Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
النموذج السببي للعلاقات بين المخططات المعرفية اللاتكيفية والتشوهات المعرفية وأساليب المواجهة لدى عينة من مرضى الوسواس القهري المترددين على العيادات الخارجية /
المؤلف
محمد، الشيماء بلال محمود.
هيئة الاعداد
باحث / الشيماء بلال محمود محمد
مشرف / ناهد فتحي أحمد
مشرف / هشام محمد كامل
الموضوع
الأمراض النفسية.
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
157 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس
تاريخ الإجازة
18/3/2024
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - علم النفس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 174

from 174

المستخلص

مقدمة الدراسةيعد الوسواس القهري من الاضطرابات العصابية التي تصيب الأفراد الذين يكون لديهم استعداد للإصابة، وعلى الرغم من أن أعراض الاضطراب تظهر في سن الشباب إلا أن أكثر المصابين بالأعراض يكونوا قد أصيبوا في سن الطفولة وبقي المرض كامناً فترة طويلة إلى أن تهيئه لظروف المناسبة لظهوره، والوسواس القهري اضطراب يتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية (وسواسية) تؤدي إلى تكرار بعض التصرفات إجباريًا (قهريًا)، مما يعوق الحياة اليومية، ويسبب تدهورًا واسع النطاق على المستوى الفردي والمجتمعي، وهو اضطراب عادة ما يكون مزمن ومن غير المرجح أن يتحسن مرضى الوسواس القهري دون علاج.كما يسبب اضطراب الوسواس القهري Obsessive-Compulsive Disorder (OCD)، أفكارًا غير مرغوب فيها (وساوس) وأفعال متكررة (إكراهات)، في حياتهم اليومية، فيركز الكثير من الناس على الأفكار والأفعال المتكررة، ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري، فإن الأفكار أكثر تكرارًا، وتنتهي بسلوكيات متكررة ولا يمكن تجاهلها بحيث يمكن أن تعطل حياتهم، ويُعد اضطراب الوسواس القهري Obsessive-Compulsive Disorder (OCD)، رابع أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في جميع أنحاء العالم، ويختلف انتشاره حسب العمر والمناطق وغيرها، كما أنه يصيب الإناث أعلى بقليل من الذكور. ومع ذلك، يقدر معدل انتشار الوسواس القهري مدى الحياة بنسبة 2.3 ٪ تتراوح بين 1.1-3.3 ٪.ولذا فقد حظيت فئة مرضى الوسواس القهري بالاهتمام والدراسة، حيث إن الوسواس القهري يصيب الشباب وأن ما يزيد عن 50% من الحالات المصابة بهذا الاضطراب تصنف على أنها حالات حادة، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية عام 2017م فإن 2.3% من سكان العالم يعانون من اضطلااب الوسواس القهري. وتعد المخططات المعرفية اللاتكيفية التي اقترحها ”يونج” Young, J تطويراً لأفكار ”بيك” حول التشوهات المعرفية، فهو يتضمن المسار الخطي Linear Path الذى طوره فى البداية من نموذج من الخطوات المتتابعة الآتية:المخططات ← أفكار تلقائية ← تفسيرات سلبية ← مشكلات انفعالية/سلوكية. والمخططات هي أفكار محورية تتطور عبر الحياة، تماثل معتقدات أنماط الحياة فى نظرية أدلر التي تؤثر فى تفسير الفرد للأحداث، وهذه التفسيرات غالباً ما تصبح تلقائية، أي أنها تقفز إلى ذهن الفرد مباشرة دون وعي منه بذلك.
وتعد التشوهات المعرفية من المتغيرات المؤثرة على الأفراد، حيث يمر الإنسان خلال مراحل حياته بمواقف وأحداث كثيرة ومختلفة، ولكن كل فرد يدرك المواقف والأحداث بشكل مختلف ويستجيب لها بطريقة مختلفة، ويعتمد هذا على الخبرات السابقة للفرد فى المواقف المشابهة؛ وبعض الأفراد يكونون ذوي استجابة منطقية للأحداث أو تشوهات معرفية تعوق إدراكهم وتؤدي إلى استجابات لا منطقية، كما أن المواقف تختلف باختلاف الافتراضات والتصورات المشوهة الذى يعتقدها الشخص فى المواقف.
والتشوهات المعرفية لا يتم تعريفها على أنها معتقدات وأفكار مشوهة بل إنها أخطاء منهجية، كما ينظر إلى التشوهات المعرفية على أنها أحد أشكال التفكير التلقائية غير المنطقية التي يدخلها الفرد في بنائه المعرفي عند تعرضه لمجموعة من الأحداث والمواقف الضاغطة، ويمكن الاستدلال عليها من خلال تسرع الفرد في إصدار الأحكام والاستنتاج والإفراط في التعميم والتصنيفات الخاطئة التي يطلقها الفرد على الآخرين، إضافة إلى التفسيرات الشخصية التي يضفيها الفرد على المعلومات وعدم قدرته على التعامل مع هذه المعلومة بشكل فعال.
