Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التَّمْثِيلُ الحِجَاجي فِي شِعْرِ الحَكَمَةِ فِي العَصْرِ العَبَّاسِيِّ:
المؤلف
حسن، فاضل هادى.
هيئة الاعداد
باحث / فــــــــــاضل هــــــــــــادي حــــــــــــسن
مشرف / صـــــــــــلاح فــضـــــــــــــــل
مشرف / عـبد الناصر حـسن
مناقش / عـبد الناصر حـسن
الموضوع
التَّمْثِيلُ الحِجَاجي.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
329ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 329

from 329

المستخلص

لَقَدْ تَوفَّرَ للدِّراسّاتِ اللّسَانيّة (التَّداوليّة الحِجَاجيّة) جُمْلَةُ خَصَائِصَ وَمَزَايا جَعَلَتْ مَنها أهْلًا للاِسْتَخْدَامِ في مُسْتَوياتٍ إجْرائيّةٍ مُتعدِّدَةٍ؛ بِحُكْمِ مَا تَتوفّرُ عليه آليّاتُها من أبْعَادٍ لها إمكانيّة الإحاطة والتعمّق في جوهرِ النصوص الأدبيّة، انطلاقًا من الفلسفةِ التي صدرتْ عنها تلك الدراسات، ووشائج الاتصال مع العلوم الأخرى، يضافُ إلى التّغيُّرات التي وسمتْ العالم المعاصر وجعلت المجتمعات مقتنعة بأنَّ القوّة والعنف ليسا المسلكين الوحيدين لتحقيق المطالب المشروعة، وأنَّ حل النزاعات والاعتراض على مواقف الآخرين يجب أن يكون بوسائل عقلانيّة؛ وأخذت تلك المجتمعات تدرك أنَّ الحجّة غدت عصب الحياة، وأنَّ القوّة أصبحت تقاس بامتلاك المعلومة والقدرة على تنظيمها، وأنَّها بدت تبذل الجهد من أجل التواصل والتأكيد على ضرورته؛ من هنا أصبحت الدراسات التداوليّة الحجاجيّة فنًّا للتفكير وطريقةً للفهم ومدخلًا لاستنطاق النصوص والخروج منها بخلاصات متعدّدة، وعلى ضوئها ووفق معطياتها أمكن دراسة متون أدبية مختلفة .
وبناءً على ما تقدّم فإنَّ استغلال النظرية التداولية الحجاجيّة في حقل شعر الحكمة له ما يكفله، فشعر الحكمة، الذي تطوّر بازدهار الحياة العقلية في العصر العبّاسي بتأثير الثقافات الأجنبيّة وازدحام الأفكار وتعدد الفرق والمذاهب وكثرة الخلاف والجدل، قد احتلَّ جزءًا واسعًا من الفضاء التواصلي الأدبي، وامتدَّ فعله إلى فضاءاءت تواصلية متعدّدة، وأخذ طريقه إلى التأصيل في النفوس والدوران على الألسن، وكان لمنزعه المثالي، وهو ينطق بالمشترك بين النَّاس من قيم ضاربة في الحياة، سُلطة على زيادة المعنى رسوخًا في النّفس، وحمل على التصديق، وهو يستدعى بوصفه حجَّةً أو شاهدًا وبقصد التأثير في المتلقّي، وفي هذا يكون مدار البحث التداولي الحجاجي .
مسوّغات الدراسة :
- مُعايشةُ النصوص التراثيّة وإعادة بعث جزء منها برؤيةٍ حديثةٍ، تكشف عن قيمة هذا التراث الخالد .
- الرغبةُ بالبحثِ في ميدانِ الحكمة، ذلك الميدان الذي حظي باهتمام أهل الفلسفة والدين والإجتماع، وأخيرًا أخذ يدخل في التعليم وعلم النفس، فهو بحاجة إلى مزيد من الاهتمام في الأدب والنقد .
- إبراز المنزلة الرفيعة التي يحتلها شعر الحكمة؛ ذلك انَّ ما يحويه هذا الشعر من عوامل جذب يحتاج إلى مزيد من الكشف والدراسة لتذوّق أدبيته وجماليته، وهو يجمع بين الإمتاع والإقناع، وهذا ما يجعله يستأهل النقد والتحليل والدراسة .
- لم أجد فيما اطلعت عليه دراسة مستقلّة لحجاجية شعر الحكمة العبّاسي مقرونة بنماذجها التطبيقيّة، وإنَّما الحديث عنها يأتي من خلال مناقشات القضايا والمسائل، وهذا محفِّزٌ على تسنُّمِ مهمة هذه الدراسة .
