطلاق بين الوالدين)، ومدى تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية فى الطلاق.
3- التعرف على آليات تكيف الأبناء مع واقع طلاق الوالدين.
4- التعرف على المتغيرات المساهمة فى تكيف الأبناء مع واقع طلاق الوالدين.
5- التعرف على المشكلات المترتبة عن عدم تكيف الأبناء مع طلاق الوالدين.
وقد احتوت الدراسة على إحد عشر فصلاً، يمثل الفصل الأول مشكلة الدراسة والمفاهيم الأساسية، ويتضمن مشكلة الدراسة، والمفاهيم الأساسية وتعريف مفهوم الطلاق، والتكيف، ويليه الفصل الثانى الذى يحتوى على الدراسات السابقة، ويعرض لأهم الدراسات التى تناولت دراسة الطلاق من خلال عدة محاور، يتناول كل محور أهم الدراسات التى اهتمت بدراسة الطلاق فى ضوء ذلك المحور، ويضم ذلك الفصل ثلاثة محاور، المحور الأول: المتغيرات الاجتماعية والأقتصادية والثقافية ودورها فى وقوع الطلاق، يليه المحور الثانى: الآثار النفسية والاجتماعية لطلاق الوالدين على الأبناء، وأخيراً المحور الثالث: تكيف الأبناء مع طلاق الأبوين، ثم الفصل الثالث، وعنوانه: الإطار النظرى للدراسة، ويحتوى على أهم الأطر والمقولات النظرية التى اهتمت بدراسة الأسرة، والطلاق، وقد تناول ذلك الفصل عرض أهم مقولات نظرية البنائية الوظيفية، التفاعلية الرمزية، أحكام الطلاق فى الإسلام، ثم عرض إطار نظرى مقترح لتناول أليات تكيف الأبناء مع واقع طلاق الوالدين، ويليه الفصل الرابع، وعنوانه: آليات تكيف الأبناء مع طلاق الوالدين فى ضوء مشكلات أبناء الطلاق، ويليه الفصل الخامس، وعنوانه: الإجراءات المنهجية للدراسة، ويحتوى على نوع الدراسة، المناهج المستخدمة، أدوات الدراسة، ومجالات الدراسة، وعينة الدراسة وخصائصها، ثم الفصل السادس وعنوانه: أسباب الطلاق.المتغيرات الاجتماعية المسببة للطلاق، ويتناول عرض نتائج الدراسة الميدانية المتعلقة بأسباب الطلاق والمتغيرات الاجتماعية المساهمة فى وقوع الطلاق من خلال المقابلة مع الوالدين،يليه الفصل السابع، وعنوانه المتغيرات الاجتماعية والآليات المحددة لتكيف الأبناء مع طلاق الوالدين ويتناول عرض نتائج الدراسة الميدانية للمتغيرات المحددة لتكيف الأبناء مع طلاق الوالدين، ثم الفصل الثامن وعنوانه: المتغيرات المساهمة فى تكيف الأبناء مع طلاق الوالدين، يليه الفصل التاسع وعنوانه: مشكلات أبناء الطلاق.رؤية الوالدين، ويتناول عرض نتائج الدراسة الميدانية المتعلقة بذلك المحور، ثم الفصل العاشر، وعنوانه تكيف الأبناء مع طلاق الوالدين. رؤية الأبناء، ويتناول نتائج الدراسة الميدانية مع أبناء الطلاق من خلال تطبيق المقابلة المتعمقة مع الأبناء الذين مروا بخبرة طلاق الوالدين، وأخيراً الفصل الحادى عشر، وعنوانه مناقشة نتائج الدراسة الميدانية، ويحتوى على ملخص لنتائج الدراسة الميدانية من خلال الإجابة على تساؤلات الدراسة وعرض لأهم نتائج الدراسة الميدانية، وأخيراً نحو سياسة اجتماعية لتحقيق تكيف الأبناء مع طلاق الوالدين.