وتترك المخططات المعرفية اللاتكيفية والتشوهات المعرفية أثار وضعوط نفسية، وهذه الضغوط النفسية لا يمكن القضاء عليها نهائيًا، ولكن يمكن أن نطور أساليب مواجهة تقلل من حدوث الضغوط وتطوير استراتيجيات فعالة للتعامل معها، وهذا ما يسمى بأساليب المواجهة.كما يقصد بأساليب مواجهة الضغوط كافة جهود الفرد المعرفية والانفعالية والنفسحركية والبينشخصية، التي يسعى الفرد من خلالها إلى التصدي للمواقف الضاغطة للتخلص منها أو لتجنب أثارها السلبية (مادية ومعنوية)، أو التقليل منها بهدف المحافظة قدر الإمكان على التوازن الانفعالي وتكييفه النفسي والاجتماعي.ومن خلال ما سبق تتضح مدى أهمية تناول المخططات المعرفية اللاتكيفية والتشوهات المعرفية بالدراسة والتقصي، وكذلك أساليب المواجهة لدى مرضى الوسواس القهري.مشكلة الدراسة
تؤكد إحدى الافتراضات المهمة للنظرية المعرفية أن المعتقدات الجوهرية السلبية حول الذات، الآخرين والعالم، إنما تدل على وجود المخططات المعرفية اللاتكيفية التي تكمن وراء تطور الاضطرابات الانفعالية واستمرارها، ويعتقد أن تلك المخطوطات المختلة وظيفياً تتطور فى مرحلة مبكرة من حياة الشخص من خلال التفاعلات السلبية مع مقدمي الرعاية الأولية، وتجعل الشخص أكثر قابلية للإصابة بالمشكلات والاضطرابات النفسية عند مواجهته للمتطلبات الحياتية والضغوط النفسية على اختلافها، وهذه المخطوطات تكون مفرطة فى التعميم وتظهر بوضوح وبشكل جلي وأكثر تفصيلاً خلال حياة الفرد.كما أن المخططات المعرفية تتطور وتشكل مبدئيًا نتيجة خبرات الطفولة المؤلمة والصادمة، ويُحتفظ بها بسبب التشوهات فى طريقة معالجة المعلومات، وتستمر مع الفرد إلى النهاية كجزء لا يتجزأ من النضال على مدار حياته، وهكذا تظهر المخططات فى مرحلة الطفولة أو المراهقة كتمثيل جوهري للواقع المحيط بالفرد، وتتضح طبيعة الخلل الوظيفي للمخططات المعرفية بصورة كبرى فى وقت لاحق من حياة الكائن البشري عندما يستمر المرضى فى إظهار وتكريس مخططاتهم فى تفاعلاتهم مع الآخرين، وإن لم تعد تصوارتهم ترتكز على الواقع.ونموذج خطط يونج والذى يُطلق عليه علاج الخطط و/ أو العلاج المتمركز على الخطط يعتبر مزيجًا مبتكرًا للعلاج المعرفي السلوكي مع طرق علاج الجشتالط والعلاقات بالموضوع من مناهج التحليل النفسي، وتوسيع النموذج التقليدي للعلاج المعرفي السلوكي يؤكد بشدة على العلاقة العلاجية، والخبرات الانفعالية ومناقشة خبرات الحياة المبكرة ومحور هذه النظرية هو الخطط سيئة التكيف المبكرة (Young, 2003). والخطط المبكرة سيئة التكيف هي نمط عريض شامل من الموضوعات المتكونة أثناء الطفولة أو المراهقة، وتستمر طوال الحياة، وترتبط بعلاقة الفرد مع الذات، و/أو الآخرين وهي غير ذات كفاءة لأقصى درجة.
وبناء على ما تقدم يمكن تحديد مشكلة الدراسة فى التساؤلات الآتية:
1) ما هى المخططات المعرفية اللاتكيفية والتشوهات المعرفية وأساليب المواجهة لدى مرضى الوسواس القهرى؟
2) هل توجد علاقة بين المخططات المعرفية اللاتكيفية والتشوهات المعرفية لدى مرضى الوسواس القهرى؟
3) هل توجد علاقة بين المخططات المعرفية اللاتكيفية وأساليب المواجهة لدى مرضى الوسواس القهرى؟
4) هل توجد علاقة بين التشوهات المعرفية وأساليب المواجهة لدى مرضى الوسواس القهرى؟
5) هل توجد فروق بين الذكور والإناث في المخططات المعرفية اللاتكيفية وأساليب المواجهة والتشوهات المعرفية لدى عينه مرضى الوسواس القهري.
