الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تهدف هذه الدراسة إلى الوقوف عند شعر لسان الدين بن الخطيب، ودراسته دراسة حجاجية تتناول أبعاده اللغوية والبلاغية، وكذلك المساءلة، حيث إن شعر لسان الدين بن الخطيب تميز بالنزعة العقلية بجانب النزعة الجمالية من أجل إقناع المتلقي بما يرد داخل الخطاب، ولذلك تحاول هذه الدراسة تطبيق النظرية الحجاجية على موضوعاته الشعرية من أجل بيان أبرز الحجج التي اعتمد عليها الشاعر،ولسان الدين بن الخطيب قد حظي بمكانة كبيرة بين شعراء عصره، ذلك لجودة شعره، ومضامينه وأساليبه المتنوعة التي طرحها، وقد اعتمد في ذلك على الحجاج بأنواعه المختلفة. أما عن المنهج المستخدم، فتعتمد هذه الدراسة على المنهج الفني التحليلي لرصد ودراسة أبرز الحجج التي أبان عنها شعر لسان الدين بن الخطيب داخل النصوص التي تقوم الدراسة بالتطبيق عليها، فهو محاولة تطبيق نظرية أدبية نقدية جديدة وهي نظرية الحجاج على نص شعري قديم لا سيما إذا كان هذا النص هو الشعر الأندلسي الذي شاع فيه الاعتماد على العقل والبرهان بجوار الجانب التخييلي، ويرجع ذلك إلى طبيعة الحياة الفلسفية والفكرية التي شاعت في المجتمع الأندلسي. أما عن النتائج التي توصلت إليها الدراسة فهي كالآتي: 1- أن الحجاج قديم قدم الفلاسفة اليونان، وقد كان يتمثل لديهم في الخطابة والجدل، وقد جعله السوفساطئيون في الثقافة اليونانية متمثلًا في الجدل وإقامة الحجة، بينما جعله أرسطو متمثلًا في الجدل والخطابة معًا، وارتبط مفهوم الحجاج لديهم قديمًا بالحمل على الإقناع، والتأثير على المتلقي، وجعله خاضعًا لسلطة الكلام وتوجهاته الحجاجية. 2- أن العرب قديمًا عرفوا مباحث الحجاج، ولكنه ارتبط لديهم بالجمال الفني أكثر من الإقناع، ولذلك اختلفوا في مفهومه عن الحجاج بمعناه في العصر الحديث، وجاءت مباحث الحجاج لديهم متمثلة في الإقناع، والبيان، وإقامة الحجة، والتأثير، ولكنهم بالرغم من ذلك اختلفوا في بحثهم للحجاج عن البحث البلاغي اليوناني. 3- اعتمد لسان الدين بن الخطيب على الحجاج في قصائده المدحية، واستطاع أن يوظفه بشكل بلاغي، معتمدًا التقنيات البلاغية المتنوعة، وقد كان المديح من أكثر الأغراض والموضوعات التي ظهرت فيها مباحث الحجاج. 4- وظف لسان الدين بن الخطيب الحجج المتنوعة في شعر الهجاء، واعتمد كذلك الحجاج البلاغي، والمنطقي، وكذلك اللغوي، إذ نجده يوظف مجموعة من التقنيات الحجاجية التي تقنع بدورها في عملية دحض الحجة، والهجوم حجاجيًا على الخصم. |