Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الجماليات عند جريجورى كورى بين أنطولوجيا الفن وفلسفة الفيلم /
المؤلف
العبد، زينب علي حسن.
هيئة الاعداد
باحث / زينب علي حسن العبد
مشرف / رمضان بسطاويسي محمد غانم
مشرف / حسام محمد السعيد رحومه
مشرف / رمضان بسطاويسي محمد غانم
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
405ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 405

from 405

المستخلص

يُعد جريجوري كوري فيلسوف معاصر شكلت اهتماماته في انطولوجيا الفن أهمية خلال الربع الأخير من القرن العشرين، وتتركز معظم أعماله في مجالي الفنون و المعرفة، وحاليًا ينصب اهتمامه علي الأدب والعقل، والطريقة التي يتم بها تصوير العقل في الأدب ومدي سوء أو جودة تمثيل هذه الأفكار حول العقل والتي نتلقاها عبر علم النفس التجريبي. ولقد كتب كذلك حول الأفلام والمشاعر والعواطف والأدب الساخر وعلم الآثار المعرفي.
هذا ما يعكس تشعب اهتماماته بين موضوعات الجمالية والتي ضمت السرد الأدبي وغيره، وصولاً إلي فلسفة الفن والتي تمثلت في شكل مناقشة الأعمال الفنية Artworks. و ظل الاهتمام بفلسفة الفن قائمًا بدايةً من أولي أعماله. وهو انطولوجيا الفن و حتي آخر مشروعاته البحثية.
رغم ما تعكسه كتابات كوري واهتماماته الأساسية والحالية بما يجعل دراسته بمثابة انعكاسًا لتطور النظرية الجمالية خلال العقود الثلاثة الأخيرة ؛ ما جعله قاسمًا مشتركًا بين المشتغلين المعاصرين بالجماليات وموضوعاتها المعاصرة من انطولوجيا الفن إلى فلسفة الفيلم، اتفاقًا معه في الرأي أو اختلافًا ونقدًا، نجد غياب تام عن الاهتمام بأفكاره حول الجماليات في الدراسات العربية ؛ فخلت المكتبة العربية من كتابات عنها، ومن دراسات تربطها بتاريخ الجماليات وتطورها. من هنا كان اختيار جريجوري كوري موضوعا لفهم الجماليات عنده وتقديمه للعربية لأول مرة ؛ لما تمثله آرائه الجمالية من حلقة مهمة في فهم الجماليات المعاصرة واتجاهاتها الجديدة.
لقد كان لــ كوري إسهاماته الواضحة في التقاليد التحليلية للفلسفة حيث تميز نهجه بالتكامل السلس للنقد الفني و النظرية الجمالية من ناحية، وعلم النفس التجريبي والبيولوجيا التطورية من ناحية أخرى. تتلخص فلسفة كوري عن الجماليات في أنها قائمة على التخيل والمعرفة، وهو يميل بشكل أكبر إلي التخيل على حساب الموضوعية.
بدأ كورى بحثه بوصف وتفنيد التجريبية الجمالية، حيث بدأت وجهة النظر هذه بتعريف العمل الفني بواسطة مجموعة من الخصائص أو المظاهر الاستثنائية، وظهر هنالك العمل على إنكار أن سببية الأصل هو ذات صلة بهذا التعريف. فعندما نتحدث عن الموسيقي، على سبيل المثال، نجد الحافز التجريبي محصور في شعار أن خواص العمل التي لا نعرفها على الإطلاق هي ببساطة بمجرد الاستماع إليها لا تعد خواص جمالية.
ذكر أيضًا أن التجريبية وجدت معناها الحقيقي في الجماليات، والذي يظهر في عمل فني أو لوحة على سبيل المثال من خلال الحس الفني الخارجي، الذي يجعلنا نتساءل عن القيمة الجمالية التي توجد في لوحة يُكشف عن قيمتها بمجرد النظر إليها. و تلك هي فكرة التجريبية المتمثلة في أن الجماليات تهتم فقط بالنظر إلى مظهر الأشياء و ليس جوهرها.
يري جريجوري كوري أن تاريخ الفن يتحول إلى قصة تدور حول تطور القدرات الجمالية. ولا يكون هناك حد دقيق بين الاثنين، حيث تمثل قصة التطور أيضًا قصة تغيير الأسلوب. وأن كثير منا يعتقد أن تاريخ الفن ليس مجرد تابع للجماليات. و أن القيم الفنية هي قيم تاريخية للفن. كما نري أن الاستجابات الفنية هي ليست استجابات فقط لخصائص خارجية - مظهر اللوحة وصوت الموسيقى ولغة النص – لكنها استجابات أيضًا لمواضع توجد بها تلك الأعمال في سرد يربطها بالفنانين، لأعمال أخرى، للمواد، لتغيير أنماط النوع و الأسلوب.
