Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
اللعنــــــــــــــــــة في مســـــــــــرح أيسخيلـــــــــــــوس وسينيكـــــــــــــا
(دراسة مقارنة)/
المؤلف
محمـد، أحمــــــد حمــدي المتـــــــولي.
هيئة الاعداد
مشرف / فايــــز يوســـف محمــــد
مشرف / خالـــــــد الشربيـــــــني
مناقش / فايــــز يوســـف محمــــد
مناقش / خالـــــــد الشربيـــــــني
الموضوع
الادب-اليونانى
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
233ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم الحضارة الأوربية القديمة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 233

from 233

المستخلص

يناقش موضوع هذا البحث”اللعنة في مسرح أيسخيلوس وسينيكا-دراسة مقارنة” ويقسم إلى ثلاثة فصول، الفصل الأول يناقش العناصر التالية:
1-المصطلحات اللغوية التي تشير للعنة والتي استخدمها الكتّاب اليونانيون والرومان بحرية ليعبروا بها عن اللعنة التي كانت تشغل بالهم كما كانت تشغل بال جموع الشعب اليوناني والروماني.
2-ماهية اللعنة وأشكالها وأنواعها المتعددة والتي تقدم بشكل أو بأخر دعاء الشخص المظلوم ضد الظالم حتى تطورت تلك اللعنة لتصبح عملاً سحرياً مكتوباً على قطعة من الورق أو أي مواد خام أخرى ويدفن في القبور.
3-الإيرينيات(الفوريات) اللائي كن مسئولات عن تنفيذ اللعنة وهيئتهن التي تصورها الشعبين اليوناني والروماني، كما تعرضت لأصلهن.
4-مناقشة القدر والعدالة الإلهية واللذان كانا لهما علاقة وطيدة مع اللعنة لأن اللعنة كانت جزءاً هاماً ورئيسياً من القدر.
5-عرض للعنة الموروثة لعائلة كل من تانتالوس ولايوس والتي عجت بمناقشتهم أعمال كل من أيسخيلوس وسينيكا.
ويناقش الفصل الثاني معالجة أيسخيلوس وسينيكا للعنة عائلة تانتالوس في عدد من النقاط، وكانت النقاط الرئيسية كالتالي:
1-مناقشة شخصيتي أتريوس وثويستيس في مسرحية أجاممنون لأيسخيلوس وسينيكا، وقد تعرض أيسخيلوس باختصار إلى جريمة أتريوس وثويستيس في نهاية مسرحية أجاممنون ليؤكد على أن أجاممنون توارث اللعنة من أبيه أتريوس ولكنه لم يعالج جريمة أتريوس مع أخيه بالتفصيل، بينما أكد سينيكا كثيراً على لعنة عائلة تانتالوس.
2-مناقشة شخصية أجاممنون عند أيسخيلوس وسينيكا كبطل تراجيدي توارث اللعنة من أسلافه، ولم يشر أيسخيلوس فقط إلى توارث أجاممنون للعنة وإنما استخدم عدداً من الشخصيات الدرامية لتشير في سياق حديثها مباشرة أو بطريقة غير مباشرة إلى اللعنة التي ورثها أجاممنون، وقد حاول مرات عديدة أن يربط بين موته وبين اللعنة التي توارثها من أبيه أتريوس ليؤكد على أن أجاممنون سوف يدفع حياته ثمناً لجرائم أسلافه بالإضافة إلى جرائمه، ولكن سينيكا سلط الضوء من البداية على اللعنة عندما أظهر لنا شبح ثويستيس في مسرحية ثويستيس والذي اعتبر تجسيداً للعنة القادمة من الماضي ليؤكد على الدور القوى الذي ستلعبه اللعنة في المسرحية وفى حياة أجاممنون.
3-مناقشة شخصية أيجيسثوس عند أيسخيلوس وسينيكا بوصفه عضواً في العائلة الملعونة وكذيل للعنة بقى فقط لينتقم وليكون مجرد أداة في يدها.
4-مناقشة أوريستيس كبطل تراجيدي عند أيسخيلوس وسينيكا حيث صور أيسخيلوس معاناة أوريستيس بسبب اللعنة وحياته المأساوية كأخر عضو في نسل تانتالوس، ولكن الشاعر الروماني تعرض فقط إلى الانتقام الذي سيقوم به أوريستيس ضد أعداء والده.
