Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تجليات صورة القرية في الرواية المصرية في الألفية الثالثة
في ضوء النقد الثقافـي
/
المؤلف
محمد, حنان حامد محمد .
هيئة الاعداد
باحث / حنان حامد محمد محمد
مشرف / عبد الرحيم محمد عبد الرحيم الكردي
مشرف / أحمد محمد عوين
مشرف / عبد الحفيظ محمد حسن
الموضوع
الرواية.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
290ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
22/2/2022
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - اللغة العربية وادابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 313

from 313

المستخلص

تأتي أهميّة هذا البحث من محاولته لاستدراك الجانب الغائب في تاريخ الرواية المصريّة, مساندة منه ودعمًا للدراسات القليلة التي تناولت القرية, وبالتالي كانت الحاجة ملحّة في استدراك جوانب النقص, والإسهام قدر الإمكان في دراسة صورة القرية وتحولاتها في ضوء النقد الثقافي.
وقد حظيت القرية المصريّة بمعالجات سرديّة هيمنت عليها أيديولوجيات محددة, كالاشتراكيّة خلالَ القرن العشرين, خاصة في النصف الثاني منه, غير أن الألفيّة الثالثة قد لونتها رؤى جديدة, وأفكار لم تكن موجودة من قبل, و انعكس هذا المتغير الجديد على تناول الرّواة الجدد للقريّة, وهذا ما تحاول الدراسة كشفه, وهو صورة القرية في الرواية المعاصرة, وقياس الجديد فيها بالمنجز الروائي القديم.
ولأن طبيعة الموضوع تتحكم إلى حد بعيد في نوع المنهج المتبع, فطبيعة الموضوع وطريقة معالجته أدّت بنا إلى الاعتماد_ في رصد تطوّر الرواية المصريّة المعاصرة _على النقد الثقافي مستعينين في ذلك باستقراء الدلالات.
أما الروايات التي كانت مجالا تطبيقيّا لإطار الدّراسة, فهي مرتبة زمنيًا حسب نشرها:
1) يوسف أبو ريّه: ليلة عرس, مكتبة الأسرة,الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2008.
2) إبراهيم القاضي: القرية, دار اكتب للنشر والتوزيع, الطبعة الأولى 2011م
3) إبراهيم القاضي: عزبة الباشا, دار الرواق للنشر والتوزيع, الطبعة الثانية 2014م
4) محمد العون: سجن الطاووس, الحضارة للنشر , ط1 مارس 2014م
5) محمد العون: مراكب الليل, دار الحضارة , ط3, 2015م,
6) كمال رحيم: أيام لا تُنسي، دار العين للنشر ، ط1 ،2018م
7) محمد حمزة العزوني: القيراط الخامس والعشرون_ الطبعة الأولى, دار النابغة
للنشر والتوزيع, طنطا, 2019م
8) محمد المنسي قنديل: طبيب أرياف, دار الشروق مدينة نصر,الطبعة الأولى, 2020م
9) أحمد محمد عبده: من جراب الكنغر, مركز ليفانت للدراسات الثقافية، ط1، 2022م
وقد اقتصرت الحدود الزمنية على ما بين عامي 2000م_ 2020م(بدء العمل في الدراسة).
وجاءت الدراسة في مقدمة وأربعة فصول تعقبها خاتمة متضمنة أهم النتائج ثم ثَبَتْ بمصادر الدراسة ومراجعها.
أما الفصل الأول: فقمت فيه بدراسة القرية في رواية ما قبل الألفيّة الثالثة, وذلك لأهميّة الوقوف على مباحثه قبل الدخول في تفاصيل صورة القرية خلال الألفية الثالثة, واشتمل على أربعة مباحث؛ الأول منها يعرض الرؤيّة الرومانسيّة في رواية زينب لمحمد حسين هيكل, والمبحث الثاني: الرؤية الواقعيّة الفكريّة في رواية يوميات نائب في الأرياف لتوفيق الحكيم, والمبحث الثالث: وعنوانه الرؤية الواقعيّة الاشتراكيّة في رواية الأرض لعبد الرحمن الشرقاوي, والمبحث الرابع والأخير بالفصل الرؤية الرمزيّة في رواية أيام الإنسان السبعة لعبد الحكيم قاسم.
وجاء الفصل الثاني بعنوان الشخصيّات, واشتمل على ثلاثة مباحث؛ الأول منه: يتناول شخصية المثقف والثاني يتحدث عن شخصية المرأة, والأخير منه يناقش شخصية الفلاح.
وجاء الفصل الثالث: وعنوانه السلطة وصورها في القرية المصريّة, وجاء في ثلاثة مباحث:
الأول فيه: يتناول السلطة الدنيوية وقمت بتقسيمها لسلطتين:
أ) سلطة الحاكم المتمثلة في العمدة والمأمور والشرطة
ب) سلطة المال ومظاهره الاجتماعية السلبية كالفقر ونتائجه من الهجرة غير الشرعية والمرض والجهل.
والمبحث الثاني فيتناول السلطة المعنويّة, وانقسمت إلى:
أ) سلطة رجال الدين. ب) سلطة العادات والتقاليد.
أمّا المبحث الثالث فيناقش موضوع الأنساق الثقافية
