Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الاتجاه الأخلاقي في الفكر الكلامي عند الشيعة والمعتزلة وأثره في الفكر العربي المعاصر /
المؤلف
أبو طالب، مريهان محمود محمد محمود .
هيئة الاعداد
باحث / مريهان محمود محمد محمود أبو طالب
مشرف / عامر يس النجار
مشرف / عبد الحميد درويش النساج
مشرف / محمد معروف الخولى
الموضوع
الفلسفة.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
170ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
22/2/2023
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 188

from 188

المستخلص

فإن الأخلاق تعتبر حجر الأساس في بناء مجتمع متكامل، وهي الدعامة القوية لحفظ كيان المجتمع؛ لكي ترتفع بها النفوس إلى مراتب الكمال، ومن خلالها يعطي الأفراد المفهوم الحقيقي للإنسانية، فالأخلاق في اللغة يراد بها الطبع والسجية والمروءة والدين، وقد اختلف الباحثون في نظرتهم إلى علم الأخلاق، ومدى اتصال الأخلاق بالحياة العلمية، فالأخلاق هي علم عملي يهدف إلى تحقيق غاية في حياتنا، فهو يعرض الطرق التي تؤدي إلى تحقيق الغايات القصوى.
فالأخلاق هي الأعمال الإنسانية الإرادية، الصادرة عن تفكير ووعي وتصميم وحرية تامة،ومهمة الفيلسوف الأخلاقي هي الأخذ بيد الإنسان المنزلق لكي يسترد حسه الخلقي؛ ليرى القيم، ويدرك المعاني، ويحس بالجمال، ومهمة الأخلاق هي إيقاظ الإحساس بالقيمة الإنسانية العليا لكي ترتفع نحو المثل العليا.
إن الاهتمام بالمسألةالأخلاقية ليس وليد العصر الحديث، أو بسبب مالحق بالإنسان المعاصر من سيطرة وحروب، بل إننا نجد الاهتمام بالنظريات الأخلاقية في عمق الحضارات القديمة، وبالأخص في الحضارة اليونانية.
وتمثل الأخلاق مبحثًاأساسيًا من مباحث الفلسفة، منذ نشأة الفكر الفلسفي، فقد بدأت الأخلاق في الفكر اليوناني عند سقراط، أفلاطون وأرسطو، قاموا بتخصيص مكانة هامة للأخلاق في مذاهبهم الفلسفية؛ لأن الفلسفة تبحث في القيم الثلاثة، وهي: الحق، الخير، الجمال،وقد اتفق جميع مؤرخي الفلسفةأن سقراط هو مؤسس الفلسفةالأخلاقية في الغرب، وجاء بعده أرسطو ورفض رأي سقراط في التوحيد بين الفضيلة والمعرفة؛ وجاء بعدهم تلميذ سقراط وهو أفلاطون مؤسس المدينة الفاضلة، وكان هدفه في المدينة الفاضلة هو تحقيق السعادة القصوى.
كما اهتمالفلاسفة المسلمون بالأخلاق اهتمامًا كبيرًا، وقد عُني الإسلام بمبادئ أخلاقية كثيرة،كما أُلف الكثير من الكتب في الأخلاق على يد الفلاسفة المسلمين أمثال الكندي، والفارابي، وابن سينا، وابن رشد، وغيرهم، وكان هدفهم الأساسي الوصول إلى السعادة.
إن الحقيقة المؤكدة هي أن كل مؤمن مهتم بأمور المسلمين يحزنهانقسام الأمة إلى فرق ومذاهب مختلفة، ووصل بهم الأمر إلى أن يكفر بعضهم البعض، وأن لكل فرقة مبادئ وأصول تختلف عن الفرق الأخرى، إنني سأقومبتقديم آراء الفرق الكلامية في الاتجاه الأخلاقي عند كلٍ من الشيعة والمعتزلة، فهناك ميزان خلقي في كل مكان وزمان مهما اختلفت الألسنة في النطق.
كما اهتمت الفرق الكلامية بالأخلاق، فأخلاق كل فرقة تظهر في مبادئهم، ومن أكثر الفرق اهتمامًا بالأخلاق فرقتاالشيعة والمعتزلة، ومن المعروف أن الشيعة من أكبر الفرق الإسلاميةوأكثرها شهرة وعددًا واستمرارًا إلى اليوم، فهي ملتزمة بأصول الدين، ولم تختلف عن باقي الفرق إلا في التأويل والاجتهاد لبعض الفروع والأحكام، واختلفت أيضًا مع باقي الفرق في شروط الإمامة، فكان للشيعة وفرقها دورها السياسي والاجتماعي من ظهور الإسلام، وتعتبر فرقةالمعتزلة من أهم الفرق الكلامية التي ساهمت بدور كبيرفي قيام علم الكلام الإسلامي، فهي من أشهر المدارس تعبيرًا عن العقلانية والحرية المطلقة، وقد لعبت المعتزلة دورًا في التقدم الحضاري وتطور علوم العرب والإسلام، ومن ثم فكان من الطبيعي أن نوضح مبادئ هذه الفرق وتأثيرها على الفكر العربي المعاصر، ومدى تأثر العلماء بأفكار الشيعة والمعتزلة، ومنهم عاطف العراقي وحسن حنفي وصالح الورداني وغيرهم.
أولًا:أسباب اختيار الموضوع:
بناءً على ما سبق فإن هذا البحث يطرح عدة تساؤلات سوف يقوم بالإجابة عنهاخلال الصفحات الآتية، وهي:
- ما هي أوجه التشابه والاختلاف بين فرقتي الشيعة والمعتزلة؟
- ما هو أثر الفكر الشيعي والمعتزلي على فكرنا العربي المعاصر؟
- ما هي معتقدات الشيعة والمعتزلة في مسألةالإمامة؟
- إلى أي مدىتأثر كل من صالح الورداني وحسين كاشف الغطاء بالفكر الشيعي؟
- كيف طبق كلمن عاطف العراقي وحسن حنفي الفكر المعتزلي على منهج كل منهما؟
ثانيًا:إشكالية البحث:
- كيف أثرت آراء مذهبي المعتزلة والشيعة في الأخلاق والمعتقدات في الفكر الإسلامي؟
- لماذا كان الخلاف بين المعتزلة والشيعة ذا تأثير كبير وواضح في رجال الفكر المعاصر؟
- هل كان للمعتزلة وفكرها الأخلاقي أثره الواضح في فكر زعماء الشيعة؟
- لماذا أخذ الشيعة موقفًا معارضًا من العديد من المذاهب الفلسفية الكلامية؟
ثالثًا:منهج البحث:
اقتضت طبيعة البحث الاعتماد على المنهج التحليلي المقارن، حيث اهتمت الباحثة بشرح وتحليل الأخلاق عبر العصور، ومقارنة الأخلاق عند كلٍ من الشيعةوالمعتزلة.