Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
بعض الأساليب المعرفية وعلاقتها بالذاكرة الدلالية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية /
المؤلف
عبد العال، خالد راضي السيد
هيئة الاعداد
باحث / خالد راضي السيد عبد العال
مشرف / محمود عبد الحليم منسي
مشرف / ماجدة بباوي ميخائيل
مشرف / مروة مختار بغدادي
مشرف / عفاف عبد الفادي دانيال
الموضوع
الذاكرة المرحلة الاعدادية
تاريخ النشر
2024
عدد الصفحات
135 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس التربوى
الناشر
تاريخ الإجازة
20/1/2024
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - علم نفس تربوي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 151

from 151

المستخلص

تعد المرحلة الإعدادية مرحلة من مراحل النمو المهمة والحساسة في حياة التلميذ التي تظهر فيها بعض السمات والاتجاهات والقيم، فهي المرحلة التي يلتحق بها التلميذ بالحلقة الثانية من التعليم الأساسي ليستكمل تعليمه، وفي هذه المرحلة يتطور لدى التلميذ البناء المعرفي ويصبح قادرا على التفكير المجرد والاستدلالي والاستقرائي، كما تصبح القدرات المعرفية لديه أكثر وضوحا، كما تنمو القدرة على الانتباه، إذ يزداد الانتباه من حيث مدته وعدد مثيراته، هذه إلى جانب نمو القدرة على التعلم والتذكر، ويكون التذكر قائما على الفهم وليس على التذكر الآلي (أحمد، 2022)
وإذا كانت الذاكرة تعني قدرة التلميذ على استعادة وتذكر المعلومات فإنَّ الأسلوب المعرفي ليس هو القدرة لأنَّ القدرة تعني مدى إمكانية التلميذ أداء شيء معين بينما يعني الأسلوب أوالكيفية التي يفضل بها هذا التلميذ أداء هذا الشيء بها أي الطريقة التي يستخدمها في استعادة واسترجاع ومعالجة تلك المعلومات، وعلى اعتبار أن تلاميذ هذه المرحلة يمثلون شريحة هامة في المجتمع، بات من الضروري الاهتمام بهم، وتوفير متطلباتهم لبناء مجتمع قوي قادر على تحقيق ازدهاره وتقدمه، وهذا ما يستدعي دراسة أهم المتغيرات التي لها تأثيرا مباشرا على تحصيلهم الدراسي، ومن هذه المتغيرات الذاكرة Memory)) بصفة عامة والذاكرة الدلالية بصفة خاصة، فإذا ما حدث أية قصور في استرجاع المعلومات السابقة سيكون التلميذ متأخرا في دراسته (الختاينة، 2010).
ومفهوم الأساليب المعرفية من المفاهيم التي تناولها علم النفس المعرفي بالدراسة والمعالجة وهو يشير إلى تلك الأساليب التي يمكن بواسطتها الكشف عن الفروق الفردية بين التلاميذ في مجالات نفسية معرفية عدة حيث يأتي الإدراك في مقدمتها وبعده التذكر والتفكير والقدرة على معالجة المعلومات، كما يشير إلى الطريقة الأكثر تفضيلا لدى التلميذ التي يعتمدها في إدراكه لمثيرات العالم الذي يعيش فيه. (العتوم، 2004)، وتعد الأساليب المعرفية (Cognitive Styles) أحد أهم هذه العوامل التي تفسر مثل هذه الفروق الكمية والنوعية بين التلاميذ، حيث استُخدم مفهوم النمط أو الأسلوب (Style Construct) عند التعامل مع المعرفة والشخصية والاتصال والدافعية والإدراك والتعلم. كما أكّد ”العتوم” (2004) ذلك من خلال وجود فروق بين التلاميذ في عمليات تناول المعلومات الخارجية من حيث استقبالها ومعالجتها وتنظيمها، وفي الكيفية التي يدرك بما التلاميذ المواقف والأحداث الخارجية والطريقة التي يفكرون من خلالها بمثل هذه المواقف، وأنَّ مثل هذه الفروق ترتبط بجوانب الشخصية إلى حد ما.
