الفهرس 
مـــدخـــــل الـــدراســـــــةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 139 |  |  |
| | | from | 139 | | |
المستخلص
يعيش الشباب في العصر الحالى في مجتمع يحفل بالكثير من التحديات التكنولوجية المتطورة والمتنوعة التي يتأثر بها وتؤثر في ممارساته الثقافية، ومنظومته القيمية الأخلاقية، حيث يقوم بعض الطلاب بالتخفى خلف ستار أسماء وحسابات وهمية في هذا الفضاء الإلكتروني الكبير، ومن ثم يطلقون العنان لبث أفكارهم ومعتقداتهم دون الأخذ في الاعتبار مدى الإضرار بأمنهم وأمن أوطانهم، ولأن الجامعة هى أحد الركائز الأساسية في تنمية طلابها علمياً وثقافياً من خلال قيامها بوظائفها الأساسية المتمثلة في التعليم، والبحث العلمى، وخدمة المجتمع، فهى تُسهم بدور كبير في تشكيل الوعى الفكرى والوطنى والأخلاقي لدى طلابها حتى يصبحوا قادرين على مواجهة التحديات التكنولوجية ومحافظين على قيمهم ومبادئهم.
ونظراً لما تواجهه مجتمعاتنا من انفتاح ثقافى وتكنولوجى، وانطلاقاً من الطفرة التقنية الهائلة التي يعايشها عالمنا المعاصر، يمكن أن نلمس الكثير من التأثيرات الإيجابية في المجتمعات الإنسانية من تقدم وتطور وإمكانية للتعلم والتعليم والتواصل مع الآخرين في أى مكان وزمان، إضافة إلى القدرة على الإبداع والابتكار والتعبير عن الذات في ظل هذا الانفتاح الثقافي والتقنى الهائل في كافة الثقافات في جميع أنحاء العالم، وفى نفس الوقت توجد بعض التأثيرات السلبية لهذا التطور التقنى الرقمى كالاستخدام الخاطئ وغير المسؤول لمختلف التطبيقات التكنولوجية، وتجاهل الضوابط الأخلاقية والقوانين الاجتماعية، والاحتيال عبر الإنترنت، والقرصنة على المعلومات والحقوق الفكرية، وعدم احترام خصوصية الآخرين، علاوة على ما نعيشه اليوم من كارثة الابتزاز الإلكتروني بأشكاله المختلفة، وما يترتب عليه من أضرار نفسية جسيمة للأسر التي تتعرض لهذا النوع من الابتزاز، وإن دل هذا على شئ فإنما يدل على الانحدار الأخلاقي الذى وصلنا له نتيجة استخدام التكنولوجيا الرقمية بلا وعى.
ومع تنامى اعتماد الأفراد على الإنترنت، وتطور المواقع، وتعدد الاستخدامات من التصفح للبريد الإلكتروني ثم المنتديات، وغرف الدردشة، والرسائل النصية والفورية والمدونات حتى ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي، وما أدى إليه ذاك من زيادة نسبة مستخدمى الإنترنت من الشباب لأكثر من (42%)، حيث وفرت للمستخدمين بنية تفاعلية افتراضية احتلت مساحة واضحة من وقت وفكر واهتمام ووجدان وعقول الشباب، وخاصةً بعد نجاحها في جذب واستقطاب العديد من الفئات العمرية دون اعتبار للفروق الجغرافية والدينية والاقتصادية، ليمتزج الاتصال الذاتى والشخصى والجمعى والجماهيرى في بيئة واحدة أعادت تشكيل الحياة الاجتماعية للفرد، وساهمت في التأثير على منظومة القيم والأخلاق التي تكون سلوك الفرد (أشرف حسن، 2009؛ إيمان فهمى، 2014).
وإذا كنا سابقاً نستطيع معرفة اهتمامات أبنائنا ومراقبة علاقتهم بالآخرين، فقد أصبحوا الآن يتواصلون مع مجهولين رقميين يشكلون خطراً محتملاً، وقد يتصفحون مواقع مشبوهة وخطيرة، ويمارسون بعض السلوكيات غير الأخلاقية كالاحتيال عبر الإنترنت، وتجاوز آداب الحوار، وبالتالي أصبح من شبه المستحيل مراقبة كل ما يشاهدونه من صفحات، ومن يتواصلون معه من أشخاص، وما يمارسونه من أفعال نتيجة انتشار الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية المتصلة بشبكة الإنترنت (أشرف أبو حجر، 2019).
ولقد أصبحت الرقابة صعبة من جهة الأسرة من جانب، والمجتمع من جانب آخر، إن لم تكن مستحيلة، فقد أصبح الفرد مواطناً يتفاعل داخل المجتمعات الافتراضية وهو غير واعٍ بماهية وأبعاد ثقافة المواطنة الرقمية فيه، وغير قادر على إدراك المعايير الأخلاقية والقانونية التي يجب عليه الالتزام بها، فالمواطنة الرقمية ليست تقنية، ولكنها ثقافة، يجب أن تُغرس في نفوس جميع المستخدمين الرقميين (حسن مهدى، 2018).
