Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
”التأثيرات العربية في كتاب (ميشنيه توراة – تثنية التوراة)
لموسى بن ميمون :
المؤلف
عبد الوهَّـاب، محمـد محمـد طلعت عبد المُنعـم.
هيئة الاعداد
مشرف / محمـد محمـد طلعت عبد المُنعـم عبد الوهَّـاب
مشرف / جمال أحمد الرفاعي
مشرف / نـرمـيـن أحمـد يسري
مناقش / أحمد عبدالعزيز دراج
مناقش / سهير سيد أحمد دويني
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
374ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - قسم اللغات السامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 374

from 374

المستخلص

ملخص الرسالة باللغة العربية:-
تعتبر قضية ”ثنائية اللغة” من القضايا اللغوية البارزة التي لاقت العناية والاهتمام في الدرس اللغوي؛ فقد سعى اللغويون إلى رصد صور وأشكال تأثير اللغة الأم عند الكتابة بلغة ثانية جرى اكتسابها بالتعلم، إنطلاقًا من فرضية تقضي بأن التأثير اللغوي للغة الأم تأثير حتمي عند الاستخدام اللغوي للغة الثانية، بشكل يختلف من كاتب لآخر بحسب درجة التأثر.
يُعزي (فيكتور جيرمونسكي) التأثيرات الأدبية واللغوية بين الثقافات المختلفة إلى وجود ضرورة ملحة ولازمة لاستيراد الأجنبي والتأثر به نتيجة لظروف اجتماعية وثقافية دفعت المُتأثِّر إلى البحث عن روافد جديدة تمثل له مصادر إلهام يستعين بها ليبني ثقافة خاصة به.
لم يقتصر التأثير اللغوي للغة العربية فترة العصر الوسيط على المعجم والدلالة بل تخطى ليشمل التركيب والأسلوب الذي يُعبر في مجمله عن هذا التأثر باللغة العربية، وفي هذا الصدد سعى اللغويون المختصون في عبرية العصر الوسيط إلى وصف مدى التأثيرات اللغوية للغة العربية التي ظهرت في جميع المستويات المختلفة، وقد كان اللغوي الإسرائيلي (גושן גוטשטיין) أول من استخدم مصطلح (העברית המשוערבת) للإشارة إلى اللغة العبرية السائدة في فترة العصر الوسيط المتأثرة بشكل بالغ باللغة العربية المستخدمة في الأندلس خلال هذه الفترة، وقد خلص علماء اللغة في إسرائيل أمثال (יהושע בלאו – יוסף טובי – אילן אלדר – אהרן ממן ועוד אחרים) إلى أن بروز هذا المصطلح تزامن مع وقت استخدام العبرية كلغة صلوات دينية وعبادات، في الوقت الذي كانت فيه العربية لغة الثقافة؛ الأمر الذي أدى إلى وجود تأثيرات واضحة للغة العربية في هذه الفترة.
وقد أجرى اللغوي الإسرائيلي ”يهوشع بلاو” بحثًا لغويًا موسعًا بعنوان ”העברית והערבית” عن أشكال هذا التأثير ”ونظرًأ لأن العربية المُتحدثة كانت اللغة الأم ليهود البلدان العربية، والعربية الكلاسيكية كانت لغة الثقافة لديهم، فمن المعلوم أنهم قد تأثروا بالعربية في كتاباتهم .... ويمكننا القول بشيء من المبالغة أن العبرية المتأثرة بالعربية هى لغة عبرية من ناحية استخدام المفردات ولكنها عربية من ناحية بنيتها (بل أن هذه المفردات ليست عبرية بنحو تام؛ وذلك لأن هناك الكثير من التعبيرات المترجمة بالاستعارة عن العربية وكذلك أيضًا المفردات المقترضة من العربية)”.
يعتبر موسى بن ميمون (1135 - 1204) - ويُعرف أيضًا في العبرية باسم ”هارامبام – הרמב’’ם” وفي الإنجليزية ”Maimonides”- من كبار فلاسفة اليهود وعلماء التوراة في فترة العصر الوسيط، كما أنه كان عالم فلك وطبيبًأ بارزًا في عصره، وله العديد من المؤلفات التي كتبها بالعربية مثل : ”دلالة الحائرين – مقالة في صناعة المنطق – إحياء الموتى – تفسير المشنا – الرسالة اليمنية – الفصول الثمانية لموسى بن ميمون (שמונה פרקים לרמב’’ם - للإشارة إلى المقدمة التي كتبها موسى بن ميمون لكتاب فصول الآباء ”מסכת אבות” بالمشنا) – وغيرها من المؤلفات الأخرى” المكتوبة بالعربية.