ولكي يحتفظ التلميذ بالمعلومات التي يكتسبها لفترة طويلة وبفعالية عالية، لابد أن تُعالج هذه المعلومات ويتم تجهيزها عبر أربعة أنواع من الذاكرة وهي: (الذاكرة الحسية- الذاكرة قصيرة الأمد- الذاكرة العاملة- الذاكرة طويلة الأمد، ونظرا لأهمية الذاكرة فقد أجريت عليها العديد من البحوث والدراسات وخاصة مع تطور علم النفس المعرفي الذي بيّن وجود عدة أنواع من الذاكرة حتى جاء اكتشاف العالم ” تولفنج” 1972 والذي مثّل تحديا كبيرا_ في مجال الذاكرة طويلة الأمد حيث ميّز بين نوعين من أنظمة الذاكرة طويلة الأمد اعتمادا على طبيعة المعلومات المخزنة فيها وهي : الذاكرة الدلالية (Semantic Memory) وذاكرة الأحداث الشخصية (Episodic Memory) (العبودي، 2016)، وتمثل الذاكرة الدلالية خلاصة المفاهيم والمعاني، والمكونات الأساسية لكل جوانب الإدراك، والتي تستخدم لمعرفة جوهر ودلالة الموضوعات، بالإضافة إلى استخدامها في أداء الوظائف العقلية، وتفسير اللغة، وهذه المعرفة العامة للمعنى تقع ضمن نطاق الذاكرة الدلالية. (سعيد،2015)
ثانيا: مشكلة الدراسة:
تنبع مشكلة الدراسة الحالية من طبيعة المرحلة العمرية التي تتناولها وهي مرحلة التعليم الإعدادي، حيث يعاني التلاميذ بشكل عام وتلاميذ المرحلة الإعدادية بشكل خاص _من خلال ملاحظة الباحث وعمله كمدرس أول لغة إنجليزية بالمرحلة الإعدادية_ من كيفية التعامل مع المادة التعليمية وتدني قدرات التذكر لديهم خاصة مع التقدم العلمي والمعرفي والتكنولوجي، وإنَّ الفشل في تذكر المادة الدراسية واستيعابها ومستوى الأداء في الامتحانات يؤدي إلى الشعور بالتعب والضعف، كما يؤدي ذلك إلى شك التلميذ في قدرته على الأداء الجيد والشعور بالقلق والخوف من تكرار الفشل. كما أنَّ التجاذبات المعرفية التي يعيشها التلاميذ بين وسائل الإعلام وإغراءاتها وجودة عرضها معرفيا في مقابل الأساليب التقليدية المتّبعة في المدارس والتي تركز على صحة المعلومات دون الاهتمام بكيفية معالجتها، كل ذلك أدى إلى قصور في قدرات التذكر والإبداع والابتكار وحل المشكلات والتقويم والنقد، حتى أصبح التلميذ أسيرا لما تحتويه الكتب وما يقدم لهم من أفكار ومعلومات، ما أدى بدوره إلى تدني نسبة النجاح في هذه المرحلة، وكذلك فإن التغيرات التي تجري في المقررات المدرسية تجعل التلاميذ بحاجة إلى إعادة تنظيم خبراتهم المعرفية وإعادة معالجة المعلومات.
وفي ضوء ما تقدم يمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالية في السؤال الآتي: ما العلاقة الارتباطية بين بعض الأساليب المعرفية (الاندفاع-التروي)، (البأورة-الفحص)، (الاعتماد-الاستقلال عن المجال) والذاكرة الدلالية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية؟
وبالتالي يمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالية إحصائيا من خلال الأسئلة الآتية :
1-ما علاقة الأسلوب المعرفي (الاندفاع-التروي) بالذاكرة الدلالية؟
2-ما علاقة الأسلوب المعرفي (البأورة-الفحص) بالذاكرة الدلالية؟
3-ما علاقة الأسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال عن المجال) بالذاكرة الدلالية؟
4-ما طبيعة الفروق بين تلاميذ المرحلة الإعدادية في الأسلوب المعرفي التروي- الاندفاع (ذكور-إناث) والتي تعزى لعامل النوع.
5-ما طبيعة الفروق بين تلاميذ المرحلة الإعدادية في الأسلوب المعرفي البأورة- الفحص (ذكور-إناث) والتي تعزى لعامل النوع.
6-ما طبيعة الفروق بين تلاميذ المرحلة الإعدادية في الأسلوب المعرفي الاعتماد- الاستقلال عن المجال (ذكور-إناث) والتي تعزى لعامل النوع.
7-ما طبيعة الفروق بين تلاميذ المرحلة الاعدادية في الذاكرة الدلالية (ذكور-إناث) والتي تعزى لعامل النوع.
