الفهرس 
الفصل الأول الـمـقـدمـةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 154 |  |  |
| | | from | 154 | | |
المستخلص
يشهد العالم تطورات هائلة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، ومن التقنيات المستقبلية التي أصبحت تجذب أنظار التربويين تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، حيث إن الذكاء الاصطناعي هو عملية محاكاة للذكاء البشري بواسطة الآلات، وخاصة أنظمة الكمبيوتر، ويتم بواسطته استخدام العديد من التطبيقات على نطاق واسع من قبل المعلمين والطلاب اليوم.
الذكاء الاصطناعي اليوم اصبح مفهوما متداولا جدا وقد دخل علي جميع المجالات العلميه التقنيه منه وحتي العلوم الانسانيه. يُعتبر الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence): أحد فروع علم الحاسوب، وإحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها صناعة التكنولوجيا في العصر الحالي، ويُمكن تعريف مصطلح الذكاء الاصطناعي - الذي يُشار له بالاختصار بأنه قدرة الآلات والحواسيب الرقميّة على القيام بمهام مُعينة تُحاكي وتُشابه تلك التي تقوم بها الكائنات الذكيّة؛ كالقدرة على التفكير أو التعلُم من التجارب السابقة أو غيرها من العمليات الأُخرى التي تتطلب عمليات ذهنية، كما يهدف الذكاء الاصطناعي إلى الوصول إلى أنظمة تتمتع بالذكاء وتتصرف على النحو الذي يتصرف به البشر من حيث التعلُم والفهم، بحيث تُقدم تلك الأنظمة لمُستخدميها خدمات مُختلفة من التعليم والإرشاد والتفاعل.
ويعد الذكاء الاصطناعي (Arttificial Intelligence) الركيزة الأساسية للثورة الصناعية الرابعة التي يعيشها العالم اليوم، والعمود الفقري لها، ونقطة التحول الهامة في هذا العصر، حيث تخطى العالم به عصر ”تقنية المعلومات” التي يعتمد الإنسان فيها على الحاسوب في عملية جمع البيانات واسترجاعها، بينما تتم عملية الاستدلال والاستنتاج واتخاذ القرارات - اعتمادا على هذه البيانات - من جهة الإنسان نفسه لا من جهة الحاسوب، وتصير الحواسيب هي التي توجد الحلول وتتخذ القرارات بدلا من الإنسان؛ بناء على العديد من العمليات الاستدلالية المتنوعة التي تغذى بها، حتى صارت الحواسيب قادرة على محاكاة.
بدأت تقنيات الذكاء الاصطنااعي فى الأنتشار بشكل موسع فى العديد من المجالات الرياضية، حيث أثبتت التجارب قدرة الذكاء الاصطناعي فى تطوير وتحسين مستوى أداء الرياضة من خلال تحليل أكبر قدر من البيانات لأداء اللاعبين ويستطيع الذكاء الاصطناعي تحديد وقياس وتقييم مستوى أداء اللاعبين.
وتعد القدرة على التعلم أحد أهم سمات الذكاء الاصطناعي، حيث يقوم بتحليل البيانات والمعلومات واستبعاد المعلومات غير المناسبة، وتصنيف المعلومات والاستفادة منها والتنبؤ، وأيضاً تخزين هذه المعلومات وتعتبر مساهمات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم بالغه الاهميه، وحققت العديد من مميزات لعلوم الذكاء الاصطناعي وعلوم تكنولوجيا التعليم، بهدف تعميق فهم كلأ من المعلمين والمتعلمين لكيفيه التعلم، وجعل التاثير بالعوامل الخارجيه أكثر وضوحا وشموليه بدعم من تقنيه الذكاء الاصطناعي، ان جوهر الذكاء الاصناعي التعليمي هو التكامل العميق بين الذكاء الاصطناعي والتعليم، مما يجعل التعليم والتعلم والأداره اكثر ذكاء.
وعملية التعليم والتعلم في السباحة تتطلب معرفة تتابع الحركات المطلوب أدائها، وكيفية توجيهها مع الاستعانة بالأدوات المساعدة على التحليل الفني للأداء، والذي يقصد به تفسير واضح لشكل واتجاه الحركة التي يؤديها السباح والتي تهدف إلى إخراج الصورة النهائية للأداء على أكمل وجه من حيث اقتصادية الحركات للتغلب على عامل الزمن.
مشكلة البحث:
أصبحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي من أهم قضايا تكنولوجيا التعليم علي مدار السنوات القادمة، نظرأ لتمتعها بإمكانات وقدرات عالية تدعم كلأ من المعلمين والمتعلمين، حيث تهدف جميع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم لتقديم مساحه للتعلم تلبي احتياجات المتعلمين، واتاحه فرص للتعلم وفقا لتفضيلات المتعلمين، اي ان الذكاء الاصطناعي في التعليم يتيح تعلما مصممأ خصيصا لكل متعلم.