والفصل الثالث يناقش معالجة كل من الكاتبين للعنة عائلة لايوس من خلال عدة نقاط:
1-لايوس الذي كان غائباً عن الأحداث بوفاته ولكنه كان حاضراً ليشكل صورة اللعنة والخلفية الملعونة للأحداث.
2-أويديبوس الذي تعرض له أيسخيلوس باختصار في مسرحية السبعة ضد طيبة، بينما أشار سينيكا باستفاضة إلى عمى بصيرته وتوارثه للذنب في مسرحيتي أويديبوس والفينيقيات.
3-مناقشة إتيوكليس وبولينيكيس ولدى أويديبوس اللذان دمرتهما اللعنة المزدوجة، وقد أشار أيسخيلوس في بعض الأحيان إلى لعنة لايوس كسبب في دمار الأخوين، وأشار مرة أخرى إلى لعنة أويديبوس كسبب في دمارهما، بينما في أحيان أخرى مزج بين اللعنتين معاً، كما تعرض لمسألة اختيارهما قتال بعضهما البعض، ولكن سينيكا أشار فقط إلى ما حدث بين الأخوين في مسرحية الفينيقيات كما أشار إلى لعنتهما الموروثة من لايوس كسبب رئيسي في نهايتهما المأساوية ولكنه لم يتعرض إلى لعنة أويديبوس عليهما.
وفى النهاية هناك بعض النتائج التي تم التوصل إليها وهى أن اللعنة كانت مفهوماً أساسياً في معتقدات الشعبين اليوناني والروماني، ولذلك أخذ أيسخيلوس وسينيكا على عاتقيهما أن يتعرضا لها باستفاضة كبيرة بوصفهما كتاب للدراما، فقد كانت اللعنة محركاً هاماً لتصرفات الشخصيات التراجيدية كما كانت محركاً رئيسياً للأحداث الدرامية.
موضوع هذا البحث هو” اللعنة في مسرح أيسخيلوس وسينيكا”، وقد قسمنا هذا البحث إلي ثلاثة فصول، الفصل الأول بعنوان اللعنة في الفكر اليوناني والروماني وتعرضا فيه لخمس نقاط، أولاً: المصطلحات اللغوية للعنة وفيها ذكرنا العديد من المصطلحات التي استخدمها الكتّاب اليونانيون والرومان بحرية ليعبروا بها عن اللعنة التي كانت تشغل بالهم كما كانت تشغل بال جموع الشعب اليوناني والروماني، ولذلك نوّع الكتاب في استخدام تلك المصطلحات مابين مصطلحات تشير بدقة ووضوح إلي اللعنة ومصطلحات أخري تحمل الإشارة إلي اللعنة بين طياتها، وبذلك تدل كثرة تلك المصطلحات علي اهتمامهم بموضوع اللعنة، وثانياً: ناقشنا ماهية اللعنة حيث تعرضا لأشكالها المتعددة وأنواعها والتي كانت إما تمثل دعاء المظلوم علي الظالم أو تطورت لتصل إلي العمل السحري الذي تفشي في العصر الروماني، وعلي الرغم من تحريم الدولة لمثل تلك الممارسات إلا أنها ظلت مستمرة ومنتشرة بين أفراد الشعب، وثالثاً: تعرضنا إلي الإيرينيات بوصفهن الإلهات المختصة بتنفيذ اللعنة وقد كن إلهات قوية وقادرة علي فعل كثير من الأشياء، فقد كن يملكن القوة علي منح العذاب والمعاناة لمن يردن، وظهر دورهن جلياً في الأعمال التراجيدية التي تعتبر مرآة للمجتمع، فكن يمثلن يد العدالة الباطشة، وكن يحافظن علي ترابط وقدسية العائلة لأنهن كن يعاقبن بقسوة وصرامة، ورابعاً ناقشنا القدر والعدالة الإلهية حيث كان لهم علاقة وثيقة باللعنة لأن اللعنة جزء من القدر فقد كان القدر صارماً وحازماً عند اليونانيين والرومان وكانوا يؤمنون بقوته وجبروته ويحسبون له ألف حساب، ومن هنا نشأ اهتمامهم بالعدالة الإلهية؛ حيث دائماً ما كانوا ينظرون إلي أفعال القدر علي أنها عادلة أو جائرة، فهم البشر يقدسون ويحبون كل ما في صالحهم ويكرهون كل ما يأتي علي عكس ما يرغبون، ولكنهم علي الرغم من ذلك كانوا يضعون العدالة الإلهية نصب أعينهم، ولكن الآلهة نفسها لم تكن عادلة علي