Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المقاربات الفلسفية للذهن - الآلة /
المؤلف
عبدالعزيز، أحمد حسن عبدالقادر.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد حسن عبد القادر عبدالعزيز
مشرف / عادل عبدالسميع عوض
مناقش / ناصر هاشم محمد محمود
مناقش / انجى حمدى عبدالحافظ
الموضوع
الفلسفة.
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
165 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم الفلسفة.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 165

from 165

المستخلص

”بحث الانسان على مر التاريخ على اختراع يمكنه أن يحاكي العقل البشري في نمط تفكيره باستخدام الذكاء الاصطناعي الذي كان حاضرا فقط في الخيال العلمي ثم اصبح حقيقة وجزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ,وله دور كبير في تطوير البشرية ونقل العالم الى التطور والإزدهار.فالذكاء الاصطناعي هو الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج و رد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة ومن خلاله يمكن صنع حواسيب و برامج قادرة على اتخاذ سلوك بشري . ويعتبر علم متعدد الاختصاصات يأخذ مادته من سلسلة من العلوم . لقد شهد النصف الثاني من القرن العشرين ثورات واحدة تلو الأخرى في مجال الذكاء الاصطناعي بسبب النظر الي الانسان علي انه حاسوب ,وسوف تشهد السنوات القادمة تدفق الذكاء الاصطناعي وتوغله في كل مجالات حياتنا وليس ببعيد ان يمتلك كل منا روبوت كخادم لنا . ماذا لو كنا نمتلك بعض المعلومات عن ذهننا ولم نستطع فهم عقلنا وذكاءنا بصورة مطلقة ؟! هل نستطيع تطوير كائن ذكي مثلنا ؟ ,وأيضا نحن كبشر ندرك أننا متسقين ,ونعلم ما بداخلنا وما يحيط بنا تماما لاننا لا نفكر بطريقة آليه ونملك عمليات معرفية من ( احساس وانتباه وادراك وذاكرة وتفكير وتعلم ) بالإضافة الي الجانب الروحي الذي يفتقره الروبوت ) أما الروبوت لا يعلم اتساقه ولا يدرك ذاته . ثمة فرق بين العقل والذكاء والوعي ,فالعقل لديه القدرة على التحكم في الجسد، والذكاء لديه القدرة على التحكم في العقل أما الوعي فيتجاوز الجسد والعقل والذكاء فهو أحد أعراض الحياة . حينما يتم اشباع الجسد يتم اشباع العقل ولو جزئيا كتناول طعام مفضل هنا لم يتم اشباع الذكاء او الوعي , أما حينما يتعلق الأمر بالجدل في اشكالية فلسفية معقدة والتوصل لتفسير لها هنا يتم اشباع الذكاء ولأن الذكاء أعلي من العقل فإن العقل سيتم اشباعه هنا أيضا لم يتم اشباع الوعي . أما عندما نشعر بمعاناة الفقراء او معاناة من تعرضوا لحرب هنا يتم اشباع الوعي الذي هو أعلي من الجسد والعقل والوعي بالتالي يتم اشباعهم . هنا نطرح سؤالًا هل يمكننا صناعة آلة واعية ؟ في العادة ستكون الاجابة لا . هل من الممكن أن تصبح الآلة ذاتية الذكاء ؟ بالرغم انهم ليسوا أحياء الا انهم يتصرفون كما لو كانوا كذلك ولا أصف كل الجمادات بأنها واعية كالحجر ,لكن اقصد هنا الالة التي تتصرف كما لو كانت إنسان فمن الممكن بناء آلات حاسوبية ذكية وقادرة على قراءة المعنى في الرموز , لكن ليست واعية تماما مثل البشر . هنا أطرح تساؤلا هل تملك أجهزة الحاسوب ذكاءً؟ بالمعنى الاشتقاقي نعم ,لكن ليست تجربة واعية قصدية لان الذكاء هنا لا يتطلب وعي لأن الحاسوب يتم بنائه بمدخلات ومخرجات وتعمل بصورة آلية وتفتقر للوعي والارادة ومن المحال اثبات اي منهما . يمكننا التمييز بين الوعي الاصطناعي الضعيف والوعي الاصطناعي القوي .فالأول يقوم بمهمة معينة بكفاءة عالية للغاية تحاكي الذكاء البشري كلعبة كمبيوتر يكون فيها أحد اللاعبين هو المستخدم واللاعب الآخر هو الكمبيوتر، يتم تغزيته بقواعد وبيانات اللعبة ثم يقوم بتنفيذ مهمة واحدة معينة لتقليد الذكاء البشري . أما الثاني نوع معين من عقلية تطوير الذكاء الاصطناعي تكون فيه القدرة الفكرية للآلة وظيفية بنفس القدر مع القدرة الفكرية للإنسان، ويمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي القوي في شكل آلة مبتكرة مثل الروبوت ولديه إدراك حسي مماثل للإنسان . ان للعقل وحده جوانب ظاهرية وأخرى سيكولوجية ، وللوعي أيضا هذان الجانبان: وفقا لــ””تشالمرز”” تمثل الخبرات الواعية الظاهرة الخصائص الظاهرية للوعى ، أما الخصائص مثل القدرة على الاستبطان أو التقرير والإبلاغ فيصفها ””تشالمرز”” بالخصائص السيكولوجية للوعي . في هذة الرسالة سوف نعرض أيضا وجة نظروحجج المعارضين والمؤيدون لوعي الروبوت ,فحجج المعارضين ستكون في طرح تساؤلا هل الجهاز الذي يلعب الشطرنج ذكيا ؟ من وجهه نظر أحد المعارضين انه ليس الذكاء نفسه عند الانسان فالاله قد تصل الي النتيجة نفسها لكن عن طريق اضعف فهي تقوم بذلك في وضعية يكون مسار الحل فيها محدودا جدا فهو يتبع المبرمج وليست له خبرة بالتالي هذا الذكاء اضعف بكثير من ذكاء ووعي البشر . سنعرض مشكلة أخرى تتعلق بالصلة بين العقل والجسد ستكون علي مرحلتين المرحلة الأولي كمشكلة سهلة والثانية كمشكلة صعبة . الأولي تتعلق بتحليل الجانب السيكولوجي للعقل والتي تتناولها العلوم الإدراكية . هنا سنطرح تساؤلا كيف يمكن للنسق الفيزيقي أن تكون له خصائص سيكولوجية؟ أما الثانية فتتعلق بالأسئلة المتعلقة بالوعي فهي صعبة لأنها لا تتعلق بأداء الوظائف . لكن ستصبح سهلة إذا استطاع العلم اكتشاف الكثير من الحقائق حول الدماغ البشري . ان عقلية العقل البشري لا يمكن محاكاتها في نموذج آلي ,فالروبوتات غير عضوية ولا يمكن للوعي أن يوجد في شئ غير عضوي . أما حجج المؤيدين إن كان الوعي في مخ الانسان نتيجة لتركيبة بيولوجية فإن هناك بناءا مماثلا يؤدي الوظائف نفسها ومن بينها الوعي . انهم يسلمون ان للاله عقل، ويمكنها أن تفكر ،أو أن يكون لديها مشاعر . يبدوا ذلك في الروبوت المؤنسن ””صوفيا ”” فظهرت ودوده ومرحبة بمحاوريها بمنتدى شباب العالم بشرم الشيخ فهي قادرة علي تحليل وجوه الأشخاص والقيام بأكثر من 62 تعبريا مختلفا للوجه فهي تشبه الانسان الي حد كبير نسبيا . تاريخ علوم الكمبيوتر وعلوم الدماغ متشابكان في مخطوطته غير المكتملة «الكمبيوتر والدماغ»، يناقش فون نيومان ما إذا كان يمكن اعتبار الدماغ آلة حوسبة أم لا