الفهرس 
الفصل الثاني: المواطنة ”النشأة، والأبعاد، والقضايايوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 172 |  |  |
| | | from | 172 | | |
المستخلص
ملخص الدراسة
تعد قضية المواطنة في صميم الاهتمامات الفكرية والبحثية منذ عده قرون، ولم يعد خافيا انها قد أصبحت محورا هاما في اهتمامات الباحثين والأكاديميين الغربيين والعرب علي حد سواء، وتعود هذه الأهمية المتزايدة لمسألة المواطنة الي أن الاهتمام بها لم يعد ينحصر علي دوله دون أخرى، أو منطقه من العالم دون أخرى، فأصبح يوجد في معظم الدول العديد من الحوارات الفكرية المتعلقة بحقوق المواطنة، تصل في بعض الأحيان للأزمات السياسية ذات الصلة المباشرة أو غير المباشرة بالإطار القانوني والسياسي والاجتماعي للمواطنة، غير كونها بالأساس ظاهرة مجتمعية رافقت قيام المجتمعات في تاريخ الإنسانية، الا أنها تعد منضبطة في حدود الدولة الوطنية، والمواطن هو محورها الأساسي، وهذا يرجع الي أن المواطنة تؤكد علي الالتزامات المتبادلة بين المواطن ودوله المواطنين، ولاء المواطن للوطن والدولة، في مقابل التزام الدولة بواجباتها نحو المواطن، بغض النظر عن اللون أو العرق أو التوجه الديني دون استبعاد لأي من مواطني الدولة.
أولا” : مشكلة الدراسة
جاءت الدراسة الراهنة لتسليط الضوء علي دور الأخصائي الاجتماعي باعتباره أحد محاور العملية التعليمية وله تفاعل مباشر مع الطلاب ليمكنهم من ترسيخ وتعزيز قيم المواطنة ولعدم معرفتنا الحقيقية بمدى ممارسة الأخصائيين الاجتماعيين لقيم وأبعاد المواطنة المختلفة ومدى النقص في المعارف والمهارات لتأدية هذا الدور ، لذا تأتي هذه الدراسة لسد هذا النقص ولمعرفة حجم هذا الاحتياج المعرفي و التدريبي.
ثانيا : أهمية الدراسة :
جاءت أهمية التربية علي المواطنة باعتبارها أهم الدعائم التي تقوم عليها المجتمعات المدنية الحديثة، حيث إن التربية علي المواطنة مهمة تربوية تساعد الفرد علي الانتقال من كونه مواطن بنص القانون ليكون مواطنا مسئولا يسهم في تنمية وطنه الذي يلتزم فيه بواجباته ويحصل علي حقوقه دون تمييز.
التعليم هو المنظومة الأكثر فاعلية في تأهيل المواطن وترسيخ مبادئ المواطنة، ولذا تلعب المؤسسات التعليمية دورًا مهمًا في تعزيز مفهوم المواطنة عبر المناهج التعليمية المختلفة وتفعيل دور المدرسة في ذلك، ولذا جاءت أهمية تسليط الضوء بالبحث والدراسة علي دور الأخصائي الاجتماعي في المؤسسة التعليمية باعتباره أحد محاور العملية التعليمية، وله تفاعل مباشر مع الطلاب. ومما تقدم جاءت أهمية الدراسة باعتبارها إضافة لمحور مهم مؤثر في التفاعل اليومي المباشر مع الطلاب وهو ”الأخصائي الاجتماعي” وضرورة معرفه دوره الفعلي في ترسيخ وتعزيز قيم المواطنة لدي الطلاب، بالإضافة الي تقديم نموذج لبرنامج إرشادي وتدريبي عباره عن محاضرات ودورة تدريبية للأخصائيين الاجتماعيين عن المواطنة ودورهم في ترسيخ مبادئها لدي الطلاب.
ثالثا : أهداف الدراسة
إن الهدف الرئيس لهذه الدراسة تمثل في التعرف على درجة ممارسة الاخصائيين الاجتماعيين لأبعاد التربية علي المواطنة للوصول إلي برنامج من شأنه تعزيز قيم المواطنة لدي طلاب التعليم ما بعد الأساسي في سلطنة عمان،
وهنالك أهداف فرعية وهي كالتالي :
- التعرف على درجة ممارسة الاخصائيين الاجتماعية للبعد الديني في التربية علي المواطنة.
