الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص عانت شعوب العالم في عصرنا هذا من ظاهرة ”الحوادث المرورية” نتيجة التنمية المتسارعة، وارتفاع مستوى الدخل، وتزايد عدد السيارات وما رافقها من تزايد معدل الوفيات والإعاقات وما تسببه من الأضرار النفسية والمعنوية والمادية للأفراد والمجتمعات على حد سواء، ولقد كانت الدراسة فرصة لوضع ”المشكلة المرورية” بأبعادها المختلفة أمام المجتمع ومؤسساته، ودعوة الجميع إلى النهوض بمسؤولياتهم لتوفير السلامة المرورية وتفادي ما ينجم عنها من خسائر وأضرار وما تسببه من أحزان وآلام. هدفت الدراسة بصورة عامة إلى إظهار إمكانية برامج نظم المعلومات الجغرافية GIS في الكشف عن بعض سمات النمط التوزيعي لمواقع الحوادث المرورية وكثافتها واتجاهها في مدينة الرياض، وخصائصها المكانية ضمن شبكة الطريق في المدينة، وإبراز أهم العوامل المؤثرة على الحوادث المرورية سواء كانت طبيعية أو بشرية، وكذلك معرفة العلاقات بين متغيرات الدارسة (الكثافة السكانية، والأحجام المرورية، واستخدامات الأرض) وبين مواقع الحوادث المرورية. تبين من خلال تطبيق بعض أساليب التحليل المكانية والإحصائية، أن مجموع مواقع الحوادث المرورية قد اتخذت نمطاً توزيعياً متكتلاً Clustered في عدد من البؤر. كما أوضحت الدارسة وجود علاقة وثيقة بين مواقع الحوادث المرورية والأحياء/البلديات ذات الكثافة السكانية المرتفعة، ووجود علاقة طردية Positive Relationship بين مواقع الحوادث المرورية والأحجام المرورية –كثافة أعداد المركبات- بكافة تصنيفاتها (المرتفع والمتوسط والمنخفض)، وأظهرت كذلك وجود علاقة طردية بين كثافة الحوادث المرورية والاستخدامات المختلفة للأرض. لعبت عدد من العوامل دوراً كبيراً في بروز ذلك النمط المتكتل للحوادث المرورية، لعل من أبرزها تأخُر تنفيذ مشاريع النقل في المدينة بالإضافة إلى غياب التخطيط الحضري الذي ساهم في بروز النمط الخطي أو الشريطي لتوزيع الخدمات والأنشطة التجارية والصناعية، وكذلك في ظل غياب الوعي المروري لدى قائدي المركبات، والسرعة الزائدة والتهور أثناء القيادة وإهمال فحص المركبة. شددت الدراسة على أهمية تطبيق أنظمة تحديد المواقع العالمية-Global Positioning System (GPS) في تحديد موقع الحادث بدقة من قبل رجال المرور، وكذلك ضرورة بناء قاعدة بيانات رقمية Geodatabase للحوادث المرورية والتوسع في استخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية، من اجل تعميق تفعيل الدراسات الجغرافية، والعلوم الأخرى ذات الصلة في دراسة المشاكل التي تمس أمن وسلامة المجتمع. |