الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتمثل الإشكالية الأولى للبحث في إبراز ووصفِ الدور السياسي والحضاري لعلماء الكوفة في العصر العباسي الأولفي التعامل مع الدولة ورجالاتها، وأثرهم في قرراتها وتوجهاتها من جهة. وفي الإسهامات الحضارية في المجالات المختلفة وما أسفرت عنه من تراثٍ إسلامي فريدٍ، أضحى رافداً ومُقوِماً أساسياً للحضارة العربية الإسلامية. ودارت حوله الجهودُ البشريةُ تدويناً وجمعاً، وتقعيداً وتأصيلاً، وشرحاً واستطراداً، وإجمالاً واختصاراً، ونثراً ونظماً من جهة أخرى. ليسفر ذلك عن ثراثٍ إنساني عظيمٍ لم تعرف البشريةُ مثلَه في تاريخها الممتد آلاف السنين . وثاني هذه الإشكالات هو تصنيف هذا الجهد إلى تراث حضاري وإرث ثقافي، والتفريق بين ما هو مقدس لايجوز للإنسان أن يتعداه بتأويلٍ يُخرجه عن معناه، أو تحريفٍ يَحيد به عن مرماه، أو تكييفٍ يساير نوازع الإنسان ويُوافق هواه، وبين ما هو اجتهاد بشري يجوز عليه الصوابُ والخطأُ والسدادُ والعطبُ.ومما تجدر الإشارة إليه أن هذه الإشكالية الأخيرة تُعتبر هي معيار العلم والإحاطة بخصوصية العلوم والثقافة الإسلامية عن غيرها. الأمر الذي أُشكل– إن أحسنا الظن - فهمُه واستيعابُه على بعض المتصدرين للبحث في التراث الإسلامي؛ فخلطوا الحقائق بالأباطيل، وأدى بهم في نهاية المطاف إلى إلتزام منهج فكري مصادم للثوابت الدينية، ومغاير للثقافة العربية الإسلامية بل ومهاجماً لها في كثير من الأحيان . أهداف البحث . تتلخصُ أهدافُ البحثِ في النقاطِ التاليةِ : 1- الكشفُ عن دورِ علماءِ الكوفةِ السياسي والحضارة في العصر العباسي الأول. 2- إيضاحُ خصائصِ مدرسةِ الكوفةِ العلميةِ خلال الفترة المذكورة . 3- تجلية الآثار العملية لعلاقة العلماء بالدولة ومردودها السياسي والحضاري . 4- إبرازُ النَّتَاجِ العلمي والمَعْرِفي لعلماء الكوفة في باب تقعيد العلوم وتدوينها . 5- تحليلُ الصِلات والعلاقات المعرفية بين هذه العلوم وبعضها البعض . 6- استخلاصُ توصياتٍ علميةٍ في حَقلِ البحوثِ الحضاريةِ والإسلاميةِ . أهمية البحث . تنبُع أهميةُ هذه الدراسة من أنها تُعالج موضوعاً سياسياً وحضارياً من الأهمية بمكان؛ حيث تضيف لبنةً قوية إلى بنيان الدراسات التاريخية الإسلامية. وتُقدمُ للمكتبة العربية الإسلامية دراسةً وصورةً متكاملةً، عن الدور السياسي والحضاري لعلماء الكوفة في العصر العباسي الأول. من منظور تاريخي متكامل واضح المعالم . ومما يُجَلِّي أهمية هذه الدراسة أيضاً كونها تدور حول حقبة تاريخية، هي من أهم الفترات التاريخية في عُمْرِ الحضارة العربية الإسلامية. والتي نالها قدرٌ كبيرٌ من التشويه، سواءً من بعض الفرق السياسية والمذهبية، التي لها خصومة تاريخية مع الدولة العربية الإسلامي مثل : تلك التي ترفع لواء المظلومية التاريخية(الشيعة). أو من تلك السهام المتجه من بعض ربائب المستشرقين، الذينتهجموا على التاريخ الإسلامي بقصد تشويهه، وإفقاد المسلمين الثقة في أعلام أمتهم وسلفهم الصالح؛ حتى يصيروا أرضاً خصبةً لكل الأفكار الدخيلة على ديننا وحضارتنا العربية الإسلامية التليدة. هذا فضلاً عن أهمية المُعالجة البحثية القائمة على المنهج العلمي في تناول أثر هذه الشخصيات الإسلامية العظيمة في نهضة العلوم الدينية والعربية. كما تفيد هذه الدراسة أيضاً المشتغلين بالعلوم الدينية والإنسانية على حدٍ سواء؛ وذلك عبر فهم نمط الحياة السياسية والفكرية في العصر العباسي الأول . ومعالم الحضارة العربية الإسلامية في جانب هو أروع جوانبها. |