Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الوالدية اليقظة عقليًا وعلاقتها بكل من الشعور بالتماسك والوصمة المدركة لدى أمهات أطفال الشلل الدماغي /
المؤلف
السيد، آية كمال صبرة.
هيئة الاعداد
باحث / آية كمال صبرة السيد
مشرف / ولاء ربيع مصطفى
مشرف / منال عبد المنعم محمد طه
مشرف / محمد محمد السيد عبد الرحيم
الموضوع
اليقظة العقلية. الشلل الدماغي. أمهات الاطفال.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
155 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الصحة النفسية
الناشر
تاريخ الإجازة
19/6/2023
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - الصحة النفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 174

from 174

المستخلص

إنَّ انتظار ولادة طفل جديد في الأسرة ينظر إليه بفرحة كبيرة وتوقع مستقبل هذا الطفل المليء بالسعادة والنجاح والأمل، وتنقلب هذه التوقعات عند ولادة طفل مصاب بالشلل الدماغي، فالأسرة التي يولد فيها هذا الطفل سوف تتغير بطريقة أو بأخرى؛ ممَّا يجعلها تتعرض للكثير من الضغوط، ومرورهم بخبرات نفسية مؤلمة تتباين في شدتها من أسرة إلى أخرى حسب مدى توافر مصادر الدعم المختلفة، والتي بدورها تؤثر على دينامية الحياة لدى هذه الأسرة؛ حيث يُعد الشلل الدماغي من أكثر الاضطرابات صعوبةً التي تؤثر على حركة الطفل؛ ويعود ذلك إلى أن هذا الاضطراب يؤثر على قوة العضلات ووضعها، وعدم التناسق في الحركة، وعدم التوازن، ومشكلات أخرى مثل (مُشكلات في البلع، مُشكلات في النطق، مُشكلات في التغذية، وكذلك مُشكلات في القدرات العقليَّة)، فضلاً على أن الطفل المصاب بالشلل الدماغي يحتاج إلى متابعة مستمرة من قبل الوالدين وفريق متكامل من المتخصصين في علاج الشلل الدماغي، ونظرًا للدور الهام الذي تلعبه الأمّ في حياة الطفل عامةً والطفل المصاب بالشلل الدماغي خاصةً؛ حيث استجاباتهم العاطفية المحزنة والمخزية بسبب توقعاتهم التي لا تتطابق مع الواقع من حيث أحلامهم في إنجاب طفل سليم.
كذلك فإنَّ الجهد الكبير الذي تبذله الأمّ للعناية بالطفل المصاب بالشلل الدماغي يمكن أن يحدث تقصيرًا في أدائها لدورها مع باقي أفراد الأسرة؛ ممَّا يترتب عليه حدوث مُشكلات وصراعات؛ ومن هنا يظهر الخلل في أداء الأدوار وسوء الأداء الوظيفي؛ ممَّا يؤثر بالتالي على الأسرة كذلك نقص مهارات العناية بالطفل، فقد يشعر الوالدان بأنهما لا يحسنان العناية بالطفل وليس لديهما مهارة في التعامل مع الطفل وإعاقته؛ وذلك لعدم توفير المعلومات، وانعدام التجارب الشخصيَّة والعائلية؛ ممَّا يزيد من أعباء الوالدين وسعيهما إلى التعرف على الإجراءات التي يجب استخدامها لتلبية احتياجات الطفل المصاب بالشلل الدماغي (سناء محمد دخيل الله،2017، 147).