ويحدد بعض أوجه التشابه والاختلاف بين الحساب الطبيعي والاصطناعي . هناك محاولات وجهود لإمكانية تصميم آلات يمكن برمجتها للقيام بعمليات التفكير المختلفة، وبالتالي فقد مهدت هذه الجهود الطريق لإعادة مشروعية البحث في مجالات التفكير الإنساني . أدى التقدم الهائل في علوم وتكنولوجيا الحوسبة والتقدم المصاحب في مناهج علوم الدماغ إلى إشعال فرص جديدة . تم استكشاف أربعة مجالات موضوعية واسعة وهي رسم خرائط الدماغ ،وربط الدماغ والعقل والجسم، والتحديات في البيانات ،والفرص في الحوسبة أشار كل منهم إلى تحديات وفرص جديدة حيث يمكن أن تتعاون علوم الكمبيوتر وعلوم الدماغ. ليس هناك نموذج للدماغ يزودنا بأي نقطة انطلاق واضحة وليست هناك أجزاء متحركة واضحة كما هي الحال بالنسبة إلى القلب أو الرئتين، والتي تشير إلى ما يجري هناك . لا جدال في أن التقدم في علوم الدماغ سيتطلب أفكارًا جديدة في علوم الكمبيوتر مثل التحليل الجيني من خلال إنشاء أدوات حسابية . وإذ كان من الصعب على العلماء فهم دماغ الدودة علميا فقد اضطروا إلى الاعتراف بمدى تعقيد الدماغ البشري ,لكن يحاول العلماء بتسجيل النشاط ورسم خرائط لاتصال الهياكل العصبية لمساعدتنا على فهم كيفية عمل الأدمغة , ولقد أحرز كارفر ميد بعض النجاحات المدهشة عن طريق محاكاة شبكية الضفدع بـ «شبكة سيليكونية» , وهناك نموذج آخر يتمثل في بناء نموذج مماثل لإدراك الشكل في دماغ نحلة . يصمم عالم الأعصاب الحسابي ””بني”” المخ (الأعضاء والمناطق بوصفها أجهزة كمبيوتر ومن ثم يبحث عن خوارزميات متجسدة في شبكات عصبية . الدماغ هو نظام ديناميكي معقد ،ومن المحتمل أن تكون هناك روابط عميقة بين بنية الدماغ وسلوكه الديناميكي ولا يمكن فهم الدماغ معياريا فقط . تعتبر نمذجة الدماغ من أكثر المجالات إثارة للاهتمام في العلوم الحيوية والحوسبية فالدماغ هو أكثر الأجهزة تعقيدًا في الطبيعة ,وتهدف نمذجة الدماغ إلى فهم كيفية عمل الدماغ وكيفية توليد السلوك والوظائف العقلية . ان الدماغ هو المسيطر الرئيسي علي كافة أفعال الجسم وله وظيفتين الأولي التحكم في الجسم والثانية وظيفة العقل .ان الحوسبة وعلوم الدماغ يمكن أن يتعاونا بشكل وثيق لتحقيق أهداف مشتركة فعلى سبيل المثال يمكن استخدام التقنيات الحاسوبية لتحليل البيانات العصبية وفهم كيفية عمل الدماغ، ويمكن استخدام الأدوات الحيوية لتحسين أداء الحوسبة . يوجد طرح آخر حول طبيعة الروبوت الأخلاقي والسؤال هنا متي يكون الروبوت وكيلًا أخلاقيًا ؟ في ظروف معينة يمكن اعتبار الروبوتات وكلاء أخلاقيين حقيقيين , فهناك ثلاثة متطلبات لكي يتم اعتبار الروبوت على أنه عامل أخلاقي يتم تحقيق الأول عندما يكون الروبوت مستقلًا بشكل كبير عن أي مبرمجين أو مشغلي الجهاز، والثاني هو عندما يمكن للمرء تحليل أو شرح سلوك الروبوت فقط من خلال نسب بعض الاستعداد أو «النية» لفعل الخير أو الضرر ،وأخيرًا تتطلب الوكالة الأخلاقية للروبوت من الروبوت أن يتصرف بطريقة تظهر فهم المسؤولية تجاه عامل أخلاقي آخر وسيكون للروبوتات التي لديها كل هذه المعايير حقوق