Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية برنامج قائم على التأهيل اللغوي والمعرفي
لتحسين النمو اللغوي والمعرفي لدى عينة من الأطفال ضعاف السمع/
المؤلف
صباح محمد عبد النبي حسن
هيئة الاعداد
باحث / صباح محمد عبد النبي حسن
مشرف / أسماء محمد محمود السرسي
مناقش / هويدا حسني الجبالي
مناقش / إيمان سعيد عبد الحميد
تاريخ النشر
2023
عدد الصفحات
ب-ر، 221ص:
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم النفس العصبي وعلم النفس الفسيولوجي
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد الطفولة - الدراسات النفسية للاطفال
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 250

from 250

المستخلص

تعد مرحلة الطفولة عمومًا من أهم المراحل التي يمر بها الطفل عبر مساره النمائي؛ إذ إنها ذات أهمية في بناء الشخصية وتطوير مستوى التفكير والثقافة، وفيها يحتاج الطفل إلى التنفيس عما بداخله من مشاعر وأفكار ورغبات من خلال عملية التفاعل والتواصل مع الآخرين في المواقف المختلفة، كما أنه يتعرض فيها لمشكلات وتحديات داخلية وخارجية، منها ما قد يرجع إلى طبيعة المرحلة ذاتها، ومنها ما قد يكون بسبب بعض الاضطرابات، كما هو الحال مع الأطفال ضعاف السمع تحديدًا؛ حيث تعد هذه الفئة من أكثر الفئات عرضة للمشكلات والاضطرابات المتلاحقة وسوء التوافق والانسجام مع الآخرين؛ نظرًا لمشكلات السمع التي تحول دون القيام بالوظائف اللغوية والمعرفية على الوجه الأمثل، من أجل تنمية الجوانب الأكاديمية والتفاعل مع المحيطين بهم في البيئة الخارجية، فهم في أمس الحاجة للرعاية والاهتمام والدعم من قبل القائمين على رعايتهم والمسؤولين عن فئات التربية الخاصة عمومًا.
فمشكلة الضعف السمعي واحدة من بين تلك المشكلات التي يتعرض لها الأطفال ضعاف السمع، وخطرها لا يقل ضررًا عن أي جوانب أخرى في شخصية هؤلاء الأطفال، فقد تم إعطاء ظاهرة ضعف السمع مزيدًا من الاهتمام في السنوات الأخيرة من قبل التربويين والمختصين، كونها تسبب مشكلات وصعوبات حسية، أو قصور يمنع الطفل من استقبال الأصوات المثارة في كل أو معظم أشكالها، والمشكلات التي تحول دون أن يقوم الجهاز السمعي عند الطفل بوظائفه، أو التي تقلل من قدرته على سماع الأصوات المختلفة، والتي تعوق عملية اكتساب النمو اللغوي والمعرفي؛ ومن أجل أن يتمكن المسؤولين والقائمين على المؤسسات المعنية وضع الخطط والآليات الفعالة للحد من تعرض الأطفال لها واكتشاف الحلول الملائمة.
كما بدا للباحثة بعد مراجعة الأدب النفسي والتربوي، أن التأهيل اللغوي والمعرفي له أهمية خاصة في تمكين الأطفال ضعاف السمع من التواصل والتفاعل مع الآخرين، ومن التعبير عن انفعالاتهم وإظهار حالاتهم العقلية، والتي من الممكن أن تنمو بصفة مبكرة لديهم إذا أخذت جانبًا من الاهتمام والتدريب، وبرغم وجود عجز بدرجات متفاوتة على قراءة الحالات العقلية وضعف المشاركة الوجدانية والتواصل مع الآخرين لدى بعض الأطفال ضعاف السمع، إلا أن هذه التأهيل اللغوي كما اتضح في الأدبيات النظرية أنه أثبت فعاليته في تحسين الكثير من الجوانب اللغوية والمعرفية لدى هذه الفئة من الأطفال.
وانطلاقًا من تلك الرؤية، اتضح للباحثة أهمية الدور الإيجابي الذي يسهم به التدخل القائم على التأهيل اللغوي والمعرفي في تحسين النمو اللغوي والمعرفي لدى الأطفال ضعاف السمع، ومن هنا كانت الفكرة من إعداد هذه الدراسة للتعرف على أثر ذلك لدى هذه الفئة، وهو ما يمثل مشكلة الدراسة الحالية.
