الفهرس 
مـــدخــــــل الـــدراســـــــةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 142 |  |  |
| | | from | 142 | | |
المستخلص
المرحلة الجامعية من أهم واخطر المراحل العمرية التي يمر بها الفرد، فهي مرحلة تكوين الشخصية وتطويرها، ولذا فهي أيضا من أصعب الفترات التي تمر على الإنسان حيث تعد هذه المرحلة هي مرحلة الاختبار الأول والأهم في حياته الممتدة، وهى مرحلة انتقالية بين المراهقة والرشد حيث الكثير من التيه والتشتت، وحيث يحتاج الفرد إلى التعبير عن أفكاره والتنفيس عن مشاعره وكل ما يجول بداخله من خلال التواصل مع من حوله خاصة من يشكلون مصدر ثقة له كالوالدين والإخوة والأصدقاء ذوي العلم والخبرة، والذين بدورهم يقومون بالتوجيه والإرشاد ومساعدة الفرد علي اكتشاف قدراته وامكاناته وتنظيم انفعالاته. ويحتاج الفرد للقيام بذلك إلى ما يعرف بتنظيم الانفعال متمثلا في مجموعة من الاستجابات تتراوح من المعتدلة إلى الحادة، ومن البسيطة إلى المعقدة، ومن الخاصة إلى العامة، وتكون ذات فائدة كبيرة للفرد لأنها تعمل على توجيه انتباهه إلى الملامح الرئيسية للبيئة وتحسين الاستيعاب الحسي وضبط اتخاذ القرار وتيسير التفاعلات الاجتماعية.
وقد ذكر Mc Donnell, et al. , (2018) أن تنظيم الانفعال يعني قدرة الفرد على السيطرة على انفعالاته عن طريق خفض العمليات المولدة للانفعالات السلبية من أجل إعادة تنظيم الوجدان وزيادة الانفعالات الإيجابية لتعزيز الشعور بالسعادة وتجنب الشعور بالألم، وذهب Castellano, et al. , (2019) إلى أن تنظيم الانفعال يشير إلى السلوكيات والاستراتيجيات التي تعزز من الخبرات، وتساعد الفرد على الاستمرار في حياته من خلال فهم كيفية معالجة المواقف الانفعالية، ومن ثم القدرة على التعبير عن الانفعالات من خلال تطبيق استراتيجيات تنظيم الانفعال.
ومما سبق نجد لتنظيم الانفعال دورا مهماً في حياة طلاب الجامعة مما يؤدي إلى نمو الفرد الانفعالي ويتيح له القدرة على الإفصاح عن الذات بشكل إيجابي وواضح ومنظم، وما يترتب على ذلك من قدرة الفرد على مواجهة المواقف الضاغطة وخفض الاستجابات غير السارة، كما أن له دورا مهما في تحقيق التوافق النفسي والعلاقات الاجتماعية، والنظرة الايجابية إلى الحياة، والتمتع بالصحة النفسية والشعور بالثقة بالنفس (Castill- Gualela, et al., 2018).
ويتمثل الإفصاح عن الذات في كل فعل نابع عن كل من الشعور واللاشعور، حيث يتم الكشف عن مزيد من المعلومات حول الذات للآخرين، وقد يشمل الأفكار والمشاعر والتطلعات والأهداف، والفشل والنجاح والمخاوف، وكذلك الأمور التي يحبها الإنسان والتي يكرهها والتي يفضلها، حيث يقوم الفرد من خلالها بالكشف عن بعض المعلومات الشخصية لفرد آخر دون غيره من أفراد المجتمع للوصول للألفة والحميمية في علاقاته بالآخرين، فهو بذلك يعكس طبيعة العلاقة التبادلية للاتصال الشخصي، إذ لا يمكن للفرد تحقيق تلك الدرجة العالية من الألفة بدونه، وفي الغالب يكون الإفصاح عن الذات متبادلا ويتم بالدرجة المناسبة، فكلما ازدادت ثقتنا في شخص ما كلما ازداد مقدار ما نفصح له من معلومات عن ذواتنا، وعادة ما تكون هذه الثقة مبنية على مدى تقبلنا لردة فعله المتوقعة تجاه المعلومات المفصح عنها
(Jourard& Sidney, 1958).