أخلاقية بالإضافة إلى مسؤوليات بغض النظر عن وضعها كأشخاص . لم تعد الروبوتات تقتصر على أتمتة المصانع حيث تعمل الروبوتات الآن على أتمتة مجموعة واسعة من الأنشطة المهنية مثل ؛ جوانب صناعة الرعاية الصحية، وأعمال المكاتب ذات الياقات البيضاء، وعمليات البحث والإنقاذ، والحرب الآلية، وصناعات الخدمات حتي المنازل وستكون لها تأثيرات إيجابية وسلبية . ان الهدف النهائي لأخلاقيات الآلة كما أعتقد ابتكار آلة تتبع قاعدة أخلاقية مثالية أو مجموعة قواعد أخلاقية، أي تسترشد بهذه القاعدة أو مجموعة القواعد في القرارات التي تتخذها حول المسارات المحتملة للعمل الذي يمكنها إنجازه . بدأ بعض الناس العاملين في أخلاقيات الآلة بجعل الأخلاقيات قابلة للحوسبة بابتكار برامج تتيح للآلات أن تعمل كمستشارين للبشر. ستصبح الآلات على دراية بالحالة العاطفية لمستخدميها وتتكيف وفقا لتلك الحالة ،وفى الوقت نفسه، سيصبح البشر أشبه بالآلات في علاقاتهم الشخصية وتفكيرهم ،ومن ثم سيتطور إدمان الجنس المعلوماتي، وحتى الزواج المعلوماتي . ان التقنيات كلها يمكن أن تستخدم للخير أو للشر في النهاية العلم سيف ذو حدين أحد حدي السيف يمكن أن يقضي على الفقر والمرض والجهل. غير أن الحد الآخر يمكنه أن يدمر مصلحة الناس، وبطرق مختلفة. سوف نعرض في هذة الرسالة عده وجهات نظر محتملة حول الوكالة الأخلاقية للروبوتات. منها أن الروبوتات ليست الآن عملاء أخلاقيين ولكنها قد تصبح كذلك في المستقبل . واخر يقول أن الروبوتات غير قادرة على أن تصبح وكيلًا أخلاقيًا الآن أو في المستقبل .ووجهة نظر اخرى تقول بأننا لسنا عملاء أخلاقيين ولكن الروبوتات كذلك . سوف نتطرق لموضوع اخر وهو استخدام الإمكانيات المتزايدة لربط الدماغ البشري بالأجهزة الإلكترونية وبرامج الكمبيوتر في الطب والجيش والترفيه وغيرها ويمكن استخدام تقنيات كغرسات القوقعة وتحفيز الدماغ العميق الذي يمكن استخدامها لمعالجة الاضطرابات العقلية ، والأطراف الاصطناعية العصبية . سوف نعرض أيضا فكرة السايبوغ ونثير تساؤلا هل سنصبح جميعا سايبورغ ؟. ستكون أدمغتنا قد تم التخلص منها تمامًا وستكون متاحة تقنيًا ,وستتمكن روبوتات النانو من غمرنا تمامًا في الواقع الافتراضي وربط أدمغتنا مباشرة بالإنترنت سوف تتلاشى الحدود بين البيولوجية وغير البيولوجية . تهدف واجهات الدماغ والآلة (BMI) إلى إنشاء اتصال مباشر بين الدماغ والمشغلات الاصطناعية لاستعادة الوظائف الحسية الحركية المفقودة لدى الأشخاص المرضى المعاقين فهناك عشرات الآلاف من البشر اليوم يسيرون بأعضاء مزروعة وموصولة إلكترونية بجهازهم العصبي مباشرة ويتقبل هؤلاء فكرة أنه من الأفضل لهم الحياة بأجساد هجينة، نصفها بشرية ونصفها آلية فقد تم تسجيل أول سايبورغ في بريطانيا في عام 2014 ويدعى نيل هاربيسون. يعاني نيل من مرض عمى الألوان، لذلك تم وضع هوائي في رأسه ليساعده على تمييز الألوان. سوف نتطرق أيضا حول سلامة التكنولوجيات الجديدة ومخاطرها المحتملة وآثارها الجانبية علي سبيل المثال تمكن استخدام غرسات التكنولوجيا السيطرة علي الاشخاص وتحديد مكانهم والحصول علي معلومات عن جسد وعقل المعنيين دون اذنهم . ن قوة البيو تكنولوجيا يمكن أن تدخلنا إلى عصر ( ما بعد الإنسانية ) عصر المزج بين الانسان والاله وهـو عصر يستعد الكثيرون لاستقباله بترحيب حار . ان واجهات الدماغ والآلة ستؤثر بطريقة ما على الوضع الأخلاقي للأشخاص الذين يستخدمونها. هل ما زلنا نعتبر مريضًا مشلولًا بزراعة دماغ وهيكل خارجي إنسانًا، أم نراه كآلة ؟ هل سنعتبر شخصًا ذو ساقين إلكترونيتين إنسانًا أو آلة ؟ من وجهه نظري في المستقبل القريب جدا سوف يتلاشي هذا التمييز وسيصبح أمرا عاديا . وعلي هذا النحو جاءت الرسالة بعنوان ”” المقاربات الفلسفية للذهن – الالة ”” ومن أهم التساؤلات التي شغلتنا في هذة الرسالة < 1-هل ثمة قدرات معرفية بين الانسان والروبوت وأهمها الوعي ؟< 2-هل هناك ربط بين العقل بالجسد بالدماغ ؟< 3- ما طبيعة الروبوت الأخلاقي ؟< 4- ما الآثار المفاهيمية والأخلاقية للتفاعل بين الانسان والالة ؟ بالإضافة الي تسائلات فرعية نجيب عنها في ثنايا الدراسة وكان المنهج التحليلي النقدي المقارن منها مناسبا لهذة الدراسة وقد جائت الفصول علي النحو الآتي : الفصل الأول : عنوانه ”” ربط العقل بالجسد والدماغ ”” الفصل الثاني : عنوانه ”” طبيعة الروبوت الأخلاقي ”” الفصل الثالث : عنوانه ”” حول الآثار المفاهيمية والأخلاقية للتفاعل بين الدماغ والآلة ”” ان الروبوتات المصنوعة بالكامل من الخلايا الحية المأخوذة من الخلايا الجذعية لأجنة الضفادع على سبيل المثال هي كائنات حية قابلة للبرمجة. ومن الطرق الأخرى لصنع روبوتات واعية يمكن أن تتمثل في إدخال أجزاء ومواد صناعية في الجهاز العصبي للإنسان لتحل محل الأجزاء الطبيعية، بحيث يصبح كل شيء في النهاية مصطنعا ً ,فبدعم الذكاء الاصطناعي فائق القدرة سيكون الحصول ولو علي نسبة معينة من الوعي أمراً ممكناً تماماً، ويتحقق ذلك عندما يكون الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً من البشر . في الوقت الحالي تمكن الذكاء الاصطناعي من محاكاة الذكاء البشري ولو بنسبة ليست بكبيرة . أن الجهود المبذولة لإنشاء روبوتات سوف تشكل تهديدًا كبيرًا للوجود البشري وتطوير الذكاء الاصطناعي لدرجة تحقيق الوعي الكامل يمكن أن يعني نهاية الجنس البشري لا لم يستطع صانعيها أن يتحكموا فيها . خلال العام الماضي، تحقَّقت قفزات غيرُ مسبوقة في مجال الذكاء الاصطناعي، أصابت بالذهول العالَمَ كله، ومنه الخبراء المتخصصون. ظهرت تطبيقات برمجية حوارية تمتاز بطلاقة التعبير، تُعرَف بروبوتات الدردشة (chatbots) . تقوم فكرة هذه الروبوتات الذكية على نماذج لغوية كبيرة (LLMs)، وأشهرها سلسلة البرامج الآلية المعروفة باسم المحولات التوليدية المُدرَّبة مسبقًا (GPT)، التي طوَّرتها شركة «أوبن ايه آي» OpenAI في مدينة سان فرانسيسكو. وإذا نظرتَ إلى أحدث إصدارات الشركة من هذه البرامج، وهو المسمَّى «جي بي تي 4» GPT-4، وما يمتاز به من طلاقة وسلاسة وكفاءة، فلن يصعُب عليك الاعتقاد بأن للتطبيق عقلًا وشخصية. وحتى سقطاته الغريبة، التي يُطلق