مشكلة الدراسة:
اتضحت مشكلة الدراسة لدى الباحثة في ضوء ما أشارت إليه بعض الدراسات والبحوث السابقة، من أن المشكلات الأكاديمية وخاصة مشكلات الأطفال ضعاف السمع - على وجه الخصوص – من أكثر المشكلات التي تواجه النظام التعليمي في الوقت الحاضر؛ حيث يواجه هؤلاء الأطفال العديد من الصعوبات التعليمية التي تتمثل في ضعف التفاعل والتكيف مع الآخرين، وفي الغالب ما ترتبط هذه المشكلات بالأداء الأكاديمي، والذي يمكن أن يكون له أثرًا سلبيًا في مختلف المشكلات الأخرى التي يواجهها هؤلاء الأطفال، وأن خطر ذلك يبدو في مجموعة من المشكلات النفسية والاجتماعية، وهي بمثابة عقبة في تحقيق الأهداف.
واستنادًا إلى الزيارات الميدانية لبعض مدارس الصم في محافظة الفيوم، والتي اتضح من خلالها وجود مشكلات متعددة لدى هؤلاء الأطفال، وينقصهم العديد من الدعم والمشاركة والتدخل لفهم مشكلاتهم وتحسين جوانبهم اللغوية، سواءٌ في (الاستعداد للقراءة، الاستعداد للكتابة، الفهم اللغوي، والتواصل اللفظي)، أو في تحسين جوانبهم المعرفية (الإدراك الحسي، الانتباه البصري، التركيز الصوتي، العمليات التنفيذية)، ووفقًا لنتائج المسح الذي قامت به الباحثة كذلك، والذي أسفر عن ندرة الدراسات والبحوث التي تناولت المدخل التأهيلي اللغوي والمعرفي في تحسين النمو اللغوي والمعرفي لدى الأطفال ضعاف السمع، وكذلك ارتفاع نسبة الضعف اللغوي والمعرفي لدى الأطفال ضعاف السمع، ووجود قصور في اللغة اللفظية لديهم كما جاء في دراسات وبحوث كل من (فاتن محمد، 2007؛ أحمد عبده، 2010؛ سهير التوني، 2010؛ سعيد عبد الحميد ومحمد محمد، 2012؛ محفوظ أبو الفضل، 2013؛ سعدية علي، 2014؛ Lin, 2015; Zamani et al., 2016 Pal et al., 2014;؛ فاطمة أحمد، 2017؛ Hitchins & Hogan, 2018; Gong et al., 2019؛ أحمد بعد القوي، 2019؛ محمد بشاتوه، 2019؛ Meinzen-Derr et al., 2121)، من هنا جاءت فكرة الدراسة للتعرف على أهمية التأهيل اللغوي والمعرفي في التكفل بهذه الفئة لتحسين النمو اللغوي والمعرفي، ومساعداتهم على فهم أنفسهم، والتغلب على مشكلاتهم اللغوية والمعرفية، واكتشاف إمكاناتهم واستثمارها، والوصول إلى تحقيق أهدافهم داخل المؤسسة التربوية وخارجها.
وتأسيسًا على ما سبق، فقد تطلب الأمر القيام بهذه الدراسة لمساعدة الأطفال ضعاف السمع الذين يؤهلون للعمل في المستقبل القريب، وتمكينهم من مواجهة أحداث حياتهم اليومية بطريقة إيجابية لتحسين النمو اللغوي والمعرفي، وهو ما دفع الباحثة للحاجة إلى القيام بدراسة تدخلية استنادًا إلى التأهيل اللغوي والمعرفي لتحقيق هذا الهدف، والتحقق من فعاليته ومدى استمراريته، ومن هنا باتت المشكلة أكثر وضوحًا، والتي يمكن التعرف على مدى النجاح فيها من خلال الإجابة عن التساؤل الرئيس التالي:
ما فعالية البرنامج القائم على التأهيل اللغوي والمعرفي لتحسين النمو اللغوي والمعرفي لدى عينة من الأطفال ضعاف السمع؟
ولتوضيح جوانب المشكلة بشكل أكثر، فكان لا بُدَّ من وضع بعض التساؤلات الفرعية الآتية:
1- ما الفروق بين متوسطي رتب درجات الأطفال ضعاف السمع من أفراد المجموعة التجريبية على مقياس النمو اللغوي في كل من القياسين القبلي؟
2- ما الفروق بين متوسطي رتب درجات الأطفال ضعاف السمع من أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس النمو اللغوي في القياس البعدي؟
3- ما الفروق بين متوسطي رتب درجات الأطفال ضعاف السمع من أفراد المجموعة التجريبية على مقياس النمو اللغوي في كل من القياسين البعدي والتتبعي؟
4- ما الفروق بين متوسطي رتب درجات الأطفال ضعاف السمع من أفراد المجموعة التجريبية على مقياس النمو المعرفي في كل من القياسين القبلي والبعدي؟
5- ما الفروق بين متوسطي رتب درجات الأطفال ضعاف السمع من أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس النمو المعرفي في القياس البعدي؟
6- ما الفروق بين متوسطي رتب درجات الأطفال ضعاف السمع من أفراد المجموعة التجريبية على مقياس النمو المعرفي في كل من القياسين البعدي والتتبعي.