وتعد التطورات الهائلة في تكنيك الاداء الحركي في المجال الرياضي، والانجازات التي المدهشة من مستويات الأداء الحركي في عصرنا الحالي، قد تخطت حدود القدرة البشرية المتعارف عليها في الكثير من الانشطة الرياضية. وما هي الا نتائج طبيعية لما تم الوصول اليه من طرق واساليب دقيقة وحديثة للقياس ساهمت في الدخول الى عمق الاداء الحركي والتعرف على دقائقه (أسبابه – ونتائجه).
ويشير إيهاب إسماعيل (٢٠٢١م) الي أن المجال الرياضي يستطيع الإستفادة الكاملة من التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي للإرتقاء بقدرات اللاعبين للوصول للمستويات العالية والاطلاع على كل مستجدات العصر لتطوير قدراته المعرفية والمهارية بحصوله على المعلومات العلمية الحديثة.
ويذكر إيهاب البدوي (2022م) ان استخدام الذكاء الاصطناعي أدي إلي ثورة في طريقة ممارسة الرياضه وتحليلها وتحسينها كما يمكن للرياضين اكتساب المزيد من المعلومات في طريقه ادائهم بغرض تحسين اساليب التعليم والتدريب ورفع مهارتهم، كما أدي الي تغيرات كبيره لتتبع حركه اللاعبين في الملعب وبذلك نقل الرياضه الي آفاق جديدة.
وتعتبر تعلم مهارة البدء فى السباحة من المهارات الهامة التي يتحدد عليها نتيجة السباق والمستوى الرقمي للسباحين وخاصة سباقات المسافات القصيرة (50 - 100م)، حيث أثبت ماجليشكو Maglichio (1993م) أنه بتحسن مهارة البدء من الممكن أن يقلل زمن سباق (50 متر) بمقدار (0,10) من الثانية، كما أن زمن مهارة البدء يمثل تقريبا (0,25%) من الزمن الكلى لسباق (100م) و(0,05%) من الزمن الكلى لسباق (200م).
وبذلك تتضح أهمية مهارة البدء فى كل جزء من الثانية، حيث أن الفروق بين السباحين فى نهاية السباق لا تتعدى اجزاء من الثانية الواحدة، وبالتالى فإن الإستغلال الأمثل لكل القوى الكامنة للتعلم وتوجيهها نحو الوصول إلى أقصى سرعة ممكنة هو الهدف من كل هذه الدراسات والبحوث التى تجرى فى الدول التى تهتم بالرياضة عامة وسباقات السباحة خاصة ويعتبر البدء في السباحة جزء هام في زمن السباقات ولم يحظي بالدراسة والتحليل الكافي سواء بغرض التعليم أو التحسين.
ومن خلال متابعة الباحثة لسباقات السباحة خاصة لاحظت وجود مشكلة لدي المبتدئين فى قفزة البداية وانجاز المسافة من البداية وحتى مرحلة دخول الماء، وقد يرجع ذلك الى عدم الاستفادة من ميكانيكية الاداء وخاصة فى مرحلة الانطلاق من مكعب البدء، بما يؤثر سلبياً على زاوية وسرعة ونقطة الدخول إلى الماء، وبالتالي لن يتمكن من تحقيق سرعه افضل وزمن أقل لحظة انتهاء مرحلة البدء وبداية مرحلة السباحة، وأصبح من الصعب على الباحثه دراسة مرحلة البدء بالعين المجردة واصلاحه والاستفاده منه في مسافات السباقات في السباحة.
لذلك اهتمت الباحثة بإجراء هذه الدراسة التى تكمن فى كونها واحدة من الدراسات التحليلية التي تبحث في التحليل الحركي لمهارة البدء من اجل التعرف علي زاويا الانطلاق والانزلاق في هذه المهاره واخضاعها لبرنامج الذكاء الاصطناعي لتقييم الأداء وقدرته على التحليل والتفكير والاستفادة منه بالتنبؤ بالمعادلات الرياضية لتحديد أفضل الزوايا والتى لم يتطرق لها أحد من قبل على حد علم الباحثة لحداثة هذه التقنية ومن ثم وضع برنامج تعليمي لتحسين سرعة البدء في السباحة، ومعرفه تأثير هذا البرنامج علي تحسين زاويا الانطلاق والانزلاق وبالتالي زياده السرعه والتقدم وتحسين المستوي الرقمي للسباحين الناشئين.