عليها «هلاوس»، تدعم تلك الفكرة. وبالنسبة للكثيرين، وربما أغلب الناس في مجتمعنا الآخذ في التفتُّت، ذلك المجتمع المنفصل عن الطبيعة المنسجم مع الواقع الافتراضي، والمنكفئ على شبكات التواصل الاجتماعي، هذه الكيانات الكامنة في هواتفهم ستأسرهم شعوريًا. وسيتصرف الناس بشتى الأشكال كما لو كانت روبوتات الدردشة هذه واعية، كما لو أنَّها يمكنها أن تحب حقًا، وأن تتأذى، أو تشعر بالأمل والخوف، حتى لو لم تكن سوى مجرد مصفوفات بيانات متطورة. وسوف يتعذَّر علينا العيش بدون هذه البرامج هذه البرامج أو الاستغناء عنها، بل ربما تتفوق في ذلك على الكائنات الواعية حقًا، مع أنَّها من الناحية الشعورية مثل تلفازك الرقمي . ان تقنية الذكاء الاصطناعي وما احرزته من نجاحات ، تظل أدمغتنا العضوية أكثر مرونة وكفاءة من أي شيء ابتكره علماء الحاسوب حتى الآن، تعتمد النظرية الحديثة للحساب العصبي في علم النفس والفلسفة على فكرة أن الدماغ يعمل كنظام معقد ومتكيف وذاتي التنظيم. تفترض هذه النظرية أن الدماغ يستخدم شبكة واسعة من الخلايا العصبية المترابطة لمعالجة المعلومات، والتعلم من التجارب، وتوليد السلوك. تستمد نظرية الحساب العصبي من مجالات مختلفة مثل علم الأعصاب الإدراكي، وعلوم الكمبيوتر، والرياضيات لفهم المبادئ الأساسية لكيفية معالجة الدماغ للمعلومات وتوليد السلوك. وقد أدى هذا النهج إلى تقدم في فهم الإدراك والتعلم والذاكرة واتخاذ القرار، من بين العمليات المعرفية الأخرى. تعد نظرية الحساب العصبي مجالًا نشطًا للبحث، حيث تظهر باستمرار نتائج ورؤى جديدة. وبالتالي فإن الحوسبة العصبية هي محاولة لتقليد الدماغ البشري في الأجهزة. إن الشبكات العصبية الاصطناعية تحاكي بالفعل من شبكة الخلايا العصبية في الدماغ البشري. من الممكن استخدام نظرية الحوسبة العصبية لفهم كيفية عمل العمليات العقلية. على سبيل المثال، يمكن استخدامها لشرح كيفية تعلم الناس، وكيف يتذكرون المعلومات، وكيف يأخذون القرارات ,وتهدف نظرية الحوسبة العصبية إلى فهم كيفية عمل الدماغ ومحاكاتها في أنظمة حاسوبية، وتطوير تطبيقات متقدمة مثل التعرف على الصوت والصورة والترجمة التلقائية للغات والتحكم الذاتي. كما يعتقد البعض أن هذه النظرية قد تفيد في علاج بعض الأمراض النفسية المختلفة، وتطوير أنظمة دعم القرارات في مجالات مثل الطب والتجارة.بالتالي إذا فهم العلماء عمل الدماغ فهما دقيقا لأحدثوا طفره لم يسبق لها مثيل في أنظمة الحاسوب . تعتبر المسؤولية الأخلاقية للروبوتات الاجتماعية أحد المواضيع المهمة جدا في الوقت الحاضر ، حيث أن هذه الروبوتات يتم تصميمها وبرمجتها للتفاعل والتعامل مع البشر في مختلف المجالات مثل الرعاية الصحية والخدمات اللوجستية والرفاهية الاجتماعية والتعليمية . أن المتخصصين في تصميم الروبوتات والتقنيات الجديدة مسؤولين عن اخلاق الآلة ويجب أن يتأكدوا تماما من أن إبداعاتهم آمنة وموثوقة ومفيدة للمجتمع. وينبغي عليهم أن يأخذوا بعين الاعتبار المخاطر والعواقب المحتملة لتصاميمهم، وأن يسعوا جاهدين لتقليل أي آثار سلبية. بالإضافة