Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحب الالهي في التصوف الإسلامي بين رابعة العدوية وابن عربي نموذجاً :
المؤلف
عبد الحميد، عبد المنعم محمود يونس.
هيئة الاعداد
باحث / عبد المنعم محمود يونس عبد الحميد
مشرف / محمد على محمد الجندي
الموضوع
الحب الإلهي (تصوف إسلامي).
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
279 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
22/2/2024
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - فلسفة إسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 276

from 276

المستخلص

أهداف الدراسة:
(1) بيان مفهوم الحب الإلهي عند كلاً من رابعة العدوية، (ت105هـ). وابن عربي، (ت638هـ). والغاية التي من ورائها نشأت واتضحت لدى متصوفة الإسلام.
(2) بيان نقاط الالتقاء أو الاختلاف بين رابعة وابن عربي، والتغيير في مفهومهما مبيناً أن المحبة هي الطريق إلى معرفة الله-عز وجل-، كما أنه قد يكشف عن تطور النظرية بين قطبي التصوف.
(3) إبراز مذهب كلاً من رابعة العدوية، وابن عربي في الحب الإلهي، ومكانه الحب الإلهي عندهما في فلسفتهما الصوفية.
(4) تحديد الصلة الوثيقة بين الحب الإلهي والمعرفة، لدى كلاً من: رابعة وابن عربي وتوضيح حقيقة الترابط، بين الحب الإلهي والمعرفة في فلسفتهم الصوفية.
ومن أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذه الدراسة، والتي ظهرت جلية وواضحة من خلال فصول الدراسة ما يلي:
أولاً: إن الحب غريزة فطرية فطر الله الإنسان عليها، لما للإنسان من مشاعر جياشة، حباه الله بها، وذلك يظهر من خلال إدراك الإنسان العلاقة الوطيدة بمن حوله من أشياء وبشر، ويتضح هذا جلياً في الديانات البدائية وفي الحضارات على مر العصور والقرون، وهو شعور نابع من داخل الإنسان، يُقرب المسافات بين المحبين، بل ويعمل هذا الحب على إزالة الفوارق والحواجز الاجتماعية، التي يضعها الإنسان من خلال الأنظمة والقوانين.
ثانياً: لقد تضمن الفكر العربي، دراسة ظاهرة الحب كرؤية فلسفية في شتى أنواعه، الواقعي والعذري والمثالي، وقد أسهم هذا الفكر في تقديم مناقشات وحوارات، فيما يتصل بمشاعر الحب، ووضعوا للحب كُتباً خاصة، ووضحوا فيها تطوره واتجاهاته وعلاماته وأمراضه، ووضعوا له العلاجات التي تفيد في العصر التي وضعت فيه الكتب والعصور المتقدمة، تضمنت هذه الكتب إشارات صريحة وغير صريحة عن الألفة والمحبة، مقرونة بالثقافة الاجتماعية، وذلك من خلال اجتهاداتهم المستقاة من الحديث الشريف والسنة المطهرة، وخرجوا بنتائج وآراء طريفة فيها إبداع يقترب كثيراً من التحليلات النفسية المعاصرة.
ثالثاً: كذلك أوضحت الدراسة، أن العلاقة بين الدين والحب علاقة تاريخيه قديمة، إن لم تكن فطرية، ويمتاز التصوف عن غيره من الأفكار والفلسفات بكونه قد جمع بين كل صنوف الحب وألوانه ونزعاته، بدءاً من الألفة والمحبة إلى العشق والهوى؛ لذلك تعد الصوفية أول من استعمل لفظة العشق في محبة الله ومناجاتهم لله بالمحبوب، وإن أول من استعمل لفظ الحب باستعمالات صريحة وتوجيهه إلى الله توجيهاً قوياً، وأول من وجه الحب توجيهاً غير ما كانت عليه هي رابعة العدوية حيث غيرت مساره.
رابعاً: ارتقى مفهوم الحب إلى مستويات سامية، ظهر في إنتاج المتصوفة في المحبة والعشق ومعالجاتهم الذوقية بالتجليات والجمال، وهم في غمر السكر الروحي، والتأمل والاستغراق. إن التوحيد من أبرز العقائد الإيمانية المقدمة في الإسلام، وقد انعكس أثر التوحيد فكراً وممارسة على الحياة الفكرية والروحية والعاطفية عند المتصوفة، حيث اقتبس العاشقون الإلهيون مفهوم التوحيد وصبغوه بصبغة بحتة؛ فصار الإتحاد بالمحبوب من شواغل أهل التصوف، منذ أن أنشد الحلاج بيته المنشود: أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا.
خامساً: إن من أهم النتائج التي تم التوصل إليها في هذه الدراسة، أن أول من تجرأ على معجم الحب الإنساني، واقتطع كلمة الحب ودفعها إلى مرتبه الحب الإلهي، هي رابعة العدوية، حيث غيرت مسار حركة الزهد الإسلامي الذي كان مدفوعاً بعامل الخوف والرغبة، وأصبح على يديها خالصاً لوجه الله، لا خوفاً ولا طمعاً، وصارت المحبة من بعدها المحور الذي تدور عليه رياضات الصوفية المسلمين ومجاهداتهم، وتصدر عنه أو ترد إليه أحوالهم ومقاماتهم، فليس سمة حال أو مقام إلا وهو من الحب الإلهي بمثابه مقدمة من مقدماته، أو ثمرة من ثمراته.
سادساً: من خلال هذا البحث ظهر لنا جلياً دور العراق الكبير بوصفه الرائد الأول؛ لظهور نظرية الحب الإلهي، فمن المعروف بأن الحب الإلهي قد نشأ بأرض العراق والبصرة تحديداً، وفيها تطور وازدهر وانتشر إلى بقاع الإسلام، فقد ظهرت بوادره لأول مرة لدى زهاد البصرة الأوائل من تلاميذ ابا موسى الأشعري؛ فكان عامر بن عبد الله بن عبد قيس أول زاهد، استطاع أن يتخلص من همومه واحزانه بالاتجاه إلى الله بالحب.
سابعاً: إن التراث الروحي الذي أنتجه الصوفية المسلمين من النثر أو النظم، قد ادعوا أو دعوه سر أذواقهم وأحوالهم وخفي أسرارهم ومكابدتهم ومواقدهم، هو خير المنابع التي تستقى منها الفلسفة الروحية الإسلامية، وما تنطوي عليها هذه الفلسفة من المعاني النفسية والخلقية والاجتماعية، وفي ثنايا التراث الصوفي نجد نفوساً وقلوباً وارواحاً وبدائع وروائع، مما أمد حياة الألفة والمودة والحب في الإسلام بقيم جمالية وذوقية راقية، وبهذا خضعت مسألة الحب الإلهي عند المسلمين لمعايير مختلفة ووجهات نظر متباينة.