الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 367 |  |  |
| | | from | 367 | | |
المستخلص
استهدفت الدراسة موضوع مسئولية الطبيب ولا سيما فى العصر الحالى مع التطور الطبي و ما يصاحبه من أخطاء من ناحية و الوعي القانوني للأفراد من جهة أخرى. و لا شك أن المسئولية الطبية ليست وليدة العصور المتأخرة من تاريخنا البشرى: بل أنها قديمة تضرب جذورها في أعماق التاريخ الإنساني. فالدراسات و الاكتشافات التاريخية و الأثرية وجدت أن قدماء الفراعنة قد قطعوا شوطاً كبيراً في الطب و أكبر دليل على ذلك فن التحنيط الذين اشتهروا به: بل و أن فن التحنيط لا يزال من الأسرار غير المعروفة للأطباء حتى الآن. كما أنهم - الفراعنة - أول من عرف و ظائف الأعضاء البشرية: و تفصيلات الجسم البشرى و أقسامه و مسار الدورة الدموية ... إلخ . وكانت مهنة الطب لديهم تسجل فى كتب كان لها من القدسية ما حملهم على تكريمها فى الأعياد . بل و قد اهتم المشرع المصرى القديم بحماية الناس من الأطباء: فأوجب على الطبيب إتباع ما دونه كبار الأطباء فى كتاب السفر المقدس: و إلا تعرض للمسئولية و العقاب الذى قد يصل إلى الإعدام. و قد عرفت شريعتنا الإسلامية الغراء المسئولية الطبية و ناقشتها و عالجتها أيضاً بشرط أن يقوم بممارسة الطب العارف بمهنة الطب: و ذلك حفاظاً على النفس الإنسانية من التلف: و القاعدة الشرعية أن كل من يزاول عملاً أو علماً لا يعرفه يكون مسئولاً عن الضرر الذي يصيب الآخرين نتيجة ممارسة العمل. و قد جاء الحديث الشريف (من تطبب و لم يكن بالطب معروفاً فأصاب نفساً فما دونها فهو ضامن). لذلك فإن الشريعة الإسلامية الغراء تثير مسئولية الطبيب العارف و ليس الطبيب الجاهل حيث إن الأخير لا يعد طبيباً بالمرة لذلك لا يسأل على أساس المسئولية الطبيب