- في ظل هيمنة كل ما هو مادي في حياتنا اليوميّة، وتصاعد حدّة الخطاب عن أزمة القيم وتصادم الحضارات وصراعها، تبرز الحاجة إلى دراسة شعر الحكمة باعتباره خطابًا روحيًّا وقيميًّا وإنسانيًّا، قادرًا على التواصل بجوانبه الكونيّة التي يحملها المرتبطة بالفكر والوجدان، عبر لغة تعلو على الخلافات، وهذا ما يجعله جديرًا بالبحث والدراسة .
- الدافع الثقافي والفكري لدراسة الحجاج؛ لأنَّه سبيل العقل والمنطق والحوار البنّاء والجدال الحسن في ظل كثرة الخلاف والعنف والتطرّف، وأصبح التسلّح بوسائل الإقناع مطلبًا أساسيًّا في الدفاع عن الأفكار .
أهميّة الدراسة :
- يكتسب هذا البحث أهميته، من أنَّ الباحث قد استثمر مفهومات الحجاج والتداوليّة في مقاربة شعر الحكمة، فعلى الرغم من الفائدة الكبيرة التي يمكن أن تمنحها القراءات السابقة لدارس شعر الحكمة، إلّا أنَّ قيمة هذا الشعر والكثير من أسئلته قد ظلّت طي الكتمان، لا يمكن استنطاقها أو الكشف عنها إلّا بالتفكير في أدوات مختلفة لم تكن متاحة للدّارس من قبل؛ لذا كان لزامًا علينا أن نتلمّس لدراسة شعر الحكمة منفذًا جديدًا، وأن نفتح بابًا آخر يمكن أن يكون محققًا لعنصر الاضافة.
- تأتي أهمية الدراسة في كونها دليلًا على إمكانية قراءة النص الشعري القديم من خلال النظريات اللسانيّة، يضاف إلى أهمية الحجاج في دراسة الشعر وما يمثله من مجالٍ واسع للبحث في الآليات الحجاجيّة ودورها في شعرية النص أو إضعافه .
- استشراف جانب مهم من أدب الحكمة، وإبراز ثراءه وقوّة تأثيره، لا سيما الشعر الجامع بين الإمتاع والإقناع، يضاف إلى استنباط دور الشعراء في سوق الحجج والبراهين .
منهج الدراسة :
إنَّ طبيعة الدراسة القائمة على على أساس آليات الحجاج والظفر بالقصد الكامن في نصوص شعر الحكمة وعناصره السياقيّة المختلفة التي تحيط بعملية إنجازه، اقتضى منّا الاعتماد على (المنهج التداولي) في الكشف عن القيمة الحجاجيّة لهذا الشعر، وإبراز فعالية التحليل التداولي الحجاجي في تحليل الخطاب الشعري؛ ذلك انَّ التداولية فرضت نفسها كمنهج لقراءة النصوص الأدبية وتحليل الخطابات التواصليّة بين المتكلّم والمخاطب، وبذلك فإنَّ هذا المنهج يوصل إلى فهم أعمق لشعر الحكمة وتعالقاته وقيمه .
إنَّ ما اشتمل عليه شعر الحكمة من افتراضات وتضمينات ومقاصد وسياقات هي ما تجعل منه ثريًّا بالآليات والعوامل التداوليّة، وهي ما جعلته قابلًا لتطبيق المنهج التداولي بامتياز، ومع انَّ المنهج التداولي في هذه الدراسة هو الأداة الكاشفة، فإنَّ هناك الكثير من المفاهيم والآليات التداوليّة التي يصعب على الباحث الجمع بينها وتفعيلها مجتمعة، ولا سيما في بحث يسعى للكشف عن التمثيل الحجاجي؛ لذا فقد اقتصر التوظيف على أبرز الآليات والمفاهيم التداوليّة الفاعلة في تحليل الخطاب الحجاجي، وهي أفعال الكلام والسياق والمقاصد وقوانين التخاطب وما يتعلّق بالحجاج، في محاولة منَّا لتركيز العمل واتقانه .
وبعد كل ما تقدّم فإنَّ طبيعة التداولية الانفتاحيّة وتعدّد آلياتها، وتنوّع شعر الحكمة واختلاف مصادره، فرضت علينا النظر في المناهج الأخرى والإفادة منها في التواصل والحجاج .
