الفهرس 
الاطار البحثىيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 206 |  |  |
| | | from | 206 | | |
المستخلص
يمتلكَ نهرُ النيلِ خلفيةً تاريخيةً وحضاريةً كبيرةً، ونمط عمرانيٍ وثقافيٍ واجتماعيٍ مميزٍ، جعلتْ معظمَ التجمعاتِ العمرانيةِ في مصرَ تتركزُ على ضفافهِ معَ تعاقبِ الزمنِ، ومعَ اتساعِ حجمِ التجمعاتِ العمرانيةِ، وزيادةُ رقعتها على طولِ واجهةِ النهرِ، بدأتْ تتكاثفُ الأنشطةُ الاقتصاديةُ والعمرانيةُ حولهُ بصورةٍ تلقائيةٍ غيرِ منظمةٍ، هذا بالإضافةِ إلى تنوعِ العواملِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ والسياسيةِ والثقافيةِ لسكانِ التجمعاتِ، والتغيراتُ المتسارعةُ في استعمالاتِ أراضي ضفافِ النهرِ، مما أدى إلى ظهورِ حالةٍ منْ التباينِ الواضحِ في ملامحِ وصفاتِ العمرانِ، ونوعيةُ استعمالاتِ الأراضي المتواجدةِ على واجهاتِ التجمعاتِ، وبالرغمِ منْ وجودِ العديدِ منْ الدراساتِ المتعلقةِ بضفافِ النيلِ، إلا أنهُ لا يوجدُ تصورٌ مستقبليٌ واضحٌ بتغيرِ استعمالاتِ أراضي الواجهاتِ النيليةِ .<
br>عانتْ الواجهاتُ النيليةُ منْ إهمالٍ شديدٍ، وعدمَ وجودِ رؤيةٍ محددةٍ للتعاملِ معَ الاختلافِ الواضحِ في خصائصها الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والمكانيةِ، كجزءٍ مختلفٍ عنْ باقي التجمعِ العمرانيِ، ويظهرَ هذا منْ خلالِ النموِ العشوائيِ الحادثِ في بعضِ مواقعها، بما يتناقضُ معَ طبيعةِ النهرِ، وفقدانَ التفاعلِ الإنسانيِ والروابطِ الاجتماعيةِ والنفسيةِ معهُ، بالإضافةِ إلى التكثيفِ المتتالي والرأسيِ لاستعمالاتِ الأراضي الواجهاتِ النيليةِ، بما لا يتلاءمُ معَ القيمِ الاقتصاديةِ والجماليةِ والمكانيةِ لنهرِ النيلِ .
ومنْ هذا المنطلقِ يهدفُ البحثُ إلى فهمِ ديناميكيةِ التغيراتِ التي تحدثَ لاستعمالاتِ أراضي الواجهاتِ النيليةِ (زمنيا ومكانيا)، ومدى تأثرها وارتباطُ تغيراتها بالتغيراتِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ للسكانِ، وذلكَ معَ التغيرِ السريعِ الذي يطرأُ على عمرانْ وأنشطةُ ضفافِ نهرِ النيلِ، بهدفَ السيطرةِ على نوعيةِ استعمالاتِ الأراضي على الواجهاتِ النهريةِ، وأشكالَ التغيرِ الحادثِ بها مستقبلاً.
وعليهِ، فقدْ تمتْ المراجعةُ النقديةُ للعديدِ منْ الكتاباتِ العلميةِ المتعلقةِ بفلسفةِ التغيراتِ العمرانيةِ للواجهاتِ النهريةِ ونطاقاتها العمرانيةِ، وخاصةَ نهرَ النيلِ، ورصدَ أهميتهِ كموروثٍ ثقافيٍ مميزٍ للمصريينَ، والتعرفُ على نوعيةِ استعمالاتِ الأراضي التي تظهرُ على الواجهةِ النهريةِ لكلِ مرحلةٍ زمنيةٍ، وتحديدَ الملامحِ العامةِ لنطاقاتِ هذهِ الواجهاتِ، وأهمُ التحدياتِ التي تواجهها، ومنْ خلالِ هذا الإطارِ، تمَ بناءَ فرضيةِ البحثِ على أنهُ يمكنُ إدراكَ التغيرِ في استعمالاتِ أراضي الواجهاتِ النهريةِ وتوقعهِ، منْ حيثُ (التوقيتُ ، والنوعيةُ)، منْ خلالِ التغيرِ في أحجامِ سكانِ التجمعاتِ العمرانيةِ، والخصائصُ الاقتصاديةُ، والاجتماعيةَ لها، حيثُ تمَ الاستعاضةَ عنْ التغيرِ الزمنيِ بأحجامِ سكانِ التجمعاتِ، وقياسَ جميعِ المتغيراتِ طبقا لأحجامِ السكانِ أيضا، وكيفيةُ تغيرها، حيثُ أنَ التغيرَ في الحجمِ يعتبرُ دالةً في الزمنِ .
اعتمدَ البحثُ على المنهجِ الكميِ وتطبيقاتُ التحليلِ الإحصائيِ، في التحققِ منْ صحةِ الفرضيةِ، حيثُ تمَ إثباتُ وجودِ علاقةٍ ارتباطيةٍ قويةٍ بينَ تغيرِ استعمالاتِ أراضي الواجهاتِ النيليةِ للتجمعاتِ، وحجمَ سكانها، عنْ طريقِ إجراءِ مسحٍ شاملٍ لجميعِ واجهاتِ التجمعاتِ النيليةِ في مصرَ التي تبلغُ 824 تجمعٍ، وتصفيتها إلى 612 تجمعٍ عمرانيٍ طبقتْ عليهمْ الدراسةُ، بعدُ استبعادِ ما لا يصلحُ للتحليلِ منها، حيثُ تمَ رصدُ نوعيةِ استعمالاتِ الأراضي الحاليةِ لواجهاتها، والبياناتُ الإحصائيةُ المتعلقةُ بالخصائصِ والمؤشراتِ السكانيةِ، والأنشطةُ الاقتصاديةُ للسكانِ، ثمَ إجراءِ التحليلِ الإحصائيِ لهذهِ البياناتِ باستخدامِ Statistics SPSS، وإثباتَ وجودِ علاقةٍ ارتباطيةٍ قويةٍ وواضحةٍ بينهمْ، كما يمكنُ الاعتمادُ على نتائجِ البحثِ بدرجةٍ كبيرةٍ في التوقعِ والتنبؤِ بتغيرِ استعمالاتِ الأراضي على الواجهاتِ النيليةِ مستقبلاً.