Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
انعكاسات الهجرة الريفية العائدة على أنماط العمل :
المؤلف
جبريل، سناء إبراهيم محمد حسن.
هيئة الاعداد
باحث / سناء إبراهيم محمد حسن جبريل
مشرف / عالية حلمي عبدالعزيز حبيب
مشرف / فوزى عبد الرحمن علي اسماعيل
مناقش / اعتماد محمد علام
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
300ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم علم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 300

from 300

المستخلص

تتبلور إشكالية الدراسة الراهنة في محاولة الكشف عن واقع المهاجرين العائدين من الدول الخارجية (عربية أو أجنبية)، وتأثير تلك الهجرة على واقعهم داخل أسرهم ومجتمعاتهم، وإلى أي مدى استطاع هؤلاء العائدون أن يُغَيِّرُوا من أنماط العمل والعمالة في القرية المصرية، وعلاقة تلك الأنشطة بالمتغيرات الجديدة في سوق العمل، والمرتبطة بمتغيراتٍ اجتماعية وثقافية واقتصادية متعددة، فضلاً عن تأثير تلك الأنشطة على تطوير ذواتهم وتنمية مجتمعاتهم.
فضلاً عن أن الهدف الرئيسي للدراسة الحالية يكمن في التعرف على ”انعكاسات الهجرة الريفية العائدة على أنماط العمل”، ويثير ذلك عدة تساؤلات تتمثل في:
1ـ ما الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للعمالة العائدة من الهجرة؟
2ـ ما الواقع الاجتماعي الذي عاش فيه المهاجر في بلاد المهجر قبل العودة للموطن الأصلي؟
3ـ ما طبيعة الأعمال التي عَمِلَ بها المهاجر أثناء هجرته، وعلاقتها بالأعمال التي يعمل بها الآن داخل قريته؟
4ـ ما نوعية الأعمال والأنشطة التي جذبت العمالة العائدة بعد العودة من الهجرة في ضوء التحولات التي طرأت على المجتمع المصري، والمتطلبات الجديدة لسوق العمل؟
5ـ ما التفضيلات التي أخذ بها المهاجر العائد عند اختياره لعمله الحالي؟
6ـ ما أكثر أنماط السوق جذبًا للعمالة العائدة: السوق الأولية أم السوق الثانوية؟
وفيما يخص الأهمية النظرية للدراسة الراهنة تكمن في كونها تتطرق إلى إحدى أهم الظواهر الاجتماعية التي عرفتها البشرية، وهي الهجرة العائدة، وفي ضوء ما تم استعراضه من الدراسات والبحوث، التي اهتمت بدراسة الهجرة العائدة نجدها لم تكتفِ إلا بدراسة تأثير هذه العودة على العمل الزراعي، سواء بالعزوف عنه أم الاستمرار فيه. أما الدراسة الحالية فهي تحاول رصد ما أحدثته الهجرة العائدة على كل من أسرة المهاجر ومجتمعه، والكشف عما أحدثته أيضًا من تغيرات في أشكال العمل وأنماط العمالة داخل المجتمع الريفي.
أما فيما يخص الأهمية التطبيقية للدراسة فتتمثل في توجيه نظر المسئولين إلى كيفية الاستفادة من استثمار المهاجرين لعائداتهم ومدخراتهم من الهجرة، هذا إلى جانب توجيه نظر الباحثين والمهتمين بشئون الريف إلى أننا بصدد ريف جديد يشهد تغيرات في أهم خصائصه المعروفة، التي يسود فيها العمل الزراعي بوصفه نشاطًا رئيسيًا، مع ظهور أعمال جديدة خارج مجال الزراعة يجب الاهتمام بها والوقوف عليها؛ بهدف زيادة اهتمام بالعاملين فيها، ومساعدتهم في تطويرها، والاستفادة منها لتنمية مجتمعاتهم.
قد استعانت الباحثة عند تفسير المادة الميدانية ببعض القضايا النظرية لكل من نظرية البنائية الوظيفية وقضية التغير الاجتماعي، ونظرية رأس المال البشري، ونظرية تجزئة سوق العمل وتفضيلات العمل.
كما تنتمي الدراسة الراهنة بوصفها تحليلاً للعلاقة بين ”الهجرة العائدة وانعكاسها على أنماط العمل ” إلى الدراسات والبحوث الوصفية التي تسعى إلى وصف ظاهرة الدراسة؛ بهدف لفت النظر إلى أبعادها والآثار المترتبة عليها ودراسة الظروف المحيطة بها.
ومن هنا فقد جمعت الباحثة في دراستها بين كل من المناهج الكمية والمناهج الكيفية، حيث أفادت المزاوجة المنهجية بينهما في فهم طبيعة موضوع الدراسة، وتحليل المادة الميدانية، وإعطاء صورة متعمقة عن الواقع الاجتماعي لهؤلاء المهاجرين العائدين، وتأثير ذلك على أنماط العمل بالقرية بما يتلاءم مع أهداف الدراسة. فمن حيث الأسلوب الكمي فقد اعتمدت الباحثة على منهج المسح الاجتماعي، ومن حيث الأسلوب الكيفي فتم استخدام منهج دراسة الحالة، بالإضافة إلى اعتماد الباحثة على أدوات كل من منهج المسح الاجتماعي، ومنهج دراسة الحالة، التي تمثلت في ”الاستبيان، دليل العمل الميداني، المقابلة، الملاحظة، الإخباريين، الإحصاءات والوثائق الرسمية، والتصوير الفوتوغرافي”