6) ما هو النموذج السببى الأمثل للعلاقات بين المخططات المعرفية اللاتكيفية والتشوهات المعرفية وأساليب المواجهة لدى مرضى الوسواس القهرى؟

أهداف الدراسة
هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على:
1)المخططات المعرفية اللاتكيفية والتشوهات المعرفية وأساليب المواجههة لدى عينة مرضى الوسواس القهرى.
2)العلاقة بين المخططات المعرفية اللاتكيفيه والتشوهات المعرفية وأساليب المواجهة لدى عينة من مرضى الوسواس القهرى.
أهمية الدراسة
1. الأهمية النظرية :
‌أ)تكتسب هذه الدراسة أهمية خاصة إذ تعتبر من أوائل الدراسات العربية – في حدود اطلاع الباحثة- التي تدرس الممخططات المعرفية اللاتكيفية، والتشوهات المعرفية، وأساليب المواجهة لدى عينة مرضى الوسواس القهرى.
‌ب) عينة الدراسة من مرضى الوسواس القهري المترددين على العيادات الخارجية، وهي فئة من أكثر فئات الاضطرابات النفسية أهمية وتعقيدًا، نظرًا لما يعانونه من مشكلات نفسية واجتماعية وشخصية تترك آثارها السلبية على جوانب الحياة المختلفة لديهم.
‌ج) المتغيرات التي تتناولها الدراسة الحالية (المخططات المعرفية اللاتكيفية، التشوهات المعرفية، أساليب المواجهة) ومدى العلاقة بين تلك المتغيرات ومدى تأثيرها في شخصية مرضى الوسواس القهري المترددين على العيادات الخارجية، وأهمية دراسة تلك المتغيرات كخطوة على طريق دعم البناء النفسي لمرضى الوسواس القهري.
‌د) اكتشاف النموذج السببى للعلاقات بين المخططات المعرفية اللاتكيفية والتشوهات المعرفية وأساليب المواجهة لدى مرضى الوسواس القهرى، إضافة إلى اكتشاف المسميات للمفاهيم التى تنص عليها الدراسة.
2.الأهمية التطبيقية :
‌أ) يمكن أن تسهم نتائج الدراسة الحالية في وضع برامج إرشادية تسهم في خفض الآثار السلبية لكل من (المخططات المعرفية اللاتكيفية، التشوهات المعرفية) وتزيد من قدرة مرضى الوسواس القهري على ممارسة أساليب المواجهة.
‌ب) تكمن أهمية الدراسة الحالية في الجانب التطبيقي فيما تسفر عنه نتائج الدراسة التي تفيد المعالجين النفسيين في إعداد برامج توعوية عن المخططات المعرفية اللاتكيفية، والتشوهات المعرفية وما يمكن أن يترتب عليهما من آثار سلبية.
‌ج) قد تفيد نتائج الدراسة الحالية الإخصائيين النفسيين والاجتماعيين وإثراء المعرفة لديهم لوضع خطط العلاج الامثل لمرضى الوسواس القهري.
فروض الدراسة
من خلال تساؤلات الدراسة التي حددت مشكلتها وأهدافها صاغت الباحثة الفروض الآتية:
1. توجد بعض المخططات المعرفية اللاتكيفية وبعض التشوهات المعرفية وبعض أساليب المواجهة لدى عينه مرضى الوسواس القهري.
2.توجد علاقة ارتباطيه دالة إحصائياً بين المخططات المعرفية اللاتكيفية والتشوهات المعرفية لدى عينه مرضى الوسواس القهري.
3.توجد علاقة ارتباطيه دالة إحصائياً بين المخططات المعرفية اللاتكيفية وأساليب المواجهة لدى عينه مرضى الوسواس القهري .
4. توجد علاقة ارتباطيه دالة إحصائياً بين التشوهات المعرفية وأساليب المواجهة لدى عينه من مرضى الوسواس القهري.
5. توجد فروق بين الذكور والإناث في المخططات المعرفية اللاتكيفية وأساليب المواجهة والتشوهات المعرفية لدى عينه مرضى الوسواس القهري.
6. توجد علاقة سببيه للعلاقات بين المخططات المعرفية اللاتكيفية والتشوهات المعرفية وأساليب المواجهة لدى عينه من مرضى الوسواس القهري .