8-ما الإسهام النسبي للأسلوب المعرفي (الاندفاع-التروي) المنبئ بالذاكرة الدلالية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية؟
9- ما الإسهام النسبي للأسلوب المعرفي (البأورة-الفحص) المنبئ بالذاكرة الدلالية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية؟
10-ما الإسهام النسبي للأسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال عن المجال) المنبئ بالذاكرة الدلالية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية؟
ثالثا: أهداف الدراسة:
تتحدد الأهداف الإجرائية للدراسة الحالية فيما يلي:
1-الكشف عن العلاقة الارتباطية بين الأسلوب المعرفي (التروي-الاندفاع)، والذاكرة الدلالية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية.
2- الكشف عن العلاقة الارتباطية بين الأسلوب المعرفي (البأورة-الفحص)، والذاكرة الدلالية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية.
3- الكشف عن العلاقة الارتباطية بين الأسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال عن المجال)، والذاكرة الدلالية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية.
4- التعرف على طبيعة الفروق بين درجات تلاميذ المرحلة الإعدادية في مقياس (التروي-الاندفاع) (ذكور-إناث) والتي تعزى لعامل النوع.
5-التعرف على طبيعة الفروق بين درجات تلاميذ المرحلة الإعدادية في مقياس (البأورة-الفحص) (ذكور-إناث) والتي تعزى لعامل النوع.
6-التعرف على طبيعة الفروق بين درجات تلاميذ المرحلة الإعدادية في مقياس (الاعتماد-الاستقلال عن المجال) (ذكور-إناث) والتي تعزى لعامل النوع.
7-التعرف على طبيعة الفروق بين درجات تلاميذ المرحلة الإعدادية في مقياس الذاكرة الدلالية (ذكور-اناث) والتي تعزى لعامل النوع.
8-الكشف عن الإسهام النسبي للأسلوب المعرفي(التروي-الاندفاع) في التنبؤ بالذاكرة الدلالية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية.
9-الكشف عن الإسهام النسبي للأسلوب المعرفي (البأورة-الفحص) في التنبؤ بالذاكرة الدلالية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية.
10-الكشف عن الإسهام النسبي للأسلوب المعرفي (الاعتماد-الاستقلال عن المجال) في التنبؤ بالذاكرة الدلالية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية.
أهمية الدراسة:
وتتمثل في النقاط التالية :-
1-تنطلق أهمية الدراسة من أهمية مرحلة العينة التي تناولتها الدراسة. فمرحلة الدراسة هي المرحلة الإعدادية التي تُمثل البناء النفسي والمعرفي لدى التلاميذ بكل جوانبها، كما أن تلاميذ هذه المرحلة يُعدّون علماء المستقبل والشريحة التي يعوّل عليها كل مجتمع.
2-تسليط الضوء على العلاقة بين الأسلوب المعرفي (التروي-الاندفاع)، (البأورة-الفحص)، (الاعتماد-الاستقلال عن المجال) والذاكرة الدلالية مما يساهم بما تنتهي إليه هذه الدراسة من إفادة المجال التربوي، من خلال إدخال متغيرات هذه الدراسة عين الاعتبار عند صياغة المناهج الدراسية وطرق التدريس؛ حيث تمثل تلك المتغيرات أبعادا مهمة داخل المجال المعرفي. كما أن التعرف على أساليب التلاميذ وتحديدها من قبل القائمين على العملية التعليمية يفيد في تحضير الدروس وتنويع الطرق والوئاسل والتقنيات في عرض المادة التعليمية بكيفية تتناسب وطبيعة ونوع الأساليب المعرفية، وهذا بدوره يسهل العمل التعليمي بالنسبة للتلميذ، فضلا عن متغير الذاكرة الدلالية والذي لقى اهتماما كبيرا في الوقت الحاضر لما له من الأثر الواضح في العملية التعليمية ويعد من المفاهيم الحديثة نسبيا في مجال علم النفس المعرفي.
3-تقديم بعض الأساليب المعرفية الجديدة للتراث السيكولوجي العربي، حيث أن من متغيرات هذه الدراسة الأساليب المعرفية والتي تعد من أهم الفروق الفردية لدى التلاميذ بما تحدده كطرق ثابتة ومألوفة لإدراك التلميذ وتذكره وتفكيره وطرقه في حل المشكلة.
4--إثراء المكتبة بإطار نظري عن متغيرات الدراسة وتقديم مقاييس للأساليب المعرفية والذاكرة الدلالية لإفادة الباحثين بهما.
