Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
إعادة إحياء المناطق ذات القيمة لتحقيق الاستدامة السياحية :
المؤلف
خيري، عبير أحمد علي أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / عبير احمد علي احمد خيري
مشرف / احمد فؤاد حسن مهدي
مشرف / هبه سامي منصور
مناقش / حسن عبد المنعم متولي
الموضوع
المناطق - السياحية - اعادة احياء .
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
373 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية
تاريخ الإجازة
17/11/2020
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية الفنون الجميلة - الديكور
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 449

from 449

المستخلص

يظل التطور والتغير هو السمة الطبيعية والحتمية التي ميزت مسيرة البشرية على مر العصور، وقد اتسمت المائة عام الأخيرة بالتطور والتغير المطرد حيث شهد القرن العشرين حربين عالميتين كما أحرز تقدماً في شتى فروع العلم والتكنولوجيا فاق حصيلة ما بلغه العقل الإنساني خلال كل العصور، بالإضافة إلى التغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية التي أثرت على حياة الأفراد وأسلوب تكوين أفكارهم وردود أفعالهم في مختلف الأمور الحياتية.
وكان نتاج هذا التقدم المتسارع تداخل وتشابك العديد من فروع العلم وتراكم الخبرات العملية والنظرية مما استلزم تقسيمها إلى فروع تخصصية ينفرد كل منها بمجال محدد تجرى من داخله الدراسات والبحوث لتحقيق المزيد من تقدمه وتطوره.
وقد كان مجال التصميم الداخلي Interior Designأحد التخصصات التي انشقت عن العمارة Architectureمنذ بدايات القرن العشرين وتشعبت إلى العديد من الفروع والخبرات، وتطور دور مصمم العمارة الداخلية كمتخصص يتخذ موقعه المستقل بذاته بحيث تجاوز أغراض المهنة في التصميم لقلة معدودة إلى التصميم للأعداد الكبيرة من الأفراد، فإن كل من المصممين المستقلين والمجموعات التصميمية قد دربوا على حل المشاكل التي تطرأ نتيجة حاجات المجتمع المتجددة والمتطورة عما هو أكثر من المأوى الأمن من عوامل الطبيعة، وما استهدف في الماضي إرضاء حاجات العميل البصرية والجمالية قد استمر وتواصل مع إضافة أبعاد جديدة مثل الإلمام بمواد وخامات التشطيب الجديدة، تقنيات الإنتاج الحديثة واشتراطات تصميم وتنفيذ أعمال البناء Building Codes، خصائص الاحتراق للمواد المختلفة وغيرها من أساسيات المعلومات القياسية،
ولقد تركت لنا العصور التاريخية في جمهورية مصر العربية العديد من المناطق التراثية
ملخص البحث:
تعد مشكلة المناطق الذات قيمة وكيفية التعامل معها من الإشكاليات الحديثة نسبياً التي واجهت التطور الاقتصادي بمصر ما بعد الثورة بمستويات متغايرة ومتفاوتة من التحديان التاليان:
• الاستجابة لدواعي التوسع والتطوير العمراني الحتمي للمناطق ذات القيمة وما يصاحبه من إزالة للمعوقات التي تعترض طريقه حتى من المبان والمنشآت القائمة.
• الحرص على الحفاظ على المناطق ذات القيمة واعادة احيائها لتحقيق الاستدامه السياحية ورفع الاقتصاد القومي لما تتضمنه من قيمة مادية وقيم من رموز ومعان معنوية ؛ رغم عجزها عن الوفاء بمتطلبات التغير تبعاً للاحتياجات المستحدثة.
ويقوم هذا البحث بعرض ودراسة لمشكلة كيفية التعامل مع المناطق المتقادمة التي تتراكم عدداً بشكل ملحوظ في الوقت الراهن بمختلف مدن العالم، مع بيان أسباب نشأة المشكلة ومراحل تطورها وأهم الاتجاهات والمداخل التي اتبعت لمواجهتها في مصر والخارج ؛ والتي تتراوح ما بين الترميم الدقيق مع الحفاظ على مواد المبنى وعناصره دون إجراء أي تغيير أو تعديل على المنشأ الأصلي، وبين التحديث الشامل وتحويل المبنى ليؤدي مهام وظيفية حديثة.
كما تنقسم اتجاهات معالجة المناطقذات القيمة إلى تلك التي تهدف للحفاظ على مواد المبنى والجسم المادي له، والوسائل الأخرى التي تهدف إعطاء دورة حياة جديدة للمبنى من خلال اتجاهات تختص بالارتقاء Upgradingبأدائه الوظيفي.