ومن هذا المنطلق ظهرت لدينا الحاجة لنشر ثقافة المواطنة الرقمية وتنمية الوعى بها، فإذا كانت المواطنة هى منظومة المبادئ والقيم والحقوق والواجبات المترتبة على المواطن تجاه وطنه، فإن ثقافة المواطنة الرقمية هى أحد أشكال التعبير عنها بشكل افتراضى وعلى نطاقات كبيرة مما يجعل المسؤولية الوطنية أكبر (ناصر الساعدى، وهناء الضحوى، 2017).
من هنا يكون الوعى بثقافة المواطنة الرقمية هو اهتمام الأفراد بأن يكونوا أكثر إلماما وإحاطة بأبعاد ومحاور المواطنة الرقمية، حيث يصبح التثقيف أوسع من مجرد إعطاء المعلومات والمعارف الأساسية حول المكونات المادية والبرمجية، والتركيز على عرض أمثلة للاستخدام السئ وغير المناسب لتلك المكونات المادية والبرمجية، وتعلم ما هو مناسب وغير مناسب عند استخدام هذه التقنيات الرقمية (Ribble& Bailey, 2007).
إن الوعى بثقافة المواطنة الرقمية يُمكن الأفراد من استخدام التقنيات الرقمية، والتعامل مع العالم الافتراضى بطريقة أخلاقية وقانونية، حيث تُعد ثقافة المواطنة الرقمية أكثر من كونها أداة تعليمية أو وسيلة، ولكنها طريقة تساعد هؤلاء الأفراد على فهم حقوقهم وواجباتهم الرقمية، والتفاعل الذكى والأخلاقي في المجتمع الرقمى، والوعى بالآثار الأخلاقية، ومراقبة أفعالهم وسلوكياتهم عند استخدام مثل هذه التقنية الرقمية.
ولأن الجانب الأخلاقي يُعد الجانب الأكثر أهمية في سياق ثقافة المواطنة الرقمية، فقد أكدت عديد من الدراسات على الإهتمام بالأخلاق لتحقيق الاستفادة المنشودة من ثقافة المواطنة الرقمية كدراسة (Nordin, Ahmad, Zubairi, Ismail, Rahman, Trayek& Ibrahim, 2016) والتى أكدت على ضرورة تحسين استخدام التكنولوجيا من الناحية الأخلاقية، ودراسة
(فاطمة الشهرى، 2016) والتى أوصت بضرورة إمداد الطلاب بإطار أخلاقي وقيمى يحكم تفاعلاتهم مع شبكة الإنترنت، في حين أظهرت نتائج دراسة (حسن عبد الهادى، 2020) أن 87% من المبحوثين يمارسون الاستخدام غير الأخلاقي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ويفصح هذا الاستخدام عن نفسه في صورة السرقة أو الجريمة الإلكترونية.
وفى هذا الصدد، تُعد الأخلاق ضرورية لحماية المجتمع لكى يصبح مجتمعاً قوياً تسوده قيم الحق والفضيلة، وتُحارب فيه قيم التشرد والفساد، ومما يزيد من أهمية الأخلاق ما يشهده المجتمع اليوم في تحوله الى قرية صغيرة، فلم تعد هناك حواجز تحول دون امتزاج الثقافات وتداخلها بكل عناصرها الإيجابية والسلبية، حيث تؤدى التكنولوجيا إلى تسرب سلوكيات هدامة تؤثر على المجتمع الأخلاقي (وائل الربضى، 2015).
إن الذكاء الأخلاقي هو أحد المداخل الإيجابية الحديثة لخفض السلوكيات السلبية من خلال ما يتضمنه من سبعة فضائل أخلاقية تمكن الفرد من التصرف بالطريقة الصحيحة، وهى التعاطف، الضمير، ضبط النفس، الاحترام، العطف أو الشفقة، التسامح، العدل، وتناولت بعض الدراسات الذكاء الأخلاقي بوصفه أحد المتغيرات المهمة في علم النفس الإيجابى وذلك لما له من أثر إيجابى في الوقاية من الاضطرابات النفسية والمشكلات السلوكية (غادة سويفى ونجوان همام، 2018).
وللذكاء الأخلاقي دور فعال في إمكانية أن يتواصل الفرد عبر التقنية الرقمية بأسلوب مثالى لا يحقق فيه الضرر لنفسه وللآخرين، ويستطيع من خلاله أيضاً أن يستفيد من إيجابيات التقنية الرقمية وتطبيقاتها المتعددة والمتنوعة.
مما تَقدم، فالدراسة الحالية هى محاولة من الباحثة في هذا الإطار تسعى من خلالها للتحقق من العلاقة بين الوعى بثقافة المواطنة الرقمية و الذكاء الأخلاقي لدى طلاب الجامعة.