وعن أهداف الدراسة:
فقد اتجهت الدراسة الحالية نحو تحقيق الأهداف الآتية:
1- توظيف استراتيجيات التأهيل اللغوي والمعرفي في تحسين النمو اللغوي والمعرفي لدى عينة من الأطفال ضعاف السمع، والوصول بهم إلى حالة من التوافق النفسي - الاجتماعي، والأكاديمي.
2- التحقق من مدى فعالية البرنامج المعد لهذه الدراسة في تحسين النمو اللغوي والمعرفي لدى الأطفال ضعاف السمع، ورصد وتحليل الانعكاسات النفسية المترتبة عن ذلك بعد الانتهاء من عملية التنفيذ.
3- الكشف عن مدى استمرارية أثر هذا البرنامج في تحسين النمو اللغوي والمعرفي لدى الأطفال ضعاف السمع أفراد المجموعة التجريبية.
وفيما يتعلق بأهمية الدراسة:
فقد انطوى موضوع الدراسة على أهمية نظرية وأخرى تطبيقية.
فمن الناحية النظرية:
1- تسعى الدراسة الحالية إلى تقديم إطار نظري للتعرف على مشكلات الأطفال ضعاف السمع، وعرض برنامج تدريبي مصمم لهذه الفئة بهدف التوصل إلى حلول للمشكلات اللغوية والمعرفية لديهم.
2- قد تفيد الدراسة في إلقاء الضوء من قبل الباحثين على مشكلات النمو اللغوي والمعرفي لدى شريحة من الأطفال ضعاف السمع، كونهم في أمس الحاجة للرعاية والاهتمام.
3- تنبع الأهمية النظرية أيضًا من حيث إنها محاولة لفهم أسباب ضعف النمو اللغوي والمعرفي لدى الأطفال ضعاف السمع، وبالتالي فهي قد تفتح المجال لمزيد من الدراسات في هذا الشأن.
وأما من الناحية التطبيقية:
1- تحاول الدراسة الحالية تقديم برنامج للأطفال الين يعانون من الضعف السمعي لتحسين النمو اللغوي والمعرفي، والتخفيف من الصعوبات الناجمة عن الضعف السمعي، وزيادة قدراتهم اللغوية والمعرفية.
2- من الممكن أن تساعد نتائج الدراسة الحالية في التخطيط للبرامج الإرشادية والتعليمية والعلاجية والوقائية لتخفيف النواتج السلبية الناتجة عن قصور النمو اللغوي والمعرفي لدى الأطفال ضعاف السمع.
3- تعود أهمية الدراسة في إمكانية الاستفادة من نتائجها وأدواتها في توجيه متخذي القرار على مستوى مراكز التربية الخاصة، وأعضاء هيئة التدريس، والباحثين، والدارسين، والممارسين للمهنة، نحو تقديم يد العون لمساعدة هؤلاء الأطفال، ووضعهم في دائرة التخطيط والاهتمام.
وبالنسبة لفروض الدراسة:
فقد تمت صياغتها في ضوء ما أسفرت عنه نتائج الدراسات والبحوث السابقة على النحو الآتي:
1- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات الأطفال ضعاف السمع من أفراد المجموعة التجريبية على مقياس النمو اللغوي في كل من القياسين القبلي والبعدي في اتجاه القياس البعدي.
2- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات الأطفال ضعاف السمع من أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس النمو اللغوي في القياس البعدي في اتجاه المجموعة التجريبية.
3- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات الأطفال ضعاف السمع من أفراد المجموعة التجريبية على مقياس النمو اللغوي في كل من القياسين البعدي والتتبعي.
4- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات الأطفال ضعاف السمع من أفراد المجموعة التجريبية على مقياس النمو المعرفي في كل من القياسين القبلي والبعدي في اتجاه القياس البعدي.
5- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات الأطفال ضعاف السمع من أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس النمو المعرفي في القياس البعدي في اتجاه المجموعة التجريبية.
6- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات الأطفال ضعاف السمع من أفراد المجموعة التجريبية على مقياس النمو المعرفي في كل من القياسين البعدي والتتبعي.
وفيما يختص بحدود الدراسة:
فقد تحددت الدراسة بالجوانب الآتية:
الحدود المنهجية: خضعت الدراسة الحالية للمنهج التجريبي ذي المجموعتين، والذي من خلاله تم التعرف على مدى فعالية البرنامج المقترح القائم على التأهيل اللغوي والمعرفي في تحسين النمو اللغوي والمعرفي لدى عينة من الأطفال ضعاف السمع.
الحدود البشرية: اقتصرت الدراسة على (20) طفلًا وطفلة، تم اختيارهم من مدرسة الأمل للصم وضعاف السمع بمحافظة الفيوم، تراوحت أعمارهم بين (8-9) سنوات، بمتوسط قدره (2,9) وانحراف معياري (۰٫781)، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين (تجريبية وضابطة)، بواقع (10) أطفال في كل مجموعة.
الحدود الزمانية: طبقت الدراسة في الفصل الدراسي الثاني لعام 2022/2023م
الحدود المكانية: أجريت الدراسة في مدرسة الأمل للصم وضعاف السمع بمحافظة الفيوم.
وحول الأدوات التي تمت الاستعانة بها، فقد تمثلت في الآتي:
1- اختبار المصفوفات المتتابعة الملونة Colored Progressive Matrices (CPM): لجون رافن John Raven))، ترجمة وتقنين: (عماد أحمد حسن، 2016).
2- مقياس النمو اللغوي للأطفال ضعاف السمع (إعداد الباحثة).
3- مقياس النمو المعرفي للأطفال ضعاف السمع (إعداد الباحثة).
4- البرنامج القائم على التأهيل اللغوي والمعرفي لتحسين النمو اللغوي والمعرفي لدى عينة من الأطفال ضعاف السمع (إعداد الباحثة).
وعن الأساليب الإحصائية المستخدمة:
فقد تضمنت ما يلي:
• اختبار مان ويتني Mann-Whitneyلعينتين مستقلتين، وذلك في أثناء التكافؤ بين المجموعتين التجريبية والضابطة وفي اختبار صحة بعض الفروض أيضًا.
• اختبار ويلكوكسون Willcoxon لعينتين مرتبطتين وذلك أثناء اختبار صحة الفروض.
• معامل الارتباط لبيرسون Pearson Correlation للتحقق من الاتساق الداخلي لمفردات أدوات الدراسة.
• المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية Means and standard deviations.
وقد تمت معالجة البيانات التي تم الحصول عليها باستخدام برنامج (SPSS)، بالإضافة إلى برنامج (AMOS. V.24).
وأما بالنسبة للنتائج التي توصلت إليها الدراسة فجاءت على النحو الآتي:
1- أسفرت نتائج الدراسة عن وجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطي رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية على مقياسي النمو اللغوي في كل من القياسين القبلي والبعدي في اتجاه القياس البعدي.
2- كما أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطي رتب درجات أطفال المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياسي النمو اللغوي والمعرفي في القياس البعدي في اتجاه أطفال المجموعة التجريبية.
3- بينما لم تكشف النتائج عن وجود أي فروق دالة إحصائيًا بين متوسطي رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية على مقياسي النمو اللغوي والمعرفي في كل من القياسين البعدي والتتبعي.
وقد تم تفسير نتائج الدراسة في ضوء الإطار النظري والدراسات والبحوث السابقة وفي ضوء الخبرة الذاتية للباحثة، والتي أشارت في عمومها إلى فعالية البرنامج المقترح القائم على التأهيل اللغوي والمعرفي في تحسين النمو اللغوي والمعرفي لدى الأطفال ضعاف السمع، تلا ذلك ما قامت به الباحثة من توصيات، وما اقترحته من موضوعات لدراسات وبحوث مستقبلية.