ومع الاهتمام المتزايد باليقظة العقليَّة كممارسة وطريقة للوجود تسهل ”عملية النمو” على مستويات لا حصر لها؛ ومنها: (الفسيولوجية- الجينية- العصبية)، والتماسك الاجتماعي والأخلاقي، ومع انتشار فيروس (covid-19) والتدهورات الاقتصاديَّة، والاجتماعيَّة، والأسريَّة والعمل؛ ما سيكون لها آثار سلبية في السنوات القادمة على الآباء والأبناء، فزادت الحاجة إلى ممارسة اليقظة العقليَّة باعتبارها عنصرًا مُساهمًا في الصحة العامة والاجتماعيَّة، وتوظيف مهاراتها في مجال العلاقة بين الوالدين والأبناء، وتُمثل مظاهر الوالديَّة اليقظة عقليًا التي ترتبط إيجابيًّا بالعديد من المتغيرات الاجتماعيَّة والنفسيَّة والعاطفيَّة، والتي تلعب دورًا هامًّا في المواقف الإيجابيَّة بين الوالدين والأبناء، ونظرًا للدور الهام الذي تلعبه مهارات الوالديَّة اليقظة عقليًا فيمكن توظيفها على تقوية العلاقة بين الأمّ وأبنائها في جوٍّ من القبول الواعي، وجوٍّ من الدفء، والحب، والاهتمام؛ وهذا بدوره ينعكس على الأبناء بصفة عامة وطفلها المصاب بالشلل الدماغي بصفة خاصة؛ حيث تُمثل الوالديَّة اليقظة عقليًا ”وعي غير قضائي وإدراك لأفكارنا، وعواطفنا ومشاعرنا العاطفية وإدراك أوسع لثقافتنا وعائلتنا، وهي ممارسة مستمرة”؛ حيث يمكن أن تنمو، لتشمل:
(1) زيادة الوعي بطبيعة الطفل الفريدة ومشاعره واحتياجاته.
(2) قدرة أكبر على الحضور والاستماع باهتمام أكبر.
(3) التعرف على الأشياء وقبولها كما هي في كلِّ لحظة سواء كانت ممتعة أو غير سارة.
(4) التعرف على الطريقة التفاعلية الفردية والتعلم والاستجابة بشكل أكبر ملاءمة وإبداعًا ووضوحًا (Kabat-Zinn, & Kabat-Zinn, 2021,2680).
وإنَّ تنمية الشعور بالتماسك يمكِّن أمهات أطفال الشلل الدماغي من مواجهة الضغوط التي يتعرضون لها، ومواجهة المواقف الضاغطة نتيجة وجود طفل مصاب بالشلل الدماغي له العديد من الاحتياجات والمتطلبات، وباعتبار متغير الشعور بالتماسك من المتغيرات النفسيَّة الإيجابيَّة التي تعمل على تحسين طاقة التحمل لديها؛ لمواجهة العديد من التحديات التي تواجهها في حياتها اليومية.
وبالبحث عن المتغيرات النفسيَّة -الخاصة بالأم- التي يمكن أن ترتبط بالشعور بالتماسك، نجد أن الوصمة المُدركة في صدارة هذه المتغيرات، وفي العديد من الثقافات تظل الإعاقة قضية حساسة جدًّا، وتؤدي إلى وصمة دائمة لدى أسرهم؛ حيث الوصمة لا تؤثر فقط في الشخص المعاق، ولكنها تؤثر كذلك على أسرته وخاصةً الأمّ التي ربما ينظر إليها البعض على أنها أم سيئة أنجبت وربت طفلاً أقل من العادي؛ الأمر الذي يُمثل تهديدًا لشعورها بالتماسك وبخاصة أمهات أطفال الشلل الدماغي.
مشكلة الدراسة:
تحددت مشكلة الدراسة الحالية في الأسئلة التالية:
(1) ما طبيعة العلاقات الارتباطيَّة بين الوالديَّة اليقظة عقليًا والشعور بالتماسك لدى أفراد عينة الدراسة من أمهات أطفال الشلل الدماغي؟
(2) ما طبيعة العلاقات الارتباطيَّة بين الوالديَّة اليقظة عقليًا والوصمة المُدركة لدى أفراد عينة الدراسة من أمهات أطفال الشلل الدماغي؟
(3) ما الفروق في الوالديَّة اليقظة عقليًا وفقًا للمتغيرات الديموجرافية (العمر الزمني- جنس الطفل- محل الإقامة)؟
(4) هل يمكن التنبؤ بكل من الشعور بالتماسك والوصمة المُدركة من خلال الوالديَّة اليقظة عقليًا لدى أمهات أطفال الشلل الدماغي؟
أهداف الدراسة
هدفت الدراسة الحالية إلى:
(1) الكشف عن العلاقات الارتباطيَّة بين الوالديَّة اليقظة عقليًا والشعور بالتماسك لدى أفراد عينة الدراسة من أمهات أطفال الشلل الدماغي.