الدوام، وإنما كانت في بعض الأحيان تسير علي هواها الشخصي، وكانوا يحاولون قدر ما استطاعوا عدم التدخل في سلطة القدر، إلا أنهم في كل الأحوال كانوا آلهة ناسوتية غير منزهة تخطيء وتصيب مثل البشر، وخامساً ناقشنا توارث اللعنة العائلية لأسرتي تانتالوس ولايوس الذين عجت بنقدهم وتحليل تصرفاتهم أعمال أيسخيلوس وسينيكا، وتعرضت أولاً لأسرة تانتالوس وتاريخها الأسطوري مع اللعنة بداية من تانتالوس ومروراً بأتريوس وثويستيس وأجاممنون وأيجيسثوس ونهاية بأوريستيس الذي تطهر من اللعنة واستطاع إنهاء اللعنة التي ظلت أجيالاً طويلة، وثانيا ناقشنا أسرة لايوس بداية من أسباب لعنته ونهايته ومروراً بابنه أويديبوس ونهاية بإتيوكليس بولونيكيس اللذين دمرتهما اللعنة واستطاعت إنهاء كل نسل لايوس.
والفصل الثاني بعنوان” معالجة أيسخيلوس وسينيكا للعنة عائلة تانتالوس” وتعرضنا فيه لعدة نقاط، أولاً: شخصية كل من أتريوس وثويستيس عند كل من أيسخيلوس وسينيكا حيث أشار أيسخيلوس باقتضاب إلي جريمة أتريوس وثويستيس في نهاية مسرحية أجاممنون ليؤكد علي أن اللعنة توارثها أجاممنون من والده أتريوس وأودت بحياته في النهاية، ولكنه لم يتعرض بالتفصيل لمعالجة ما فعله أتريوس مع أخيه، أما سينيكا فقد أكد مراراً علي أن اللعنة هي التي تعبث بعائلة تانتالوس وتحيط بهم من كل جانب، وأكد علي أنها هي السبب الرئيسي والخفي وراء كل الكوارث التي حدثت لأفراد تلك العائلة البائسة، وثانياً: تعرضت لشخصية أجاممنون عند أيسخيلوس وسينيكا حيث لم يكشف أيسخيلوس عن اللعنة التي توارثها أجاممنون صراحة إلا في نهاية مسرحية أجاممنون علي لسان أيجيسثوس، وقد استخدم العديد من شخصيات المسرحية لتشير في سياق حديثها مباشرة أو بصورة غير مباشرة إلي اللعنة التي ورثها أجاممنون عن عائلته وستدمره في النهاية، كما كان في كثير من المرات يحاول بصورة أو بأخرى أن يربط بين مقتل أجاممنون وبين اللعنة الموروثة وجريمة والده أتريوس ليؤكد علي أن أجاممنون سيدفع حياته ثمن جرائم أسلافه بالإضافة إلي جرائمه، أما سينيكا فقد سلط بؤرة الضوء علي اللعنة منذ البداية حينما أظهر شبح ثويستيس الذي يعتبر تجسيداً للعنة القادمة من الماضي ليؤكد منذ البداية علي الدور الفعال الذي ستلعبه اللعنة طوال الأحداث، وليؤكد أيضاً علي أن مصير أجاممنون تحيط به اللعنة من البداية، وثالثاً: ناقشنا شخصية أيجيسثوس عند كل من أيسخيلوس وسينيكا حيث أن الكاتبين صوراه كشخص يحاول دائماً أن ينفي عن نفسه الجرائم التي ارتكبها والتي ينوي ارتكابها ويلقيها ببساطة علي كاهل الأقدار والآلهة، وكأنه ليس مسئولاً عما يفعل وإنما لعنة عائلته وتاريخه العائلي السيئ هو الذي يفعل به كل هذا، وهذا يدل بصورة أو بأخرى علي أن اللعنة كانت تتربص بقوة لكل نسل أتريوس وتحاول النيل منهم جميعاً، وتعرضنا أخيراً شخصية أوريستيس التي برع أيسخيلوس تصوير تلاعب اللعنة به وهيمنتها عليه، كما برع في تصوير نهاية لعنة عائلة أتريوس التي سيطرت علي العائلة بالكامل وحاولت تدمير أوريستيس، أما سينيكا فكان يلمح تلميحاً خفياً إلي الانتقام الذي سيقوم به أوريستيس ممن قتلوا والده، ولكنه لم يهتم بمعالجة شخصية أوريستيس في أعماله مثلما فعل أيسخيلوس الذي بلور أثر اللعنة عليه في عملين كاملين وهما مسرحيتي حاملات القرابين والهات الرحمة.