يُعتبر كتاب ”משנה תורה” هو العمل الوحيد الذي كتبه موسى بن ميمون باللغة العبرية، بجانب بعض الرسائل القليلة التي كتبها باللغة العبرية (איגרות הרמב’’ם)، ويُعزي اليهود أهمية بالغة للكتاب ”משנה תורה” باعتباره كتاب تشريعي أساسي في الديانة اليهودية، وهو أيضًا أحد أهم المؤلفات الشاملة والمؤثرة الخاصة بالشريعة بوجه خاص، والتوراة الشفوية بوجه عام، ويتحدث موسى بن ميمون عن أهمية هذا الكتاب فيقول ”ولقد سبقني نابغون وعظماء في التوراه ممن لهم مؤلفات عديدة وأصدروا تشريعات وفتاوى باللغة العبرية واللغة العربية في أمور معلومة. إلا أنه لم يسبقني أي شخص آخر في إصدار تشريعات تشمل جميع أجزاء التلمود وجميع التشريعات الواردة في التوراة”.
يشتمل كتاب ”משנה תורה” على أربعة عشر فصلًأ وهم (המדע – אהבה – זמנים – נשים – קדושה – הפלאה – זרעים – עבודה – הקרבנות – טהרה – נזקים – קנין – משפטים - שופטים).
نظرًا للأهمية البالغة لشخصية موسى بن ميمون فقد شهدت فترة العصر الوسيط غزارة الأعمال المترجمة لمؤلفات موسى بن ميمون من اللغة العربية إلى اللغة العبرية، ومن هنا برزت أسرة ابن تيبون (המשפחה התיבונית) التي قامت بترجمة العديد من الأعمال الفلسفية والدينية لموسى بن ميمون ترجمة شيموئيل ابن تيبون (1150 - 1230) للعديد من أعمال بن ميمون مثل ”دلالة الحائرين – מורה נבוכים” وترجمة ”مقالة إحياء الموتى – מאמר תחיית המתים” وترجمة ” الرسالة اليمينية- איגרת תימן ”، ومن بعده ترجمات ”موشيه ابن تيبون” (.... - 1283) لأعمال موسى بن ميمون من العربية إلى العبرية مثل ترجمته ”مقالة في صناعة المنطق – מילות הגיון”.
الأسئلة المزمع الإجابة عنها من خلال الدراسة:
 ما هى التأثيرات العربية التي ظهرت في كتاب (משנה תורה) على المستوى المعجمي؟
 ما هى التأثيرات الصرفية التي ظهرت في كتاب משנה תורה) ؟
 كيف أثرت اللغة العربية على موسى بن ميمون في كتابه المذكور على المستوى التركيبي من خلال ظهور أبنية وتراكيب نحوية جديدة مقترضة من اللغة العربية؟
 ما هى السمات الأسلوبية التي تميز بها هذا الكتاب وما هى صور التأثير اللغوي العبري على الأسلوب المتبع في الكتاب؟
الهدف من الدراسة:
تقع هذه الدراسة ضمن الدراسات المسماة (languags in contact) أو كما يطلق عليها في اللسانيات العبرية (לשונות במגע) والتي تهدف إلى دراسة علاقات التأثير والتأثر بين اللغات المجاورة، كما تقوم هذه الدراسة على بحث مظاهر ثنائية اللغة في عبرية العصر الوسيط من خلال بحث ودراسة تأثير اللغة الأم (שפת האם) على اللغة الهدف (שפת היעד) عند موسى بن ميمون، باعتباره يتحدث العربية كلغة ام ويكتب بالعبرية، كما تهدف هذه الدراسة إلى رصد التأثيرات المعجمية والصرفية والنحوية التي ظهرت في هذا العمل، وما أفرزه من مصطلحات وتراكيب دخلت العبرية خلال هذه الفترة واندرجت ضمن الاستحداثات (התחדישים) التي أدخلها موسى بن ميمون على العبرية، بالإضافة إلى بحث اللغة العبرية المتأثرة بالعربية أو كما يطلق عليها علماء اللغة العبرية (העברית המשוערבת) أي العبرية المُستعربة.
