Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مسرحيات نجيب محفوظ :
المؤلف
العجــان، أمجــد لطفـي.
هيئة الاعداد
باحث / أمجـــــد لطفـــــي العجـــــان
مشرف / مصطفى عبد الشافي الشورى
مشرف / هـــــدى عطية
مناقش / مصطفى عبد الشافي الشورى
الموضوع
المسرحية العربية. الآداب العربي.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
215ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم اللغة العربية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 215

from 215

المستخلص

يعيش فن المسرح منذ آلاف السنين داخل وجدان وعقل المؤلفين على مر العصور الواحد تلو الآخر ، وإن كان اهتمامه بالمسرح يأتي بعد الفن الآخر الذي يبدع فيه ، فأرسطو مثلاً منذ القِدَم قَدَّمَ وجبة دسمة عن فن المسرح ودراما الشعر والمسرح في كتابه (فن الشعر) ، ونرى مبدعي المسرح الروماني واليوناني القديم وغيرهم عاشوا لهذا الفن ، ومع مرور الزمن ظهرت باقات من الفنون المختلفة التي جذبت المؤلفين والجماهير ، ومع ذلك ظل المسرح فناً يطلبه الجميع .
وفي عالمنا العربي أبدع المؤلفون في هذا الفن في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من الميلاد على يد مجموعة من المبدعين من مصر ولبنان وسوريا وغيرها من بلاد العرب ، ورغم قلة احتفاء الجماهير والمبدعين بهذا الفن ظل رائداً ، كونه يعبر بشكل مباشر عما يدور في بواطن المجتمع العربي ، وكان الملاذ والضوء الواضح لكثير من الفنانين والمبدعين لعرض قضايا مجتمعاتهم.
ومن هنا حين وجدت تغييراً غير مفهوم عند محفوظ ليس في التوجه الفكري فقط ، لكن من حيث الأسلوب ، فلقد كان نجيب محفوظ دائماً يحافظ على أسلوبه في التعبير ما بين فن الرواية والقصة القصيرة ، فكانت له مكانة بين المؤلفين ، وصار كنجم الشمال يتوجه إليه كثير من المبدعين ليعرفوا طريقهم في البيان ، ويقلدونه في طرق التعبير ، وكان التغيير المقصود هنا في الأسلوب هو توجه نجيب محفوظ فجأة وبعد كل هذا العمر الذي قضاه في الكتابة روائياً وقاصاً ، ليُظهِر لنا فجأة عن وجهه المسرحي .
ولكن هل كان نجيب مسرحياً ؟ ، أو بالأحرى هل كان ينتمي لكُتَّاب المسرح ؟ ، لا ... وبالرغم من قربه في فترة من فترات عمره من المسرح العبثي ودخوله هذا العالم في منتصف طريقه الأدبي ، إلا أنه لم يستمر بل عاد للرواية التي أبدع فيها حتى حصل على جائزة من أهم الجوائز العالمية (جائزة نوبل) .
وحين نبحث في مؤلفاته نجده قد كتب مجموعة من المسرحيات القصيرة ذات الفصل الواحد ، فطرأ على ذهني مجموعة من الأسئلة :
- لماذا توجه نجيب محفوظ للمسرح ؟
- هل أراد أن يُظهِر إبداعه وتفوقه في مجال بخلاف مجاله الذي أبدع فيه وهو الرواية ؟
- لماذا كانت المسرحيات تعالج مشكلاتاً اجتماعية بعينها ؟
- ولماذا اختار تلك الفترة الزمنية ما بين عام 1967 وعام 1979 مروراً بسنة 1973 لكتابتها ؟
من هنا ظهرت إجابة واحدة ولكنها تحتاج لبحث وتنقيب ، وهي أنه أراد أن يعبر عن شيء من خلال فن المسرح خصيصاً دون غيره من الفنون ، فهو الفن الذي يشمل كل الفنون ويزيد عليها تلك المواجهة التي يريدها مع الجماهير ، والعلاقة المباشرة بين نصه وبين ذهن المتلقي، ووضع مجموعة من العلامات التي أراد لها الوصول لِلُبِه .