5-توجيه المربين والمتخصصين لتعليم التلاميذ وفق الأساليب المعرفية التي يفضلونها واختيار الأسلوب المناسب للتعامل معهم.
6- يمكن الاستفادة من نتائج الدراسة الحالية في محاولة تعديل الأساليب المعرفية لبعض التلاميذ غير الملائمة لمواقف التعلم .
7-إعداد برامج التوعية للآباء أو المؤسسات العلمية الأخرى بغرس الأساليب المعرفية الأكثر ارتباطا بالذاكرة الدلالية.
8-قياس الأسلوب المعرفي لدى التلميذ من المجالات التربوية التي يمكن أن تسهم في مساعدة المربين على مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ والتي تسعى النظم التربوية إلى مراعاتها .
9-تطبيق مقاييس لبعض الأساليب المعرفية والذاكرة الدلالية (إعداد الباحث)، والتي يمكن أن يكونا منطلقا لإجراء مزيدا من البحوث في هذا المجال.
الأساليب الإحصائية.
من أجل قياس الخصائص السيكومترية لمقاييس الدراسة واختبار صحة الفروض تم استخدم الباحث العديد من الأساليب الإحصائية والتي تتناسب مع طبيعة الدراسة وحجم العينة، وذلك من خلال البرنامج الإحصائي SPSS. V.26)) وهي معامل ارتباط بيرسون الثنائي، ومعامل ثبات ألفا كرونباخ، وكذلك اختبار (ت) (T.test) لعينتين مستقلتين، واختبار تحليل الانحدار اللوجستي الثنائي، واختبار مربع كاي للفروق بين الذكور والإناث.
منهج الدراسة:-
تم استخدام المنهج الوصفي الارتباطي وذلك لملائمته لموضوع وأهداف الدراسة ومتغيراتها حيث يتم من خلاله التحقق من نوع العلاقة بين بعض الأساليب المعرفية والذاكرة الدلالية، وإمكانية التنبؤ بالذاكرة الدلالية من خلال الأساليب المعرفية الثلاثة وهي الأسلوب المعرفي (التروي والاندفاع) والأسلوب المعرفي (البأورة والفحص)، والأسلوب المعرفي (الاستقلال والاعتماد على المجال).
عينة الدراسة:
تكونت عينة الدراسة الأساسية في صورتها النهائية من (600) تلميذا وتلميذة من الذكور والإناث بواقع (320 ) تلميذة ويمثلون (53.3%) و(280) تلميذ ويمثلون (46.7%) من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي تم اختيارهم بطريقة عشوائية من أربعة مدارس تابعين لإدارة مغاغة التعليمية بمحافظة المنيا. بواقع مدرسة واحدة للبنين ومدرسة واحدة للبنات ومدرستين مشتركتين بنين وبنات، من العدد الكلي لمجتمع الدراسة والبالغ (10763) تلميذا وتلميذة. بواقع (5497) تلميذا و (5266) تلميذة. وتترواح أعمارهم من 12-14 سنة بمتوسط عمر زمني (13.2 سنة)، وانحراف معياري (1.31). وذلك في الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي (2021/2022).
أدوات الدراسة:
أولا: مقياس الأسلوب المعرفي التروي والاندفاع: (إعداد/ الباحث).
ثانيا: مقياس الأسلوب المعرفي البأورة والفحص: (إعداد/ الباحث).
ثالثا: مقياس الأسلوب المعرفي الاستقلال والاعتماد على المجال: (إعداد/ الباحث).
رابعا: مقياس الذاكرة الدلالية: (إعداد/ الباحث).
نتائج الدراسة:
أظهرت الدراسة الحالية النتائج التالية:
*وجود علاقة ارتباطية موجبة ودالة إحصائيا بين (مقياس التروي والاندفاع، ومقياس الأسلوب المعرفي البأورة والفحص، ومقياس الاستقلال والاعتماد على المجال) والذاكرة الدلالية.
*عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لعامل النوع بين متوسطات درجات التلاميذ والتلميذات على مقياس التروي والاندفاع، ومقياس البأورة والفحص، ومقياس الاستقلال والاعتماد على المجال.
*عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لعامل النوع بين متوسطات درجات التلاميذ و التلميذات على مقياس الذاكرة الدلالية.
*إمكانية التنبؤ بدرجات التلاميذ والتلميذات على مقياس الذاكرة الدلالية من خلال مقياس التروي والاندفاع، ومقياس البأورة والفحص، ومقياس الاستقلال والاعتماد على المجال.