وقد أشار Panini, et al. , (1090) إلى أن الإفصاح عن الذات يساهم في تحقيق فهم أفضل للفرد عن ذاته، كما تبين ارتباطه إيجابيا بالتقدير الإيجابي للذات وبالترابط الأسري، ويختلف الأفراد في مقدار ما يفصحون به من معلوماتهم الشخصية للآخرين، وأكد Detterich, et al. , (2003) أهميـة معرفـة الفـرد لمـستوى إفصاح الـذات لديه خاصة وأن لكـل فـرد مــستوى مختلفـاً من الحاجة للحميمية، فبعض الأشخاص يـشعرون بالارتياح عندما يتحدثون عن خبراتهم الشخصية وبعـضهم يشعر بالتوتر، وهذا مؤشر على مستوى الألفة والمودة بين الفرد والآخرين، كما أن انخفاض مستوى إفصاح الذات قد يؤدي إلى أن يكره الفرد نفسه وأن يشعر بالعزلة وعدم مشاركة الآخرين ((Johnson , 2010 . وللإفصاح عن الذات تأثيرات إيجابية على الفرد؛ حيث أشار (2003) Hook,et al., إلى أنه عندما يخوض الفرد علاقات اجتماعية مع الآخرين ويتفاعل معهـم يحدث تبادل للإفصاح عن الذات يتضمن البوح ببعض الخبرات الشخصية عـن نفسه، مما يؤدي إلى التهدئة والتخفيـف من الحالات الانفعالية السلبية التي قـد تتصاحب مع الخبرات الحياتية الـضاغطة التي خاضها الفـرد، فيـشعر بالارتياح عندما يبوح بها مع أفراد يثق بهم، أو مقربين إليه.
وقد أكد (2001) Hessling & Kahn على أنه من الأهمية أن يفصح الفرد عن بعض الخبرات، والمشاعر السلبية التي تؤرقه؛ حيث تبين أن الأفراد ذوي الإفصاح المرتفع عن ذواتهم لديهم مستويات أعلى في الصحة النفسية من الذين يفضلون التكـتم وعـدم البوح عن مشاعرهم وخبراتهم السلبية للآخرين، ومن هنا نجد أن لتنظيم الانفعال دورا مهما جدا في حياة طلاب الجامعة فهو يعد حجر البناء مما يترتب عليه الإفصاح عن الذات بشكل واضح ومنظم، وقد أوضح (Pennekaker,1999) أنه توجد فروق بين الذكور والإناث في مقدار الإفصاح عن الذات لديهم في المواقف المختلفة.
بالتالي ونظرا لما لتنظيم الانفعال من أهمية في تشكيل النمو السوي للفرد، فهل ترتبط استراتيجيات تنظيم الانفعال بالإفصاح عن الذات؟ بمعنى هل إعادة التقييم المعرفي للموقف من جانب الفرد يساعده وينمي لديه الإفصاح عن الذات، وهل القمع الانفعالي لا يسمح للفرد بذلك؟
ثانيا: مشكلـــــة الـــدراســــــة:
نظراً للضغوط الحياتية المتزايدة التي تواجه طلاب الجامعة في الآونة الاخيرة، سواء في مجال الأسرة أو الدراسة أو العمل، وخاصة في الوقت الحالي بسبب الانفتاح على العالم من خلال وسائل التواصل والعلاقات في المجتمع بصورة عشوائية وغير منظمة سواء كان ذلك علي المستوى الخاص في النوافذ الإلكترونية مثل منصات التواصل الاجتماعي، أو على المستوى العام الحياتي بين الأقران وبعضهم من طلاب الجامعة، نجد أن الفرد في حاجة ماسة لتنظيم انفعالاته، لما له من دور مهم في مختلف جوانب الحياة، وبدونه تصبح حياة الإنسان مقطوعة ومملة ومنعزلة، كما أن الإفصاح عن الذات لا يكون مهمة يسيرة، وبخاصة إذا كانت مشاعر الفرد مؤلمة وانفعالاته متوترة، أو كان لا يملك القدرة على التعبير عنها أو الفرصة المناسبة لذلك، إضافة إلى خجله أو تحفزه لرد فعل الآخرين إزاء ما يعبر به عن نفسه أو خوفه من إبداء مظاهر العجز أو الضعف.
