الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تُعَدْ المرحلة الجامعية نقطة تحول في حياة طلاب الجامعة؛ لما تمثله من مواجهة مسؤوليات جديدة ومتعددة منها، على سبيل المثال، الأعباء الأكاديمية، والمادية، وضغوط نفسية ناتجة عن مواجهة عالم جديد على الطالب لم يعتاد عليه سابقاً ،وبخاصة، في حال انتقال الطالب من محل إقامته إلى إقليم آخر؛ ليواجه ثقافة قد تختلف عما ألفه من قبل، ويتعامل مع أساتذة الجامعة باختلاف مرحلة الثانوية، ويتعامل مع زملاء وزميلات من ثقافات ومستويات اجتماعية واقتصادية متباينة، والبعض من الطلاب، إن لم يكن معظمهم، يلجأ إلى العمل جزء من الوقت ليستطيع تدبير مطالب دراسته ومعيشته في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة؛ مما يجعل البعض يتعامل مع الآخرين بتحفظ، أو لا مبالاة، والبعض يتعامل بأنانية وعدائية، في حين ينطوي البعض على نفسه ويتوحد مع ذاته، وبعضهم يتعثر أكاديمياً فيصب جام غضبه على نفسه ويعنفها، مما يؤدي بالطالب في نهاية الأمر لوقوعه فريسة للقلق والاكتئاب، والضغط النفسي، والفشل الأكاديمي، من هنا كانت أهمية الأنا الهادئة التي توازن بين المصلحة الذاتية ومصالح الآخرين وتسعى للنمو الشخصي ومساعدة الآخرين على النمو، كما تفسح المجال لوجهات النظر الأخرى دون تسلط أو دفاع، وإظهار الترابط والتماسك مع المحيطين، كما تبدو الحاجة إلى وجود خصائص الشفقة بالذات التي تؤكد على اللطف والرحمة بالذات وبالآخرين حين مواجهة مصاعب وإخفاقات الحياة بوعي وإيمان بأن تلك المصاعب والمشاكل تصيب جميع البشر بأشكال وطرق متعددة ومختلفة وليست حكراً على شخص بعينه؛ فالإبحار في الحياة والتوجه نحوها بهذه العقلية، وتلك الخصائص يُعَد درعاً مانعاً ضد الوقوع في براثن الاضطرابات والصدمات النفسية، ويصل بالشخص إلى بر الأمان والسواء النفسي، والشعور بقدر ما من الوجود النفسي الأفضل. ثانياً: مشكلة الدراسة: تم تحديد مشكلة الدراسة الحالية في محاولة الإجابة عن التساؤلات التالية: 1- ماهية العلاقة بين الأنا الهادئة والوجود النفسي الأفضل لدى طلبة الجامعة؟ 2- ماهية العلاقة بين الشفقة بالذات والوجود النفسي الأفضل لدى طلبة الجامعة؟ 3- مدى إسهام كل من الأنا الهادئة، والشفقة بالذات في التنبؤ بالوجود النفسي الأفضل لدى طلبة الجامعة؟ ثالثاً: أهداف الدراسة: هدفت الدراسة الحالية إلى: 1- التعرف على العلاقة بين الأنا الهادئة والوجود النفسي الأفضل لدى طلبة الجامعة. 2- الكشف عن العلاقة بين الشفقة بالذات والوجود النفسي الأفضل لدى طلبة الجامعة. 3- استكشاف مدى إسهام كل من الأنا الهادئة، والشفقة بالذات في التنبؤ بالوجود النفسي الأفضل لدى طلبة الجامعة. رابعاً: فروض الدراسة: بناءً على الإطار النظري والدراسات السابقة؛ تسعى الدراسة الحالية إلى اختبار الفروض التالية: 1- توجد علاقة ارتباطية موجبة دالة احصائياً بين الأنا الهادئة والوجود النفسي الأفضل لدى طلبة الجامعة. 2- توجد علاقة ارتباطية موجبة دالة احصائياً بين الشفقة بالذات والوجود النفسي الأفضل لدى طلبة الجامعة. 3- يُسْهِم كل من الأنا الهادئة والشفقة بالذات اسهاماً نسبياً في التنبؤ بالوجود النفسي الأفضل لدى طلبة الجامعة. خامساً: حدود الدراسة: - عينة الدراسة وتنقسم إلى: أ- عينة التحقق من الخصائص السيكومترية: وتكونت من (195) طالباً وطالبة من طلبة كلية التربية جامعة المنوفية. ب- العينة الأساسية: وتكونت من (465) طالباً وطالبة من طلبة كلية التربية جامعة المنوفية. - أدوات الدراسة: أ- مقياس الأنا الهادئة إعداد Bauer & Wayment (2008) ترجمة وتعريب وتقنين في البيئة العربية صفاء محمد (2021). ب- مقياس الشفقة بالذات إعداد فتحي عبد الرحمن الضبع (2013). جـ- مقياس الوجود النفسي الأفضل اعداد (Ryff (1989 ترجمة وتعريب وتقنين في البيئة العربية لكل من نعيمة جمال شمس، عماد الدين السكري (2009). - المنهج المستخدم: اعتمد الباحث الحالي في هذه الدراسة على المنهج الوصفي الارتباطي. - الحدود الزمانية: الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 20222-2023م. - الحدود المكانية: كلية التربية – جامعة المنوفية. - الحدود البشرية: طلاب كلية التربية- جامعة المنوفية من الفرقة الثالثة والرابعة. - الأساليب الاحصائية: تتحدد الأساليب الإحصائية المستخدمة في معالجة البيانات حسب أهداف البحث وطبيعة العينة، ولتحقيق ذلك استعان الباحث بعدد من الأساليب الإحصائية لمعالجة بيانات البحث حاسوبيًا باستخدام برنامج (SPSS-28)، وهذه الوسائل على النحو التالي: 1- معامل ارتباط بيرسون لإيجاد معاملات الارتباط بين متغيرات الدراسة. 2- تحليل الانحدار المتعدد. سادسًا: نتائج الدراسة توصلت نتائج الدراسة الحالية إلى: 1- وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائياً بين الأنا الهادئة والوجود النفسي الأفضل وذلك عند مستوى دلالة إحصائية تراوح بين (05‚0 ، 01‚0). 2- وجود علاقة ارتباطية جزئية موجبة دالة إحصائياً بين الشفقة بالذات والوجود النفسي الأفضل تراوح بين (05‚0 ، 01‚0). 3- قدرة الأنا الهادئة والشفقة بالذات في الاسهام بنسبة (47%) من التنبؤ بالوجود النفسي الأفضل. كما أن الأنا الهادئة تسهم بدرجة أكبر من الشفقة بالذات في التنبؤ بالوجود النفسي الأفضل، وكانت نسبة إسهام الأنا الهادئة (26) %. سابعاً: تفسير النتائج: تم تفسير نتائج الدراسة الحالية وفقاً لكل من الإطار النظري للدراسة، وعلى ضوء نتائج وبحوث الدراسات السابقة. |