الفهرس 
إشكالية مفهوم المواطنة في التاريخ الإنسانييوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 321 |  |  |
| | | from | 321 | | |
المستخلص
إطار استراتيجي لتنمية الجهود التربوية لمؤسسات المجتمع المدني في تدعيم المواطنة في ضوء التحديات المعاصرة
المقدمة:
شهد المجتمع المصري في الفترة الأخيرة تراجعاً ملحوظاً لدور الدولة في تقديم الخدمات الأساسية في مجالات عديدة كالصحة والتعليم وغيرها من الخدمات الأساسية، وقد جذبت هذه المراجعة الانتباه نحو مؤسسات تقع بين الحكومة والقطاع الخاص تسمى مؤسسات المجتمع المدني.
وبدأ تكوين مؤسسات المجتمع المدني في مصر مع بدايات بناء الدولة الحديثة في أوائل القرن التاسع عشر، حيث أنشئت أول جمعية أهلية عام 1821 في الإسكندرية من خلال الجالية اليونانية هناك، ثم تتالى بعد ذلك إنشاء الأشكال الأخرى لمؤسسات المجتمع المدني.
ولقد أكدت العديد من المؤتمرات والتقارير الدولية على أهمية المشاركة المجتمعية الفعالة في إصلاح, وبناء المجتمع في ظل التغيرات المجتمعية, من خلال إرساء مفاهيم وقيم الديمقراطية, والعدل الاجتماعي, والمواطنة، ومن هذه المؤتمرات مؤتمر تايلاند (1990)، وتقرير الأمم المتحدة الصادر عام (1993)، ومؤتمر كوبنهاجن (1995)، وتقرير جاك ديلور (1998)، وإعلان داكار (2000)، وتقرير التنمية البشرية المصري لعام (2008).
كما يشهد العالم اليوم تغيرات هائلة في شتى مجالات الحياة، مما جعل معظم الدول تبحث في كيفية إعداد أفرادها إعداداً سليماً, على نحو يجعل منهم مواطنين قادرين على تحمل المسئوليات, والمشاركة في تطوير مجتمعهم في ظل تلك التغيرات، الأمر الذي يتطلب نوعاً خاصاً من التوعية لهؤلاء المواطنين, لتعريفهم مما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات.
ومما يؤكد على ما سبق اهتمام العديد من الدول بالمواطنة، ونذكر منها على سبيل المثال بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا.
كما حظي موضوع المواطنة بأهمية كبرى في الفكر السياسي المعاصر وفي المؤتمرات الدولية والمحلية. وتسعى مؤسسات المجتمع المدني إلى تحقيق الصالح العام؛فهي مؤسسات للتنشئة الاجتماعية والسياسية وللتدريب على المواطنة الصالحة, ولا يستطيع المجتمع أن يعيش بمعزل عن التحديات التي تواجه المجتمع, سواء كانت تحديات خارجية كالعولمة , وثورة الاتصالات والمعلومات,أو تحديات داخلية كالفقر , والبطالة, وثورة 25 يناير
ولقد أجريت العديد من الدراسات التربوية التي تناولت دور المدرسة والمناهج والجامعة في غرس المواطنة لدى تلاميذ وطلاب المدارس والجامعات.
ولا توجد دراسات تربوية كافية تظهر الجهود التربوية لمؤسسات المجتمع المدني في تدعيم المواطنة، وكيفية تنمية تلك الجهود.
من العرض السابق لمقدمة ومشكلة الدراسة يمكن تحديد تساؤلات الدراسة في ضوء التساؤل الرئيس التالي:
ما الإطار الاستراتيجي لتنمية لجهود التربوية لمنظمات المجتمع المدني في تدعيم المواطنة في ضوء التحديات المعاصرة ؟
وتتحدد الإجابة على هذا التساؤل الرئيس من خلال الإجابة على التساؤلات الفرعية الآتية
1- ما إشكالية مفهوم المواطنة في التاريخ الإنساني؟
2- ما مفهوم المجتمع المدني في الفكر المعاصر ؟
3- كيف تطورت مؤسسات المجتمع المدني في مصر؟
4- ما تداعيات التحديات المعاصرة على المواطنة ؟
5- ما واقع الجهود التربوية لمنظمات المجتمع المدني في تدعيم المواطنة في المجتمع المصري؟
6- ما الإطار الاستراتيجي لتنمية الجهود التربوية لمنظمات المجتمع المدني في تدعيم المواطنة في ضوء التحديات المعاصرة ؟
أهمية الدراسة:
1- تتناول الدراسة قطاعًا هامًا من مؤسسات المجتمع المدني, متمثلًا في الجمعيات الأهلية, والنقابات المهنية والعمالية,وجمعيات رجال الأعمال والأحزاب السياسية, والجهود التي تبذلها في تدعيم المواطنة.
2- تساير هذه الدراسة أحد الاتجاهات المعاصرة في دعم المواطنة, والسائدة في مختلف دول العالم في ضرورة المشاركة المجتمعية؛ لتعريف المواطن بحقوقه وواجباته وهو ما يمثل أحد العوامل الرئيسية لتقدم البلاد وازدهارها.
3- تساهم الدراسة الحالية في توفير البيانات والمعلومات اللازمة لصانعي القرار, كما أنها أساسية لما يعرف بالتغذية الراجعة والتي يمكن من خلالها إعادة النظر في القوانين واللوائح الخاصة بمؤسسات المجتمع المدني؛ لتدعيم المواطنة في المجتمع المصري.
