Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
النشاط التجارى بالقدس عصر سلاطين المماليك ( 658-922هـ / 1260- 1516م ) :
المؤلف
أبوالبقاء، ليلى محمود محمد إبراهيم.
هيئة الاعداد
باحث / ليلى محمود محمد إبراهيم أبوالبقاء
مشرف / شلبى ابراهيم الجعيدى
مناقش / حسين عبدالرحيم حسين عليوة
مناقش / كمال السيد محمد ابومصطفى
الموضوع
سلاطين المماليك. الحرم القدسي.
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
536 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم التاريخ.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 536

from 536

المستخلص

”لم تزل دراسة التاريخ الاقتصادي من أكثر الموضوعات جذبا لانتباه الباحثين والدارسين للتاريخ الإسلامي ، فهي تلقي الضوء على حياة المجتمعات رخاء وكسادا وموقع أفرادها من مصادر الثروة سواء كانت زراعية أو صناعية أو تجارية أو حتى رعوية ، بجانب أنَّها توضح دور الدولة في الحياة الاقتصادية ومسئوليتها في إدارة جوانبها المختلفة . وإذا خصصنا حديثنا عن النشاط التجاري – وهو موضوع الدراسة – نجد أنَّ تطور المدن في العصور الإسلامية ونمو الحياة فيها أدى إلى زيادة فاعلية الحركة التجارية وتوسع نشاطها ، لا سيما المدن الكبرى التي كانت بمثابة مراكز للحراك الاقتصادي لوقوعها على طرق المواصلات البرية وربطها بالموانئ البحرية ، كبغداد ودمشق والقاهرة والقيروان. إلخ . ولعل من أهم هذه المدن مدينة القدس - الإطار المكاني للدراسة – التي لم تكن بمنأى عن الحراك الاقتصادي للمدن في العصر الإسلامي ، لكن التساؤل الذي يفرض نفسه عند دراسة التاريخ الاقتصادي لهذه المدينة في العصر المملوكي : كيف لهذه المدينة أن تنهض تجاريا بهذه الصورة التي جعلت نيابة القدس ومدنها من أهم المراكز التجارية في منطقة البحر المتوسط بعد الظروف التي عاشتها إبان فترة السيطرة الصليبية ؟ لكن بإمعان النظر ، نجد أن التركيبة الاجتماعية للقدس من أكثر العوامل التي ساعدت على الخروج من كبوة الفترة الصليبية ، هذه التركيبة التي جمعت أطياف مختلفة من الأجناس والعقائد والقبائل مما خلق وعيا داخليا أسهم في ازدهار الحياة في المدينة ، ساعد على ذلك أهمية المدينة الدينية كونها المدينة المقدسة عند عامة الطوائف الدينية الذين حرصوا على زيارتها والحج إليها من مختلف الأقطار. يضاف إلى ذلك ، اهتمام سلاطين المماليك بمدينة القدس من وازعٍ ديني كونهم رعاة للمقدسات الدينية ، وقد انعكس هذا على بعض سياساتهم تجاه المدينة المقدسة ، وسعيهم في توفير مناخ جيد لازدهار الحياة الاقتصادية بها . على كل ، فهناك عدة تساؤلات تطرحها دراسة النشاط التجاري ببيت المقدس في العصر المملوكي بخصوص واقع هذا النشاط وفاعليته ، وهي : إلى أي مدى كانت الظروف السياسية التي مرت بها الدولة المملوكية ( 658-922ه/1260-1516م) ، والحروب والاضطرابات الداخلية والخارجية والأزمات الاقتصادية والظروف الطبيعية والجغرافية .. إلخ مؤثرة في تشكيل النشاط التجاري بمدينة بيت المقدس؟؟ وهل كان لتحول بيت المقدس من مجرد ولاية صغيرة تابعة لدمشق لنيابة إدارية مستقلة عام 777ه /1375م أثر في ازدهار النشاط التجاري وتوسعه ؟؟ لكن السؤال الأهم هل كان النشاط التجاري قاصرا على صور معينة ، أم كانت هناك فاعلية وتطور للحركة التجارية في بيت المقدس ، جعلت المدينة تعج بالتجار والمؤسسات التجارية والمعاملات المالية إلى غير ذلك من أوجه النشاط التجاري ؟؟ هذه التساؤلات وغيرها سوف تجيب عليها هذه الأطروحة التي جاءت بعنوان : ”” النشاط التجاري بالقدس عصر سلاطين المماليك ( 658 – 922هـ / 1260 – 1516م ) دراسة في ضوء وثائق الحرم القدسي ووثائق الجنيزة . وبالنظر إلى ما تم دراسته حول القدس في العصر المملوكي على وجه الخصوص ، نجد أنه رغم ما حوته المصادر العربية والأجنبية من معلومات مهمة ، إلا أنها لم توف الجانب الاقتصادي ولم تعطه حقه بالقدر الكافي؛ في الوقت الذي تم فيه اكتشاف مجموعة وثائق الحرم القدسي الشريف بين عامي (1974-1976م)( )، والبالغ عددها 883 وثيقة حسب الصورة الميكروفيلم المحفوظة بجامعة ماكجل MCGil بكندا ، وقد تنوعت موضوعات الوثائق ما بين حجج شرعية ومراسيم سلطانية، وأوامر لنواب القدس في كافة مجالات الحياة المقدسية ، وكشوف مرتبات ووثائق بيع وشراء ، وحصر تركات وغير ذلك من الموضوعات التي تغطي جوانب مهمة من التاريخ الاقتصادي للمدينة المقدسة . كما تلقى هذه الوثائق أضواء جديدة على الحياة الاقتصادية قلما نجد لها مثيلاً في المصادر الأدبية والتاريخية لاسيما فيما يتعلق بالنشاط التجاري ؛ سواء فيما يخص أصناف التجار والمؤسسات التي تخدم التجارة ونظم الرهن والبيع ، والمكاييل والموازين، وأنواع النقود وما تعرضت له من تزييف وغش، وصادرات القدس ووارداتها ، والتي تنفرد الوثائق بذكرها بخلاف المصادر التقليدية التي جاءت معلوماتها مقتضبة في ذلك الجانب . وهذا ما أضفى أهمية أكبر على ما تقدمه وثائق الحرم القدسي حول تاريخ المدينة في العصر المملوكي ، وقد قامت الباحثة باستقراء شبه كامل لوثائق الحرم المنشور منها وغير المنشور خلال فصول الدراسة ، وقامت بنشر وثائق جديدة لم تنشر من قبل تخص النشاط التجاري ، تنوعت ما بين وثائق حصر إرث وعقود شراء ومبايعات وإشهادات ومداينات تجارية . أمَّا فيما يخص وثائق الجنيزة Genizah والتي اعتمدت عليها الباحثة بجانب وثائق الحرم القدسي ، فقد اهتمت برصد أحوال اليهود الاقتصادية والاجتماعية في منطقة البحر المتوسط على وجه العموم ، فقد ألقت أوراق الجنيزة الضوء على دور اليهود في تجارة بيت المقدس من خلال الخطابات المتبادلة بين التجار وأهليهم ، وعقود البيع والشراء، وما حوته المراسلات الشخصية من معلومات عن أنشطة اليهود التجارية . وتتضح مدى أهميتها بصورة أعمق في ضوء أنّ غالبية المصادر التاريخية المتصلة بفترة الدراسة قد عَّدت اليهود في منطقة الدراسة فئة هامشية فلم تركز عليها الضوء ، وكانت المعلومات عنهم مجرد فتات .هذه المعلومات المتاحة في وثائق الحرم القدسي ووثائق الجنيزة بخصوص النشاط التجاري بالقدس هو من دفع الباحثة لأن تدرس موضع هذه الأطروحة في ضوء وثائق الحرم القدسي ووثائق الجنيزة ، خصوصًا أنَّه لا توجد دراسة تفصيلية – كما سنبين لاحقًا في الدراسات السابقة – تناولت هذا الشق المهم في تاريخ القدس المملوكية . ”