Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
إشكالية العقل والمادة بين الطبيعيين الأوائل وفلاسفة المغرب :
المؤلف
المهدي، أسماء مرتضى محمد.
هيئة الاعداد
باحث / أسماء مرتضى محمد المهدي
مشرف / محمد سلامة عبد العزيز
مشرف / حسن أحمد محمد عبد اللطيف
الموضوع
الفلسفة الاسلامية.
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
264 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
20/1/2024
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - الفلسفة الإسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 261

from 261

المستخلص

تحاول هذه الدراسة الوقوف على التصورات والأقوال الفلسفية، للفلاسفة الطبيعيين الأوائل (السابقون على سقراط)، وفلاسفة المغرب (ابن باجة وابن طفيل وابن رشد)، في علاقتها بإشكالية العقل والمادة، وذلك في صورة مقارنة تهدف إلى توضيح مدى قرب تصورات هذين الفريقين من العقل والمادة من عدمه.
ومن خلال دراسة هذا الموضوع فإن هذه الأطروحة تهدف إلى الوقوف على المسائل الآتية:
1) الموازنة بين ما جاء من تعريفات أو مفاهيم للعقل والمادة عند الطبيعيين الأوائل وفلاسفة المغرب، وذلك في صورة مقارنة تكشف عن الأسس التي قامت عليها تلك التعريفات وعلاقتها بما صدر عن هاتين الفريقين من تصورات فلسفية.
2) الوقوف على صلة تصورات الطبيعيين الأوائل حول أصل الكون، وبحث فلاسفة المغرب في مشكلة الوجود، والوقوف على صلة ذلك بالعقل والمادة، مع الأخذ في الحسبان بأن تصورات الطبيعيين الأوائل صدرت في مهد التفكير الفلسفي، في حين إن ما جاء عند فلاسفة المغرب كان بعد أن تطورت المباحث الفلسفية بصورة كبيرة.
3) دراسة أقوال الطبيعيين الأوائل وفلاسفة المغرب حول مفهوم المعرفة وأسسها وغايتها، لتبين صلة هذه الأقوال بأصل العقل والمادة، وذلك في صورة من المقارنة الفلسفية الموضوعية.
4) تبين صلة الإشارات والشذرات الأخلاقية التي صدرت عن الطبيعيين الأوائل وما جا من تصورات فلسفية عن الأخلاق عند فلاسفة المغرب، تبين صلة ذلك بالعقل والمادة أيضًا.
نتائج الدراسة:
فبعد دراسة هذا الموضوع (إشكالية العقل والمادة بين الطبيعيين الأوائل وفلاسفة المغرب)، يمكن الإشارة إلى أبرز النتائج التي توصلت إليها الباحثة من وراء هذه الدراسة، على النحو التالي:
أولًا: تبين أن الفلاسفة الطبيعيين الأوائل لم يصدر عنهم أية تعريفات للعقل والمادة، باستثناء بعض الشذرات المتناثرة، مثل تعريف طاليس للعقل؛ بأنه أسرع الأشياء في الكون، وهذا أمر طبيعي، باعتبار أن هؤلاء الفلاسفة كانوا في دور التأسيس للفلسفة اليونانية، وبالتالي لم تكن هناك قواعد منهجية قد حُددت أو أسس فلسفية قد نظمت، في حين أن فلاسفة المغرب قد قدموا عدة تعريفات للعقل والمادة، مثل: تعريف ابن رشد للمادة، فهي عنده المبدأ الهيولاني، الذي لا وجود له بذاته، بل بالصور التي تتعاقب عليه، كما هي الموضوع الأقصى لجميع الكائنات الفاسدة، في حين أن العقل عند ابن طفيل، يقصد به جوهر مفارق للمادة، يدرك الموجود الواجب الوجود، فهو خالد، كذلك عند سابقه ابن باجة، حيث يعد العقل مصدر المعرفة الصحيحة والأخلاق، وذلك لأن هؤلاء الفلاسفة قد عاشوا في حقبة يسرت لهم الاطلاع على التراث الفلسفي اليوناني وتراث فلاسفة المشرق أيضًا، وبالتالي جاءت أقوالهم حول العقل والمادة أكثر تنظيمًا وتحديدًا.
ثانيًا: تبين أن هناك صلة كبيرة بين تصورات الطبيعيين الأوائل بين ما ذهبوا إليه في أصل الوجود، وبين عنصري العقل والمادة، فمن جهة فإن ما حدده أكثر الطبيعيين الأوائل لأصل الكون هو مادي في المقام الأول، حيث أنهم رأوا أن أصل العالم لا بد أن يكون مادة من جنس هذا العالم.
ثالثًا: وفيما يتعلق ببحث الطبيعيين الأوائل حول المعرفة الإنسانية، وهل هي مادية أم عقلية؟ فيمكن القول بأن بحث هؤلاء الفلاسفة في هذه الناحية جاء متأرجحًا بين القول بالمعرفة المادية، وبين الإشارة إلى أن المعرفة عقلية، فقد ظهر أن طاليس على سبيل المثال، يرى باستقلالية المعرفة عن الحواس، أما هيراقليطس فقد جمع في المعرفة بين المحسوسات (الماديات) وبين العقل، كما أنه- أي هيراقليطس- قد فرق بين المعرفة العقلية والمعرفة الظنية، بينما عند اكسينوفان فقد رفض المعرفة الحسية، وقال بإن أصل المعرفة الصحيحة هو التفكير، الذي يقوم على العقل، ويتضح أنه كان هناك اتجاهًا ماديًا في المعرفة عند الفلاسفة الطبيعيين، وكذلك كان هناك اعتداد بالمعرفة التي تقوم على العقل.
أما فيما يتعلق بفلاسفة المغرب فإن الأمر تأرجح لديهم كذلك بين القول بمعرفة عقلية خالصة، وهذا ما ذهب إليه ابن باجة وابن طفيل، وبين الجمع بين المعرفة الحسية والعقلية وهو ما ظهر عند ابن رشد؛ الذي قال بأن أساس المعرفة عقلي لكنه جمع بين الحس والعقل في المعرفة، ففي مسألة اكتساب الأفكار (أي معرفة الأفكار)، فإن ابن رشد يرى أن ذلك متوقف على التجربة، وفي ذلك يكون اتجاه ابن رشد ماديًا في المعرفة، ويتبين للباحثة إذن فيما يتعلق بموضوع المعرفة هذا أن كلا الفريقين (الطبيعيين الأوائل وفلاسفة المغرب)، قد جمعوا في حديثهم عن المعرفة بين المعرفة التي تقوم على الحواس، وتلك التي تعتمد على العقل.