الفهرس 
القسم الاوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
المستخلص
القرآنُ الكريم نصٌّ مقدسٌ معجز، يختلفُ عن النصوص المعروفة لدى العرب الفصحاء؛ وله وجوه إعجاز لا تعد ولا تحصى، وكلما مر الزمن انكشف وجهٌ من الوجوه، وهذه الدراسة تتعرض لإعجاز النغم القرآني، حيث يشعر القارئ للقرآن الكريم بانسجام صوتي بين آياته، وذلك من خلال نغم خفي يشعر به ولا يحدد مصدره، وهو ناتج من انسجام السبك والحبك في فواصله، وما اشتملت عليه من معان قرآنية عظيمة، فهو يأسرُ العقلَ ولا تدري من أي جهة أخذ بقلبك، ولذا فإن الباحث تابع من سبقه في طريق البحث في النغم القرآني، مع اتخاذه وسائل جديدة قد تفيد في عرض الموضوع، والوقوف من خلال الفونيمات فوق التركيبية -محل الدراسة- على صورة أكثر وضوحا لهذا النغم الآسر، وكيف يهيمن على النفوس، عندما لا نتجه إلى التعامل المباشر مع دلالة الألفاظ إلا من خلال مقارنتها بما تقوله نغم القرآن المعجز. موضوع الدراسة هو الفونيمات فوق التركيبية في جزء تبارك دراسة تطبيقية، وهذه الدراسة تنطلق من مستوى أعلى من مستوى دلالة الصوت على المعنى، فالأثر الصوتي -المقصود به السياق النغمي- ثابتٌ يتكرر تأثيره حولنا؛ ويمكن تفسير ذلك من خلال فهم آلية عمل المخ عند استقبال الأصوات؛ فالصوت المنغم يثير مراكز المخ على نحو ما؛ مما يثير مناطق اللذة فيشعر المرء بالمتعة(مثلما يصنع القرآن)، وفي المقابل فإن الصوت المزعج –غير المنتظم-يثير مراكز المخ على نحو شديد؛ مما يسبب الألم أو الشعور بالضيق.