ويحمل الفصل الثالث عنوان ”معالجة أيسخيلوس وسينيكا للعنة عائلة لايوس” وناقشنا فيه عدة نقاط، أولاً: شخصية لايوس الذي صوره الكاتبان غائباً عن الأحداث بوفاته ولكنه حاضر ليشكل لنا صورة اللعنة حيث كان يمثل الخلفية الملعونة التي تظهر أمامنا كلما أصاب أويديبوس أو أبناءه شر من الشرور، ولم يستغل أيسخيلوس في مسرحية السبعة ضد طيبة شخصية لايوس مثل سينيكا لتخدم هدفه الدرامي ربما لأنه كان يركز علي سلوكيات البطل التراجيدي وردود أفعاله تجاه المصائب التي تحاصره أو ربما لأنه تناول شخصية لايوس في المسرحيتين الأوليتين المفقودتين من الثلاثية، بينما كان سينيكا يضع نصب عينيه الخلفية الأسطورية التي تتحكم في سلوكيات أبطاله وتحدد مصائرهم وتدفعهم إلي الصواب أو إلي الخطأ، ولذلك فقد ظهر لايوس في مسرحية أويديبوس كأنه إله يتنبأ بأحداث مستقبلية تحدث فعلاً، ويتوعد بعقاب وآلام لنسله تصيبهم فعلاً، فكأن سينيكا قد منحه قوة خارقة ليؤكد علي الدور المهم الذي ستلعبه اللعنة في مجريات الأحداث كما ظهر في مسرحية الفينيقيات كخلفية تظهر دائماً في الأفق كلما أحاطت المعاناة والآلام بأويديبوس أو ولديه. وثانياً: ناقشنا شخصية أويديبوس الذي استطاع سينيكا أن يعبر ببراعة عن فقدان أويديبوس لبصيرته في مسرحيتي أويديبوس والفينيقيات بينما لم يهتم أيسخيلوس به في مسرحية السبعة ضد طيبة سوي ببعض الإشارات، وكان يسلط الضوء فقط على ولديه، ربما يكون قد أولاه اهتماماً كبيراً في الجزأين الأولين من الثلاثية، ولكنهما فقدا للأسف فلم يتبين هذا الأمر لنا علي نحو واضح، ولكن على أي حال فقد تعامل سينيكا مع شخصية أويديبوس بحرفية شديدة وبتعمق كبير فجعلنا نقترب منه وندرك خلفيات أفعاله، كما حاول تصوير أويديبوس كرجل لا يقصد ارتكاب الذنب وإنما حاول الهروب منه ولكنه في النهاية أٌجبر علي فعله، وعلي الرغم من ذلك عاقب نفسه عليه. وأخيراً تعرضنا لشخصيتي إتيوكليس وبولونيكيس من خلال ازدواجية اللعنة حيث أشار أيسخيلوس إلي اللعنتين اللتين أصابتا الأخوين، فتارة يشير إلي لعنة لايوس وحدها كسبب لدمارهما وتارة أخري يشير إلي لعنة أويديبوس، وتارة يمزج اللعنتين معاً، فقد كان يري أن لعنة أويديبوس علي ولديه لها دور في دمارهما كما كان للعنة لايوس التي توارثها نسله دور أخر في ذلك الدمار، وقد ظهر ذلك بوضوح في مسرحية السبعة ضد طيبة، أما بالنسبة لسينيكا فقد أشار شذراً إلي ما حدث بين إتيوكليس وبولونيكيس لأنه كان يصب اهتمامه علي أويديبوس ودور اللعنة في دماره أما بالنسبة لولديه لم يتعرض لهما سينيكا إلا في مسرحية الفينيقيات حيث أشار إلي اللعنة الموروثة من لايوس فقط كسبب لدمارهما ولم يشر إلي لعنة أويديبوس عليهما.