(2) الكشف عن العلاقات الارتباطيَّة بين الوالديَّة اليقظة عقليًا والوصمة المُدركة لدى أفراد عينة الدراسة من أمهات أطفال الشلل الدماغي.
(3) التحقق من الفروق في الوالديَّة اليقظة عقليًا وفقًا لمتغير العمر الزمني للأمهات.
(4) التحقق من الفروق في الوالديَّة اليقظة عقليًا وفقًا لمتغيرات نوع الطفل.
(5) التحقق من الفروق في الوالديَّة اليقظة عقليًا وفقًا لمتغير محل الإقامة.
(6) التنبؤ بالشعور بالتماسك من خلال الوالديَّة اليقظة عقليًا لدى أمهات أطفال الشلل الدماغي.
(7) التنبؤ بالوصمة المُدركة من خلال الوالدية اليقظة عقليًا لدي أمهات أطفال الشلل الدماغي.
رابعًا: أهمية الدراسة:
• الأهمية نظرية:
(1) تنبثق أهمية هذه الدراسة من عينتها؛ حيث تُمثل أمهات الأطفال المصابين بالشلل الدماغي الذين هم بحاجة إلى الدعم لمواجهة الضغوط التي يتعرضون لها.
(2) لا تُوجد دراسة عربية واحدة- في حدود علم الباحثة- اهتمت ببحث متغيرات الدراسة الحالية في محاولة لفهم طبيعة العلاقة بينهم.
(3) الحداثة النسبية لدراسة متغير الوالديَّة اليقظة عقليًا في التراث العالمي، وندرة دراستها- في حدود علم الباحثة- على المستوى العربي. مع ندرة الدراسات – في حدود علم الباحثة - التي تناولت متغيرات الشعور بالتماسك والوصمة المُدركة لدى أمهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام، وأمهات الأطفال المصابين بالشلل الدماغي بشكل خاص.
• الأهمية التطبيقية:
(1) تتطلع هذه الدراسة بإعداد مقياسين (مقياس الشعور بالتماسك-مقياس الوصمة المُدركة)؛ ممَّا يثري المكتبة العربية في مجال القياس النفسي.
(2) إمكانية الاستفادة من نتائج الدراسة في وضع بعض التوصيات التي يمكن الاستفادة منها في تطبيق الوالديَّة اليقظة عقليًا لدى أمهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
(3) تقديم بعض المقترحات لبرامج علاجية وإرشاديَّة تحد من الشعور بالوصمة المُدركة، وتنمية الوالديَّة اليقظة عقليًا لدى أمهات أطفال الشلل الدماغي.
فروض الدراسة:
من خلال العرض السابق للإطار النظري والدراسات السابقة يمكن تحديد فروض الدراسة فيما يلي:
(1) تُوجد علاقة ارتباطيَّة موجبة دالَّة إحصائيًّا بين الوالديَّة اليقظة عقليًا والشعور بالتماسك لدى أمهات أطفال الشلل الدماغي.
(2) توجد علاقة ارتباطية عكسية سالبة بين الوالديَّة اليقظة عقليًا والوصمة المُدركة لدي أمهات أطفال الشلل الدماغي.
(3) وجود فروقٌ ذات دلالةٍ إحصائيَّة في الوالديَّة اليقظة عقليًا لأمهات أطفال الشلل الدماغي تبعًا لبعض المتغيرات الديموغرافية باختلاف الأعمار الزمنية للأمهات.
(4) وجود فروقٌ ذات دلالةٍ إحصائيَّة في الوالديَّة اليقظة عقليًا لأمهات أطفال الشلل الدماغي تبعًا لبعض المتغيرات الديموغرافية باختلاف محل الإقامة.
(5) لاتوجد فروقٌ ذات دلالةٍ إحصائيَّة في الوالديَّة اليقظة عقليًا لأمهات أطفال الشلل الدماغي باختلاف الأعمار الزمنية باختلاف نوع الطفل.
(6) التنبؤ بالشعور بالتماسك من خلال الوالديَّة اليقظة عقليًا لدى أمهات أطفال الشلل الدماغي.