ثــانيــاً: مشكلــــة الـــدراســــــة:
فى إحصائية رسمية حديثة أصدرتها لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب المصرى، تم التأكيد على قيام وزارة الداخلية بتلقى أكثر من ”1038” بلاغاً بجريمة إلكترونية خلال شهر واحد فقط (وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، 2018)، وهذا الرقم المفزع يتماشى مع تأكيد نتائج العديد من الدراسات كدراسة (مها ناجى، 2019)، ودراسة
(كامل الحصرى، 2016)، ودراسة (خالد السرحان، روان السليحات وروان الفلوح، 2018) على تدنى مستوى الوعى بثقافة المواطنة الرقمية بين كافة أطياف المجتمع.
مما تَقدم، سعت الدراسة الحالية إلى التعرف على طبيعة العلاقة بين الوعى بثقافة المواطنة الرقمية ومستوى الذكاء الأخلاقي لدى طلاب الجامعة.
Young people live in the current era in a society full with many advanced and diverse technological challenges that affect and influence cultural practices and its moral value system, where some students hide behind the guise of fake names and accounts in this large cyberspace and then unleash their ideas and beliefs without taking into consideration. Considering the extent of harm to their security and the security of their homelands, and because the university is one of the main pillars in the scientific and cultural development of its students through its basic functions of education, scientific research and community service, it contributes a major role in shaping the intellectual, national and moral awareness of its students so that they able to confront technological challenges and maintain their values and principles.
Due to the cultural and technological openness that our societies face, and based on the huge technical boom that our contemporary world is experiencing, we can see many positive effects in human societies in terms of progress, development, the ability to learn, teach and communicate with others anywhere and at any time, in addition to the ability to create creativity and self- expression in light of this huge cultural and technological openness in all cultures around the world and the same time the are some negative. In view of effects of this digital technical development such as the wrong and irresponsible use of technological applications and disregard for moral controls different and social laws, fraud via the internet, piracy of information, intellectual rights and the lack of respect for the privacy of others, in addition to the catastrophe we are experiencing today of electronic blackmail in its various forms and the consequent severe psychological damage to families who are exposed to this type of blackmail, if this indicates anything, it indicates the moral decline that se have reached as a result of the use of digital technology without consciousness.
And with the growing dependence of individuals on the internet, the development of websites and the versatility of uses from browsing to e- mail then forums, chat rooms, text and instant messages, and blogs until social networking sites appeared, which led to an increase in the percentage of young internet users to more than (42%), where it provided users with a virtual interactive structure that occupied a clear space of time, thought, interest, conscience and minds of young people, especially after its success in attracting many age groups without regard to geographical, religious and economic differences influencing the system of values and morals that make up the behavior of the individual (Ashraf Hassan, 2009; Eman Fahmy, 2014).
And if we are previously able to know the interests of our children and monitor their relationship with others, now they are communicating with digital unknowns who pose a potential danger and they may browse suspicious and dangerous sites, practice some immoral behaviors such as fraud on the internet, bypassing the etiquette of dialogue and therefore it has become almost impossible to monitor everything they see from pages, the people they communicate with and the actions they practice as a result of the spread of tablets and smart phones connected to the internet (Ashraf Abu Hajar, 2019).
And censorship has become difficult on the part of the family on the one hand and society on the other hand, if not impossible, as the individual has become a citizen interacting within virtual societies while he is un aware of the nature and dimensions of the culture of digital citizenship in him it, is un able to realize the ethical and legal standards that he must abide by. Digital citizenship isn’t a technology but a culture that must be inculcated in the hearts of all digital users (Hassan Mahdi, 2018).
from this point of view, we have the need to spread the culture of digital citizenship and develop awareness of it. If citizenship is a system of principles, values, rights and duties of a citizen towards his country. The culture of digital citizenship is one form of expression by default and on large scales, which makes national responsibility greater (Nasser Al- Saadi, Hana Al- Dahwy, 2017).
Hence, awareness of digital citizenship culture is the interest of individuals to be more familiar with and aware of the dimensions and axes of digital citizenship, as education becomes broader than simply giving basic information and knowledge about the hardware and software components and focusing on presenting examples of bad and inappropriate use of those hardware and software components and learning what is appropriate and inappropriate when using these digital technologies (Ribble& Bailey, 2007).
Awareness of digital citizenship culture enables individuals to use digital technologies, deal with virtual world in an ethical and legal manner as digital citizenship culture is more than an educational tool or a means but rather a way that helps these individuals understand their digital rights and duties, and the intelligent and ethical interaction in the digital society awareness of the ethical implications and monitoring of their actions and behaviors when using such digital technology.
And because the ethical aspect is the most important aspect in the context of the culture of digital citizenship. Many studies have confirmed the interest in ethics to achieve the desired benefit from digital culture such as a study (Nordin, Ahmat, Zubairi, Ismail, Rahman, Trayek& Ibrahim, 2016), which emphasized the need to improve the use of technology from an ethical point of view, and the study (Fatima Al- Shehri, 2016), which recommended the need to provide students with an ethical and value framework that governs their interactions with the internet, while the results of the study (Hassan Abdel- Hadi, 2020) showed that 87% of respondents practice the unethical use of information and communication technology and disclose this the use of the same in the form of theft or electronic crime.