الفهرس Only 14 pages are availabe for public view
 |  | from | 16 |  |  |
| | | from | 16 | | |
Abstract
للصحابة أدبٌ نثري عظيم المادة. والمقصود بالأدب النثري هنا هو ما يشتمل على عناصر من عناصر الفنّ. هذا النثر كان بحاجةٍ إلى استقراء مضامينه، وتحليلها، وتحليل عناصر الفن فيها، والوقوف على أهم قضاياه، كالشفوية والكتابية، وقضية المصادر، وأثر الإسلام في النثر. لذلك جاء عنوان هذه الدراسة: ”البنية الفنية في نثر الصحابة: دراسة تحليلية”.
إن من أكبر مشكلات هذا النثر العلميةِ تنقيةَ مصادره، ثم دراسة الموثوق منه بعد ذلك. وقد اجتهدتْ الدراسة في اختيار النصوص الصحيحة، مما لم ينله شك. واستبعدتْ كل مصدر تحققتْ من وجود قدحٍ متيَقَّنٍ فيه.
ويمكننا القول إن فنون نثر الصحابة الكبرى فنَّان، هما: الخطابة، والكتابة. وثمة فنون شفويةٌ أخرى، هي: السرد، والوصايا، والجَدَلُ، ووصْفُ الأناسيِّ، والأمثالُ، والمراثي النثريةُ، والأجوبة.
أما الخطابة ففيها: خطب الصحابة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وخُطب السياسة والحكم، وخطب الجهاد والقتال والفتنة، وخطب النظر التأمل، وخطب الزهد والرثاء. وكانت لهم سننٌ في الخطابة أتتْ الدراسةُ على ذكرها.
وأما الكتابة ففيها: أقدم الكتب، وكتب السياسة والحكم، وكتب الجهاد، وكتب الفتنة والخوارج، والوصايا المكتوبة، وكتب القضاء والعدل، وكتب العُمران، والكتب الإخوانية، وكتب فروع الشريعة، وكتب الأموال، وتوقيعات الصحابة. وكانت لهم سننٌ في الكتابة أتتْ الدراسةُ على ذكرها، متضمنةً فنًّا طريفًا من فنونهم، هو فنُّ نَقْش الخواتم.
وقد فصَّلتْ الدراسةُ عناصرَ البناء في كلٍّ من: الخطابة، والكتابة، والسرد. ووقفتْ على آثار الاحتجاج والعقل في النثر، محدِّدةً الروافد، وبعضَ الصُوَر، والوسائل. كما بيَّنتْ خصائصَ اللغة من حيث: اللفظة، والجملة، والأساليب الشائعة. وأبرزتْ مصادر الصورة، مُوْضِحةً وسائلَ تشكيلها. وأهم هذه الوسائل: التشبيه، والاستعارة، والكناية، والصور الحقيقية، ثم ما يتبعها من الألفاظ الـمُشعَّة. وقد عرَّجتْ على عناصر التجويد والصناعة في نصوص النثر، فدرست الطباق والمقابلة، وهما ركيزتان من ركائز النثر، ودرستْ الجناسَ، والسجعَ، والتقابل النغميّ الذي يتمثَّل في هذا النثر في ثلاث صيغٍ، في الموازنة، والمماثلة، والانسجام.
وفي خاتمة البحث عرضٌ لأبرز نتائجه ووصاياه.