- التعرف على درجة ممارسة الاخصائيين الاجتماعية للبعد الوطني والقانوني في التربية علي المواطنة.
- التعرف على درجة ممارسة الاخصائيين الاجتماعية للبعد الاجتماعي والثقافي في التربية علي المواطنة.
- التعرف على درجة ممارسة الاخصائيين الاجتماعية للبعد الاقتصادي والتقني في التربية علي المواطنة.
- التعرف على درجة ممارسة الاخصائيين الاجتماعية للبعد البيئي في التربية علي المواطنة.
رابعا : تساؤلات الدراسة
تسعي الدراسة الراهنة للإجابة علي تساؤل رئيس هو: ما الدور الممارس للأخصائيين الاجتماعيين في تعزيز قيم المواطنة لدي طلاب التعليم ما بعد الأساسي في سلطنة عمان ؟
ويندرج تحت هذا التساؤل مجموعة من التساؤلات الفرعية :
6. ما مدي ممارسة الأخصائيين الاجتماعيين للبعد الديني في تعزيز قيم المواطنة لدي طلاب التعليم ما بعد الأساسي في سلطنة عمان ؟
7. ما مدي ممارسة الأخصائيين الاجتماعيين للبعد الوطني والقانوني في تعزيز قيم المواطنة لدي طلاب التعليم ما بعد الأساسي في سلطنة عمان ؟
8. ما مدي ممارسة الأخصائيين الاجتماعيين للبعد الاجتماعي والثقافي في تعزيز قيم المواطنة لدي طلاب التعليم ما بعد الأساسي في سلطنة عمان ؟
9. ما مدي ممارسة الأخصائيين الاجتماعيين للبعد الاقتصادي والتقني في تعزيز قيم المواطنة لدي طلاب التعليم ما بعد الأساسي في سلطنة عمان ؟
ما مدي ممارسة الأخصائيين الاجتماعيين للبعد االبيئي في تعزيز قيم المواطنة لدي طلاب التعليم ما بعد الأساسي في سلطنة عمان؟
خامسا : الإجراءات المنهجية للدراسة :
1- نوع الدراسة
بالنظر إلي طبيعة الموضوع الذي درسه الباحث حيث ركز علي دور الاخصائيين الاجتماعيين في تعزيز قيم المواطنة لدي طلاب التعليم ما بعد الأساسي في سلطنة عمان، فإن الدراسة الحالية تقع ضمن نطاق الدراسات الوصفية التحليلية، فهي من ناحية سوف تصف مؤشرات أدوار الاخصائيين الاجتماعين في تعزيز قيم المواطنة، ومن ناحية أخري سوف تحلل تلك المؤشرات إضافة إلي التحديات التي تواجه هذه الأدوار، وتقترح في النهاية برنامج يهدف إلي تعزيز تلك الأدوار.
2- المنهج المستخدم في الدراسة:
إن توصيف وتحليل أدوار الأخصائي الاجتماعي في تعزيز قيم وأبعاد المواطنة لدي الطلاب يتطلب الاعتماد علي مناهج ذات طبيعة وصفية وهو الأمر الذي يحققه منهج المسح الاجتماعي بالعينة، إذ اعتمد الباحث بشكل أساسي علي هذا المنهج في إجراءاته المرتبطة بالدراسة الميدانية.
3- أداة جمع البيانات :
أعتمد الباحث بشكل أساسي علي أداة الاستبيان الأكثر شيوعا واستخداما في مجال البحوث الوصفية المعتمدة علي منهج المسح الاجتماعي.
وألتزم الباحث بالخطوات المنهجية المتبعة في بناء وتصميم الاستبيان وإذ خرج الاستبيان في مجموعة من البنود علي النحو التالي :
أ. البيانات الأساسية للمبحوثين.
ب. البعد الديني للمواطنة.
ج. البعد الوطني والقانوني للمواطنة
د. البعد الاجتماعي والثقافي للمواطنة.