دافع كوري عن نظرية موحَّدة للأعمال الفنيَّة قامت بدورها في التَّمييز بين النَّوع
المألوف و الرَّمز المألوف، حيث يكُون العمل الفنِّي هو النمط التَّنفيذي الذي يؤدِّيه الفنَّان في اكتشاف بنية العمل. بينما العمل الموحَّد ما هو إلاَّ نوع من الاستكشاف للبناء عبر وسائل السِّياق التَّاريخي لهذا العمل، أمَّا تذوُّق العمل الفنِّي، فهو تقدير لشيء قام به شخص ما، و ليس خصائص الشيء الذي ابتكره شخص ما، ولذا نُقدِّر هذه المواقف (الأداء الموسيقي، إنتاج اللوحة الفنيَّة) المرتبطة بالإتاحة التي يُوفِّرها هذا النَّشاط.
إنّ العمل الفني كما - أكد ذلك كوري في العديد من كتاباته الجمالية والفنية- غير مستقل بذاته لأنه في حاجة ماسة إلى وجود ”مؤلفه” أو ”مبدعه” ليحقّق فعلا طابعه الوجودي-العيني. كما أنه في حاجة أيضا إلى ”قارئه” أو ”متلقيه” حتى يصبح من الممكن تعيينه أو تجسيده في الواقع الملموس، حينما يثير في المتلقي أو القارئ ”تجارب متنوعة من المتعة الجمالية، هي - بطبيعة الحال - مصدر القيمة الجمالية نفسها. و ربما يتم لها بلوغ نوع من التطور أيضًا.
لما كانت الأعمال الخيالية، السينمائية و غيرها، تستخدم الخيال. نادي كوري بضرورة وجود نظرية يكون لها توجه بيولوجي، توضح و تشرح الفائدة المكتسبة من امتلاك القدرة على التخيل. لذا قدم نظرية مفادها أن الخيال آلية عقلية لها استخدامات و خصائص معينة يمكنها أن تلقي الضوء على سيكولوجية الخيال، ووضع نظرية في التخيل البصري تتناسب مع الحالة السينمائية.
إن أحد فرضيات كوري تتمثل في أن استخدام الخيال أمر ضروري للمشاركة في الفيلم الخيالي، مستخدمًا نظرية المحاكاة لتحديد ما هو الخيال. ووفقًا لـ كوري كانت أحد الآثار الضمنية النهائية و المذهلة لاندماج التخيل في المحاكاة، أنه لا ينبغي اعتبار التخيل عمل واعيًا أو فعلاً قصديًا؛ لأن المحاكاة، إذا كانت تساعد على فهم عقول الآخرين، يجب أن يتم القيام بها بصورة غير قصدية غالبًا على مستوى اللاوعي.
قدم لنا منظورًا جديدًا لفكرة الخيال والسينما، ونادي بأن ما يتخيله المشاهد في الفيلم الخيالي ما هو إلا خيالي في القصة. وما هو خيالي يمكن أن يكون صحيحًا إذا كانت أحداث الفيلم تحدث في الواقع، ما هو خيالي في القصة هي جميع المقترحات التي من شأنها أن تكون حقيقية في الواقع لو كانت القصة حقيقية. و ذلك يسميه تخيل أولي. بينما تكون محاكاة تجربة الشخصية تخيل ثانوي.
يعد تناول كوري لفلسفة الفيلم مثير للاهتمام حيث يجعل السينما مميزة لكونها فنًا، وفريدة من نوعها بين الفنون المرئية، و بينّ لنا كيف أنها تشرك خيالنا وقدراتنا الإدراكية، وإحساسنا السردي، و كيف تستفيد أنماط معينة من السينما من واقعية السينما.
ناقش كوري ثلاثة صور للواقعية، وهي الشفافية، التي تدعي أن الأفلام ـ من خلال استخدام طريقة التصوير الفوتوغرافي ـ لا تمثل الواقع فحسب، بل تعيد إنتاجه أيضًا. والتشابه، و الذي يقوم على فكرة أن مشاهدة الأفلام تكاد تكون مشابهة لرصد العالم الحقيقي. و الوهم، الذي يدعي أن الفيلم قادر على إنتاج وهم من الواقع للمشاهد. يشغل معظم منظري الفيلم هذا الموقف فيما يتعلق بالعلاقة بين الفيلم و الواقع الذي يصوره على الشاشة. حيث رفض الشفافية والوهم و دعم التشابه. مدافعًا عن فكرة التشابه بالقول إن مشاهدة الأفلام تولد نوعًا من الخبرة التي تشبه التجربة العادية التي نشأت فينا أثناء إدراك العالم. تقول نظريته عن الواقعية الحسية أن الأفلام واقعية لأن مظهر الأشياء الممثلة فيها يشبه مظهر الأشياء الحقيقية التي هي صور فوتوغرافية.