Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الوطن في شعر عدنان الصائغ :
المؤلف
محمد، حنان حسن سالم.
هيئة الاعداد
باحث / حنان حسن سالم محمد
مشرف / سوسن ناجي رضوان
الموضوع
الشعر الحماسي. الشعر العربي - تاريخ ونقد. الشعراء العرب.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
336 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
18/5/2023
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - الدراسات الادبية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 340

from 340

المستخلص

لقد امتسي هذا البحث وجهة نقدية ،تضطلع في رؤيتها البكر إلي وجهة نظر خاصة بالبحث في طرح رؤيته، وإنطباعه تجاه أعمال شاعر عربي معاصر، وهو الشاعر عدنان الصائغ، وأيضا إفصاح هذه الرؤية عن طابع علمي ونقدي آخر، المنهج السيميائي وهو المنهج الذي عولجت به هذه الدواوين، معالجة أقرب إلي الدياليكتيك الفلسفي الذي انكفئ بثقله علي اللغة في طبيعة تكثيفية ،وقبول تلك الأشترطات التي يفرضها المنهج في حدود محيط النص، وحقوله الإجتماعية والإيدلوجية التي نما فيها .
تناول هذا البحث من منظور جمالية العلامة، ودلاليتها ومرجعيتها ،التي تحيل القارئ إلى أكثر من معني في ضوء الاشتغالات العليا لمستويات اللغة وتناميها في محيط هذه العلامة التي تنطق عنها، وما العلامة في حقيقتها إلا نوعا من اللغة الجدية والمائزة التي يستخدمها الشاعر متوافقة مع العصر والحياة، أنها ملحمة عليامن الدلالات، تحلق في آفاق اللغة، ومنطقها الجمالي، والأدبي، والذي يكتسب بريقه من حيثيات الواقع والتي تأخد طاقة نزوعية إلي التمثل والإنابة عن الأشياء.
واستنكاها للقيم النقدية الحديثة المتبناة في هذا البحث؛فإننا راعينا أن يقدم في صورة جمالية تحيل إلى دور العلامة الخطير في توجيه حركة الأداء الضمني، والذي يسعي في تمثيل اللغة بصورة منهجية منظمة، تساعد علي صك قوانين جديدة تتخلق أثناء بناءات النص، والتي تبرزها عمليات القراءة، كملمح إنساني بحت، يوازي في شفراته شفرات مبدع النص تمام بتمام.
يقوم الإتجاه التحليلي في هذا البحث علي دراسة نقدية جمالية في ضوء منهج السيميائية، والتي كيفت لفهم العلامة وتعالق حيثياتها مع جاراتها من مستويات اللغة، ناقش جملة من القصائد للشاعر عدنان الصائغ دراسة سيميائية ذات منظور جمالي يمط الدلالة لأبعد الحدود، ويسمح بتوفير طاقة خاصة تمد النص بحيويته ونشاطه المتجدد باستمرار.
يأخذ الوطن لدي الصائغ مكانا فسيحا في ارضيته الشعرية، ،لذا جاءت مقاطع شعره غاية في الخصوصية التي تنبع من قيمة اللغة التي أملي بها نصه، لذا جاء رمز الوطن ليمثل أس لغوي رئيس في اندفاع كافة الأسس اللغوية الآخري بحيث مثل هذا الوطن بؤرة رئيسة ألتفت حوله جميع الدلالات، في نوع من الكشف الحثيث عن ذاته المغتربة، التائهة، والتي وجدت من القصيدة وطنا فسيحا، عوضا عن وطن طمست هويته الحرب، ودهسته أقدام الساسة تعنتا وعنوة.