ه. البعد التقني والاقتصادي للمواطنة
و. البعد البئي للمواطنة.
4- مجالات الدراسة :
أ.المجال المكاني : أجريت الدراسة الميدانية في محافظة ظفار بسلطنة عمان.
ب.المجال البشري : تحدد المجال البشري للدراسة في جميع الاخصائيين الاجتماعين الذكور والإناث بمدارس المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار.
ج.المجال الزمني للدراسة : أجريت الدراسة الميدانية خلال الفترة من أكتوبر 2022م وحتي مارس 2023م.
5- عينة الدراسة :
أعتمد الباحث علي عينة عشوائية ( احتمالية ) بواقع 161 مفردة من الاخصائيين الاجتماعيين موزعين بواقع 83 مفردة من الإناث و78 من الذكور.
سادسا : نتائج الدراسة :
وقد توصلت الدراسة الراهنة لمجموعة من النتائج يمكن إجمالها علي النحو التالي:
1- فيما يتعلق بدرجة ممارسة الاخصائيين الاجتماعيين لأبعاد التربية علي المواطنة في مدارس تعليمية ظفار فقد تبين انخفاض درجة الممارسة لدى الأخصائيين الاجتماعيين بصورة عامة حيث تباين مستوي درجة المعرفة بالأبعاد المختلفة وفقا للمستوي الثقافي للمبحوثين باستثناء البعد الديني نظرا لعدم وجود برامج تدريبية متخصصة في التربية علي المواطنة وهو ما يتطلب إعداد برنامج تدريبي مقترح لرفع كفاءة الأخصائيين الاجتماعيين لتمكينهم من تربية الطلاب علي قيم المواطنة.
2- فيما يتعلق بدرجة ممارسة الأخصائيين الاجتماعيين للأبعاد المختلفة للتربية علي المواطنة فقد جاءت وفقا للدراسة الميدانية علي النحو التالي:
- جاءت درجة ممارسة الأخصائيين الاجتماعيين للبعد الديني عند مستوي مرتفع وهو ما يمكن تفسيره في ضوء ارتفاع الثقافة الدينية في مجتمع يعد البعد الديني أحد المكونات الأساسية للثقافة.
- جاءت درجة ممارسة الأخصائيين الاجتماعيين للبعد الوطني والقانوني عند مستوي متوسط وهو ما يمكن تفسيره في ضوء نقص الثقافة القانونية والأبعاد الوطنية والمجالات المعرفية التي تساهم في تدعيم هذه القيم.
- جاءت درجة ممارسة الأخصائيين الاجتماعيين للبعد الاجتماعي والثقافي عند مستوي متوسط وهو ما يمكن تفسيره في ضوء نقص المعارف الاجتماعية والثقافية التي يجب اكتسابها باعتبارها أحد الأبعاد الرئيسية للمواطنة في المجتمعات الحديثة.
- جاءت درجة ممارسة الأخصائيين الاجتماعيين للبعد الاقتصادي والتقني عند مستوي متوسط وهو ما يمكن تفسيره في ضوء نقص المعارف في المجالات الاقتصادية والتقنية ويتطلب ذلك ضرورة تزويد الأخصائيين بهذه المعارف لتمكينهم من نقلها وتعزيزها لدي الطلبة.
- جاءت درجة ممارسة الأخصائيين الاجتماعيين للبعد البيئي عند مستوي متوسط وهو ما يمكن تفسيره في ضوء نقص المعارف البيئية ويتطلب ذلك مد الأخصائيين بالمعلومات حول الأبعاد البيئية وخاصة في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم وتؤثر تأثيرا مباشرا علي البعد البيئي في عملية التنمية المستدامة.
3- وفيما يتعلق بالبرنامج التدريبي المقترح للأخصائيين الاجتماعيين لتعزيز قيم المواطنة يقترح الباحث برنامج يرتكز بشكل أساسي علي الأدبيات العالمية المتعلقة بمبادئ وقيم المواطنة وعلي الوثيقة الصادرة عن وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان وهي وثيقة التربية علي المواطنة والتي تم إعدادها لتحدد الموجهات الخاصة بأبعاد ومجالات التربية علي المواطنة بالسلطنة .