الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 342 |  |  |
| | | from | 342 | | |
المستخلص
ارتبطت نشأة المكتبات ارتباطًا وثيقًا بعاملين أساسين أولهما عامل ثقافي حضاري قوامه التعليم والمتعلمون، والأخر عامل مادي فني قوامه الكتب وطريقة تجهيزها لتصبح مصنفات داخل المكتبة، فبدون حركة علمية وبدون الكتب لن نتمكن من الوصول إلى تاريخ الأمم فبوجود الكتاب يصبح الطريق ممهدا لظهور المكتبة فالمكتبات ظاهرة حضارية تتكون من نوعين أساسيين، أولهما: المكتبات الخاصة والتي ينشئها الأفراد المثقفين في منازلهم أو العلماء في مدارسهم الخاصة، وثانيهما: المكتبات العامة والتي يؤسسها الملوك والحكام ولقد عرفت روما النوع الأول، ولكن تأخر بها تأسيس النوع الثاني، حتى زمن ديكتاتورية قيصر ويعد الدافع الديني أحد أهم دوافع إنشاء المكتبات الرومانية وكانت البداية بإنشاء المكتبات داخل المعابد، وابتداءً من القرن الخامس قبل الميلاد كانت المعابد بمثابة مراكز للوثائق ومستودعات لحفظ السجلات المكتوبة على الألواح النذرية أو على البردي. فقد شيد في أثينا معبد Metroon ليكون مركزاً للوثائق، وفى مصر ألحقت مكتبة الإسكندرية الشهيرة التي أنشئت في أواخر القرن الثالث قبل الميلاد بالمتحف ”دار العلوم”. وفي القرن الثاني قبل الميلاد في رحاب معبد أثينا الوثني تم إنشاء مكتبة برجامون وكذلك ارتبطت المكتبات في روما بدور العبادة بشكل ملحوظ ، وقام الإمبراطور أوغسطس ببناء مكتبة في معبد الإله أبولون Apolo Library ومكتبة رواق أوكتافيا Porticus Octaviae والمكتبة البلاتينيةPalatine Library واللذان أنشأهما عام 33-28ق.م، وكذلك شيد الإمبراطور تراجانوس المكتبة الألبية Ulpian Library عام114م، حيث ارتبطت جميعها بمعابد مشهورة، وأُنشئْت المكتبة الأولى في معبد الإله جوبيتور، وأُنشئْت الثانية في معبد الإله أبولون، بينما أُنشئْت المكتبة الثالثة بجوار معبد تراجانوس وتميزت المكتبات الرومانية في العصر الإمبراطوري بأنها كانت مكتبات خاصة.