كما وناقش هذا البحث عدد من المصطلحات النقدية الحديثة، والتي أثرته ،وكانت بمثابة فلك طبيعي يدور في محيطه، كما والتزم رؤية نقدية، مثلت أرضية وأساس فعلي لإكتشاف عمل هذه المصطلحات النقدية في ضوء حقولها وارجاءاتها اللغوية الدالة،والتي أتخذت من المنهج السيميائي قبلة في فهم دور النص، والرسالة التي ينطوي عليها، وماذا أراد الشاعر أن يقول، وهل لغته جاءت سليمة ومسددة، وهل اتسعت هذه اللغة لأن تحتوي ما اوردناه من مصطلحات كالرمز والعلامة، والإشارة والايقونة/ أو العلامة العيانية/المشهدية كما أسماها بيرس، والعلامة بإعتبارها متحدث رسمي عن شئ آخر تنوب عنه، وهو الرمز كما جاء في نظرية بيرس في تصنيفه للعلامات ،وأحالاتها للمعاني المتعددة، فإن الوقوف علي فهم أبعاد هذه العلامات الطبيعية في حياة الإنسان تأول وتفسر في ضوء سياقاتها وانساقها التجاورية التي تحيل الذهن إلي عدد لا نهائي من الإشارات، ولا يتوقف نشاطها أي العلامة فهي كالكابلات الكهربائية التي تحدث ثريان أثيري متجدد لا ينقطع بانقطاع التيار، وهكذا الرمز الذي يحيل إلى علامة، والتي بدورها تحيل إلي أخرى، وهكذا تنطوي عن حركة جدلية منسجمة تحفظ للرمز/الاس اللوغارتمي طاقته الصفرية الأولي التي ينطلق منها إلي تفريعاته السيميائية الخاصة.
وبينما نحن علي ذلك يسعي البحث إلي خلق مظلة عليا تدرك المرجع الطبيعي للمجهود المعرفي الفكري والإنساني، متخذة اللغة قائدا يدير دفة هذه المعرفة، والتي تمثل كائن حي ينمو ويتطور داخل هذا المحيط الإنساني ،فجميع القوانين المعرفية الإنسانية تصاغ فقط من أجل فهم عوارض تلك اللغة والعوامل التاريخية والبيئية التي تتحكم فيها منذ الازل
لذا يمثل هذا البحث محاولة دؤوبة وجادة في تحليل خاص لنص شعري معاصر يمتسي سمتان، وأما الأولي أنه شعر ذو تفعيلة إيقاع موسيقي حديث ،أي أنه أتخذ شكل التفعيلة المتحررة، أي تتزاحم أكثر من تفعيلة داخل القصيدة/المقطع الشعري الواحد، وأسماها النقاد (قصيدة النثر) وهو الشكل الزمني للقصيدة الشعرية لعدنان الصائغ، وأما السمة الثانية فهم الحركة التطورية للغة والتي لا تهدأ، والنمو الطبيعي لمثل هذه المصطلحات التي تتسع لأرضيتها النقدية، وتتشعب عنها مفاهيم ومعارف، تزيد من إمكانية فهم هذه اللغة، أو بالأحرى فهم ذلك الكائن الذي تصدر عنه هذه اللغة، وهو فهم يمثل عرض من عوارض اللغة، تلك الأخيرة التي تأخد مراحلها التكيفية من سياقاتها المتعايشة معها،وما الرمز والعلامة إلا أسس ووجوه ارجائية للغة التي يترجمون عنها.
لذا ،حاول البحث في وجهته النقدية والجمالية أن يقف علي مدي صلاحية التجربة الشعرية التي خاضها عدنان الصائغ بجميع مراحلها ،،فالوطن الذي أحتل في ذاكرته ركنا عظيما طوع لأجله اللغة، وسخر تحت إمرته عناصر الطبيعة وجمالياتها الامتناهية، ليخدم هذه البؤرة الرحمية في جل أعماله، فجاءت أشعاره السياسية حادة وجريئة، تعتصر الم الفراق، والم الغربة، والذي بدت خيوطه واضحة علي طول امتداد قصائده، ،وهذا ما جعلنا نتمثل هذا الغرض من حيث أنه، أي *الوطن *رمز طوع لأجله إستعمالات لغوية عديدة، كي تخدم، وتعزز من بروز هذا الغرض وإجازته المعرفية والفكرية، لذا كانت وجهة هذا البحث وجهة نقدية تحليلية امتست بريقا جماليا، في كشف لغة الشاعر، وما ينوب عنها في ارجاءاتها وأحالاتها التشفيرية المتعددة، وكله يدور في فلك سيميائي متشعب، تشعب اللغة التي هي فرع منه.
وختاما فإن هذا البحث جاء كتقريب حثيث للمعرفة الإنسانية في فهم هذه الشبكة المعقدة، التي تخلقها من الأساس اللغة في حركاتها النمائية المتطورة والغريبة المائزة والملتفة معا.