فرأيت أن استخدم وسيلتين في البحث من خلال منهجي التحليل والسيميائية ، وبدأت بوضع فرضية أن المؤلف فرضت عليه الظروف الاجتماعية والسياسية آنذاك الكتابة من خلال المسرح لتتضح أمور يراها المؤلف سبباً وراء النكسة ، تلك الفترة التي أخرجت المؤلف عن قضبان الكتابة روائياً متجهاً إلى طريق المسرح الرمزي ، واستعنت على فهم بعض العلامات والرموز التي أطلقها المؤلف بالمنهج السيميائي في عرض العلامات والعلائق غير المباشرة بين الدال والمدلول ، فظهرت علامات واضحة من خلال العنونة في مثل (يميت ويحيي) ؛ ولماذا استخدم الموت أولاً ثم الحياة، فالموت هو الحالة التي يعيشها الوطن تلك الفترة ، والحياة هي الطريق الذي ينشده المؤلف من خلال ما يقدمه من أخلاقيات تؤدي إلى تلك الحالة، ومن خلال مناقشتها وفك رموزها حتى يتسنى للمجتمع الخروج منها سالماً كما أراد ثم ناقشت حالة الحرب والسلام داخل المسرحيات من خلال استخدامه لمجموعة من الألفاظ التي تعبر عن الحرب والسلام ، من خلال دراسة إحصائية تدل على زيادة عدد كلمات الحرب والموت وغيرها على كلمات السلام والسعادة ، وهو ما يعبر عن حالة الجماهير الغاضبة تجاه تلك المرحلة.
ودرست رمزية الديكور والملابس وقمت بالمقارنة بين استخدامه للذكور بكثرة في المسرحيات فتعدت النسبة 4 : 1 ، مما يدفع لسؤال عميق: هل الحل ارتآه المؤلف في قوة السلاح وقوة الجيش ومواجهة الرجال في المعركة ؟ .
ثم بحثت في شفرة الفواعل للتعرف على القوة الفاعلة والدافعة من خلال تلك المسرحيات وهي الفواعل التي عرضها (جريماس) لتحرير الطاقة داخل العمل الأدبي ، ومعرفة قدرة تلك الطاقة وتوجهاتها ، وعرض للمفاعيل والأسباب وراء ذلك .
ومع مراجعة الأسماء ودلالاتها بدأت تتضح بعض الأمور شيئاً فشيئاً ، منها استخدام أسماء مرتبطة بالحالة الاجتماعية التي أدت لانهيار المجتمع مما أدى للنكسة مثل العملاق وهو اسم له مدلول حيث التدخل في شئون البطل ، كذلك العملاق الدولي الذي يتدخل في شئون الدول .
وفي النهاية عدت للطرح الأساسي في قضية هذا البحث ، هل لتلك الفترة الزمنية أساس في اختيار هذا النوع من الفن ليعبر به المؤلف عن حاجات ملحة ألَمَّت بالمجتمع ، إلى جانب تلك المصيبة الكبرى (النكسة) التي آلَمَت كل نفس في هذا الوطن الكبير ، وأسباب عرضه لمشكلات اجتماعية كبرى تغلغلت داخل هذا المجتمع مثل الخوف والكراهية والقتل والتدخل في شئون الآخرين ، وكراهة الموت ، اختلاط الأدوار دون وضع حدود لأركان الدولة المختلفة، تلك المشكلات الاجتماعية التي يسقط بها مجتمع وتغطيه النكبات والنكسات الواحدة تلو الأخرى ، فأراد المؤلف استخدام المسرح ليعرضها بوضوح من خلال مواجهة الجماهير بمشكلات المجتمع الذي يعيشون فيه دون تردد أو فواصل أو موانع قد تكون في غيره من الفنون الأخرى .
ضرورة إعادة البحث والتحليل في أعمال هذا المبدع خلال تلك الفترة واضعين نصب أعيننا المتغيرات السياسية في تلك المرحلة، بل ودراسة أعمال المؤلفين المبدعين تلك الفترة والنظر إليها في صورة شاملة، مع مراعاة التأثير القوي للنكسة وما بعدها من حرب ونصر وسلام في مؤلفاتهم ، وتفعيل المنهج الرمزي (السيميائي) لاستجلاء تلك المتغيرات والدلالات لهؤلاء المبدعين .