ثم جاء الفصل الرابع والأخير يعرض البناء الفني لرواية القرية: ويشمل الوصف ل( الشخصيات والمكان والزمان ) و(الأسلوب السّردي والراوي) واللغة والحوار.
وقد خلصت الدراسة إلى بعض النتائج لعل أهمها:
_أن معظم الروايات عالجت موضوعات اجتماعية تدور أحداثها في الريف المصري, تناولت فيها مشاكل تحرير الأرض من سيطرة الإقطاعيين, إلى جانب مشكلات المرأة, واعتبرت عينة الروايات إنجازًا فنيًا من إنجازات الواقعية الانتقادية حاول فيها معظم الأدباء تشريح الواقع على كل المستويات, ووقائع الحياة اليومية ومظاهرها.
_ وجاءت التقنيات الروائية في الروايات عينة البحث مرتبطة بالهوية المصرية فتندرج العادات والتقاليد وثقافة كل جيل من الأجيال, وبالتالي تمكنت التقنيات من أن تعالج في أدب كل ثقافة على حدة وفي أدب كل جيل على حدة, وأظهرت الدراسة أن تلك التقنيات مرتبطة بتطور الثقافة المصرية والفكر المصري والحياة المصرية ارتباطًا حيويًا, والدليل على ذلك كون تلك التقنيات مستنبطة من النصوص الروائية المصرية وليست لغيرها.
_ عكست الروايات الصراع الطبقي في الريف المصري, بعد إجراء الإصلاح الزراعي, فكل هذه الظروف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية شكلت موضوع الروايات المصرية, وإلى جانب ذلك تناولت قضايا أخرى كثيرة مثل, الوعي القروي والهجرة الشرعية وغير الشرعية, والعادات والطقوس البالية, كما عالجت الدوافع الشخصية التي تحرك الإنسان الريفي.
_ وجعل الكتّاب من القرية الريفية مكانًا له خصوصيته, فلم تكن كأي قرية على مستوى القطر العربي, فأصبح المشهد المكاني يكاد يتزعم دور البطولة في أغلب النصوص الروائيّة.
_ أكّدت الروايات (عينة البحث) تطوّر الفن الروائي الناضج, وكانت إضافة فنيّة وفكرية للرواية باللسان المصري البسيط مما أكسب النصوص السردية المصرية موقعا فنيًّا واجتماعيًا معبرة في ذلك عن ثقافتها وتاريخها, مستفيدة من التجارب الغربية والعربية السردية في بناء مادتها.
_ حوت هذه العيّنات أكثر من رأي ووجهة نظر وموقف فكري, مما يدفع بالقراء لتأمل الآراء المسوقة على لسان الشخصيات واختلاف وجهات النظر فيما بينهم, وهنا تتجلى رؤى العالم من خلال أصوات النماذج المختلفة للشخصيات, واختلاف رؤيتها للناس والمجتمع حولهم بشكل عام.
_ واقعية هذه النصوص السردية لا تتعدى كونها واقعية فنيّة فحسب من صنع الكاتب, فلم يستخدم أحدهم أسماء أماكن حقيقية أو أسماء تاريخية وإنما رسموا خيالا مختلطا بالواقع, أيضًا الشخصيات والزمن جميعها عناصر فنية متخيلة, تعبر عن المفارقة بين عالم الرواية الداخلي, وبين العالم الخارجي الذي يحاكيه الكاتب.
_ وُظّفت الرؤية الأيديولوجية على مساحة واسعة من السرد خلال رواية( القيراط الخامس والعشرون), إلا أن الروائي لم يتعمد ذلك بل وظفّها فنيّا على حال البطل أحمد عبد الله وأيضًا الطبيب /علي في رواية( طبيب أرياف), فهو لم يتحدث عن تجربة فكرية أو سياسية خاصة وإنما سيقت على لسان الشخصيات لتخدم الصراع وحبكة الأحداث, فكان هناك الوعي الفعلي للشخصية, والوضع المأزوم الذي وضعها الكاتب داخله.
_ كما يمكن أن نخلص بأن المنتج الروائي في هذه الفترة أعطى روحًا جديدة للفن الروائي شكلا ومضمونًا, حيث غلبت على معظم النصوص الروائية موضوع التحولات التي مرت بها البلاد بعد ثورة 1952م, من الواقعية الاشتراكية والثورة الزراعيّة, عالج فيها الأدباء ظواهر وأشكالاً من صراع النخبة الاجتماعية مع السلطة, من خلال شخصيات مصرية طغى عليها البساطة والاستسلام, وعانت من أوضاع قاسية أفاد منها المثقفون الأدباء في بث الوعي والفكر في عقول المجتمع المصري من خلال تحول الخطاب الروائي للتعبير عن هموم مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية, وحالة المعاناة التي عاشها الفلاحون في تلك الفترات الزمنية, ومحاولة البحث عن بدائل تبدد الظلمة ليخرج المصري من مآسيه إلى النور.
_أجاد الروائييون المعاصرون تشخيصهم الواقع بصفة عامة والواقع السياسي بصفة خاصة, إذ عانى المفكر الأديب من الواقع السياسي حوله, وعانى أكثر فيما يفكر فيه تجاه تغييره وتقدمه والنهوض به, فقام برصد فساد السلطة الحاكمة في تلك الألفية وقمعها للعقول والأفواه, والزج بالمثقفين داخل السجون والمعتقلات, سعيا وراء قتل آمالهم في النهوض ببلادهم.