أما عن نتائج الدراسة الراهنة :
1- كشفت نتائج الدراسة أن السن وقت السفر تقع في الفئة العمرية أقل من 25 سنة، وهذا يؤكد أن فئة الشباب تسعى نحو الهجرة إلى خارج القرية؛ بحثًا عن فرص عمل وتكوين مستقبلهم، كما أن لديهم القدرة على تحمل أعباء السفر ومشقة العمل بالخارج؛ حيث بلغ متوسط سن المهاجر وقت السفر حوالي 21 سنة.
2- كشفت نتائج الدراسة الميدانية أن: الغالبية العظمى من أفراد العينة قد أكدوا أنهم كانوا يعيشون داخل أسر ممتدة قبل الهجرة، ونتيجة الهجرة والعودة منها انتشر نمط الأسرة النووية بين أفراد العينة، وظهرت أشكال جديدة للأسر الممتدة، التي تعد بدائل وظيفية لها، مثل نمط الأسرة الممتدة المعدلة، وقد يرجع ذلك إلى توفر رأس المال نتيجة الهجرة، إلى جانب إمكانية توفير المهاجر لمنزلٍ مستقلٍ، وقد بلغ متوسط حجم الأسرة النووية بين هذه الأسر ما بين 4 إلى 6 أفراد.
3- تبين من خلال نتائج الدراسة الميدانية استمرار مهنة العمل بالزراعة بالنسبة للمهاجر، سواء لنفسه أم لدى الغير بأجر؛ فهي المهنة الغالبة لمعظم أفراد العينة، ومن الجدير بالذكر أن معظم المهاجرين ما زالوا يجمعون بين العمل الزراعي وأي أنشطةٍ أو مهن أخرى، قد يكون تم اكتسابها من خلال فترة الهجرة بالخارج، أو فرضتها التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على القرية، كما أن العائد المادي من العمل الزراعي لا يكفي وحده مصدرًا للدخل. وهذا يدل على التغيرات التي طرأت على أنماط العمل بالقرية؛ نتيجة الهجرة والاتصال الثقافي بالمجتمعات الغربية.
4- كشفت نتائج الدراسة الميدانية عن ارتفاع نسبة من يعملون في مهنٍ وأعمالٍ ثنائيةٍ ومزدوجةٍ، كالعمل في الوظائف الحكومية أو وظائف القطاع الخاص كمهنة أولية، إلى جانب العمل بالزراعة كمهنة ثانوية، غير أن ذلك مَرَدُّهُ إلى عدم الاعتمادِ على مهنةٍ واحدةٍ؛ كالعمل في الزراعة، حيث ينخفض الدخل العائد من هذه المهنة؛ ومن ثم فهم يستعيضون عن قلة الدخل من النشاط الزراعي، بالعمل في وظائف أخرى، حتى أنَّ منهم من عَمِلَ في مهن أخرى؛ قد يكون تم اكتساب مهاراتها خلال فترة هجرتهم بالخارج، أو نتيجة التغيرات الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية التي طرأت على القرية، والتي ارتبطت بتطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا، وكل ذلك في إطار إقامة مشروعات وأنشطة جديدة، إلى جانب العمل الأساسي. وفي جانب آخر قام بعضهم بشراء أرض زراعية، واهتموا بزراعة المحاصيل التقليدية، إلى جانب بعض المحاصيل النقدية؛ تماشيًا وارتباطًا منهم بطبيعة النشاط الاقتصادي السائد في القرية، ولما للأرض الزراعية من قيمة رمزية خاصةً في المجتمع الريفي.
5- توصلت نتائج الدراسة الميدانية إلى أسباب تفضيل أفراد العينة العمل في الوظائف الحكومية والقطاع الخاص؛ لأنها تتميز بأجورٍ شهرية ثابتة، ووجود تأمينات اجتماعية وصحية، وكذا صرف معاشات في نهاية الخدمة وعند حالات العجز والمرض، على أن فترات العمل لا تخلو من صرف مكافآت، والحصول على ترقيات في إطار تلك الوظائف والأعمال الأخرى والأنشطة الجديدة، فهي وبالرغم من ذلك يعدها المهاجرون العائدون مهنًا ثانويةً؛ لزيادة الدخل وتحسين مستوى المعيشة، فهؤلاء نتيجة الهجرة يتوفر لديهم رأس المال.
6- كما أوضحت نتائج الدراسة الميدانية وجود بعض التغيرات التي حدثت على القرية مجتمع البحث، والتي تمثلت في تقديم المهاجرين العائدين بعض المساعدات لأفراد القرية المحتاجين، إلى جانب قيامهم بعمل مشروعات تخدم القرية، وتتيح فرص عمل لأفرادها بمختلف أعمارهم ومؤهلاتهم، فضلاً عن التبرع لبناء المساجد والأعمال الخيرية بالقرية وإسهامهم في بناء وحدة الغسيل الكلوي بالقرية (مجتمع البحث)، هذا إلى جانب إسهامهم في الإنفاق على إدخال الصرف الصحي بالقرية.
7- كشفت نتائج الدراسة الميدانية عن اكتساب المهاجرين العائدين للعديد من قيم العمل نتيجة الهجرة والعمل بالخارج، ويمكننا حصر هذه القيم من واقع الدراسة الميدانية في: (قيم الكفاح والمثابرة. قيم الصبر والعزيمة، قيمة إتقان العمل، قيمة احترام المواعيد، قيمة العمل الجماعي، قيمة تحمل المسئولية، قيمة أهمية الوقت واحترام الآخر)، وتعد هذه القيم من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الانضباط داخل بيئة العمل.