منهج الدراسة:
تعتمدُ هذه الدراسة على المنهج الوصفى التحليلي لدراسة مظاهر التأثير اللغوي للغة العربية في كتاب ”משנה תורה” على المستويات اللغوية المختلفة (المستوى المعجمي – المستوى الصرفي – المستوى النحوي – المستوى الدلالي)، ويتم خلال هذه الدراسة بحث الأوزان الجديدة التي استحدثت في هذه الفترة والبنى الصرفية والتركيبية التي دخلت عبرية العصر الوسيط بشكل عام وهذا الكتاب بشكل خاص بطريقة تحليلية وصفية، كما تنتهج الدراسة المنهج التاريخى اﻟﺬﻱ يُعنى برصدِ تطور الألفاظ عبر الفترات المختلفة للغة العبرية من عبرية العهد القديم وعبرية المشنا إلى أن تطورت دلالاتها في عبرية العصور الوسطى.
المادة العلمية: تعتمد الدراسة على موقع (מאגרים) التابع لمشروع المعجم التاريخي لدى أكاديمية اللغة العبرية على شبكة الإنترنت، وكذلك على موقع (כתיב) الذي دشنته المكتبة الوطنية في السنوات القليلة الماضية (הספרייה הלאומית) والذي يضم جميع المخطوطات العبرية خلال فترة العصر الوسيط.
سبب اختيار الموضوع:
يعد موضوع (ثنائية اللغة) أو التأثير المتبادل بين اللغة الأم واللغة الثانية أحد أهم الموضوعات التى شغلت علم اللغة الاجتماعى فى القرن العشرين، كما أن هذه الظاهرة ظهرت جليةً فى عبرية العصر الوسيط في الإنتاج الشعري، وعلى مستوى النثر (הפרוזה) من خلال إنتاج العديد من المؤلفات العبرية في هذه الفترة تتفق جميعها في التأثر البالغ باللغة العربية في بلاد الأندلس تذكرنا بحجم التأثيرات اللغوية الكبيرة للغات الأجنبية على اللغة العبرية فترة المشنا، والتأثير الكبير الذي أحدثته اللغة الألمانية ومن بعدها الإنجليزية على اللغة العبرية المعاصرة، وتكمن أهمية البحث في عدم وجود دراسات سابقة فى هذا المضمار، فجميع الدراسات السابقة تناولت هذا الموضوع من أبعاد فلسفية وأدبية دون التطرق إلى مظاهر التأثير على المستوى اللغوي.
صعوبة الدراسة:
تكمن صعوبة الدراسة في الاعتماد في بعض المادة العلمية على المخطوطات بصورتها الأولية تعتبر النسخة الأصلية لهذا الكتاب، نظرًا لوجود تعديلات وتغييرات (תיקונים ושינויים) في النسخ المطبوعة لهذا الكتاب، فيقول الدكتور ”דורון יעקב” عضو أكاديمية اللغة العبرية، وأحد الباحثين المشاركين في مشروع المعجم التاريخي (מפעל המילון ההיסטורי) بالأكاديمية في بحث له بعنوان ”משנה תורה בלשון הרמב’’ם ובלשון העתקותיו – אנליזה של חיבור בימי הביניים”:-
”أثَّرت لغة موسى بن ميمون العربية على لغته العبرية وخصوصًا على مستوى التركيب والثروة اللفظية. فالبنى اللغوية المعروفة لنا من اللغة المستعربة لدى الكُتَّاب الآخرين (خلال هذه الفترة) تظهر أيضًا في كتاب مشنيه توراه، بجانب البني اللغوية المستعربة الخاصة بلغة موسى بن ميمون.
إن الاختلافات النصية الكثيرة التي تظهر نتيجة وجود نسخ مختلفة لكتاب مشنيه توراه هى في أغلب الأمر نتيجة للتغيير الذي أحدثه النساخ عن عمد في أمرين وهما : وجود اختلافات بين ”لغة الحكماء” لدى الرامبام وبين الاستخدام اللغوي لدى النُسَّاخ، وكذلك محاولات إعادة صيغة الجملة المستعربة من أجل جعلها تقارب نظام اللغة العبرية القديمة”.