إلى ذلك، يجب عليهم إعطاء الأولوية لرفاهية المستخدمين والمجتمع، والتأكد من عدم استخدام إبداعاتهم لأغراض ضارة. وينبغي لهم أيضًا أن يتحلوا بالشفافية بشأن تصميماتهم والتقنيات التي يستخدمونها، وأن يتعاونوا مع خبراء آخرين لضمان تنظيم إبداعاتهم بشكل جيد وأن يكون لها تأثير إيجابي على المجتمع. أن الروبوتات ليست حالياً مسؤولة عن الأخلاق ، إذ ليس لديها القدرة على التفكير المستقل وتحليل الأخلاق واتخاذ قرارات أخلاقية. ومع ذلك ، يمكن تصميم الروبوتات بمعايير أخلاقية واضحة من خلال برمجتها وتعلمها ، وتشمل بعض التطبيقات حالياً قواعد أخلاقية مرسومة مسبقاً في تصميمها. ومن المتوقع أن يزداد الاهتمام بتصميم روبوتات مسؤولة أخلاقياً في المستقبل. إن الروبوتات، مثل أي آلة أخرى، غير قادرة حتي الان على تحمل مسؤولية أفعالها. لقد تمت برمجتها لأداء المهام بناءً على التعليمات والخوارزميات المحددة مسبقًا فهي تسترشد بمجموعة من القواعد الأخلاقية ومجموعة من القرارات التي تتخذها حول المسارات المحتملة في العمل . ومع ذلك، فإن البشر الذين يبرمجونها ويعطونها التعليمات يمكن أن يتحملوا مسؤولية تصرفات الروبوتات. ان تقنية الواجهة الدماغية هي تقنية تسمح للتفاعل بين الجهاز الالكتروني والدماغ البشري. يتم استخدام النشاط الكهربائي للدماغ لتحديد النية أو الفكرة التي يحاول المستخدم تنفيذها ويتم تحويل هذه النية إلى إشارات رقمية، يمكن للأجهزة الالكترونية تحويل تلك الإشارات إلى أوامر يمكن استخدامها للتحكم في أي جهاز الكتروني. يمكن استخدام تقنية الواجهة الدماغية في مجالات كثيرة، مثل رعاية المرضى، وتحسين مهارات العمل وزيادة الإنتاجية. كما يمكن استخدامها في تحسين الأداء الرياضي والأداء العسكري كخوذة استشعار عن بعد لأي مخاطر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الواجهة الدماغية في التحكم في الروبوتات والمركبات وأجهزة الكمبيوترالمختلفة ,والتحكم في الأجهزة المنزلية بدون لمس وألعاب الفيديو التفاعلية. يعتبر استخدام التكنولوجيا الدماغية في السنوات الأخيرة تجربة ناجحة جدا، ولكنها لا تزال في مرحلة التطوير والتحسين. بشكل عام، يمكن القول أن تقنية الواجهة الدماغية تعد واحدة من الأساليب الواعدة لزيادة التفاعل بين الإنسان والآلة. من أمثلة تطبيقات واجهة الدماغ تطوير أجهزة تفاعل الدماغ (BCI) لتمكين الأشخاص المعاقين من التفاعل مع العالم الرقمي ,وتطوير ألعاب الفيديو التي تعتمد على تفاعل الدماغ وتحليل الإشارات العصبية ,وتحسين أداء الروبوتات والمركبات غير المأهولة باستخدام تفاعل الدماغ. ,وتشخيص بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب أو القلق باستخدام التحليل الدماغي للمرضى ,وإطلاق أجهزة الطيران غير المأهولة باستخدام الواجهة الدماغية ,وعلي الرغم من كل هذة الفوائد فكما هو الحال مع أي تقنية جديدة ، هناك آثار أخلاقية وقانونية لها وهي إمكانية استخدام ذلك بشكل غير أخلاقي. على سبيل المثال ، فيمكن استخدامه لتغيير أفكار الناس أو عواطفهم ، وكذلك لغزو خصوصيتهم. ”