ورغم اختلاف المسميات لمداخل الحفاظ على المناطقذات القيمة فإن كل منها لا يمكن اعتباره إطاراً مستقلاً قائماً بذاته بمعزل عن بقية وسائل المعالجة. وعلى سبيل المثال فإن عمليات الحفاظ Conservationتنطوي ضمناً على عمليات حماية ووقاية Preservationإلى جانب إعادة البناء الجزئية لما هو منهار أو متداع، إلى جانب التجديد والتحديث لعناصر الخدمات والتجهيزات الفنية بالمبنى ، بالإضافة إلى طرح البدائل بتحويل المبنى أو إعادة توظيفه في حالة انتفاء الحاجة إلى وظيفته الأصلية. إلا أن جميع العمليات السابق ذكرها يتم التنسيق بينها وإجراءها تحت مظلة الحفاظ Conservationعلى المبنى.
وبالمثل فإن كل من اتجاهات الحفاظ والتعامل مع المناطقذات القيمة يتبعها اللجوء إلى عدد من العوامل المساعدة – بنسب متفاوتة وفقاً لظروف كل مبنى على حدة – بغرض بلوغ الهدف المنشود للأسلوب المتبع.
ونظراً لتعدد مداخل الحفاظ على المناطقذات القيمة فإن معايير التفضيل لاختيار أصلحها في التطبيق لكل حالة من المناطق تتوقف على الآتي:
• القيم التي يتضمنها المبنى ؛ حيث تفرض نوعيتها – سواء كانت مادية أو معنوية – إطاراً يلتزم به الفكر التصميمي المستحدث بغرض تأكيد هذه القيم دون المساس بها أو التعارض معها مع إعلانها بالتركيز على ما يتوافق مع طبيعة المبنى وخصائصه المميزة.
• الهدف من الحفاظ وإعادة توظيف المبنى.
ويستعرض البحث عوامل تدهور المناطقذات القيمة التي تعني بشكل عام تعرض كيانها المادي للتلف وانحدار أدائها الوظيفي بحيث تعجز عن القيام بالدور المنوط بها بصورة اقتصادية وآمنة.
كما عرف المبنى القديم المتدهور بأنه ”مبنى لا يواكب التطور في الاحتياجات المتزايدة والوظائف المستحدثة والأداء العصري بما يتناسب مع إمكانياته والقيم الكامنة فيه”.
ويستلزم وقف التدهور التعرف على أهم عوامله ومسبباته التي يتفاوت تأثيرها ما بين:
• التأثير المباشر على الجسم المادي للمبنى، وغالباً ما يبدأ تأثيرها تدريجياً تراكمياً ثم يتزايد متسارعاً على مدار العمر الزمني للمبنى.
• التأثير الغير مباشر من خلال عوامل البيئة والظروف المحيطة ؛ مما ينعكس أثره على تدهور الأداء الوظيفي والقيم الجمالية والرمزية للمبنى.
وتشير أمثلة المناطقذات القيمة في مصر والخارج إلى الاستجابة لمؤشرات ودلائل عوامل التدهور ذاتها ؛ مع الاختلاف في شدة ومدى التأثر بهذه العوامل وفقاً لمعطيات البيئة وظروف المجتمع والمجال المحيط بهذه المناطق . كما تشير إلى أثر العوامل الاقتصادية الذي يتدخل بشكل فعال ليضاعف من فعالية واستفحال أثر بقية عوامل التدهور على المناطقذات القيمة . حيث يتسبب كل من ضعف العائد المادي وقلة مصادر التمويل في تقاعس ملاك هذه المناطق وشاغليها عن إجراء الصيانة والاصلاح الدوريين اللازمين للإبقاء عليها في حالة لائقة ، أو عجزهم عن ذلك فظي حالة وجود الرغبة في الحفاظ عليها. كما أنه ينفي الدافع المنطقي للإبقاء على هذه المناطق عند غياب الوعي العام بالقيم الكامنة فيها، وذلك لانعدام الأساس الاقتصادي الذي يدعم تواجدها وبقاؤها – سواء على مستوى ملاكها أو شاغليها أو المجتمع المحيط ككل ، وبالتالي غياب دورها في المشاركة الفعالة بخطط التنمية الاقتصادية للمجتمع.
ويشير الاتجاه المتنامي للحفاظ على المناطقذات القيمة في مصر والخارج إلى حتمية توافر منهج علمي لإعادة توظيف هذه المناطق يكون بمثابة أداة إرشادية ملزمة يستعين بها المصمم عند معالجته لحيز قديم قائم يتضمن قيماً محددة بعكس التعامل مع الحيزات المقامة حديثاً.
حيث تتضمن إجراءات تحويل وإعادة توظيف المناطقذات القيمة القدر ذاته من الاحتراف والالتزام بقواعد المهنة، ومن أهمها الإعداد الجيد لعناصر برنامج التخطيط الذي يمثل منهجاً يلتزم به القائمون على إعادة توظيف المناطقذات القيمة بنفس الدرجة من الاهتمام بالفمل التصميمي، مع ترك المحاولات المهتمة بالحل التصميمي والاتجاه إلى تلك التي تهدف لتحديد المشكلة واستعراض البدائل المتاحة لتغطية متطلبات البرنامج التصميمي والوظيفي المقترح.