هيكليّة الدراسة :
اقتضى توضيح آليات الحجاج والاستدلال عليها أن تتوزع الدراسة إلى تمهيد وثلاثة فصول، خصصنا التمهيد الموسوم بــ(حفريات النشأة والتكوين) للنظر في مرتكزات البحث والأرضيّة التي عليها نعتمد ومنها ننطلق، وقد استلزم تحقيق هذا المطلب أن يتوزع التمهيد إلى ثلاثة محاور، سعينا في المحور الاول ”نظريات الحجاج –التأصيل والتحولات” إلى ابراز نظرية الحجاج من خلال بيان أسباب تصدّر الحجاج بعد أن كان مغمورًا، وعرض لمفهومه في اللغة والاصطلاح، وانتهينا إلى عرض لأهم نظريات الحجاج، وقد شكّل المحور الثاني ”التداولية الجذور اللغوية والأسس الفلسفية الذرائعيّة” محطّة أخرى للوقوف على مرتكزات البحث، وذلك بعرض الملامح العامة للتداوليّة من خلال معناها ونشأتها، وإبراز محاور البحث فيها، وعرضها كمنهج تحليلي، واخيرًا علاقتها مع النص الشعري، أمَّا المحور الثالث فقد توقف البحث فيه عند ”الحكمة غرضًا شعريًّا” التي جلينا لدلالة الحكمة فيه من خلال معناها في اللغة والاصطلاح، والعلاقة بينها وبين المثل والفلسفة، وقد كشفت أنَّ شعر الحكمة غرض كغيره من أغراض الشعر، وأنَّ الحكمة هي جنس كبافي كباقي الأجناس الأدبية، وختمنا بعرض للموقف النقدي اتجاه الحكمة في الشعر .
وجاء الفصل الأول (النزوع الحجاجي في مرجعيات شعر الحكمة) بفحص منابع شعر الحكمة التي جعلت منه خطابًا ذا قوّة تأثيريّة، حيث شكّل مصب أنواع الثقافات المختلفة، وانصب الجهد في بيان أثر تلك الثقافات؛ لضبط مناحي التفاعل وتجليات حجاجها، وجمهرت تحت لواء هذا الفصل مباحث ثلاثة، أهتمَّ الأول بــــ”مرجعية الخطاب القرآني” من حيث المفردة والتركيب والقصص والمعاني والصور، وانشغل الثاني بالنظر إلى ”التمثيل الشعبي” وتجسّد بالأمثال الدائرة في فلك ذلك الشعر، أضافة إلى الإغتراف من الحياة اليوميّة بكل تفاصيلها، ونظر الثالث في ”حكمة الشعوب” التي تدفّقت إلى العرب عن طريق الترجمة، ولوّنت شعر الحكمة وتركت معالمها فيه، فارسية كانت تلك الحكم أم هنديّة أم يونانيّة، وقد أسلمنا عرض تلك المرجعيّات إلى استخلاص نتيجة مؤدّاها: أنَّ تنوّع المرجعيّات هو وجه لانفتاح شعر الحكمة وشموليّة محتواه وهو وجه لتنوّع الأنماط الحجاجيّة النابعة من تلك المرجعيّات .
وكان مدار الفصل الثاني في (عناصر الحجاج وأنماط التداوليّة) وتضمن مبحثين: نظر الأول في: ”الفعل الكلامي وموجهات الحجاج اللغويّة” وقفنا فيه على إبراز العلاقة بين الفعل الكلامي والحجاج ودورهما في ارساء التّواصل الفعّال والمؤثّر، وهو ما استدعى النّظر إلى شعر الحكمة من منظور تداولي لغوي؛ بغية تحديد الموجهات التي سخّرها الشعراء من أجل فرض المحتوى التداولي، باعتبار تلك الموجهات آليات وأدوات يستعين بها الشعراء قصد التأثير والإقناع، وصنّفناها بناءً على ورودها في شعر الحكمة إلى (إثباتيّة، والزاميّة، واستفهاميّة، وشرطيّة) أمّا المبحث الثاني، فقد وسمناه بــ”الاستلزام الحواري ودلالته الحجاجيّة” وذلك ببيان الإضمارات المكنونة في شعر الحكمة بما هي رافدٌ من روافد المقانعة الحجاجيّة، فقد حاولنا الكشف عن البعد الحجاجي لآليات ذلك الحوار بمعناه الضمني، اعتمادًا على قوانين الخطاب التي اقترحها (ديكرو)؛ ولمّا كانت القوانين تقتضي مراعاة حاجات المخاطَب ورغباته، فقد كان من الضروري أن تعرض لدور المخاطَب في بناء حجاجيّة شعر الحكمة، سواء أكان مُخاطَبًا كونيًّا أم مُخاطَبًا خاصًّا، يضاف إلى الحكمة المغالطة وما فيها من خرق لقواعد الحوار التّفاعلي من أجل التأثير .