يعيش فن المسرح منذ آلاف السنين داخل وجدان وعقل المؤلفين على مر العصور الواحد تلو الآخر ، وإن كان اهتمامه بالمسرح يأتي بعد الفن الآخر الذي يبدع فيه ، فأرسطو مثلاً منذ القِدَم قَدَّمَ وجبة دسمة عن فن المسرح ودراما الشعر والمسرح في كتابه (فن الشعر) ، ونرى مبدعي المسرح الروماني واليوناني القديم وغيرهم عاشوا لهذا الفن ، ومع مرور الزمن ظهرت باقات من الفنون المختلفة التي جذبت المؤلفين والجماهير ، ومع ذلك ظل المسرح فناً يطلبه الجميع .
وفي عالمنا العربي أبدع المؤلفون في هذا الفن في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من الميلاد على يد مجموعة من المبدعين من مصر ولبنان وسوريا وغيرها من بلاد العرب ، ورغم قلة احتفاء الجماهير والمبدعين بهذا الفن ظل رائداً ، كونه يعبر بشكل مباشر عما يدور في بواطن المجتمع العربي ، وكان الملاذ والضوء الواضح لكثير من الفنانين والمبدعين لعرض قضايا مجتمعاتهم.
ومن هنا حين وجدت تغييراً غير مفهوم عند محفوظ ليس في التوجه الفكري فقط ، لكن من حيث الأسلوب ، فلقد كان نجيب محفوظ دائماً يحافظ على أسلوبه في التعبير ما بين فن الرواية والقصة القصيرة ، فكانت له مكانة بين المؤلفين ، وصار كنجم الشمال يتوجه إليه كثير من المبدعين ليعرفوا طريقهم في البيان ، ويقلدونه في طرق التعبير ، وكان التغيير المقصود هنا في الأسلوب هو توجه نجيب محفوظ فجأة وبعد كل هذا العمر الذي قضاه في الكتابة روائياً وقاصاً ، ليُظهِر لنا فجأة عن وجهه المسرحي .
ولكن هل كان نجيب مسرحياً ؟ ، أو بالأحرى هل كان ينتمي لكُتَّاب المسرح ؟ ، لا ... وبالرغم من قربه في فترة من فترات عمره من المسرح العبثي ودخوله هذا العالم في منتصف طريقه الأدبي ، إلا أنه لم يستمر بل عاد للرواية التي أبدع فيها حتى حصل على جائزة من أهم الجوائز العالمية (جائزة نوبل) .
وحين نبحث في مؤلفاته نجده قد كتب مجموعة من المسرحيات القصيرة ذات الفصل الواحد ، فطرأ على ذهني مجموعة من الأسئلة :
- لماذا توجه نجيب محفوظ للمسرح ؟
- هل أراد أن يُظهِر إبداعه وتفوقه في مجال بخلاف مجاله الذي أبدع فيه وهو الرواية ؟
- لماذا كانت المسرحيات تعالج مشكلاتاً اجتماعية بعينها ؟
- ولماذا اختار تلك الفترة الزمنية ما بين عام 1967 وعام 1979 مروراً بسنة 1973 لكتابتها ؟
من هنا ظهرت إجابة واحدة ولكنها تحتاج لبحث وتنقيب ، وهي أنه أراد أن يعبر عن شيء من خلال فن المسرح خصيصاً دون غيره من الفنون ، فهو الفن الذي يشمل كل الفنون ويزيد عليها تلك المواجهة التي يريدها مع الجماهير ، والعلاقة المباشرة بين نصه وبين ذهن المتلقي، ووضع مجموعة من العلامات التي أراد لها الوصول لِلُبِه .