وتشمل عمليات تنظيم الانفعال اختيار الموقف وتعديله وتحويل الانتباه والتغيير المعرفي وتعديل الاستجابة، ويستخدم الفرد في عملية تنظيم الانفعال استراتيجيتين رئيسيتين هما إعادة التقييم المعرفي وقمع التعبير الانفعالي(Gross,1998). وقد تناولت دراسات عدة العلاقة بين استراتيجيات تنظيم الانفعال والإفصاح عن الذات مثل دراسة (2017) Sweta Pathak، ودراسة Nagendra, et al. ,(2017)، ودراسة Kang,(2018)، ودراسة Larry, et al. ,(2018)، وحيث لم تتطرق دراسة عربية للكشف عن العلاقة بين المتغيرين لدى طلاب الجامعة، ومما سبق تتساءل الباحثة هل ترتبط استراتيجيات تنظيم الانفعال والمتمثلة في إعادة تقييم الفرد معرفيا للمواقف وللأفكار والمشاعر بالإفصاح عن الذات، وهل يرتبط قمع التعبير الانفعالي بالإفصاح عن الذات لدى طلاب الجامعة؟
تتلخص مشكلة الدراسة الحالية في الأسئلة الآتية:
• ما مستوى تنظيم الانفعال لدى طلاب الجامعة؟
• ما مستوى الإفصاح عن الذات لدى طلاب الجامعة؟
• هل يرتبط تنظيم الانفعال ببعديه (إعادة التقييم المعرفى وقمع التعبير الانفعالي) بالإفصاح عن الذات لدى طلاب الجامعة؟
The university stage of a they are and
the most dangerous age stages that the individual goes through, it is the stage of personal formation and development, and therefore it is also one of the most difficult periods that pass on a person, as this stage is the stage of the test The first and the most important in his extended life, which is a transitional stage between adolescence and adulthood where a lot of wandering and dispersion, and needs where the individual to express his thoughts and vent his feelings and everything that goes around inside him through communication With those around him, especially those who are a source of trust for him, such as parents, brothers and friends with knowledge and experience, who in turn and guide and help the individual to discover his abilities and potential and regulate his emotions. To do this, the individual needs what is known as emotion regulation, for example, a range of responses ranging from moderate to severe, from simple to complex, and from specific to it is of great benefit to the individual because it directs his attention to the main features of the environment, improves sensory comprehension, controls decision-making and facilitates social interactions.
Mc Donnell, et al., (2018) stated that emotion regulation means an individual’s ability to control his emotions by reducing the processes generating negative emotions in order to reorganize conscience and increase positive emotions to enhance feelings of happiness and avoid feeling pain, and Castellano, et al., (2019) argued that emotion regulation refers to behaviors and strategies that enhance experiences, and help the individual to continue in his life by understanding how to process emotional situations, and then the ability to express About emotions through the application of emotion regulation strategies.
from the above, we find that the regulation of emotion plays an important role in the lives of university students, which leads to the emotional growth of the individual and allows him the ability to self-disclosure in a positive, clear and organized manner, and the consequent ability of the individual to face stressful situations and reduce unpleasant responses, and it also has an important role in achieving psychological compatibility and social relations, and a positive outlook on life, and enjoying mental health and a sense of self-confidence (Castill- Gualela, et al., 2018).
Self-disclosure is represented in every action stemming from both feeling and unfeeling, where more information about oneself is revealed to others, and may include thoughts, feelings, aspirations, goals, failure, success and fears, As well as the things that a person loves, hates and prefers, through which the individual discloses some personal information to another individual without other members of society to reach intimacy and intimacy in his relationships with others, it thus reflects the nature of the reciprocal relationship of personal communication, as the individual cannot achieve that high degree of familiarity without him, Often, self-disclosure is mutual and is done to the appropriate degree, the more we trust someone, the more information we disclose about ourselves, and this trust is usually based on The extent to which we accept his expected reaction to the disclosed information (Jourard & Sidney, 1958).
Panini, et al., (1090) pointed out that self-disclosure contributes to achieving a better understanding of the individual about himself, as it has been shown to be positively associated with positive self-esteem and family bonding, and individuals differ in the amount of personal information they disclose to others.