إجراءات الدراسة :
منهج الدراسة
تعتمد هذه الدراسة على المنهج الوصفي, وهو منهج يعتمد على بذل جهد علمي منظم بهدف الحصول على معلومات أو أوصاف عن الظاهرة أو الظواهر محل الدراسة.
مجتمع وعينة الدراسة :
تكون مجتمع الدراسة من مرضى الوسواس القهري المترددين على العيادات الخارجية بمستشفى الصحة النفسية وعلاج الإدمان بمدينة المنيا الجديدة، وقد اختارات الباحثة عينة قوامها (52) فردًا من مرضى الوسواس القهري المترددين على العيادات الخارجية بواقع (28) ذكور، (24) إناث، تراوحت أعمارهم بين (17: 43) سنة، وقد تم مراعاة الخصائص التي تتفق مع متطلبات الدراسة من سن وعدد مرات المتابعة والتردد على المستشفيات، إضافة إلى تجانس المجموعة في متغيرات الدراسة التي تمثلت في المخططات المعرفية اللاتكيفية، والتشوهات المعرفية اللاتكيفية، وأساليب المواجهة.

مقاييس الدراسة:
-مقياس المخططات المعرفية اللاتكيفية الصورة المختصرة ليونج ترجمة (محمد عبد الرحمن، محمد سعفان، 2015)
-مقياس التشوهات المعرفية إعداد (أحمد الشريف، 2017)
- مقياس أساليب المواجهة (إعداد الباحثة)
الاستنتاجات:
في ضوء أهداف الدراسة ومنهجها وباستخدام الأساليب الإحصائية الملائمة توصلت الباحثة إلى الاستنتاجات التالية:
1. أظهر مرضى الوسواس القهري عينة الدراسة وجود بعض المخططات المعرفية اللاتكيفية وبعض التشوهات المعرفية وبعض أساليب المواجهة وبدرجات متفاوتة، وذلك على النحو التالي:
 جاء في الترتيب الأول لأبعاد المخططات المعرفية اللاتكيفية (الهجر/ عدم الاستقرار)، بينما جاء في الترتيب الأخير (الفشل).
 جاءت في المرتبة الأولى لمحوري أساليب المواجهة (أساليب مواجهة متمركز حول الانفعال)، بينما جاءت (أساليب مواجهة متمركز حول المشكلة) في المرتبة الثانية.
 حيث جاء في الترتيب الأول في أبعاد التشوهات المعرفية (لوم النفس وجلد الذات)، بينما جاء في الترتيب الأخير (تعميم أفكار الفشل).
2. توجد علاقة ارتباطية طردية دالة إحصائيًا بين المخططات المعرفية اللاتكيفية والتشوهات المعرفية لدى عينة مرضى الوسواس القهري.
3. توجد علاقة ارتباطية عكسية دالة إحصائيًا بين المخططات المعرفية اللاتكيفية وأساليب المواجهة لدى عينة مرضى الوسواس القهري.
4. توجد علاقة ارتباطية عكسية دالة إحصائيًا بين التشوهات المعرفية وأساليب المواجهة لدى عينة من مرضى الوسواس القهري.
5. توجد فروق دالة إحصائيًا بين الذكور والإناث في المخططات المعرفية اللاتكيفية والتشوهات المعرفية لدى عينة مرضى الوسواس القهري في اتجاه الإناث.
6. توجد فروق دالة إحصائيًا بين الذكور والإناث في أساليب المواجهة لدى عينة مرضى الوسواس القهري في اتجاه الإناث .
7. يوجد تأثير دال بين لوم النفس وجلد الذات وأساليب المواجهة لدى عينة مرضى الوسواس القهري.
8. يوجد تأثير دال بين المبالغة في الأهداف والمستويات ومعايير الأداء ومتغير أساليب المواجهة لدى عينة مرضى الوسواس القهري.
9. يوجد تأثير دال بين تعميم أفكار الفشل ومتغير أساليب المواجهة لدى عينة مرضى الوسواس القهري.
10. يوجد تأثير دال بين المخططات المعرفية اللاتكيفية ومتغير أساليب المواجهة لدى عينة مرضى الوسواس القهري.
التوصيات:
في ضوء نتائج الدراسة توصي الباحثة بما يلي:
1-الرعاية النفسية لمرضى الوسواس القهري المترددين على العيادات الخارجية.
2-إجراء برامج إرشادية لخفض المخططات المعرفية اللاتكيفية وبعض التشوهات المعرفية لدى مرضى الوسواس القهري.
3-إجراء برامج تدريبية لمساعدة مرضى الوسواس القهري على استخدام أساليب المواجهة.
4- إجراء مزيدًا من الدراسات التي تتناول جوانب ومتغيرات أخرى لدى مرضى الوسواس القهري.