فرأيت أن استخدم وسيلتين في البحث من خلال منهجي التحليل والسيميائية ، وبدأت بوضع فرضية أن المؤلف فرضت عليه الظروف الاجتماعية والسياسية آنذاك الكتابة من خلال المسرح لتتضح أمور يراها المؤلف سبباً وراء النكسة ، تلك الفترة التي أخرجت المؤلف عن قضبان الكتابة روائياً متجهاً إلى طريق المسرح الرمزي ، واستعنت على فهم بعض العلامات والرموز التي أطلقها المؤلف بالمنهج السيميائي في عرض العلامات والعلائق غير المباشرة بين الدال والمدلول ، فظهرت علامات واضحة من خلال العنونة في مثل (يميت ويحيي) ؛ ولماذا استخدم الموت أولاً ثم الحياة، فالموت هو الحالة التي يعيشها الوطن تلك الفترة ، والحياة هي الطريق الذي ينشده المؤلف من خلال ما يقدمه من أخلاقيات تؤدي إلى تلك الحالة، ومن خلال مناقشتها وفك رموزها حتى يتسنى للمجتمع الخروج منها سالماً كما أراد ثم ناقشت حالة الحرب والسلام داخل المسرحيات من خلال استخدامه لمجموعة من الألفاظ التي تعبر عن الحرب والسلام ، من خلال دراسة إحصائية تدل على زيادة عدد كلمات الحرب والموت وغيرها على كلمات السلام والسعادة ، وهو ما يعبر عن حالة الجماهير الغاضبة تجاه تلك المرحلة.
ودرست رمزية الديكور والملابس وقمت بالمقارنة بين استخدامه للذكور بكثرة في المسرحيات فتعدت النسبة 4 : 1 ، مما يدفع لسؤال عميق: هل الحل ارتآه المؤلف في قوة السلاح وقوة الجيش ومواجهة الرجال في المعركة ؟ .
ثم بحثت في شفرة الفواعل للتعرف على القوة الفاعلة والدافعة من خلال تلك المسرحيات وهي الفواعل التي عرضها (جريماس) لتحرير الطاقة داخل العمل الأدبي ، ومعرفة قدرة تلك الطاقة وتوجهاتها ، وعرض للمفاعيل والأسباب وراء ذلك .
ومع مراجعة الأسماء ودلالاتها بدأت تتضح بعض الأمور شيئاً فشيئاً ، منها استخدام أسماء مرتبطة بالحالة الاجتماعية التي أدت لانهيار المجتمع مما أدى للنكسة مثل العملاق وهو اسم له مدلول حيث التدخل في شئون البطل ، كذلك العملاق الدولي الذي يتدخل في شئون الدول .
وفي النهاية عدت للطرح الأساسي في قضية هذا البحث ، هل لتلك الفترة الزمنية أساس في اختيار هذا النوع من الفن ليعبر به المؤلف عن حاجات ملحة ألَمَّت بالمجتمع ، إلى جانب تلك المصيبة الكبرى (النكسة) التي آلَمَت كل نفس في هذا الوطن الكبير ، وأسباب عرضه لمشكلات اجتماعية كبرى تغلغلت داخل هذا المجتمع مثل الخوف والكراهية والقتل والتدخل في شئون الآخرين ، وكراهة الموت ، اختلاط الأدوار دون وضع حدود لأركان الدولة المختلفة، تلك المشكلات الاجتماعية التي يسقط بها مجتمع وتغطيه النكبات والنكسات الواحدة تلو الأخرى ، فأراد المؤلف استخدام المسرح ليعرضها بوضوح من خلال مواجهة الجماهير بمشكلات المجتمع الذي يعيشون فيه دون تردد أو فواصل أو موانع قد تكون في غيره من الفنون الأخرى .
ضرورة إعادة البحث والتحليل في أعمال هذا المبدع خلال تلك الفترة واضعين نصب أعيننا المتغيرات السياسية في تلك المرحلة، بل ودراسة أعمال المؤلفين المبدعين تلك الفترة والنظر إليها في صورة شاملة، مع مراعاة التأثير القوي للنكسة وما بعدها من حرب ونصر وسلام في مؤلفاتهم ، وتفعيل المنهج الرمزي (السيميائي) لاستجلاء تلك المتغيرات والدلالات لهؤلاء المبدعين .