عني الفصل الثالث بــ(التقنيات الفنيّة والدلالات الشعريّة) محاولة لاستكناه البنى الأسلوبيّة والموضوعيّة التي تحمل اهدافًا حجاجيّة، وانضوى تحت هذا الفصل حديثٌ عن ”حجاجيّة تقنيات الشعر الفنيّة” في مبحثٍ أوّل من خلال ”الإيقاع، واللغة، والصورة” وكان وكد الباحث في المبحث الثاني متوجّهًا إلى الكشف عن ”منظومة الدلالات الأخلاقيّة والاجتماعيّة” التي تجلّت من خلال ”البعد الأخلاقي” و”البعد السوسيوثقافي” .
وختم البحث بخاتمة إجماليّة تمَّ فيها بيان أهم ما وقفت عليه الدراسة في نتائج ومحصّلات، وأردفت الخاتمة بسردٍ تفصيلي لمراجع البحث ومصادره ودوريّاته التي أثرت البحث متنًا وتحليلًا نقديًّا، وبغيةُ التعريف بالدراسة ومنهجها بلغّة حيّة أخرى جرى في نهاية الدراسة تسطير موجز عن الدراسة باللغة الإنكليزيّة .
صعوبات الدراسة :
لقد واجهتنا في بحثنا جملة من الصعوبات لعلَّ أبرزها :
- شدّة اتّساع شعر الحكمة وامتداده على طول العصر العبّاسي إلى حد يصعب معه تقدير الصالح للفحص النقدي، وهذا استلزم كثيرًا من الجهدِ وطول النظر .
- انتشار الحكم وانتثارها في ثنايا قصائد شعراء يصعب الإلمام بهم، تطلّب تنقيب وبحث وقراءة في بطون الدواوين المتعدّدة .
- طبيعة المنهج التداولي وانفتاحه فرضت تكوين خلفيّة باحوال العصر العبّاسي السياسية والاجتماعية والثقافيّة، ودراسة كل شاعر وانتماءه العقدي ورؤاه الفكريّة وخلفياته الثقافيّة .
ومع تلك الصعوبات، فإنَّ نشوة الحكمة، ولذّة البحث، وترقّب قطف الثمار ونيل النجاج، مع معونة علمية وأخلاقية عالية من أستاذي الدكتور صلاح فضل المشرف على الرسالة، تمَّ -بعون الله- تذليل الكثير من المتاعب .
الدراسات السابقة :
أخذنا بعين التقدير والاحترام والوفاء، لجهود الباحثين السّابقين لشعر الحكمة العبّاسي، الذين كانت دراساتهم ركائز اعتمدنا عليها ونقاط قوّة انطلقنا من خلالها، سواء أكانت الدراسة لشعر الحكمة ضمن الدراسات النقدية، مثل (اتجاهات الشعر العربي في القرن الثاني الهجري، د.محمد مصطفى هدارة، دار المعارف، 1963) أو (الشعر والشعراء في العصر العباسي، د.مصطفى الشكعة، دار العلم للملايين، ط6، 1986) عرضا فيهما لشعر الحكمة ولعدد من شعرائه، أم كانت الدراسات مختصّة بشعر الحكمة العباسي، التي من أهمها (الحكمة في الشعر العربي في العصر العبّاسي، د.محمد عويس، مكتبة الأنجلو، 1986) التي جاء فيها تفصيل لتطور شعر الحكمة في العصر العباسي، واتساع هذا النوع من الشعر عند الشعراء، وكانت هذه الدراسة ذات عون كبير وأهميّة علميّة جليلة في بيان خطوط العمل الذي قامت عليه دراستنا، ورسالة الماجستير التي عنوانها (شعر الحكمة في القرن الثاني الهجري، للباحث: منصور أبو المجد السيد نصرة، إشراف: د.مصطفى هدارة، كلية الآداب، جامعة الإسكندريّة، 1988) .