(7) التنبؤ بالوصمة المُدركة من خلال الوالدية اليقظة عقليًا لدي أمهات أطفال الشلل الدماغي.
حدود الدراسة:
تحددت الدراسة الحالية بمنهجها، حيث استخدمت المنهج الوصفي الارتباطي بهدف تعرف طبيعة العلاقة الارتباطية بين متغيريَ الدراسة، وبموضوعها المتمثل في الوالديّة اليقظة عقليًا وعلاقتها بكل من الشعور بالتماسك والوصمة المُدركة، كما تحددت بعينتها المستهدفة من أمهات أطفال الشلل الدماغي، حيت تحددت الدراسة الأساسية بعينة تكونت من (110) من أمهات أطفال الشلل الدماغي؛ حيث تمَّ تقسيمهنَّ إلى مجموعتين، عينة التحقق من الكفاءة السيكومترية، واشتملت على (30) أمًّا من أمهات أطفال الشلل الدماغي، والعينة الأساسية، وتكونت من (80) أمَّا من أمهات أطفال الشلل الدماغي، كما تحددت بمكان إجرائها بجمعية واحة نور الحياة الخيرية لأطفال الشلل الدماغي بمحافظة سوهاج. كما تحددت الدراسة أيضًا بالأدوات المستخدمة لقياس متغيراتها والمتمثلة في مقياس الوالديَّة اليقظة عقليًا (Duncan, Coatsworth, & Greenberg.,2009)، ترجمة وتقنين (الضبع، فتحي عبد الرحمن، طلب، أحمد علي أحمد، سليمان، عمرو محمد فريد، 2016)، مقياس الوصمة المُدركة (إعداد الباحثة)، ومقياس الشعور بالتماسك (إعداد الباحثة)، والأساليب الإحصائية المناسبة لمعالجة بياناتها.
الأساليب الإحصائية:
قامت الباحثة بمعالجة البيانات التي تمَّ الحصول عليها باستخدام مجموعة من الأساليب الإحصائيَّة بالاعتماد على حزمة البرامج الإحصائيَّة للعلوم الاجتماعيَّة والمعروفة (SPSS)، فقد تمَّ استخدام البارامترية لمعالجة البيانات التي تمَّ الحصول عليها؛ حيث تُعد الأنسب لطبيعة متغيرات الدراسة الحالية، وحجم العينة، وقد تمثلت هذه الأساليب في:
(1) المتوسط الحسابي.
(2) معامل الارتباط لبيرسون (Pearson).
(3) الانحراف المعياري.
(4) اختبار(ت).
نتائج الدراسة:
يمكن تلخيص نتائج الدارسة الحالية في النقاط المحددة الآتية:
(1) تُوجد علاقة ارتباطيَّة دالَّة إحصائيًّا بين الوالديَّة اليقظة عقليًا والشعور بالتماسك لدى أمهات أطفال الشلل الدماغي.
(2) تُوجد علاقة عكسيَّة سالبة دالَّة إحصائيًّا بين الوالديَّة اليقظة عقليًا والشعور بالوصمة المُدركة لدى أمهات أطفال الشلل الدماغي.
(3) تُوجد فروقٌ دالَّة إحصائيًّا في درجة الوالديَّة اليقظة عقليًا لدى أمهات أطفال الشلل الدماغي باختلاف الأعمار الزمنية.
(4) تُوجد فروقٌ دالَّة إحصائيًّا في درجة الوالديَّة اليقظة عقليًا لدى أمهات أطفال الشلل الدماغي باختلاف محل الإقامة.
(5) لا تُوجد فروقٌ دالَّة إحصائيًّا في درجة الوالديَّة اليقظة عقليًا لدى أمهات أطفال الشلل الدماغي باختلاف الأعمار الزمنية باختلاف متغير جنس الطفل.
(6) يُمكن التنبؤ بالشعور بالتماسك من خلال الوالديَّة اليقظة عقليًا لدى أمهات أطفال الشلل الدماغي.
(7) يُمكن التنبؤ بالشعور بالوصمة المُدركة من خلال الوالديَّة اليقظة عقليًا لدى أمهات أطفال الشلل الدماغي.