4- تمثل هذه الدراسة اجتهادًا عمليًا لاستجلاء مدى فاعلية الجهود التربوية لمؤسسات المجتمع المدني في تدعيم المواطنة في ضوء التحديات المعاصرة, وتقديم إطار استراتيجي لها
أهداف الدراسة:
تسعى الدراسة الحالية إلى تحقيق الأهداف التالية :
1-التعرف على مفهوم المواطنة في التاريخ الإنساني, وتطورها , ومكوناتها , وخصائصها
2- الكشف عن طبيعة المجتمع المدني, ومدى تطور مؤسساته في المجتمع المصري.
3- الكشف عن تداعيات التحديات المعاصرة على المواطنة.
4- تحديد الجهود التربوية لمؤسسات المجتمع المدني في تدعيم المواطنة.
5- تقديم إطار استراتيجي لتنمية الجهود التربوية لمؤسسات المجتمع المدني في تدعيم المواطنة في ضوء التحديات المعاصرة
منهجية الدراسة:
اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي ، سعيًا نحو تقديم إطار استراتيجي لتنمية الجهود التربوية لمؤسسات المجتمع المدني في تدعيم المواطنة في ضوء التحديات المعاصرة في المجتمع المصري، ومدى قيام مؤسسات المجتمع المدني بتلك الجهود من وجهة نظر أفراد العينة، ولتحقيق ذلك استخدمت الدراسة أداة أساسية هي: استطلاع رأي الخبراء كأداة موجهة لأعضاء مؤسسات المجتمع المدني, لمعرفة واقع الجهود التربوية التي تبذلها هذه المؤسسات لتدعيم المواطنة في ضوء التحديات المعاصرة, وسعيًا نحو التركيز على الجهود التربوية لأبرز مؤسسات المجتمع المدني تم اختيار بعض الجمعيات الأهلية، مثل: ”جمعية حواء المستقبل”،” وجمعية المرأة والمجتمع”،”وجمعية أنا مصري”،” وجمعية رؤى للتنمية بالمشاركة” وبعض النقابات المهنية النشطة، مثل:” نقابة المحامين”،” ونقابة المعلمين”،” ونقابة المهندسين”،”ونقابة التجاريين”،” ونقابة المهن الزراعية”،” ونقابة الأطباء” ،” ونقابة الصيادلة”،” ونقابة الصحفيين”،كما تشمل العينة بعض النقابات العمالية مثل” نقابة الصناعات الهندسية”، ”ونقابة الخدمات الإدارية” ،” ونقابة عمال الزراعة والري”،” ونقابة الصحافة والإعلام”،” ونقابة عمال سكك حديد مصر”،” ”ونقابة عمال النسيج”،”ونقابة المرافق العامة”، وبعض الأحزاب مثل:” حزب الوفد”، وحزب ”التجمع الوطني التقدمي الوحدوي”، وحزب” مستقبل وطن”، ”والحزب المصري الاجتماعي الديمقراطي”،” ”وحزب المصريين الأحرار”،”والحزب الناصري”، ”وحزب حماة وطن”، ”وحزب النور”
مصطلحات الدراسة:
يقصد بالجهود التربوية هو ما تقوم به مؤسسات المجتمع المدني من جهود كالتدريب المستمر، والتوعية، وتعليم الكبار، والندوات والنشرات ، وورش العمل والمشاركة مع الوزارات المختلفة بإبداء الرأي و المشورة في سبيل تدعيم المواطنة
يعرف المجتمع المدني بأنه: مجموعة تنظيمات تطوعية حرة مستقلة نسبياً تملأ المجال العام بين الأسرة والدولة تهدف إلي تحقيق المصلحة العامة ( أو النفع العام ) أو مصالح أعضائها، ملتزمة في ذلك بقيم ومعايير الاحترام والتراضي والتسامح والإدارة السليمة للتنوع والاختلاف.
ويقصد بالمواطنة أنها تلك المكانة التي يتمتع بها شخص باعتباره عضواً كامل العضوية في مجتمع معين، هذه العضوية الكاملة تشير إلي التزامات متبادلة من جانب الأشخاص والدولة، فللشخص بعض الحقوق نتيجة انتمائه إلي المجتمع، وفي نفس الوقت عليه أن يؤدي بعض الواجبات.
ويقصد بالتحديات المعاصرة أنها أزمة تنشأ عن شئ جديد أو أنه رد فعل لأزمة يتسم بصعوبة في إنجازه، ويتطلب تغييرًا شاملًا في شتى مناحي الحياة، وخاصة التربية ومناهجها، ويأخذ صفة المعاصرة لحين ظهور غيره يولد الحاجة لدى المجتمع الذي يندفع بها نحو التغلب عليه.
نتائج الدراسة:
توصلت الدراسة إلى ضعف الجهود التربوية التي تبذلها مؤسسات المجتمع المدني في تدعيم المواطنة , لذا قامت الدراسة بوضع إطار استراتيجي لتنمية هذه الجهود , ويتكون من منطلقات الإطار الاستراتيجي , والأهداف الإستراتيجية والبديلة, وكذلك الآليات التنفيذية ومتطلبات تحقيق الإطار, وعوامل نجاحه.