أمّا دراسة شعر الحكمة في دواوين الشعراء العباسيين فهي كثيرة، فعلى سبيل المثال لا الحصر (الحكمة في شعر المتنبي، د.يسرى محمد سلامة، دار المعارف، 1982) و(موازنة بين الحكمة في شعر المتنبي والحكمة في شعر أبي العلاء، د.زهدي صبري الخواجا، دار الأصالة/الرياض، 1982) وغيرهما من الدراسات والرسائل العلمية التي كانت في معظمها تعتمد القضايا الفنيّة والموضوعيّة .
والدراسة الوحيدة التي درست الحجاج في شعر الحكمة، والتي حصلنا عليها ونحن في كتابة الفصل الثالث من البحث، هي (حجاجيّة الحكمة في الشعر الجزائري الحديث، منشورات الدار الجزائرية، 2015) وتعدُّ من الجهود العلمية الحسنة والموفّقة، وقد وجدناها اختلفت عن دراستنا من حيث المتن وآليات تطبيق المنهج التداولي .
مصادر الدراسة ومراجعها :
وقفت الدراسة على المصادر التي تخص المتن، وهي الدواوين الشعرية لشعراء العصر العبّاسي بالدرجة الأولى؛ لأنَّها المنبع الحقيقي لمادة البحث، يُضاف إلى المصادر والمراجع المتعدّدة المتعلّقة بالشعر والشعراء في العصر العبّاسي، أمّا ما يخص الحجاج والتداوليّة ومنهج الرسالة، فتمَّ الاعتماد على مراجعٍ كثيرة والانتقاء منها مع ما تستلزمه الدراسة، لا سيّما المترجم منها كـــ(نظرية أفعال الكلام العامة، جون لانكشو أوستين) و(مبادئ التداوليّة، جيوفري ليتش) و(الحجاج في التواصل، فيليب بروطون) و(الحجاج، كريستيان بلانتان) يُضاف إلى ماقدّمه ”فريق البحث في البلاغة والحجاج” وكتاب (أهم نظريات الحجاج في التقاليد الغربية من أرسطو إلى اليوم) والدراسات النظرية والتطبيقيّة المحكمة في الخطابة الجديدة، التي جمعت في كتاب (الحجاج، مفهومه ومجالاته) .
وفي ختام هذه المقدّمة، أقول: إنَّ هذه الدراسة المتواضعة، ما كان لها أن ترى النور لولا فضل الله عليَّ، ومنُّه بأن هيّأ لي استاذًا قديرًا، عُرِفَ بغزارة علمه وسعة صدره وتواضعه، وهو الدكتور (صلاح فضل) الّذي شرّفني بقبوله الإشراف، ورافقني في كل خطوة خطوتها، وكان لملاحظاته العلميّة السديدة الأثر البالغ في انجاز هذا العمل وظهوره على هذه الصورة، فله منّي المودَّة الكثيرة والشكر العظيم، داعيًا الله أن ينعم عليه بالصحة والعافية، واتوجّه بالشكر الجزيل إلى استاذي الدكتور (عبد الناصر حسن) الذي لم يبخل عليَّ بعلمه ونصائحه وتوجيهاته في هذا البحث، وأسجّل شكري وامتناني للعالمين الجليلين، وَهم كلٌّ مِنْ الأُسْتاذِ الدُّكْتور مصطفى الشورى والأُسْتاذِ الدُّكْتور أيمن ميدان؛ لتفضلهما بقبول مناقشة الرسالة وتقويمها،ادْعُوا اللهَ سُبْحَانهُ بِقَلْبٍ صَادِقٍ أَنْ يُبارِكَ فِيهمَا وَيَجْزِيهمَا عَنِّي وَعَنْ زُمَلَائِي الدَّارِسِينَ خَيَّرَ الجَزَاء.، ولا أنسى أن أذكر بالشكر استاذي الدكتور (رحمن غركان) الذي اقترح عليَّ عنوان الرسالة، والى كل أساتذتي الذين تتلمذت على أيديهم، والشكر موصول إلى كل من أعانني بأي شكل من أشكال العون ولو بكلمة تشجيع أو سؤال عن حال ، أو سهّل لي مهمة انتفعت بها في إنجاز هذه الرسالة .
وبعد؛ فإنَّ هذه الدراسة لا تدّعي أنّها قالت الكلمة الأخيرة في شعر الحكمة العبّاسي، ولكنّها حاولت قراءته قراءة جادّة قدر جهدها، فإن وفّقت في ذلك فهذا ما كنت تصبو إليه، وإن كانت الأخرى فما الكمال إلّا لله وحده، عليه توكلت وإليه أنيب